ذكراك باقية - عبدالله بدري

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 06:38 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-29-2010, 02:56 AM

Mutwali Malik
<aMutwali Malik
تاريخ التسجيل: 12-08-2005
مجموع المشاركات: 2720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكراك باقية - عبدالله بدري (Re: Ridhaa)

    لك الشكر اخي رضا والخال عبدالله بدري بادلته امدرمان وفاء بوفاء وسمت احد شوارعها باسمه وهو الشارع النازل من الكبري الجديد وحتي تقاطع شارع العودة.
    وهذا المقال كتب بجريدة الراي العام .


    الشيخ : عبد الله بدري ... الرجل المثال

    د. احمد عبد الملك الدعّاك

    زهاء نصف قرن عدد سنين تفصلني عنه شهد شواهد تتبدي لتاريخ سحيق اتدارسه من الكتب وبعض صدور الرجال ، عرف سوداناً غير الذي اعرف، وألف اناساً درس عليهم الزمان ومرت عليهم الدهور . عرفت اسمه الاول ما عرفت عندما كنت اختلف الى كتاب عن تاريخ الحركة الاسلامية في السودان يتحدث عن اجتماع نادي امدرمان الثقافي فورد اسمه سكرتيراً لهذا الاجتماع المهم الذي يعد محطة بارزة في مسيرة الحركة الاسلامية ومن حينها تمدد اسمه في مخيلتي بكل ما يحمل تاريخ المسارات الفارقة من هيبة وألق وبعض اسطورة.
    بعد بضع سنين من تلكم اللقيا الوجدانية دعيت للتداول حول بعض شأن الحركة الاسلامية فدلفت الى غرفة الاجتماع فوجدت المجتمعين قد اتخذوا مجلسهم حول المائدة التي اكتظت بهم وليس ثمة مكان بائن للجلوس. التفت إلىَّ ضاحكا ًبود وبشاشة عفوية مفسحاً مكاناً عن يمينه وأبتدرني قائلاً: (اجلس الى جانبي فأنا وانت الشباب هنا) اكسبتني كلماته اللطيفة إحساساً خاصاً بالطمأنينة كنت في امسَّ الحاجة اليها حينها. استلفتني على التو وجهه الصبوح الممتلىء حيوية ونضاراً رغم (الشلوخ) التي بدت متناسقة مع استدارة الوجه لحد ان يُهيأ إليك بأنها أصيلة فيه وليست طارئة عليه، يستكمل ذلك اطار «النظارة» الذي ينم عن عناية في الاختيار ومعرفة صاحبه بفيزياء وجهه فجاء انيقاَ مضيفاً صرامة لطيفة ومخفياً ذكاء النظرات التي تشع من خلفه. لست ميّالاً دوماً لوصف الشكل والمظهر لقناعتي بأنه اكثر الاشياء في الانسان نزاعة للتحول والتبدل وإن منطوقه كثيراً مايخالف حقيقته. مما دفعني الى الوقوف لوصف وجه شيخنا عبدالله بدري انه كان استثناءً لهذه القناعة فهي لا تنسحب عليه البتّة، فقد كان هذا السمت الباش والمحيا المؤتلق لايريم عنه ولا ينمحي في جميع الاحوال والاوقات بل لا تزيده الايام والسنون إلاّ وضوحاً ورسوخاً.
    ما ان اتخذت مقعدي الى جانبه حتى مِلتُ اليه هامساً بأن التعريف الاكثر موضوعية للشباب اضحى (القدرة المتجددة على انتاج الرؤى البديلة) فجاءت تجربتي معه ومعرفتي بطرائق تفكيره واعماله في تاليات السنين مصداقاً لهذه المقولة مثبتاً بسلوكة وأدائه ان الشباب حالة ذهنية ونفسية اكثر من كونه حساب سنين.
    لكل انسان كيمياء خاصة من القيم وطرائق التفكير تختلف في طبيعتها وننسب حضورها من شخص إلى آخر إلا ان لكل انسان قيمة مركزية تكون الاكثر تحديداً لمساراته والاقرب توصيفا ًله، وإذا أردت ان استكنه هذه القيمة المائزة للشيخ عبد الله بدري اجد الحريه الحقّة هي الاقرب لذلك، وحريته حقة لأنها نتاج كامل عبوديته لله فكان متجرداً من جميع اشكال العبوديات للأغيار والذوات، بل كان ملاك حقيقتها يتجلى في كراهيته للإستغلال والقهر حتى لمخالفيه في الفكرة والعقيدة وتاريخ انتمائه للحركة الاسلاميه يعبرعن هذه الخصيصة المركوزة في وجدانه منذ نعومة اظفاره، وكيف لا وهو سليل اسرة آل بدري التي لا تخفى حظوتها في النسق السياسي التقليدي السوداني، لكنه استطاع ان ينعتق من تأثيرالاسرة وتاريخها ليختط لنفسه الطريق الذي آمن والفكرة التي انقدح أوارها في قلبه واستنار عقله بأطروحاتها وفلسفتها.
    وتفرّد الرعيل الاول لكل حركة او فكرة في كون انتمائهم خالٍ من الغرض وتسقط المكاسب الدنيوية وإشباع حظوظ النفس من باب اتخاذها مطية لتحقيق ذواتهم السياسية او ردءاً يقفون به إزاء عاديات الزمن فلذا يكون دوافع الانتماء تحقيقاً متجرداً لمعنى الوجود وتجسيداً سامقاً لمنظومة القيم والمبادىء التي بها عاشوا ولها يعيشون، هكذا كان الشيخ عبدالله بدري حاملاً لقيم الحركة الاسلامية في ابهى صورها حيث ترى كيف للمثال ان يكف ان يكون مثالاً ويصير واقعاً ماثلاً يعيش بين الناس.
    ومبدئية الشيخ عبدالله بدري هو سر شجاعته ومضائه في الرأي وثباته في المواقف بل والمفسر لحقيقة انه يتسلم القيادة دوماً في خضم الأزمات حصل ذلك إبّان مايو او عشية الازمة الاسلامية في آُخريات القرن الماضي حيث تنزع الجماعات دوماً الى اختيار اصحاب المشروعية القيمة التاريخية لحظات الازمة وفترات الصراع، ذلك ان الكيانات في مراحل التكوين او اعادة التكوين تستمد مشروعيتها من مشروعية قادتها اكثر من ان يستمدوا هم منها، فالرجال الافذاذ مثل الشيخ عبد الله بدري تنتخبهم مثل هذه اللحظات الفارقة لكن الى هنيهة، فالعظمة استثناء والطبيعة عصيٌّ عليها ان تتصالح مع الاستثناءات لآماد طويلة، فالشيخ عبدالله بدري في الفترات التي تسلم فيها مواقع قيادية كان انموذجاً في الشجاعة وقوة الشكيمة وصلاح المواقف، وقد عرفت زنازين مايو رجلاً وعراً لا يتنامى الى روحه اوعقله الضعف وإن تقطع جسده إرباً بويل عزائمهم، فقد ظل قائماً على الحق مستعلياً على الباطل ولكأني بكلمات اخيه سيد قطب حاضرة في وجدانه لحظات تساقط سياط الجلادين مجلجلة في اذنه (إن السبابة التي اشهد بها كل صلاة ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله لا يمكن ان تكتب سطراً واحداً فيه ذُل او عبارة استخزاء فإن كنت مسجوناً بحق فأنا ارضى بحكم الحق وان كنت مسجوناً بباطل فأنا اكبر من ان استرحم الباطل) ولقد هيأ الله للشيخ عبد الله بدري ان عاش حتى رأى بذرة الخير التي بذرها تنمو وتزدهر خلافاً لشيخه سيد قطب حيث لخص صورة الخير في كلمات مضيئة (بذرة الشر تهيج، ولكن بذرة الخير تثمر، وان الاولى ترتفع في الفضاء سريعاً ولكن جذورها في التربة قريبة حتى لتحجب عن شجرة الخير النور والهواء، لكن بذرة الخير تظل في نموها البطئ لأن عمق جذوتها في التربة يعوّضها عن الدفء والهواء).
    ورغم النجاحات التي حققتها الحركة الاسلامية في السودان لم يكن الشيخ عبد الله بدري راضياً عن حالها او مؤشرات مآلها، فقد عرف صوتاً ناقداً من غير مناجاة مصلحاً من غير مواربة منادياً بإحياء الحركة الاسلامية ومعالجة ما اعتورها من انحراف عن جادة سبيلها منادياً بالشورى كمنطلق اساس للإصلاح حتى ارتبط اسمه بالشورى ومجالسها وتفعيل دورها.
    ومن عجائب اعماله في اُخريات السنين هو شروعه الجاد لتقديم رسالة دكتوراة عن الاقتصاد الاسلامي، الميدان الذي كان فيه من الرواد واهل السبق مما يشي عن عزيمة مدهشة وايمان عميق بدوره الرسالي والتنويري وواجبه التأصيلي وآخر اعماله (المركز الرسالي) هو بذرة اخرى يضعها بين ايدينا حتى نستكمل شعاع الضوء الذي ابتدر سناه.
    ألا رحم الله الشيخ عبد الله بدري الذي كان مسلماً حقاً جعل الحياة مسجداً يتعبد لله فيها بجلائل اعماله متقرباً اليه بتواضعه وسماحته وزهده. ونسأل الله العلي القدير ان ينزل عليه شآبيب رحمته ويسكنه مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقاً ويبارك له في ذريته ويلزمنا الصبر والسلوان ويعيننا نحن ابناءه من جيل الشباب في الحركة الاسلامية ان نحمل رايته بحقها وان نوصلها الى مراقي غاياتها.
                  

العنوان الكاتب Date
ذكراك باقية - عبدالله بدري Mutwali Malik03-24-10, 03:21 AM
  Re: ذكراك باقية - عبدالله بدري Ridhaa03-24-10, 03:48 AM
    Re: ذكراك باقية - عبدالله بدري Ridhaa03-24-10, 03:58 AM
      Re: ذكراك باقية - عبدالله بدري Mutwali Malik03-29-10, 02:56 AM
        Re: ذكراك باقية - عبدالله بدري انس العاقب03-29-10, 05:56 AM
          Re: ذكراك باقية - عبدالله بدري Mutwali Malik03-31-10, 00:46 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de