حوار مع أصغر مرشح/ة فى الإنتخابات العامه السودانيه .. رؤى الخضر عمر مرشحة الحزب الشيوعى

Quote: . التّنظيمات العقائديّة هذه تنظيمات غير دينيّة في فكرها، ولكنّها تعمل وفق حرائك دينيّة، وذلك كونها عقديّة. فهي في بناها الفكريّة تقوم على الاعتقاد برؤية شاملة، تفسّر حركة الحياة، وربّما الكون، وما بعد الحياة. ومن هذا تقوم على يقينيّة لا تختلف كثيراً عن يقينيّة الأديان. فهي أديان قد تجرّدت من قدسيّة الإله. ولكنّها لا تبلث إلاّ قليلاً ريثما تتلبّسُها قدسيّة ذات طابع ديني ولكن غير سماويّة إزاء من أسّسوها، فضلاً عمّن يتسنّمون سُدّة القيادة فيها. ويتمّ تداول السّلطة في هذه التّنظيمات بطريقة رأسيّة تبلغ حدّ الاشتطاط، إذ ربّما لا يشهد المرءُ فيها أيّ أثرٍ لممارسة أفقيّة حقيقيّة للسّلطة. فأيّ اجتماع ذي طبيعة أفقيّة قد لا يعدو كونه توجيهات رأسيّة تأخذ شكلاً أفقيّاً زائفاً. تستند هذه التّنظيمات في آليّتين، الأولى لتجنيد العضويّة، والتي غالياً ما تكون قليلة العدد نسبيّاً، ولكنّها عالية الفعاليّة. ومن تكتيكات التّجنيد ما أسميناه أعلاه بالبيدولفيليا الفكريّة والسّياسيّة، ثمّ إعادة تشكيل السّلوك الفردي ليتماهى في سلوكيّة جماعيّة من غيرها ربّما لا يتمكّن العضو من تذوّق طعم الحياة في حال انسلاخه، فيعيش وهو يدور في الفلك، حتّى في حال أن تسيطر عليه معارضته الشّديدة للتّنظيم، وقد يفجر في الخصومة لا لشيء إلاّ نشداناً لتحرير نفسه، ولكن هيهات. أمّا الآليّة الثّانية فهي الاستقطاب الجماهيري، والذي يشكّل قوام الحجم الجماهيري للتّنظيم المعني. وهذه الجماهيريّة ليست سوى مدى التّأثير الأفقي للتّنظيم ذي الأداء الرّأسي المُمكنن. والعلاقة بين الآليّتين أشبه ما يكون بالعلاقة بين الحجر يُرمى في الماء، وبين الدّوائر التي لا تني تنداح وتنداح. ولهذا قد يكون حجم التّنظيم صغيراً إذا ما قيس وفق عدد العضويّة، ولكن هذا الحجم قد ينتفخ إلى أضعافٍ مضاعفة إذا ما قيس حجم الحراك السّياسي والفكري للتنّظيم. وتتعتبر الأحزاب الإسلاميّة واليساريّة بالفهم التّفليدي بعموم، ثمّ الأحزاب الشّيوعيّة والتّنظيمات الدّينيّة الأصوليّة بخصوص أوضح نموذج لهذا النّوع من التّنظيم.