اتـكاءة عـلـي مـخيـلـة الابــداع والشــاعـر ( ادريــس جـمـــاع ) ، ، والهــوي الـذي تــبـدد

Quote: الأخ عزالدين عباس الفحل لك التحية والشكر وأنت تكرس التوثيق لأحد أهم فطاحلة الشعر في السودان ودعما لسعيك في هذا البوست أورد لك ما أذكره من أحاديث كنت أسمعها من والدي الشاعر الراحل الطيب العباسي عن صديقه الراحل إدريس جماع كان يقول إنهما كانا متجاورين في السكن إبان دراستهما بالقاهرة فجماع يدرس بدار العلوم وهو يدرس الحقوق فعن لطفه وظرفه قال أنهما كانا يزوران معا الأديب محمود عباس العقاد في صالونه في ندوة أربعائه المشهورة و أن العقاد كلما رأى أحدنا يدخل إلى الصالون يقول له:إتفضل يا مولانا. فقال لي صديقي جماع ذات يوم ونحن نغادر الندوة:تعرف يا الطيب إنو كلمة مولانا تعني سيدنا كما أنها تعني عبدنا وأخشى أن يكون العقاد يعني الأخيرة!! وفي حكاية أخري تدل على عبقرية جماع الشعرية قال والدي أنه عندما ألغت مصر معاهدة سنة دارت معارك بين الجيش الإنجليزي والمصريين على ضفاف القنال ولهذا عملت على إنشاء قصيدة مؤازرة أسميتها{أخي في شمال الوادي} قلت فيها: أخي يا بن مصر فتاة الكفاح**وأم الحضارة بين الأمم=إذا ما طوتك غيوم الزمان**طوتني دياجيرها والظلم=وإذا سقط الدمع من مقلتيك**بكيت بقلبي دموعا ودم= وتأسى روافد بحر الغزال** إذا ما بدمياط خطب ألم=وإما زأرت بشط القنال**وثبت إليك خفيف القدم=نزود معا عن حياض الجدود**ورهط الأبوة منذ القدم=فجرد حسامك وارم القلم**وهيا إلى ظالم ننتقم=وهيا إلى مدفع مارد...... يقول والدي أنه عندما وصل إلى صدر البيت{وهيا إلى مدفع مارد} تعذر عليه إتمام البيت فذهب إلى جاره وصديقه جماع وقال له:لقد تعذر علي إتمام هذا البيت يا إدريس. ويقول الوالد أن دهشته كانت عظيمة عندما قال له جماع على الفور وبسرعة البرق قل: وهيا إلى مدفع مارد**عنيف الدوي عتي الضرم!! وقد أثبت والدي هذه الواقعة في ديوانه {العباسيات} ووالدي كان يقول إن جماع حلو المعشر جميل الخصائل يتمتع بطيبة فائقة ويحي الناس بحفاوة بالغة ولأجل ذلك يضع لمن يحييه يده في صدره في مكان القلب لذا كثيرا ما كنا ننبهه إلى الأثار التي تتركها يده في أعلى جلبابه ناحية صدره وقلبه الرحب الرقيق. رحم الله شاعرنا الفذ إدريس جماع ورحم صديقه الشاعر الطيب العباسي.