|
إسحق أحمد فضل الله :حتي نحمل البُندقية...
|
أستاذ لا تستطيع أن تمسك بشيء في السياسة السودانية لأنه .. الطيب صالح (أعلى صوت سمعه العالم ضد الإنقاذ) لما كان يحاضر في الدوحة ويطلق سخرياته ـ وكان يتحدث عن عداء الإنقاذ لمصر ـ قال ساخراً (الله سبحانه أكرم مصر ـ وقال للناس أهبطوا مصر ـ ما قال أهبطوا كوستي!!) وفي المحاضرة هذه وكتابات لا تنتهي أطلق كلمة (من أين جاء هؤلاء)؟؟ وكان يقصد ناس الإنقاذ ـ الترابي والآخرين ـ ومساء الخميس الماضي في الشجرة كان الترابي يقول الكلمة ذاتها (من أين جاء هؤلاء؟؟) يقصد ناس الإنقاذ.. واليوم ذاته الخميس أمس الأول كان يصادف مرور عام على رحيل الطيب صالح الذي توفي بعد أن عاد للسودان وقضى سنوات وعرف ما هي الإنقاذ وشهد لها أمام سد مروي. وما حدث إذن هو أن الهجرة المتبادلة كانت تأتي بالطيب إلى هنا وتذهب بالترابي إلى هناك، والهجرة لا تنقطع فعقل الترابي الذي يأتي بالإنقاذ ثم يتبدل، ثم يقوده ضد قرنق ثم يتبدل، ثم يقوده إليه.. ويقوده ضد الديمقراطية ويتبدل، ثم يقوده الآن إليها و... الترابي هذا لن يتوقف عند شيء.. وصفته الأولى هي أنه يتبدل وانه يريد العالمين خلف ظهره مع فارق وحيد هو أن الرجل يتبدل متجهاً إلى أسفل ـ والآخرين غير ذلك ـ فقبلها وعن هجرة التبدل كنا نحدث أن النميري الذي جاء بانقلاب لإيقاف مشروع تطبيق الشريعة كان هو من يعلنها وان الترابي الذي جاء بالإنقاذ للشريعة هو الآن من يقاتل ضدها. وسيل طويل من التبدل هذا يتميز به السودانيون وغريب أن حدثاً آخر في عالم تبادل المواقع يصادف الأيام هذه ذاتها فالأحزاب الآن بقيادة الشيوعي يتهمون مفوضية الانتخابات والدستورية والشيوعي كانت الأيام تجعله أبرز من يحكم للدستورية وتحكم له فالمحكمة الدستورية كانت هي من يحكم ـ ويواجه الحكومة بكاملها ـ ببطلان طرد الشيوعي من البرلمان عام 1965.. والصادق يهاجم المحكمة ويشتمها بعنف ـ وبابكر عوض الله في ذكرياته يقول أنه لم يدفعه للاشتراك الواسع في انقلاب النميري إلا الشتائم هذه الآن الشيوعي والصادق كلاهما يشكك في الدستورية.. لأنها تقف مع الحقيقة وليس معه ولعله هامش في الحديث ظريف وذكريات التحول أن نشير إلى تحول آخر فالطالب (شوقي) طالب معهد المعلمين الذي يشتم النبي صلى الله عليه وسلم وبسببه جرى حل الحزب الشيوعي عام 1965 ينتهي الآن صوفياً غارقاً وحديث بعض الكتاب عنه يقص حكاية والدته التي لا تعرف العربية.. والتي حين تقوم للصلاة تقول (اللهم انا ماعزك إن شئت ذبحتني وإن شئت تركتني ـ الله أكبر) وتركع وكانت هذه هي صلاتها وقراءتها كلها
|
|
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
|
|