ايداهور العلمك ظلمك

Quote: إيداهور الإنسان * كتبنا عن فقد إيداهور اللاعب الفنان والهداف الذي سجل للمريخ أكثر من مائة هدف في أربعة مواسم. * اليوم سنتطرق لجانب آخر من مسيرة النجم الذي أبكى الملايين برحيله المر. * من حضروا إلى النادي بعد رحيل إيداهو لاحظوا أن العمال (البنغلاديش) الذين يعملون في نادي المريخ استغرقوا في الحزن على فراق يداهو وبكوه بحرقة. * لم يحدث ذلك من فراغ، فقد تعود الراحل على أن يحسن إليهم وظل يتفقد أحوالهم ويساعدهم، وكان حريصاً على توزيع حوافزه عليهم. * ولم تقتصر مساهماته الإنسانية على العُمّال الأجانب، بل تعدتها إلى رصفائهم السودانيين. * قبل رحيل إيداهور بيومين، علم إيداهو من الأخ سليمان بشير سليمان مسئول المعدات بنادي المريخ أن زوجة العامل أريكات توفيت في بنغلاديش، فتبرع له إيداهور بمائة جنيه كي يتمكن من الاتصال بذويه هاتفياً لتعزيتهم، ثم أخطر إيداهو زملاءه (كليتشي ووارغو والنفطي) فتبرعوا لأريكات أيضاً. * وأخطرني الأخ سليمان أن إيداهور طلب منه أن يسأل عن قيمة تذكرة سفر أريكات إلى بنغلاديش، وعندما علم أنها تكلف حوالي ألف دولار أمريكي أعلن تبرعه بها، لكن المنية عاجلته قبل أن يدفع المبلغ. * وإنفاذاً لرغبة الراحل تكفل الأخ جمال الوالي بإكمال إجراءات سفر أريكات ودفع ثمن التذكرة. * بالأمس زار ثلاثة من طلاب جمعية اللغة الإنجليزية بجامعة النيلين نادي المريخ لأداء واجب العزاء في إيداهو، وذكروا أنه تبرع لهم من قبل بمبالغ مقدرة دعماً لثلاث رحلات علمية لطلاب الجمعية. * ومساء أمس الأول نقل موقع شركة إم تي إن خبراً مفاده أن إيداهو تبرع قبل أسابيع من وفاته بمبلغ كبير لإحدى الدور المسئولة عن رعاية الأطفال في السودان. * تلك جوانب غير مرئية في حياة إيداهور الإنسان، تستحق أن توثق للأجيال القادمة. * إيداهور لم يكن زائراً ثقيل الظل على كيان المريخ، بل محطة تضج بالضياء. * حب جماهير المريخ للضباح له ألف سبب وسبب، وحزنها الطاغي عليه مُسبّب. * أحبته جماهير المريخ بسبب غيرته على المريخ، وأحبت أهدافه الرائعة وانطلاقاته القوية وأخلاقه الرفيعة. * وأحبه من عرفوه عن كثب أكثر لأنهم خبروا معدنه النقي كإنسان متواضع لم تغره أضواء الشهرة ولم تؤثر على معدنه النقي، فاستمر شهماً يحس بمعاناة الآخرين ويحرص على مساعدة المحتاجين ويدعم المعسرين. * هذا هو إيداهور الإنسان الذي أقام له قطب المريخ محمد المك (النقر) عزاءً في داره ببورتسودان. * فجيعتنا في إيدو لا تُقدر بثمن، لكننا سنتقبل إرادة الله فيه ونكفكف دموعنا عليه، ولن ننساه. كاربوني يفضل مواجهة الأحزان * علمنا أن البرازيلي كاربوني المدير الفني للمريخ رفض فكرة المعسكر الخارجي، وأكد أنه يفضل مواجهة الأحزان والتغلب عليها بدلاً من التهرب منها. * استحسن كاربوني فكرة تأجيل لقاء المريخ مع نيل الحصاحيصا لأن لاعبيه لم يؤدوا أي تدريب بعد مباراة الأمل التي شهدت حدوث الفاجعة. * لكنه رفض المعسكر الخارجي، وذكر أن بقاء اللاعبين وسط أنصارهم سيخفف عليهم هول الصدمة. * رأي منطقي نتمنى أن يجد الاستجابة من مجلس المريخ. * ولو كانت مسيرة المريخ تتوقف حزناً على رحيل الأفراد لتوقفت عقب وفاة شاخور رحمة الله عليه. * فقدنا خلال السنوات القليلة الماضية سامي عز الدين، وفقدنا قبله صديق العمدة والربيع وعبد اللطيف وصلاح سعيد ودلدوم وبوب وسيف الكردفاني رحمة الله عليهم أجمعين، كما فقدنا غيرهم واستمرت المسيرة. * هذا هو حال الدنيا، والقبول بقضاء الله وقدره من شيم المؤمنين. * المريخ أقوى من الأحزان، المريخ أبقى من الأفراد. * لله ما أعطى وما أخذ. * على جماهير المريخ أن تتخطى حالة الصدمة. * نطالبها إعانة اللاعبين على التماسك، ومساندتهم والوقوف بجانبهم كي يتمكنوا من استعادة التوازن. * حزننا على رحيل الضباح لن يفنى، لكن مسيرة المريخ لن تتوقف. * نحزن، نهتز، نترنح، نبكي وننوح، فنحن بشر، لكننا لن نسقط. * نحن أقوى ونحن أمتن، لن تزلزلنا المحن. آخر الحقائق * مطلوب من لاعبي المريخ أن يكونوا أكثر وفاءاً للضباح بحصد البطولات وتحقيق الانتصارات. * إيداهو كان لا يرضى للمريخ الهزيمة في حياته فلا تقبلوها له بعد مماته. * العبوا مثله، قاتلوا بنهجه، ومزقوا شباك الخصوم كما كان يفعل. * لو كان هناك بث تلفزيوني على مستوىً عالٍ لماتت الفتنة في مهدها! * ولما دار جدل حول مسببات وفاة إيداهور. * إلى متى يتم بث مباريات الكرة في السودان بعدد محدود من الكاميرات؟ * لماذا لا توجد كاميرات خلف المرميين؟ * وما الذي يمنع من نصب كاميرات إضافية لبث اللقطات من زوايا عكسية؟ * بسبب رداءة البث التلفزيوني لا يستطيع أحد أن يفتي في بعض حالات الضرب من غير كرة. * كما يصعب ضبط حالات التمثيل على الحكام. * ويصعب من الصعوبة بمكان التثبت من مدى صحة قرارات الحكام المساعدين بخصوص حالات التسلل. * خلال مباراة هلال كادوقلي والمريخ أثبتت كاميرا منصوبة على جانب الملعب خطأ قرار طرد وارغو. * المصيبة تكمن في أن الاتحاد ظل يتجاهل حالات اعتداء موثقة ضبطتها الكاميرا وأعادتها عدة مرات. * كنا نعّول على قناة الجزيرة لإحداث نقلة في تقنيات بث الدوري، ولكن! * في مباراة المريخ والأمل رفع أحد لاعبي الأمل كرة عكسية خطيرة باتجاه مرمى المريخ، وتخطت الكرة الحارس محمد كمال وكادت تلج مرماه! * لكن المُصّور حرّك الكاميرا عكس اتجاه الكرة (باتجاه الراية)! * والمصيبة أن المخرج تكرّم بإعادة اللقطة من نفس الكاميرا! * ننتظر من تلفزيون السودان والشروق مستوىً أفضل في التصوير والإخراج. * ليعلم قادة الاتحاد أن صبر أهل المريخ على ظلمهم وسخافاتهم واستهدافهم قد نفد! * وأن احتمالات انسحاب المريخ من كل المنافسات المحلية باتت أقوى من احتمالات استمراره فيها! * الصبر كمل، ولم يعد في مقدور أهل المريخ تحمل المزيد! * افعلوا ما بدا لكم، الجواب ما ترونه لا ما تسمعونه! * قد أعذر من أنذر. * اليوم نودع إيداهور، ويرحل جثمانه إلى نيجيريا. * وتبقى عزيمة أهل المريخ أقوى من الأحزان. * ونريد من جماهير المريخ أن تلتف حول ناديها وتؤازر لاعبيها أكثر. * كما قال الأخ هيثم الدعيتة: فقد المريخ إيداهور، ويجب ألا يفقد روحه. * سيبقى المريخ قوياً مهما حدث. * إيداهور منا وفينا، جمعنا به المريخ فأحببناه. * إيداهور في قلوبنا، وقلوبنا تعشق المريخ، ولا ترضى له الضعف، ولو ارتبط بأعتى الأحزان! * ودع الفانية، وفقدنا برحيله فارساً مغواراً ومقاتلاً شرساً، لكن سعي المريخ للتميز لن يتوقف. * رحل الضباح، وسنظل نردد حتى بعد رحيله: (يا إيداهور الضرب بالدور). * سنشعر بالحزن عندما نرددها ونحن منتصرون. * لكننا سنستمر في ترديدها لأننا نحب إيداهور ونكره الهزيمة. * سيبقى المريخ متيناً لا يؤثر فيه فقد، ولا تتوقف مسيرته لرحيل فرد. * يا إيداهور الضرب بالدور! ارشيــف الصفحة الصفحة الرئيسية