عبد العزيز الفاضلابي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 01:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-10-2010, 12:31 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عبد العزيز الفاضلابي (Re: هشام آدم)

    تقول:
    Quote: اما اختلاف المذاهب فى استنباط الأحكام من الأصل الثابت كما قلنا فهو امر محكوم بالزمان والمكان ,, كل حسب حاجته وكان يجب ان يحسب ذلك اعجازا للنص القرآنى وليس عيبا فيه
    أنتَ بقولك هذا تتبع منهج المعتزلة في القول بمخلوقية القرآن، وبالتأكيد فأنت تعلم [محنة خلق القرآن] في التاريخ الإسلامي ومُسببات هذه المحنة؛ إذ أن القول بخلق القرآن كان أحد المُخارجات التي لجأ إليها المعتزلة في تبرير التناقض في القرآن، فالبحث في تناقضات القرآن لم يكن اجتهاداً إلحادياً أو منهجاً اتبعه المستشرقون كما يزعم البعض، ولكن التاريخ الإسلامي نفسه توقف كثيراً أمام هذه التناقضات؛ فكان لابد لحل هذه التناقضات أن ينزع بعض المسلمون عن القرآن صفة الأزلية أو الأبدية وبذلك نفي قدمه وإحلال مبدأ التقديم والتأخير، وربما تعلم كذلك أن القول بخلق القرآن يستصحب القول بنفي الإعجاز عنه بالضرورة. وحتى لا ندخل في الجدل اللاهوتي الذي ابتدعه المعتزلة فإنني سأحاول مناقشة ما جاء في كلامك أعلاه بشكل مُبسّط.

    السؤال المبدئي الذي يطرح نفسه في هذه المناقشة هو: [هل القرآن هو كلام الله؟] إذا كانت الإجابة بنعم، فهو يشتمل على عدّة حقائق مستخلصة من حقيقة معرفتنا بالله وبصفاته. فهل الله مُطلق أم هو نسبي؟ إذا قلنا بأنه مطلق، فإن السؤال الذي يطرح نفسه مباشرة هو: صفاته مُطلقة أم نسبية؟ فإن نحن قلنا بأن صفاته نسبية ناقض ذلك إطلاقه هو نفسه، وإن نحن قلنا أن صفاته مُطلقة فإن هذا يتناسب مع إطلاقه، ولكنه يضعنا في حرج آخر. فالقول بإطلاق صفات الله يعني أنه مطلق في كل صفاته وليس بعضها، فهو عليم بالمطلق، وفعّال بالمطلق، وغفور بالمُطلق وشديد العقاب بالمُطلق وسريع الحساب بالمُطلق ورحيم بالمُطلق، وإطلاق كل الصفات تجعل ذات الإله في تناقض فكيف من الممكن أن يكون رحيم بالمُطلق وشديد العقاب بالمُطلق؟ ولكن دعنا من هذا الآن ولنناقش كونه عليماً بالمُطلق وقادراً بالمُطلق.

    العِلم المُطلق والقدرة المُطلقة تحتم على صاحبهما وهو الله أن يكون كلامه مُطلقاً لأن كلامه الذي يقوله هو نابع من صفات مُطلقة في الأصل، وبالتالي فإن كلامه هذا سوف يكون ثابتاً لا متغيراً، ومن هنا تأتي قداسة الكلام أصلاً. فما معنى الثبات وما معنى التغيّر؟ ثبات الكلام هو إطلاقه معنى ودلالة فعندما يقول الله مثلاً {الزانية والزانية فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة} فإن هذا الكلام ثابت معنى ودلالة، فحُكم الجلد على الزانية والزاني ثابت لا يتغيّر، وعدد الجلدات ثابت لا يتغيّر؛ إذن فهل بإمكاننا اليوم أو بعد مائة عام أن نطالب بتخفيف عدد الجلدات؟ أو نطالب بإلغاء عقوبة الجلد عن الزاني والزانية؟ إذا قلتَ [لا] فهو دليل الثبوت الذي نتكلّم عنه، وإذا قلت [نعم] حسب الحاجة ومقتضى الحال؛ فإن هذا يُزعزع ثبات النص الديني المقدس، وبالتالي يطعن فيما أثبتناه لله من صفات مُطلقة. الأصل في الحُكم الشرعي هو جلد الزانية والزاني مائة جلدة، فكيف يُمكن أن يُستنبط من هذا الحُكم الثابت شيء آخر متغيّر حسب مقتضى الحال والحاجة؟ والأمر نفسه ينطبق على كافة الأحكام التشريعية الأخرى.

    نخلص من هذا: أن الأحكام التشريعية تتخذ صفة الثبات وبالتالي فإن القول بصلاحية النص لكل زمان ومكان هو قول خاطئ أو أن يكون المقصود إخضاع الزمان والمكان للحُكم الشرعي وليس العكس. فلن يأتي الزمن الذي نحاول فيه إباحة الزنا، أو إباحة الخمر، أو إباحة الربا، أو أو أو أو. وهذا يعني أيضاً ثبوت النص التشريعي، فكيف يكون صالحاً لكل زمان ومكان؟ وكيف يُمكن استنباط الأحكام من الأصل الثابت؟

    في القرآن آيات تحض على قتال الكفار والمشركين وتخرجهم عن دائرة الملكوت الإلهي، وهذه الآيات جاءت متوافقة مع حوادث تاريخية مُحددة بعينها، وفي القرآن كذلك آيات تحض على التسامح الديني والمناصحة والالتفات إلى الذات دون الغير، وهي أيضاً آيات جاءت متوافقة مع حوادث تاريخية مُحددة بعينها. حسناً، ماذا عن واقعنا الحالي؟ هل واقع عدائي مع الآخر غير المسلم؟ أم هو واقع متسامح مع الآخر؟ إذا قلنا بأنه واقع متسامح مع الآخر، فهل نعطّل آيات الجهاد والتحريض على القتال؟ وإن قلنا أن الواقع هو واقع عدائي بحجة أن العداء بين الإيمان والكفر هو عداء أزلي مستمر يُبرر له العداء الأزلي بين الخير والشر، فكيف نعطل آيات التسامح؟ بل وكيف يُمكننا الاعتماد على آيات نزلت في مناسبات خاصة ونعممها على وقائع أخرى؛ لاسيما إذا علمنا أن تجارب البشرية مختلفة ومتباينة حتى مع تشابه عنصر الحدث نفسه؟

    خلاصة القول في هذا الأمر: النص القرآن نص مُقدّس، وطالما أننا نقر بقداسة النص، فإن هذه القداسة تشترط ثبوته، لأن قداسة النص مرتبطة بقداسة المُشرّع لهذا النص، والقول باستنباط أحكام حسب مقتضى الحال في كل زمان ومكان هو قول مستحيل لأنه يمس مباشرة بقداسة المُشرّع، بل ويُعتبر تحايلاً على هذه القداسة في الأساس.
                  

العنوان الكاتب Date
عبد العزيز الفاضلابي هشام آدم02-10-10, 12:23 PM
  Re: عبد العزيز الفاضلابي هشام آدم02-10-10, 12:24 PM
    Re: عبد العزيز الفاضلابي هشام آدم02-10-10, 12:27 PM
      Re: عبد العزيز الفاضلابي هشام آدم02-10-10, 12:29 PM
        Re: عبد العزيز الفاضلابي هشام آدم02-10-10, 12:30 PM
          Re: عبد العزيز الفاضلابي هشام آدم02-10-10, 12:31 PM
            Re: عبد العزيز الفاضلابي هشام آدم02-10-10, 12:32 PM
              Re: عبد العزيز الفاضلابي هشام آدم02-10-10, 12:33 PM
                Re: عبد العزيز الفاضلابي هشام آدم02-10-10, 12:34 PM
                  Re: عبد العزيز الفاضلابي هشام آدم02-10-10, 12:36 PM
                    Re: عبد العزيز الفاضلابي هشام آدم02-10-10, 12:48 PM
                      Re: عبد العزيز الفاضلابي عبدالعزيز الفاضلابى02-11-10, 04:57 AM
                        Re: عبد العزيز الفاضلابي عبدالعزيز الفاضلابى02-11-10, 05:38 AM
                          Re: عبد العزيز الفاضلابي عبدالعزيز الفاضلابى02-11-10, 05:46 AM
                            Re: عبد العزيز الفاضلابي عبدالعزيز الفاضلابى02-11-10, 05:57 AM
                              Re: عبد العزيز الفاضلابي عبدالعزيز الفاضلابى02-11-10, 06:02 AM
                                Re: عبد العزيز الفاضلابي عبدالعزيز الفاضلابى02-11-10, 10:07 PM
                                  Re: عبد العزيز الفاضلابي عبدالعزيز الفاضلابى02-13-10, 05:56 AM
                                    Re: عبد العزيز الفاضلابي Mohamed E. Seliaman02-13-10, 06:31 AM
                                      Re: عبد العزيز الفاضلابي هشام آدم02-13-10, 09:14 AM
                                        Re: عبد العزيز الفاضلابي Mohamed E. Seliaman02-13-10, 09:20 AM
                                          Re: عبد العزيز الفاضلابي emad altaib02-13-10, 10:05 AM
                                            Re: عبد العزيز الفاضلابي عبدالعزيز الفاضلابى02-18-10, 08:54 PM
                                              Re: عبد العزيز الفاضلابي عبدالعزيز الفاضلابى02-25-10, 11:20 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de