المسجد الشفاف ...(photos)...

Quote: المدراء الضعفاء!!.. لم أعد أذكر القائل بأن كل مسؤول إداري يسعى لزيادة عدد مرؤوسيه، لكنه لا يسعى أبداً لزيادة عدد منافسيه!!. دون شك فإن صاحب هذا القول يتمتع بخبرات إدارية واقعية إضافية إلى خبراته النظرية المؤكدة، وكأنه يعيش بيننا، إذ أن أكثر ما يزعج أي مدير هو أن يجد حوله من يعتقد أنه يمكن أن يكون له منافساً في يوم ما، أو في أي وقت، دون أن يخطر على باله أن من يعتقده منافساً له يمكن أن يكون داعماً ويوظف طاقاته الإبداعية وإمكانياته الفكرية في خدمة المؤسسة التي يعمل بها، وبالتالي نجاحها الذي سيتم تجييره بشكل أو بآخر لإدارة المؤسسة ومديرها المسؤول، وليس للشخص المنافس!!. لذلك يقال المدير الضعيف يجمع حوله الضعفاء، والقوي الواثق بنفسه يجمع حوله الأقوياء!!. والضعيف لا يصير قوياً بالأضعف منه، لكن المدير القوي يصير أقوى عندما يجمع الأقوياء حوله، دون أن يعني ذلك بالنسبة له أن يكونوا منافسين له، لكن دون أن ينسى إمكانية أن يكون أحدهم بديلاً له في يوم ما، فذلك طبيعي، أو ينبغي أن يكون طبيعياً في أي وقت لاحق،كما كان هو بديلاً لآخر قد يكون ناجحاً، ويكفي المدير، أو المسؤول الإداري الأول في المؤسسة القول أنه نجح في المهمة التي تم تكليفه بها، وربما يؤهله ذلك للانتقال إلى سواها ليحقق لها ما حققه من نجاح للمؤسسة الأولى... إن مشكلتنا الكبرى في إدارات ضعيفة جيء بها لأنها مطيعة تنتظر الأمر لتنفيذ مضمونه، والتوجيه للعمل بموجبه، كي تضمن بقاءها على الكرسي الذي يأخذون قوتهم و(برسيتجهم) منه دون أن يستطيعوا تقديم أي شيء له!!. وكثيرون هم المدراء الذين لم يكونوا ليحلموا يوماً في إن يصيروا مدراء، لكنهم صاروا في غفلة من الزمن!.. وهنا لازلت أذكر ذاك المدير العام الذي تم إبلاغه بالمنصب الجديد على الهاتف وهو يدخن النرجيلة في مقهى، فما كان منه إلا أن نقل الخبر فرحاً لصديق كان برفقته مضيفاً: • (صار فينا نشتري بيت)!!. هكذا فكر ويفكر... ماذا سيحقق من خلال كرسي الإدارة، وليس ماذا سيعطيها، وكلما طال أمد بقاءه كلما استطاع أن يجمع المال الذي يحقق به طموحاته المادية!.. كما أن استمرارية بقاءه على الكرسي تعتمد على عدم وجود منافسين له يمكن أن يكونوا أكثر كفاءة منه، ويمكن أن يلفتوا النظر إليهم، فربما تغيرت المعايير الراهنة التي لا تعطي الكفاءة العلامة الأولى في الاختيار، بل ثمة معايير أخرى صار القاصي والداني يعرفها، وهي التهذيب، والطاعة، والتسبيح بحمد من جاء به، وأخيراً وليس آخراً القدرة على ترديد الشعارات وصياغة أجمل التصريحات!!.. وبالتأكيد ثمة أسئلة عديدة يمكن أن تخطر على البال بعلامات استفهام كبيرة عن الغد الاقتصادي والخدمي والتنموي في ظل هكذا إدارات لا تهتم بغير مصالحها، وتجميع المال، والتعامل مع المؤسسة التي يديرونها كمزرعة ورثوها!. بل ربما وارث المزرعة يعمل على تنميتها ، لكنهم في المؤسسة يعملون لتنمية حساباتهم في المصارف والعقارات وغيرها!. بالتالي لا بد من آلية جديدة لاختيار المديرين تعتمد على التوصيف الوظيفي، وضرورة طرح أسماء عدة مرشحين للموقع، واختبار هؤلاء من لجنة مختصة ومستقلة ، إلى غير ذلك من مفردات لمثل هذه الآلية المهمة التي تحقق فرصاً أكثر عدالة وشفافية... وبالتأكيد ستساعد في إنقاذ الكثير من المؤسسات الإنتاجية والخدمية التي تعيش حالات الترهل والفساد وتراجع الأداء في ظل إدارتها الضعيفة!!.. د. سمير صارم 31/1/2010