|
Re: انقلاب النيجر ... درس فى الديمقراطية الافريقية (Re: احمد حامد صالح)
|
Quote: سارع الاتحاد الافريقى وخلال يوم واحد من الإنقلاب العسكرى فى النيجر إلى عقد إجتماع طارىء لمجلس السلم والأمن الأفريقى خرج بيان لا يختلف كثيراً فى محتواه وحتى أسلوبه عن بيان سابق فى أحداث مماثلة شهدتها القارة الافريقية فى موريتانيا وغينيا ومدغشفر، وإصدر قراراً بتجميد عضوية النيجر فى الاتحاد ، وذلك أضعف الإيمان من قبل الاتحاد الذى طالب فى ذات البيان بإعادة الوضع الدستوري كما كان قبل تعديلات أغسطس الماضى، والتي كانت - لولا الإنقلاب الذى حدث- ستتيح للرئيس مامادو تاجنا البقاء فى السلطة مدى الحياة ، وتشبث الزعماء الافارقة بالسلطة وسعيهم لتعديل الدساتير لتتحيح لهم الخلود على كراسى السلطة الفانية فعل مكرور ومزموم فى القارة وليس فى الأمر جديد، ولكن مطالبة الاتحاد الافريقى بأثر رجعى عودة الحياة الدستورية الى ما قبل تعديلات تانجا التى وجدت معارضة شديدة من القوى السياسية فى النيجر، يكشف عن مدى ضعف آليات الاتحاد الافريقى فى الإستجابة السريعة لمحاولات عرقلة الحياة الدستورية والديمقراطية فى أفريقيا ، فالتعديل الدستورى المثير للجدل مرره تانجا وسط معارضة داخلية وخارجية قضى التعديل على الدستور بإعادة ترشيح تانجا لولاية رئاسية ثالثة،بعد ان انتهت ولايته الثانية فى ديسمبر الماضى وانتهت معها فترات الحكم التى أقرها الدستور القديم ولكن تانجا أدخل تعديلاً يسمح ليس بولاية ثالثة فحسب بل تولي السلطة لعدد غير محدد من الولايات، ولم يتحرك الاتحاد الافريقى حينها بشكل حاسم ويمنع ذلك التغول على الدستور والسلطة من قبل تانجا، ورغم ان الإنقلاب العسكرى على السلطة فى حد ذاته عمل غير ديمقراطى وغير دستورى ولا يبرر ولكن كان هذا التعديل المثير للجدل هو القشة التى قصمت ظهر بعير الاستقرار السياسي فى نيامى، الانقلابيون الذين اطلقوا على أنفسهم اسم (المجلس الأعلى لاستعادة الديموقراطية) كان اول قرار لهم هو تعليق دستور الجمهورية السادسة وحل جميع المؤسسات المشكلة بموجبه، ولكن تظل امامهم فرصة لاسترداد الدستور والسلطة الشرعية والنموذج الموريتانى لا يزال طازجاً، لاسيما والمجتمع الدولى لن يكف عن الضغط على هؤلاء الانقلابيين حتى استعادة النظام الدستورى، والمجتمع الدولى هنا لا يعنى به الكثير من - المراقبين- الاتحاد الافريقى لانه فشل فى كل محاولات إعادة النظم الدستورية فى افريقيا ومبلغ جهده تعليق العضوية والتى سرعان ما يتجاوزها ، ويفصل البعض أسباب هوان الاتحاد الافريقى إلى غياب الجزرة او العصا التى يمكن ان يلوح بها للانقلابيين فينصاعوا الى رغبة الشعب فى إعادة السلطة الشرعية، بعكس الاتحاد الاوروبى أو الولايات المتحدة التى تستطيع من خلال العقوبات والضغوط ان تعيد الاوضاع فى النيجر الى ما قبل 17 فبراير او حتى ما قبل 17 اغسطس من العام 2009م. وأمام عجز الاتحاد الافريقى تتطلع النيجر الى مجموعة غرب افريقيا الاقتصادية المعروفة اختزلا (اكواس) وهى تملك قوة عسكرية واقتصادية وتجارب عديدة فى استرداد الديمقراطية فى المنطقة والدليل على اهمية هذه المجموعة فى عملية استرداد السلطة فى النيجر، تم ضم عضواً منها فى الفريق الافريقى الذى سيصل العاصمة نيامى للتشاور مع الانقلابيين، ويتكون من مفوض مجلس السلم والأمن في الإتحاد الإفريقي ، الجزائري رمضان لعمامرة، رئيساً للوفد، وسعيد جنيت الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في غرب إفريقيا، ورئيس المجموعة الإقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) محمد بن شمباس، وسيتوج هذا الوفد بصورة عاجلة إلى النيجر للوقوف على الوضع هناك بعد الإنقلاب. والناظر الى الخارطة الجيوسياسية للنيجر لا تستبعد حصول مثل هذه التحولات الحادة فى السلطة وتسجيل ثلاثة انقلابات عسكرية فى تاريخها ، وتعد أحد أفقر بلدان العالم رغم غناها باليورانيوم كثالث منتج له ، وتقدر منظمة اليونسيف ان نحو (36) في المائة من سكان النيجر يعيشون تحت أدنى حد للفقر،وشهدت مجاعتين (1972-1973 و1984-1985) كانت مستعمرة فرنسية سابقة استقلت في 1960 برئاسة ديوري هاماني، حكمها نظام الجنرال سيني كونتشي العسكري من 1974 إلى 1987م أجريت اول انتخابات ديموقراطية في 1993. وفي 1995 أنهى اتفاق سلام تمرداً للطوارق (1991-1994). في 1996 أنهى انقلاب بقيادة إبراهيم باري مايناسارا تعايشاً صاخباً بين أول رئيس منتخب للدولة ماهامان عثمان ورئيس حكومته وفي 1999، اغتيل مايناسارا في انقلاب جديد.. قاد الكومندان داودا مالام وانكي مجموعة عسكرية حاكمة قبل أن يسلم السلطة إلى المدنيين في نهاية 1999 إثر انتخابات عامة انتخب مامادو تانجا مرشح الحركة الوطنية لمجتمع التنمية في هذا الإقتراع. أعيد انتخاب تانجا في ديسمبر 2004م. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|