|
Re: ( الخَرَز نغمٌ يُطرب الذاكرة (Re: عبدالله الشقليني)
|
الاستاذ عبدالله الشقلينى
لك التحية والاعجاب بنظمك لروائع الكلم لتقص علينا حكايات مضت وانقضت واصبحت من الماضى ولكن - لاننا من ناس زمان كما يقول ابناءنا - يظل فى وجداننا شىء من حتى من ذلكم الجمال وتلكم الابداعات من أزمنة النقاء والطهر والعفاف ... لك التحية وانت تنحت فى اعماقنا صورة عصية على فهم ابناء هذه الايام لنوعيات الشجن والغناء الجميل وللاصوات النسائية والتى كانت ملكة الساحة والتى ما زوال الطرب يعنيها والفؤاد يميل اليها كلما سنحت سانحة فكانت المغنيات فى أصقاع السودان كانما يخضعن للجان نصوص موحدة فاصواتهن ملائكية تبعث الطرب مع بدء دقة الدلوكة أو نقر الشتم ... فى قرى الشمال حينما يبدأ الشتم فى الصليل ينتقل صوته بين القرى وهنا لا تحتاج الى دعوة بل تسرج دابتك وتيمم وجهك شطر صوت الشتم ويقينا ستقضى ليلة طروب ليست مثل ليالى هذه الايام ولكنها ستبقى فى أعماقك ذكراها ما حييت ويبقى صوت المطربة يتردد صداه جواك ... الشكر لك وانت تبحر بنا الى الماضى الجميل الرقيق الرائع .... ولكن
أراك اخى اخيرا تحاملك على اهلنا فى تلكم الأيام كثيرا ونعتهم بابشع النعوت حينما قلت :
Quote: يبدو أن أهلنا لا يعرفون المحبة الإنسانية . حجبت أعينهم غشاوة سميكة . أصبح العشق عندهم كالداء ، يستقصدونه بالبتر . لا يقبله مجتمعنا إلا من خلال أطر و قوالب صارمة . تتحول العلاقة بين الرجل و المرأة عندهم الى تعوّد و عُشرة ، و لا تبدأ الا بعد الزواج الذي يتم وفق رغبات الأهل . هؤلاء يبدلون ناموس الحياة و الفطرة ، يجففون نبع الإنسانية من وهجه و بريقه . إنني أحسب أن معظم أهلنا لم يتعرفوا على العشق و لم يتذوقوا حلاوته طوال حيواتهم |
وكأنك نسيت عزيزتى أن تلك الايام كان جُل الغناء للشرف والشجاعة والشهامة والكرم وكانت البيوت مفتوحة للغريب وعابر السبيل وكان [بوصيكم على السيف السنين اشروه] لا سيما وان احداثاً جسام مرت على وطننا منذ المهدية والاستعمار جعلت الناس يتخذون المواقف الأصعب لحماية بناتهم وابناءهم ورغم ذلك كانت قصص الحب أكثر من أن تقال ولنا فى صدر المقال والاستشهاد بغناء الثلاثيات خير دليل على أن الحب كان متفشيا ومنتشرا والكل يحب ولكنه يغلب التقاليد على قلبه انهم يتبعون العقول فى حماية الاسرة مضحين بقلوبهم الغضة الندية المحبة للجمال .. هل نسيت عزيزى اغنية بيت الخياته ؟؟؟؟ كيف لا يحبون سيدى وهم الحب كله ...
أشكرك واشكر وجودك فى المنبر وبحق مثل مقالاتك تعطى للمنبر معنى ومن يقرأك مرة يجد نفسه تشتاق ليراعك الندي ولملكتك الساحرة فى نظم الحروف المخضرة التى تبعث الجمال فى النفوس .. انك لفخر لمنبرنا هذا ولذا ارجو ان اقرأك دوما عزيزى كلما سنحت لك الفرصة لتمتعنا بهذا الجمال..
ولك الحب والوداد ...
|
|
|
|
|
|
|
|
|