|
طماطم......مقال لعبداللطيف البوني
|
وقفتُ عند (ملجة) المسيد (60 كيلو) جنوبي الخرطوم لزوم التسوّق, وكان ذلك في مساء الجمعة 19 مارس الجاري. فوجدت (صفائح) الطماطم أرتالاً والباعة يتصايحون وكأن بهم مساً من الجنون بعضهم يصيح (بندورة وكشفنا دورها) وبعضهم يصيح (بجنيه وطلق بجنيه وطلق) اي تأخذ الصفيحة بجنيه وتدفع فيما بعد وثالث يصيح (على الطلاق تاني أكان زرعت حنضل ما أزرع طماطم) ورابع يصيح (السنة الجاية بنقو بس) وحُكى لي عن خامس قال (انا تاني اللون الأحمر في المعجون ما بقربو) فهؤلاء الباعة كلهم منتجون اي هم الذين زرعوا الطماطم وأحضروها للسوق ففاض بها أي (بارت) ولم يعد أمامهم الا التخلص منها وبأي سعر. قال شاهد عيان أنه رأى بأم عينيه أن أحدهم أفرغ صفائح الطماطم على الأرض واستدار بالبوكسي ورجع من حيث أتى. اتصلت بأسرة صديقة تقطن جنوبي الخرطوم وفي أقرب أحياء العاصمة للجزيرة تحديداً في إحدى مربعات الجريف الجديدة شرق شارع الستين واستفسرت عن سعرالطماطم عندهم فعلمت انهم اشتروا في صباح ذات اليوم الجمعة الكيلو باثنين جنيه من سوق مجاور. إذن ياجماعة الخير خليكم شاهدين سعر الصفيحة (عشرون كيلو) بجنيه وسعر الكيلو الواحد صباحاً في الخرطوم باثنين جنيه والمسافة بينهما ستون كيلومتر . داخل الخرطوم الاسعار تختلف عن السوق المركزي حيث تصل الطماطم معظمها مهربة (اي والله العظيم مهربة عديل كدا لأنهم يزوغون من صفافير الطريق) فكلما زادت الدفارات تدنت الأسعار ولكن لا يسمح لأصحاب البكاسي التجوال بها داخل الأحياء(شفتو القيود المفروضة على هذه البضاعة الإسرائيلية كيف؟ وبرضو قولوا لي حرية تجارة) الموضوع لا يحتاج الى منجِّم أو كاهن يفك طلسمه ولايحتاج لدرس عصر لفهمه ولايحتاج لإقتصادي لكي يدرسه. الموضوع واضح وضوح الشمس وهو أن (السيدة) الطماطم المنتجة في الجزيرة أكبر رقعة أرض زراعية في السودان لم تجد طريقها سالكا لسوق الخرطوم أكبر أسواق السودان علماً بأن المسافة بينهما على قصرها سهلية و منبسطة و الطريق مسفلت وليس هناك عصابات نهب مسلح توقف البوكسي وتقتل السائق وتهرب بالبوكسي. كل الموجود في هذا الطريق هو الدولة ولا شيء آخر غير الدولة. فأين قرارك ياسيادة وزير المالية؟ أورنيك 15 مازال حلماً بعيد المنال في شارع مدني الخرطوم. لانحتاج إلى منجم أو كاهن أو درس عصر من اقتصادي نابه لمعرفة نتيجة احتلال الدولة للشارع الواصل بين الجزيرة والعاصمة. نعم الدولة ولا شيء غير الدولة. النتيجة أيها السادة كساد يؤدي إلى القنوط واليأس في الجزيرة (أنظر الفقرة الأولى ) وتضخم وغلاء طاحن في الخرطوم عاصمة السودان. سيترك الذين أصابهم الكساد الزراعة طالما أن نتيجتها الكساد وسوف يفقد سكان العاصمة مدخراتهم بالغلاء الطاحن طالما أن كيلو الطماطم في موسم انتاجها بجنيهين وحاصل جمع الاثنين سيكون فقراً مدقعاً في الجزيرة وفي الخرطوم فقراً ليس بسبب الجفاف والتصحر ولا الفيضانات والسيول ولا الحصار الاقتصادي الأميركي الامبريالي( العواليق) بل بسبب صفافير الدولة السودانية ولاحول ولا قوة الا بالله العظيم. الطماطم أيها السادة هنا مجرد مثال واقعي ورمز لبقية المنتجات الزراعية والحيوانية والجزيرة ولاية واحدة من ولايات السودان فربما ما يحدث لبقية المنتجات وبقية الولايات أسوأ وأضل مما يحدث لها. فماذا لو طالبنا بإغلاق أي مؤسسة أنشئت بهدف محاربة الفقر لأن هذه حرب ضلت طريقها. ومرة أخرى لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
طماطم......مقال لعبداللطيف البوني | الامين محمد علي | 03-27-10, 05:41 PM |
Re: طماطم......مقال لعبداللطيف البوني | الامين محمد علي | 03-27-10, 05:53 PM |
Re: طماطم......مقال لعبداللطيف البوني | ismeil abbas | 03-27-10, 06:52 PM |
Re: طماطم......مقال لعبداللطيف البوني | الامين محمد علي | 03-27-10, 07:04 PM |
Re: طماطم......مقال لعبداللطيف البوني | Nasruddin Al Basheer | 03-28-10, 07:46 AM |
Re: طماطم......مقال لعبداللطيف البوني | الامين محمد علي | 03-28-10, 08:09 AM |
Re: طماطم......مقال لعبداللطيف البوني | الامين محمد علي | 03-28-10, 09:06 AM |
Re: طماطم......مقال لعبداللطيف البوني | الامين محمد علي | 03-28-10, 11:21 AM |
Re: طماطم......مقال لعبداللطيف البوني | عبد اللطيف السيدح | 03-28-10, 12:01 PM |
Re: طماطم......مقال لعبداللطيف البوني | أحمد الشايقي | 03-28-10, 12:18 PM |
Re: طماطم......مقال لعبداللطيف البوني | الامين محمد علي | 03-28-10, 03:44 PM |
Re: طماطم......مقال لعبداللطيف البوني | عثمان جلال الدين | 03-28-10, 09:07 PM |
Re: طماطم......مقال لعبداللطيف البوني | معاذ منصور | 03-28-10, 09:30 PM |
Re: طماطم......مقال لعبداللطيف البوني | الامين محمد علي | 03-29-10, 08:10 AM |
Re: طماطم......مقال لعبداللطيف البوني | الامين محمد علي | 03-29-10, 05:56 PM |
Re: طماطم......مقال لعبداللطيف البوني | عبدالرحيم أبراهيم العبيد | 03-30-10, 11:26 AM |
|
|
|