الكودة انت مثال للعالم المستنير:التصويت لغير المسلم.. فتوى في الصندوق

Quote: ]نفضت هيئة علماء السودان يدها عن بيان حول الانتخابات وتبرأت منه قبل ان يتم نشره وتبليغ رسالته التي صيغ لأجلها. وقطعت الهيئة الطريق أمام البيان حال نشره فيما بعد، وقالت إنه لا يمثلها بقدر ما يمثل وجهة نظر شخصية لمن وقع عليه، وزادت بأن هناك شخصيات من خارج جسم الهيئة وقعت عليه. والبيان غير المنشور ذاك سارت به الركبان قبل ثلاثة أيام بسبب رفض د. يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الاسلامي وعضو الهيئة التوقيع عليه وإبلاغ ذلك للصحف التي نشرت الخبر بأن بيان الانتخابات المتوقع صدوره من الهيئة يحض على عدم التصويت لغير المسلمين. وحسب رواية الكودة لـ (الرأي العام) إن الهيئة وجهت له دعوة رسمية بحسبانه عضواً بها للمشاركة في اجتماع مساء أمس الأول، وفي ذلك الاجتماع تم عرض بيان عن الانتخابات كان معداً سلفاً للتشاور في ما جاء فيه من نقاط. وقال الكودة عند اطلاعه على التوصية الواردة في البيان في اختيار القوي الأمين لمس في طياتها تعريضاً بغير المسلمين ووصفهم بأوصاف لا تليق حسب قول الكودة ونعتهم بـ (الفجار والمجرمين)، وعليه اعترض الكودة على البيان وإعتذر عن التوقيع عليه. واعتذار الكودة نابع من أن الواقع السياسي السوداني الراهن لا يحتمل هذا التوصيف لغير المسلمين الذين تم التفاوض معهم في منتجع نيفاشا لقرابة العامين وتقاسموا السلطة والثروة مع الخرطوم. وأضاف الكودة بأنه سواء «قبل» الناس أو «رفضوا» فإن الدستور منح غير المسلمين حق الترشح والانتخاب وان لكل مواطن سوداني حق التصويت لمن يراه مناسباً لتمثيله في الحكومة، وأضاف ان القول بعدم جواز التصويت لغير المسلمين منافٍ للدستور وبالتالي لا بد من مراعاة الواقع. وكثيراً ما أصدرت هيئة علماء السودان فتاوى وبيانات أقامت احتجاجات القوى السياسية ولم تقعدها في شؤون سياسية ترى القوى السياسية فصلها عن الدين وتنظر لها الهيئة بأنها من صميم الدين، وأمر إصدار الفتوى حسب قول د. علاء الدين الزاكي في حوار سابق مع (الرأي العام) ليس مرتبطاً بجهة رسمية وحكومية بل هو واحد من الأمور الشرعية المشروعة لكل من توافرت فيه الشروط الفقهية والعلمية ليكون عالماً. وقد افتت الهيئة في كثير من الأمور السياسية أشهرها فتواها ضد الحزب الشيوعي الذي تقدم بشكوى ضدها في المحاكم. بينما يرى الشيخ أحمد التيجاني البدوي - شيخ الطريقة التيجانية بمنطقة الرهد - ان التصويت يجب ان يكون على برنامج المرشح لا كونه «مسلماً» أو «كافراً» لان برنامج المرشح هو عنوانه وقد يكون هناك مرشح مسلم، ولكن برنامجه لا يخاطب أشواق المسلمين ولا مقاصد الشريعة وشعاراته تخالف نهج الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومثل هذا المرشح تلقائياً لا يصوت له مسلم.