وبلقاك في طيف الاماني الذائبة في رنة وتر / دكة وينك يامان ؟

Quote: كنت عائدا لتوي من احدي خمارات الليل وبحوزتي كيس جيلاني ربط من اطرافه لضمان ان لايبقي نقطه داخل هذا الكيس عند افراغه في براد الشاي .. كنت امتطي حيرتي وسفنجتي .. تري اين اجد الاصدقاء في هذا المساء الذي بدأ غريبا ولكأن اليوم ماراس السنه ولا يحزنون .. التفت لاجده بابروله او اما كنا نسميه مجازا (ابرول) يحمل في يمناه عدة الشغل .. كمين مفك وزرديه واشياء اخري تخص الورشه .. كان يبحث هو الاخر عن ذوادة الليل كيف لا واليوم هو رأس السنه بالرغم من اننا كنا نحتفل باعياد الاستقلال منتهزين فرصه اطفاء الانوار في الثانيه عشره لنحدث ضجيجنا دون ان يلتفت الينا احد حراس المشروع الحضاري .. باغتني في هذا الظلام ولكأنه احد اؤلئك المتاعيس .. شلنا ماشلنا في تلك الليله بحثنا عن اشرف دون ان ندري انه سبقنا الي (العمود) ذهبنا وهم في بدايات احتفالهم .. وكان اشرف يغني تحديدا في تلك اللحظه (ياعيون المها) بدأ جميلا هكذا ليصل معنا في زمن واحد .. وعندما اشتعل الراس بما كنا نحمله قبل لحظات .. بدأت تغني غناك الحزين .. بدأته هكذا بقصيده لجيلي عبد الرحمن .. كنا نردده دائما مع بعضنا (الان يبصق علي وجه المقاتل شاهدو الزور واشباه الرجال) .. ولكأن (عبد الخالق) موجود بيننا يعلمنا..نناجيه ونناديه ونبتسم ونقف اجلالا لذاك الموت الذي اثري الكثير في دواخلنا .. فتبدأ ثم نغني( للشفيع ولقاسم امين ولجوزيف ولعلي فضل ولعلي عبد اللطيف وصحبه ولعبد القادر الحبوبه للقرشي) كل مناسباتنا الوطنيه والحزبيه نختصره في هذا اليوم .. فالسودان بدأ من هنا وهو يعني اضافة لذلك. ميلاد الكثيرين في وطني واحد واحد ومن ثم تختار الدايرو هربا من الالزاميه او لشيئ في نفوس الاخرين .. نحن لايعنينا هنا الكثير عدا الغناء .. الغناء ذاكرة تمشي بيننا ..نطوف حولهافتمدنا بالمعاني التي افتقدها .. الا ذلتم تعطرون سماواتكم بالغناء والنشيد المر .. انا اغني بالرغم من نشاز صوتي .. اغني حتي لاتهزمني هذه المدن بتفاصيلها السمجه .. هذي المدينه ياصديقي لاتشبه احلامنا او هو التناقض بنفسه .. يااااه تزكرت اخيرا ماذا يشبه ... يشبه التناقض الذي في راس المال وذاك التنظير الذي تناقشنا فيه طويلا ان الرسماليه تحمل في دواخلها عناصر فنائها .. انا الان في بيئه تجعلني احمل عناصر فنائي كلها الجأاليكم لمواجهته .. الواقع اكثر تخلفا بالرغم من المدنيه الظاهره للعيان الا ان التخلف يتجدع في طرقات هذي المدينه البائسه .. حتي الشوارع لاتشبه شوارعنا شوارعنا التي تتمدد حينما تكون المظاهره (تملأ العين) وتضيق عندما يطاردنا العسس .. اي مد واي جزر ومن اي طين تلك البلاد قبل ايام صادفتني يافطه ( تدعو للتبر ع لمسلمي دارفور) وبقربها (لمسلمي البوسنه والهرسك) انتبهت اقشعر جسمي .. هل وصل بنا الحال الي هنا تخيلت حينهابأن دارفور تطاردني اينما ذهبت او السودان .. فمن اين لي بدارفور وانا الان علي بعد امتار من مياه الخليج العربي.. وماذالت امني نفسي ان املأ كفيي لارتوي من بحر القبه(او النيل الازرق) نكون عائدين لنغشي اصدقاؤنا هنا وهناك (بن بن نازك علي بطه في سوق ابو دومه عمك الطيب يوسف قبل رحيله الجميل ونسه مع ساندا او مريم نقاش عريض مع عبد الخالق ) كلهم اصدقاء بحجم الفجيعة التي تكتبني في هذي اللحظه