حوار هادئ مع تروتسكي وصباح علي الجميع الابتعاد

Quote: المنطق والكون لم يبنيا علي التناقض ( أبداً ياتروتسكي ) يبقي السؤال أذمة جيل أم جيل أذمه ؟ بداية كامل أعتذاري للصديق العزيز تروتسكي لاقتباسي لعنوان البوست من بوست سابق له بالمنبر . فلربما لاعتقادي بأن عنوان البوست لهو من صميم ما تناقشنا حوله في العديد من القضايا السودانية ومثلنا مثل كل ثلاثة أعضاء في المنبر تسرب بنا الحوار لنناقش بعضاً من أشكلات المنبر حتي لانطبق علينا جميعا ما أجتمع بوردابي باخر حتي كان المنبر ثالثهما فللجميع التجلة . نحن جيل ولد وفي فمه معلقة أحباط . بفعل السياسة السودانية ( لها التجلة) كما وصفها السيد محمد أبراهيم نقد . ففي سبعينات القرن الماضي جأءت بنا الاقدار لنحط في وطن تحكمه أشرس الدكتاتوريات العسكرية وأكثرها دموية وفي الثمانينات نعمنا بعض الشيئ بقليل من الديمقراطية المشوهة ليأتي مرة أخري سدنة أغلظ من دكتاتورية السبعينات ليحرمونا من الكثير . لم نري جمال الخرطوم الا في أغاني الكاسيت ولم نستمتع بليلها بفضل قوانين حظر التجول والطوارئ . تقريباً تروتسكي أيضاً من نفس هذا الجيل . تعرفت عليه داخل الجامعة الاهلية و( عرفته يحمل قلباً خالص للحب وسيفاً خالص للثورة ) أزكر ذلك اليوم جيداً كنا نحن طلاب/ت الجبهة الديمقراطية نقوم بعمل منتدي اسبوعي ( كل خميس) لتنشيط العمل الثقافي في الجامعة .أهداني في تلك العصرية شريط لاذلت أحتفظ به لراعي حلمنا فيما مضي الاستاذ محمد وردي ( رد الله غربته ) كان الشريط عبارة عن أنشايد لاكتوبر الاخضر ( يعني لانحضرو لانسمع بيهو ) لاذال هذا الشريط يضيئ علي ظلمات غربتي فشكراً تروتسكي . من ذلك اليوم لم التقيه وكعادة السودان تفرق بنا السبيل وكل ذهب في طريق الي أن لمانا هذا الحوش فشكرا لبكري ابوبكر( وانشاء الله يوم شكرك مايجي) . أنا خرجت كالملايين الذين اثرو الغربة بعد أن ضاق بهم المليون ميل مربع بحثاً عن شروط حياة أفضل حياة حرة وكريمة . وفهمت من بعد ذلك أنه خرج ليؤسس قيمة الحديث الذي يقول ( أطلبو العلم ولو في الصين) بعد أن ضاقت ( الكم وتلاتين جامعة وكلية ) موصدين الباب أمامه وتفاجأت بعد أشتراكي بالمنبر برسالة طويلة عريضة مزينة بتروتسكي في نهايته وأنا الجاهل بأبجديات الرسائل المنبرية . ذكرني بكل هذه التفاصيل بعد أن أنمحت تقريباً من ذاكرتي والتي لم تعد تحتفظ بالاشياء الجميلة . في الفترة الاخيرة ظللت أتابع كل مايكتبه الصديق معتز وأحترت لامره ألي أن عقدت العزم علي فصل هذه الحيرة بنقاش طويل علي الماسنجر . عرفت من خلال ارائه الكثيرة بأنه أصبح كافراً بالعمل المعارض كفكرة وبأنه أثر الوقوف الي جانب اهله ليتمكن من خدمتهم من أي موقع بما فيه موقع السلطة الحالية . ولانني أثق في نبل أهدافه تريثت في النقاش معه حتي لاأطلق القول علي عواهنه فألجأ للخيار السهل والذي يسارع بأنهاء أي ججدال فكري ( ياخي الزول ده سقط سيبك منو) أبداً في تقديري أن افكاره هذه هي جديرة بالنقاش وجديرة بالتمحيص دون اللجوء لابغض الحلال . فلن يكون هناك طلاق بيننا طالما سنلجأ للكلمة وطالما سنؤسس واقعاً صلباً يستحمل نقاشاتنا هذه . أختلافي مع الاخ معتز هو أنني اري بأن هذه السلطة غير شريفه وأن العمل مع مجموعة بهذه المقومات التي تمتلكها الجبهة الاسلامية لهو القذارة بعينها . وفي تقديري أن حل الاشكال الاساسي يبدأ بتفكيك هذه السلطة ومن ثم بناء الوطن الذي طالما حلمنا به . الحديث الذي ذكره لي الاخ تروتسكي عن قذارة السياسة السودانية وساستها لا أري فيه مايدعوا للدهشة والحيرة . بل مايدعوا لذلك هو هذا الموقف الرمادي الذي يقفه هذا الصديق من قراءته للواقع السياسي السوداني . أنا أجزم بأن الحالة السياسية تدعوا للاحباط لكن لاتدعوا للاستكانه وهذا هو هدفهم بالضبط خمسة عشر عاما فارقنا فيه من فارقنا من الاصدقاء/ت الذين ذهبوا بعد أن قالو كلمتهم بصدق وشرف دون اي مواربة . أنا أري بأن جيلنا مكلف بالكثير نحن أثرنا ياصديقي ( القراءات الجاهزة) والاحكام المفصلة فلنحاول مرة واحدة مرة واحدة فقط ياتروتسكي لان نكون . حينها صدقني سينقشع هذا الدخان الذي أمامك وستري الاشياء جيداً حتي ولو لم تبرح العتمة مكانها فقط كن ماتقول ياصديقي ولاتكن أبداً سواك . أخوك خضر