كان المهدي فقيراً مُعدماً فمِن أين لآلِه بالخيل و الخيلاء

Quote: إبراهيم زين العابدين: مدير مكتب أبو القاسم محمد إبراهيم * ومحطة أخرى.. هزَّت نظام مايو، هزَّاً.. يوليو 76، أو ما اصطلح المايويون على تسميتها "المرتزقة" * الجبهة الوطنية، توصّلت إلى قناعة "استرداد الديمقراطية"بالقوَّة.. العسكرية.. * فكانت المواجهة الدامية.. ضرب وهجوم عسكري على مواقع مهمة في الدولة، كالإذاعة ودار الهاتف، وغيرهما. * ما أسرار تلك الأيام؟؟!.. على الأقل في طرف من أطراف مايو.. السيد إبراهيم زين العابدين، والذي كان سكرتيراً لـ"أبو القاسم محمد إبراهيم"يتجوّل بنا حول أحداث يوليو 76: حوارات ـ عادل سيد أحمد * ماذا كان أبو القاسم يتبوأ، حينما وقعت يوليو 76؟؟!. - كان في موقع وزير الزراعة. * أين كان، حينما هجم المعارضون على الخرطوم؟؟. - السيد أبو القاسم، ونحن كُنَّا معه... كان في زيارة، للجزيرة. * احكِ لنا الحكاية كاملة؟؟!. - محافظ الجزيرة، وقتذاك كان "كرار أحمد كرار"ومساعد المحافظ للأمن كان "مالك"ومندوب الأمن العام، كان "صلاح النور مطر"السيد أبو القاسم زار الجزيرة، ومعه د. محمود إدريس، وزير الدولة للأبحاث الزراعية.. والهدف من الزيارة كان لمعاينة ومعالجة مشكلة آفة الفأر، في مشروع الجزيرة. كان معنا عمنا "إسماعيل حسن ";، والذي أحضرناه من كساب، وأصبح مسؤول شؤون المزارعين، بالوزارة. وأنا كنت مكلفاً بأن أجهِّز معسكراً للشباب في الكاملين.. الرائد أبو القاسم اجتمع في الجزيرة، مع المزارعين والعمال والفئات. ونحن هناك، وأثناء الاجتماع، جاءنا خبر "المرتزقة"..!. * مَنْ الذي بلّغ السيد أبو القاسم، بخبر "الغزو"؟؟!. - ناس جهاز الأمن. * ماهي المعلومات التي جاءتكم، وأَنتم بالجزيرة؟؟. - المعلومات كانت شحيحة.. ولكن نحو الساعة 12 صباحاً، وصلتنا معلومة أنَّ هناك مجموعة مسلحة، لابسة لبس مدني، احتلوا بعض القيادات العسكرية، وحرقوا الإذاعة. الرائد أبو القاسم اجتمع فوراً بمحافظ مدني. وقد كلّفني أنْ أرجع للخرطوم.. وأفيدهم بما يحدث، أولاً بأول. وبالفعل.. أول حاجة عملتها أنا، أنني تحرّكت إلى الإذاعة.. وكان خلف الإذاعة منزل الأُستاذة آمال عباس.. ذهبت إليها.. وفتحت لي الباب. * ماذا دار بينكما؟؟. - قالت لي: الجماعة ديل قدام بيت الصادق المهدي.. وأن هناك مجموعة دخلت الإذاعة.. وأن هناك ";دخان طالع";، في هذه المنطقة.. وأن قوة خارجية مساندة لهؤلاء الناس. * ثمَّ ماذا؟؟. - تحرّكتُ من منزل الأخت آمال عباس، إلى سلاح المهندسين.. وقابلت واحد مقدّم، وهو فضل المولى إبراهيم فضل المولى.. ثم اتجهنا معاً، حتى منزل قائد سلاح المهندسين، وهو أحمد المأمون. جاءتني معلومات عاجلة، تفيد بأنَّ نميري قد قُتل.. وجثته مرمية بجوار قصر الشباب والأطفال..!. ذهبت فوراً إلى ذاك المكان.. ووجدت نقيب اسمه سيد أحمد، لابس جلابية.. وعندما رآني، ناداني.. تبادلنا المعلومات.. ثمّ قال لي، إنَّ هناك قوّة قادمة من الفتاشة.. ثمّ سألته عن الشخص المقتول، هل هو نميري أَمْ لا؟؟!. قال لي إنَّ المقتول دا، ما هو نميري.. ثمَّ اتفقنا، نمشي بجوار الجثة، لنتأكد: هل الميت نميري، أَمْ لا..؟؟!. فوجدنا الميت شخصاً آخر، وهو الشلالي، عليه رحمة الله، وقد كان قائد السلاح الطبي. * مَنْ الذي قتل الشلالي؟؟. - لا أعرف شخصاً بعينه.. ولكن الذي تأكدت منه أنَّ المجموعة التي كانت مسؤولة من هذه المنطقة، كان من ضمنها السيد إبراهيم السنوسي. * بعد ذلك.. ماذا فعلتم؟؟. -أنا ومعي النقيب، لقينا بتاع تاكسي، جايي من الخرطوم.. سألناه.. فقال لنا: في ناس محتلين دار الهاتف وشارع النيل.. وأنَّ مداخل وشوارع الخرطوم، كلها مقفلة.. وبتاع التاكسي رفض يأخذنا للخرطوم.. فطلبنا منه، ينزلنا بالقرب من الإذاعة.. وفعلاً، لقينا في ضرب شديد، بجوار الإذاعة. تحرّكت قوّة من شندي، صوب الإذاعة.. وبدأوا يعملون ";تمشيط"; للمنطقة.. ثمّ تحرّكوا صوب بيت الصادق المهدي.. وقد كان البيت ";فاضي";... ولكن داخله ";غُفراء";.. بعض أفراد القوّة، قفزوا فوق السور، ودخلوا إلى بيت الصادق المهدي.. فحاول النفر الذين كانوا يحرسون البيت، حاولوا الهروب صوب كوبري شمبات.. ولكن القوّة تمكّنت من إلقاء القبض عليهم.