صور الاحتفاء بمرور عام على رحيل الطيب صالح في لندن (بريطانيا)

Quote: أحد أحياء لندن العامرة بالسواح العرب على مدار العام، وسط مطاعم الشاورما ومقاهى الشيشة والبقالات العربية ومحلات الخضار والفواكه. شارع كروفورد المتفرع من أيدجوار رود، دار الأبرار، جوار المبنى الذى كان يقطن فيه الشاعر والناقد والكاتب المسرحى تى أس إليوت، القاعة الرئيسية فى الطابق الأرضى. حفل شرفه قليل من الضيوف العرب وأصغوا فيه بإهتمام، لكن الحضور كان فى مجمله سودانياً، مشبعاً بالأصالة، فى بشاشته وعشقه لتراثه وثقافته، وفى مداخلاته وأحاديثه الجانبية، (وعدم إلتزامه بالمواعيد). قدم الندوة الصحفى الأستاذ كمال تاج السر مستهلاً بكلمة مكتوبة عن الروائى الراحل الطيب صالح متناولاً فيها جوانباً من حياته وأعماله الأدبية. تلاه د. صلاح البندر الذى إرتجل كلمة عن الراحل المقيم ومكانته فى الثقافة السودانية والعربية، كما تحدث عن كتاب د.أحمد البدوى الذى قامت بنشره منظمة المجتمع المدنى والجهد الذى بذل فى إعداده والكتابين الآخرين الذين صدرا أيضاً عن المنظمة هذا الشهر عن التيجانى يوسف بشير ومعاوية نور كلاهما من تأليف د. أحمد البدوى. إنتقل المايكرفون بعد ذلك إلى د.أحمد البدوى الذى بدأ بالتعريف بكتابه وفصوله والبيوبلاغرافى التى ختمه بها والتى توثق قرابة الثمانمائة مادة مكتوبة عن الطيب صالح (مدحاً أو قدحاً) مما يجعل الكتاب المرجع الرئيس لمن يريد البحث فى سيرة وتركة صاحب الترجمة. إنتقى د. أحمد البدوى مواضيعاً شتى من روايات المؤلف ونقلها للحضور من خلال عدسته الخاصة فى سرد شيق وبسيط، خالياً من سفسطة الأدب المقارن وتلبيس إبليس فى إستدعاء الأشباه والنظائر من التراث العربى أو الغربى (والتى قد لا تكون أشباهاً ولا نظائرا) مما جعل الحضور مشدوداً معه، مُحيياً له بعاصفة من التصفيق عندما ختم حديثه. تخللت الحفل إستراحة قصيرة لتناول السندوتشات والمشروبات، أعقبها فاصل غنائى للفنان الاستاذ حسن الزين وبعده مداخلات الحضور، وفى الختام أُظلمت القاعة وتابع الحضور على البروجكتور الفيلم الوثائقى (الطيب صالح: رجل من كرمكول).