عليكى اللعنة: وفاء ساطان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 11:02 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة بريمة محمد أدم بلل(Biraima M Adam)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-12-2006, 03:47 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عليكى اللعنة: وفاء ساطان (Re: Biraima M Adam)


    صراع حضارات؟!! (2)
    من المعني أكثر من غيره بفهم طبيعة الصراع بين الغرب الذي يمثل كلّ ديانات الأرض وبين الاسلام الذي
    يمثل نفسه؟!!
    يصعب على معظم الغربيين، كما يصعب على معظم المسلمين، ان يفهموا اوجه الصراع!
    يخطئ من يظن، في كلا الجانبين، بأن مايحدث هو صراع حضارات!
    الصراع دائما يعني اصطدام نقيضين.
    الحضارة لا يمكن ان تصارع حضارة. الخير لا يصارع خيرا ولا الشرّ يصارع شرا.
    وحدها البداوة تصارع الحضارة والبدائيّة تصارع المدنيّة والخير يصارع الشرّ.
    وحده النقيض يصارع نقيضه!
    مانراه هو صراع افكار، صراع عادات وتقاليد وأعراف. أحد الجانبين فيها يمثّل مفهوما والآخر يمثّل نقيضه.
    الحضارات تتنافس لكنّها لا تتصارع! وعندما يبلغ تنافسها حد الصراع تفقد ميّزاتها الحضاريّة.
    التنافس بين الحضارة الفرنسية والحضارة الامريكيّة واضح وضوح الشمس.
    في اليوم الذي اعقب مجزرة ايلول الارهابيّة كتبت جريدة الليموند الفرنسيّة على صفحتها الأولى: كلّنا امريكيّون!
    بينما نزل المسلمون الى الشوارع يرقصون ويغنّون!
    الحضارة الفرنسيّة لا يمكن ان تتصارع مع الحضارة الأمريكيّة، لكنّهما قد يتنافسان.
    طالب مجتهد يتنافس مع آخر مجتهد، لكنّ الصراع يميّز العلاقة بين طالبين متناقضين في درجة اجتهادهما.
    التنافس بين قطبين يعكس دائما اوجه التشابه بينهما اكثر مما يعكس اوجه الخلاف.
    *********************
    ما نراه من صراع اليوم على الساحة الدولية ليس صراعا بين الحضارات وليس صراعا بين الأديان، انّه صراع بين نقيضين..
    صراع بين زمنين..
    بين عقليتين، عقليّة تنتمي الى القرون الوسطى واخرى تنتمي الى القرن الواحد والعشرين.
    إنّه صراع بين القمع والحرية..
    بين الديكتاتورية والديمقراطية..
    بين الهمجيّة والعقلانيّة..
    بين احترام حقوق الانسان وبين اغتصاب تلك الحقوق..
    بين من يصنف المرأة مع الكلب والحمار وبين من يعتبرها مقياسا لحضارته ورقيّه..
    ********************
    من الأقدر من الناس على فهم طبيعة ذلك الصراع؟!!
    الانسان الذي يستطيع ان يفهم طبيعة ذلك الصراع أكثر من غيره هو الانسان الذي يعيش في العالمين..
    هو الانسان الذي يجرّب النقيضين..
    بضعة ساعات من الطيران كفيلة ان تنقلك من اقصى هذا الصراع الى ادناه فتتعرف على طبيعته وأسبابه.
    تلك الامور لا يعرفها الانسان الغربي ولا الانسان المسلم الذي لم يبرح يوما حدود عالمه!
    ولذلك استطيع ان افترض، ولو من باب الجدل، ان المسلمين المهاجرين أكثرمن غيرهم قدرة على فهم طبيعة هذا الصراع، لأنهم عاشوا في العالمين وتسنى لهم ان يروا مالم يستطع ان يراه غربي لايعرف عن الاسلام شيئا او مسلم لا يعرف عن الغرب شيئا!
    ولكن المشكلة في طبيعة العقيدة الاسلامية التي تحدد ساحة الرؤية عند معتنقها فلا يرى إلا ما تسمح به حدود تلك الساحة!
    يعيش المسلم معظم سنوات عمره في الغرب ولا تصدق عندما تقابله الا انه غادر الربع الخالي لتوه!
    يركب احدث السيارات الأمريكية وكأنه يركب جمله!
    يأكل غازيا.. يحاور غازيا.. يمشي غازيا.. يكتب غازيا.. يعيش حياته برمتها غازيا!مايكسبه من هذا العالم غنيمة وما يقدمه منّة!
    ********************
    في المدينة التي أعيش بها توزع بلديّة المدينة على كل بيت ثلاثة براميل للقمامة.
    برميل للأوساخ التي لا فائدة منها وبرميل آخر لمخلفات الحديقة كالأعشاب والأزهار والبقايا الناجمة عن تقليم الاشجار، والبرميل الثالث للمعلبات والأوراق القابلة لاعادة التصنيع.
    طبعا الغاية من هذا التصنيف هو حماية البيئة من التلوث. واعادة الاستفادة من الأشياء القابلة لاعادة التصنيع.
    كنت مدعوة على طعام الغداء في بيت صديقة مسلمة. في آخر الحفل قمنا بتنظيف المائدة وقامت هي بالقاء كل شيء في برميل الأوساخ.
    سألت سعاد مستفسرة عن سر تصرفها فردت: لعنهم الله! اتريدينني ان اساهم في تنظيف بييئتهم وهم يساهمون في تلويث بيئتنا؟!!
    ألم تسمعي بارتفاع عدد الاصابات بالسرطان في الاردن بسبب حرب الخليج؟!! ألم تسمعي كيف تقوم اسرائيل بتلويث مياهنا بالمواد المشعّة؟!! ألم تسمعي بالمومسات اللواتي
    يرسلهن اليهود الى مصر كي يساهمن في نشر الايدز.. ألم .. ألم...؟!!
    ـ نعم.. نعم سمعت بكلّ هذا، ولكنني لم اسمع بأن حيوانا يأكل من عليقة ثمّ يرفس فيها وهو يعلم بأن اولاده واحفاده واحفاد احفاده ستأكل من تلك العليقة!!
    عندما زرت سوريّا العام الماضي برفقة زميلتي الدكتورة لاسلي مارتين، كانت لاسلي تضع النفايات من ورق وبقايا طعام في محفظتها حتى تعود الى البيت وتعثر على برميل للقمامة، علما بان معظم الشوارع في الأحياء التي زرناها لم تكن تختلف عن ايّ برميل للقمامة!
    هل سعاد تمثل حضارة ولاسيلي تمثل حضارة اخرى؟!!
    التناقض بين تصرف سعاد ولاسيلي يعكس صراعا بين البداوة والحضارة، وليس بين حضارة وحضارة!
    *******************
    قد يحتج عليّ احدهم، كما جرت العادة، بقوله: ولكن سعاد لا تمثل الاسلام وعليك ان تميّزي بين الاسلام والمسلمين!
    لهؤلاء أقول:
    سعاد هي الاسلام، والاسلام هو سعاد!
    في حجة الوداع قال النبي محمد: اليوم اتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا!
    ما فعلته سعاد هو مظهرمن مظاهر تلك النعمة، ونتيجة حتمية لتعاليم ذلك الدين!
    تقرأ سعاد حديثا نبويا:
    "من لم يغزو في حياته ولم يتحدث عن غزو فقد مات وهو في شعبة النفاق"
    لماذا يغزو الانسان؟ ولماذا كان محمد يغزو؟!!
    ماهي الغاية المرجوة من الغزو؟!!
    لا اعتقد بان احدا على سطح الأرض يستطيع ان يختلف معي على أن الغاية من ايّ علمية غزو هي إمّا كسب منفعة وإما الحاق ضرر، وعلى الأغلب الاثنين معا!
    في القرن الواحد والعشرين، وفي أمريكا بالذات، لا تستطيع سعاد ان تغزو ولا ان تتحدث عن غزو!
    لا يجد الغزو له مكانا في حيّز وعيها، فيتلاشى مع الزمن ويغيب من ساحة تفكيرها!
    ولكن الغاية المرجوة منه تبقى في حيّز اللاوعي عندها وتلح على سعاد بعناد كي تسعى نحوها.
    تسعى سعاد، مدفوعة من قبل الرغبات المطمورة في حيز اللاوعي عندها، دائما لكسب منفعتها والحاق الضرر بغيرها.
    الرفاهية التي حققها لها هذا العالم الذي تعيش فيه هي المنفعة التي سعت لاغتنامها، والتلوث الذي تساهم به هو الضرر الذي ألحقته بعدوها.
    *******************
    الانسان الذي يتبنى ثقافة الغزو انسان يخرج الى الحياة مشوها.
    يعيش عمره راكضا وراء غنيمة أو ساعيا الى الحاق ضرر.
    العقلية الغزاوية عقلية مريضة، تغنم بلا قانون وتضرّ بلا شفقة!
    لقد سقط الانسان المسلم ضحيّة لتلك العقلية، وليست سعاد إلاّ برهانا على تلك الحقيقة.
    الوضع المأساوي الذي آلت اليه المجتمعات الاسلاميّة هو نتيجة حتميّة لفلسفة الغزو والغنائم.
    صديق مصري مسلم خبير بالشؤون المصريّة أكد لي مؤخرا بأن ودائع حسني مبارك واولاده في البنوك الغربيّة تزيد عن 120 بليون دولارا.
    لست خبيرة بعلم البنوك ولا اتابع البورصة ولا يهمني كثيرا مصداقيّة هذا الرقم، ولكنني على ثقة بأن أحاديث النبي محمّد عن الغزو والغنائم هي التي شوهت حسني مبارك وليس هو الذي اساء فهمها، وهي التي شوّهت سعاد وليست هي التي اساءت فهمها!
    تريدون حكاما يأمرون بالعدل وينهون عن المنكر؟!!
    علّموا الناس أن يأكلوا رغيفهم بعرق جبينهم لا أن يغنموه من عدوّهم، علموهم بأنّ الغزو جريمة وبأن الحاق الضرر خسّة!
    استبدلوا ثقافة الغزو والغنائم بثقافة العمل المثمر والكسب المشروع.
    سعاد ومبارك ضحيّتان من ضحايا فلسفة الغزو والغنائم. عندما تسعى سعاد لتلويث البيئة عمدا وعن سابق قصد، وعندما يسعى مبارك لاستنزاف ثروات بلده وتجويع مواطنيه عمدا وعن سابق قصد، إنّما يسعى كلاهما، وبأمر من النوايا المطمورة في حيّز اللاوعي عندهما، الى كسب غنيمة والحاق ضرر!
    ********************
    الكلمة هي الأصل. هي التاريخ والحاضر والمستقبل!
    نحن نتاج الكلمة التي حملتها الرسالة المحمّدية!
    يصعب على أحد فينا أن يتصور مدى الأثر الذي تتركه الكلمة سواء كان ذلك سلبيّا ام ايجابيّا!
    الفوضى التي يعيشها الناس في أيّ مجتمع اسلامي، هي ثمرة من ثمار الفلسفة الاسلاميّة.
    انظروا الى أي رجل مسلم يتبوأ منصبا، ابتداء من رئيس الدولة وانتهاء برئيس مخفر شرطة، ودعونا نقيّم اول عمل يقوم به بعد تبوأه لذلك المنصب!
    "الاقربون اولى بالمعروف"!
    يسعى بيديه ورجليه للبحث عن اقربائه. لا يترك "صايع" في عشيرته ولا "ثرثري" في قبلته ولا "حرامي" في عائلته إلاّ ويغمره بما ملكت يمينه!
    ينهب "المنصب" متعاونا مع جاره الثامن قبل التاسع ومع التاسع قبل العاشر!
    درجة القرابة تحدد حجم الغنيمة ومقدار الضرر.
    لا قيمة عنده للكفاءات، ولا قدرا للملكات والمهارات!
    يتحول المنصب برمّته الى فريسة يجتمع عليها وحوش عائلته وعشيرته وقبيلته بالتدريج، ابتداء بالأقرب وانتهاء بالأقل قرابة!
    "الأقربون اولى بالمعروف" فلسفة لا تخلّف سوى الظلم والقهر والفقر. تقضي على التواصل الانساني وتعزز العصبية القبلية وتعمي الفرد فلا يرى في غيره قيمة انسانية إلاّ من خلال درجة قرابته له.
    اليس في العراق رجل كفؤ للقيادة سوى عدّي وقصيّ صدام حسين؟!!
    اليس في سوريّا رجل كفؤ ليستلم القيادة سوى بشّار حافظ الأسد؟!!
    اليس في مصر رجل كفؤ ليتصرف بخزينة الشعب المصري سوى جمال حسني مبارك؟!!
    اسألوا نبيّ الاسلام وسيأتيكم الجواب: الأقربون اولى بالمعروف!!
    ***************
    تعالوا نفترض جدلا بأن نبيّ الاسلام قد أصرّ في تعاليمه على أن "المحتاجون اولى بالمعروف" أو على أنّ "الأكثر فيكم مهارة وكفاءة هم الأولى بالمعروف"، هل كنّا سننحدر الى هذا الوضع المزري؟!!
    طبعا لا!
    لو كان صدّام حسين قادرا على ان يتجاوز فلسفة هذا "الحديث النبوي" لرأى في الكثير من شباب العراق من هو أكفئ من هذين "الجلاّدين"!!
    لو كان حافظ الأسد قادرا على ان يتجاوز فلسفة هذا "الحديث النبوي" لرأى في الكثير من شباب سوريّا من هو أكفئ من هذا "المراهق الأهبل".
    لو كان حسني مبارك قادرا على ان يتجاوز فلسفة هذا "الحديث النبوي" لرأى في الكثير من شباب مصر من هو أكفئ من هذا "المعتوه"!
    لا يستطيع الرجل في أغلب الأحيان أن يتجاوز حدود تربيته وثقافته.
    لكي تعيدوا الى كل ذي حقّ حقه، غيّروا فلسفة القرابة واجعلوا صلة العقل والانسانية أقوى من صلة الدم.
    انشروا بين اجيالكم القادمة ثقافة تعتمد على مبدأ: أهل الكفاءات والمهارات أولى بالمعروف من ذوي القربي.
    اعيدوا صياغة المثل الذي يقول: انا واخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب، بمثل آخر: ابن عمي المتعلم خير من اخي الجاهل، ورجل غريب أكثر علما خير من اخي وابن عمي!
    ابنوا العلاقات الانسانيّة على اساس العلم والخير لا اساس الدم وصلة القربى!
    عندما تفعلون ذلك سيغيّر التاريخ مجراه وسيكون لكم حضارة قادرة على ان تنافس حضارات اليوم، لا على ان تتصارع معها!
    أنتم تتصارعون مع العالم لأن هذا العالم، ومن خلال منظاركم الضيق، لا يندرج تحت مظلة "الأقرباء". وتبجلون جهلاءكم لأنهم اخوانكم واولاد عمومتكم!
    انشتاين عدوّكم لأنه يهودي، بينما صدّام حسين من دمكم ومن نفس الرحم التي انجبتكم، ولذلك ظلّ انشتاين بعيدا عنكم وظلّ صدّام يدوس على رقابكم!
    ******************
    يتعامل الغرب مع الاسلام على اساس انّه دين كغيره من الأديان ويتعامل مع المسلمين على اساس انهم بشر كغيرهم من البشر.
    فتح لهم ابوابه على مصراعيها واحسن استقباله واحتواءهم. كان المسلمون ولم يزالوا اكثر المهاجرين استفادة من أنظمته وقوانينه التي تحترم الانسان، بل وتبجله.
    وقد يتساءل أحد: ولماذا كانوا اكثر المهاجرين استفادة؟!!
    والجواب: لأن عداءهم السافر لكل ماهو غير مسلم برر لهم طرقا كثيرة غير مشروعة ولا اخلاقية لاستغلال تلك النظم والقوانين!
    يأتي المسلم مع عائلته الى امريكا، يعيش مع زوجته على سنة "الله ورسوله" ومطلقا اياها على سنة القوانين الأمريكية، فتسرق وتنهب من النظام الاجتماعي الذي يكفل للام واولادها مستوى معيشة لائق عندما لا يكون لها عمل أو معيل!
    ويبحث هو عن طرق سهلة يلفّ بها على القانون فيحتال على بطاقات الائتمان وشركات التأمين والبنوك وينهب، وعندما يطاله القانون يلجأ الى المحاكم بحجة إنّ التمييز العنصري ضد اسلامه كان وراء وقوعه!
    *****************
    منذ حوالي عدّة سنوات حدثت واقعة في احدى الولايات الأمريكية أقامت عليها "كيير" الدنيا ولم تقعدها.
    أمراة مسلمة محجبة كانت تجلب اولادها الى احدى الحدائق العامة القريبة من بيتها، يتناولون طعامهم ويلعبون ويقضون بعض الوقت سوى تغادر بعد ان تترك وراءها أكواما من الزبالة.
    أحد سكان الحي المواجه بيته للحديقة تقّدم منها أحد المرات وسألها بلطف ان تقوم برمي الاوساخ في سلّة القمامة.
    وعندما رفضت بحجة أنّه لا علاقة له بها. منعها من ان تغادر المكان حتى يصل البوليس.
    وصل البوليس والزم السيدة بجمع اوساخها وإلا ستدفع غرامة وتحال الى المحكمة.
    احتجت "كيير" على الحادثة بحجة التمييز العنصري ضدّ الاسلام، فالرجل الامريكي اعترض سبيل السيّدة فقط لأنها محجبة ولأنه عرف بأنها مسلمة!
    طبعا احداث كثيرة على غرار تلك الحادثة وقعت قبل حادثة ايلول الارهابية وكان المسلمون يخرجون دائما من المولد بصحن الحمص كله!
    فالقوانين لصالحهم حتى يثبت العكس!
    بعد احداث ايلول الارهابيّة ازداد اهتمام الغربيين بمعرفة الاسلام والمسلمين وارادوا ان يعرفوا اين اخطأوا عندما سمحوا لهؤلاء البشر باستباحة ارضهم وقوانينهم وأخلاقيتهم.
    وبدأ البحث والسؤال: اين الخطأ؟!!
    ازدادت مبيعات القرآن وازداد اهتمام الأمريكيين خاصة والغربيين عموما بقراءته!
    والمسلمون منتشون فرحا لأن ذلك يعني ازدياد حالات التأسلم في الغرب!
    يفضلون ان يعلوا ولو على رأس خازوق!
    كنت مرّة اصغي الى مقابلة مع مسؤول امريكي عسكري قال في سياق اجابته على بعض الأسئلة: قرأت القرآن مرتين في أعقاب حادثة ايلول.
    سأله احد الصحفيين: وبماذا خرجت من قرائته؟!!
    أطرق رأسه قليلا ثم قال: علينا ان نحمي انفسنا!
    في حقيقة الأمر كانت غاية الأمريكان ازدياد معرفتهم بالاسلام والمسلمين على مبدأ:
    اعرف عدوّك!
    في غمرة البحث عن تلك المعرفة توصل ذلك الرسام الدنماركي الى الكثير من المعطيات التي قادته الى رسومه!
    اذا تلك الرسوم لم تأتِ من فراغ!
    يضاف الى تلك المعرفة الحريّة المتاحة للفرد هنا!
    حقّ الفرد في التعبير عن رأيه حق مصان. دفع الغرب ثمن الحفاظ على هذا الحق سنوات من الحروب الأهلية واراقة الدماء.
    لن يتخلى عن ذلك الحق بسهولة!
    يصعب على المسلم ان يعي أهميّة هذا الحق بالنسبة للانسان الغربي لأن لم يمارس هذا الحق في حياته!
    الحرية لا يعرف قيمتها من لم يعِشها!
    ويصعب عليه ان يفهم بأن هذا الرأي لم يأتِ من فراغ، بل استند على معطيات قدّمها المسلمون للعالم على طبق من ذهب!
    الارهاب الذي مارسه بعض الإسلاميين على مرآى من المسلمين كلهم، دون ايّ احتجاج، أجبر العالم على ان لا يميز بين مرتكب الارهاب والساكت عنه!
    فالمسلمون اما ارهابيون واما مشجعون بسكوتهم للارهاب، والغرب لم يعد يميّز بين الفئتين!
    فالساكت عن الارهاب كفاعله!!
    عندما يقطع مسلم رأس رهينته امام العالم كلّه وهو يزعق: الله اكبر.. الله اكبر أشهد ان محمدا رسول الله، عندما يفعل ذلك بمباركة المسلمين اجمعهم، تلك المباركة التي يعنيها صمتهم وتبرير بعضهم، عندما يفعل ذلك يثبت للعالم كلّه بأن كوفيّة الرسول قنبلة وليست حمامة!
    **************
    الفئة "المثقفة" من المسلمين وخصوصا تلك التي تعيش في الغرب تنافست فيما بينها أثناء تداعيات الحدث وراحت تتبجّح:
    "نحن نؤمن بحرية التعبير، ولكن يترتب على ممارسة الحرية بعض المسؤولية. اليست هناك خطوط حمراء يجب على الانسان ان لا يتجاوزها؟ أليس احترام العقيدة حق من حقوق الانسان؟"
    والجواب: طبعا وبلا ادنى شك!
    فاحترام العقيدة، في حقيقة الأمر، قيمة غربيّة لا علاقة للاسلام والمسلمين بها.
    والسؤال الذي يطرح نفسه:
    لماذا لا يقيّم هؤلاء "المثقّفون" سلوك المسلمين بنفس المقياس الذي قيّموا به سلوك هذا الفنان؟!!
    ماذا يقول هؤلاء "المثقفون" عندما يرفع مسلم، بأمر من سلطته السياسية والدينية، مكبرا للصوت على باب كنيسة ولد فيها مؤسس المسيحية ويزعق: كذب الذين قالوا ان الله هو المسيح بن مريم؟!!
    ايّ احترام تبديه للآخرين عندما تطعنهم في عقائدهم؟!!
    لماذا لا يشعر المسلمون بمشاعر اليهود والنصارى عندما يشتمونهم خمس مرات في اليوم واصفين اياهم "بالمغضوب عليهم والضالين"؟!!
    متى يفهم المسلمون بأن حريّة العقيدة واحترامها طريق ذو اتجاهين، عندما تأخذ اتجاها معينا عليك أن تراعي من يأخذ الاتجاه المعاكس كي لا تصطدم به.
    عندما تتطالب باحترام الغير لعقيدتك يجب أن تحترم بدورك عقيدة هذا الغير!
    وعندما تقارن بين سلوكك وسلوك الآخرين عليك أن تستخدم نفس المقياس.
    ***************
    كما رفضت كيير رسوم الكاريكاتور ونددت بها عليها ان ترفض التشريع الاسلامي الذي يلزم اهل الكتاب بأن يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرين.
    واذا كان لدى "كيير" مايبرّر الزام أهل الكتاب بدفع الجزية، لا اعتقد ان لديهم مايبرر أن يدفعوها وهم مهانون وصاغرون!
    اعضاء كيير (مجلس العلاقات الاسلاميّة الامريكيّة) يعيشون في امريكا ويعرفون تماما بان دفع الضرائب واجب على كلّ فئات الشعب لا فرق بين المسيحي وغير المسيحي، وبأن المواطن الأمريكي يدفع ضرائبه المستحقة من موقع احساسه بالمسؤولية تجاه وطنه وليس من باب الذل والإهانة!
    متى يعي المسلم الغربي طبيعة الصراع بين اسلامه وغربه، فيسعى لتخفيف حدة ذلك الصراع؟!!
    ****************
    اذا ما بين المسلمين والغرب ليس صراع حضارات، بل صراع البداوة مع الحضارة!
    صراع بين طريقتين لاحترام الدين والعقيدة، طريقة تصنف العالم بين مؤمن وكافر وطريقة تصنف كل البشر تحت لواء الانسانيّة لا فرق بين أحد وآخر.
    صراع بين طريقتين لدفع الضرائب، طريقة تفرض الضرائب على غير المسلم وتلزمه ان يدفعه وهو مذلول ومهان، وطريقة تفرضها على كل اهل البلاد وتطالبهم أن يدفعوها بأدب واخلاق!
    صراع بين نبيّين، نبيّ مسالم لم يحمل في حياته سيفا ولم يقم بغزوة ونبيّ آخر ليس في سيرته سوى الغزو والغنائم والنساء.
    علم المملكة السعودية يرفع سيفا فوق عبارة" اشهد ان لا اله الاّ الله واشهد ان محمدا رسول الله"، بينما علم امريكا يحمل خمسين نجمة ترمز لخمسين ولاية لا فرق بين انسان يعيش في ولاية واخرى بقيد انملة!
    تنتقل من ولاية الى اخرى وكأنك تخرج من غرفة نومك لتدخل حمّامك!
    الصراع بين السعودية، كدين ومفاهيم وعادات وتقاليد، وبين امريكا هو تماما كالصراع بين مفهوم العلم السعودي ومفهوم العلم الامريكي.
    أحدهما يرمز للسيف والقتال والآخر للوحدة والوئام.
    لا يمكن ان يكون العلم الذي يحمل سيفا وشعارا دينيّا رمزا حضاريا، ولكن العلم الذي يحمل شعارا لجمع شمل اهل البلاد، رغم اختلافهم اديانهم واعراقهم ومشاربهم، يمثّل الحضارة بعينها!
    الصراع بين الغرب والشرق صراع بين الحضارة من طرف والبداوة من طرف آخر.
    إنّه صراع مفاهيم وقيم وعادات وتقاليد، وليس صراع حضارات!
    **************
    **********
    نقلاً عن الناقد

    Your reaction:
    http://www.copts-united.com/wr/go1.php?subaction=showfu...325&ucat=68&archive=

    Biraima

    (عدل بواسطة Biraima M Adam on 10-14-2006, 12:54 PM)
    (عدل بواسطة Biraima M Adam on 10-14-2006, 12:56 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
عليكى اللعنة: وفاء ساطان Biraima M Adam10-12-06, 03:15 PM
  Re: عليكى اللعنة: وفاء ساطان Biraima M Adam10-12-06, 03:47 PM
    Re: عليكى اللعنة: وفاء ساطان Biraima M Adam10-12-06, 03:56 PM
      Re: عليكى اللعنة: وفاء ساطان Biraima M Adam10-12-06, 04:01 PM
        Re: عليكى اللعنة: وفاء ساطان sudani10-12-06, 04:11 PM
          Re: عليكى اللعنة: وفاء ساطان Biraima M Adam10-12-06, 04:14 PM
            Re: عليكى اللعنة: وفاء ساطان Biraima M Adam10-12-06, 07:52 PM
              Re: عليكى اللعنة: وفاء ساطان sudani10-12-06, 08:30 PM
                Re: عليكى اللعنة: وفاء ساطان Biraima M Adam10-14-06, 12:47 PM
                  Re: عليكى اللعنة: وفاء ساطان Biraima M Adam10-14-06, 12:58 PM
                    Re: عليكى اللعنة: وفاء ساطان Biraima M Adam10-14-06, 01:14 PM
  Re: عليكى اللعنة: وفاء ساطان يوسف الولى10-14-06, 02:17 PM
  Re: عليكى اللعنة: وفاء ساطان يوسف الولى10-14-06, 02:33 PM
    Re: عليكى اللعنة: وفاء ساطان Biraima M Adam10-14-06, 04:07 PM
      Re: عليكى اللعنة: وفاء ساطان Biraima M Adam10-14-06, 04:54 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de