مجداً وخلود شهداء كجبار (وماذا تبقي من الوطن )

Quote: لقي (4) اشخاص مصرعهم وأصيب (9) آخرون في مصادمات بين الشرطة ومتظاهرين رافضين لبناء سد كجبار بالولاية الشمالية فى تصعيد جديد للموقف, فى وقت اتهمت فيه اللجنة المناهضة لقيام سد كجبار الحكومة بالتراجع عن وعدها السابق بوقف العمل بالمشروع من خلال تجريف الأراضي. وقالت الشرطة في بيان صادر لها أمس أن مجموعة من الأشخاص انحرفوا عن التظاهرة السلمية وحاولوا مهاجمة مركز دراسات السد عند بلدة (سبو) مما دفعها للتصدى لهم. وفى الأثناء أدانت مجموعات سياسية ومدنية الحادث واعتبرته مؤشرا خطيرا. تجريف الأراضي وجاءت المواجهات عقب تخوف المواطنين من تجريف أراضيهم الزراعية مما دفعهم الى تنظيم مسيرة سلمية لإيقاف الإجراءات الجديدة. وأبلغ المتحدث باسم اللجنة الشعبية العليا لمناهضة سد كجبار نبيل عبد المطلب (السوداني) في اتصال هاتفي من قرية فريق بشمال السودان ان (4) مواطنين لقوا مصرعهم برصاص من الشرطة وأصيب (9) آخرين بجراح؛ حالتان منها فى ظروف حرجة، وتم نقل المصابين الى مستشفي دنقلا حاضرة الولاية الشمالية، فيما تم حفظ الجثث بمستشفى فرّيق. والمتوفون هم 1/ عبد المعز محمد عبد الرحيم (طالب 25 عاما، إصابة فى الرأس),2/ محمد فقير محمد سيد أحمد (20 عاما، إصابة فى أعلى الرأس)، 3/شيخ الدين حاج أحمد (30 عاما، إصابة فى الرأس) و4/ صادق سالم (40 عاماً). ولعدم توفر مشرحة قام المواطنون بإحضار كميات من الثلج من مدينة كرمة. وقال عبد المطلب ان اللجنة والمواطنين سيروا تظاهرة الى المهندس المقيم في منطقة فريق بعد ان بدأت الآليات تجرف الأراضي الزراعية، موضحا أن التظاهرة كانت على بعد اكثر من خمسة كيلومترات من آليات ادارة السد، وتابع أن الشرطة اندفعت نحو مكان تجمع المتظاهرين وأطلقت الغاز المسيل للدموع وأردفت ذلك بإطلاق الرصاص مما ادى الى مصرع الأشخاص الأربعة وجرح آخرين، متوقعا ان تبدأ السلطات القيام بشن حملة اعتقالات وسط المواطنين، مشيرا الى اندلاع حريق هائل في مزارع النخيل بالمنطقة نتيجة لإطلاق النار. وأكد عبد المطلب الى المواطنين تجمهروا امام المستشفى بعد نقل القتلى والجرحى ولم يصل إليهم اي مسؤول، وقال (حتى الآن لم يتصل مسؤول سواء من الولاية او الخرطوم او الحضور الى المنطقة)، مؤكدا تمسك مواطني كجبار النوبية برفض انشاء السد وترحيلهم من ارض اجدادهم، وأضاف ان الحكومة خدعت الأهالي بنيتها انشاء فندق عالمي في المنطقة بعد رفضهم انشاء السد منذ العام 1994، وزاد (لكن الحكومة عادت بعد ان اتفقت على سحب الآليات الى الشروع فورا في بناء السد ضد رغبة المواطنين)، مبينا ان لجنته الشعبية سلمت مذكرات الى رئيس الجمهورية المشير عمر البشير والبرلمان والقوى السياسية المشاركة والمعارضة للحكومة ومنظمات المجتمع المدني، مجددا إعلان ان مواطني المنطقة لن يتنازلوا عن الدفاع عن حقوقهم مهما كلفهم ذلك، وقال (لن تخيفنا الرصاصات التي تطلقها اجهزة الأمن والشرطة علينا وسنموت على ارضنا والآن قدمنا الشهداء). انحراف المسيرة قالت الشرطة ان مجموعة من الأشخاص انحرفوا عن مسيرة فى منطقة سد كجبار وحاولوا مهاجمة مركز دراسات السد عند بلدة (سبو) وحاولت قوة الشرطة المتمركزة فى المكان لحمايته صدهم بالغازالمسيل للدموع لكنهم رفضوا الانصياع الى اوامرها وواصلوا هجومهم على المركز مما اضطر القوة الى استخدام السلاح النارى مما الى وفاة (4) اشخاص وجرح (10 ) آخرين مع حدوث اصابات فى صفوف قوات الشرطة. وأوضح (المكتب الصحفى للشرطة) ان قوات الشرطة سيطرت على الوضع وعادت الحياة الى طبيعتها، وأكد ان قوات الشرطة ستظل تؤدي واجبها صوناً للأمن وحماية للممتلكات. قتلى وإصابات خطيرة من جهته اكد الطبيب الذي اشرف على تحرير شهادات وفاة الذين قتلوا بالرصاص دكتور محمد يوسف لـ(السوداني) ان المصابين الذين احضروا للمستشفى جراحهم خطيرة وأن الآخرين اصابتهما في الرأس وتم نقلهم جميعا الى مستشفى دنقلا لتلقي العلاج، مشيرا الى انه حرر الشهادات الطبية الخاصة بالشرطة (اورنيك 8) لإجراء فتح بلاغات ضد الجناة. ولم يتسنَّ اخذ الرد من مسؤولي الحكومة وإدارة السد, وأوضح أنه سيتم تسليم الجثث إلى ذويها بعد الحصول على الإذن من قاضى محلية دلقو. وطالب اتحاد أبناء حلفا السكوت والمحس فى بيان، تلقت (السوداني) نسخة منه، الحكومة بإجراء تحقيق فورى مع المتسببين فى الحادث، محذرا من تأزم الأوضاع بالمنطقة، واعتبر أن المواجهات بداية فتنة ودمار شامل بالولاية الشمالية. ونبه البيان إلى مخاطر تجاهل المطالبات لحل القضية سلميا. وأدانت الحركة الشعبية على لسان مسؤول الولايات بالحركة أقوك ماكور الحادث، معتبرة أنه يتوجب على الحكومة التعامل مع المواطنين بطريقة سلمية وليس باستخدام العنف، وقال إن على حكومة الولاية إيجاد مخارج مناسبة للأزمة، كما طالب الشرطة بالتعامل مع المواطنين وفقا للقانون، مشيرا إلى قيامهم بتكوين آلية للوقوف على ملابسات الحادث. وعبر عضو المجلس الوطني فوزي عبد الرحيم محمود عن أسفه لتطور الأحداث بسبب سد كجبار، مشيراً الى أنه كان يتوقع حدوثها بسبب تجاوب الجهاز التنفيذي مع الجهاز التشريعي. وأشار في حديثه لـ(السوداني) انه تقدم بطلب احاطة لوزير شؤون الرئاسة في السادس عشر من مايو الماضي الا أنه لم يتم عليه حتى الآن، وأضاف انه اذا استمر الجهاز التنفيذي في تجاهل الطلب سيلجأ الى المحكمة الدستورية لمقاضاتها باعتبار أن المجلس الوطني جهاز رقابي، وحذر من أن تتحول المنطقة الشمالية الى دارفور اخرى ان لم يتم تدارك الأمر، داعيا الى عدم الاستمرار في اجراء الدراسات حول سد كجبار حتى لا يتفاقم الوضع. الخرطوم - لندن: سري – نبيلة –حافظ – محب