|
Re: المخاطر والتحديات الإجتماعية التي يواجهها الطفل في الغربة (Re: هشام هباني)
|
الشكر والتقدير للذين شاركوا وأدلوا بدلوهم في هذا الموضوع الهام والشيق.
عندما نردد شعارنا دائماً (التربية قبل التعليم) فيجب أن نحرص أن تكون التربية اولاً والتعليم ثانياً. إننا في بلاد المهجر نواجه اخطاراً عديدة تهدد اخلاقيات النشء نتيجة لما افرزته المتغيرات الحضارية فأصبحنا نتساءل..لماذا ضاعت القيم والاخلاق عند التحدث عن الواقع المرير والمؤلم لما يحدث اليوم من انحرافات سلوكية كالقتل، الانتحار، والجرائم الاخلاقية الشاذة؟!. ولماذا اصبح معظم أطفالنا تايهون بين البيت والمدرسة ووسائل الإعلام دون رغيب أو حسيب؟!، ومن خلال تتبعنا لمجتمعاتنا في المهجر نجد أن من أهم الأخطار التي تواجههنا كأسرة هي:
1- اساءة البعض من الاستفادة من الطفرة المادية وبالذات في المسؤولية والواجب تجاه الأسرة فيقضي الأب أو الأم الساعات الطوال (أكثر من 12 ساعة) خارج البيت متعلليين بأن الحصول على المال وتوفره يعوض غياب الام والاب فكانت النتيجة فقدان الاسرة لوحدتها النفسية والعاطفية والاجتماعية، وفقدان النشء للاشباع العاطفي ولغة الاتصال والتحاور والمصارحة فيشعر بالعزلة والاغتراب. وأيضاً لعدم الشعور بتحقيق الذات لما يواجههم من تناقض فيتجهون للبحث عنها خارج المنزل، وفي الغالب مع رفقاء السوء والذين قد يؤثرون عليهم بافكارهم الخاطئة والمنحرفة.
2- سوء فهم المتغيرات الحضارية المعاصرة والتعامل معها، أدى لفقدان الاسرة لدورها التربوي وهنا يأتي دور المدارس التي ننشئها لتكون البيت الثاني للنشء ويكون دور المعلم عنصراً مهماً في حياة النشء من حيث تأثيره في تكوين افكاره وسلوكه، لذا يجب أن نتبع أحدث الوسائل التعليمية والفكرية لتساعدنا في إحداث التغيير المطلوب. ولكن ونتيجة لدعم جدية البعض في تعليم أطفالهم في هذه المدارس بأعذار واهية بل ويتعامل الكثير ممن يجلبون إطفالهم إليها بأنها فرصة للإستراحة من عناء العمل المتواصل ولتقضية بعض لوازم البيت (Babysitter )، فكيف نلوم النشء ونحن لم نفعل شيئاً له غير اننا قتلنا فيه روح الطموح والتفكير وتنمية الاستعداد- كيف نلوم النشء وهو يشاهد الابتعاد عن ثوابت الدين والتعليم؟ ويلمس المتغيرات الحضارية المتسارعة التي تبدلت ونحن لم نغير من اساليب التربية والقيم لا على مستوى الاسرة او المدرسة او المجتمع او الاعلام لمواجهة هذه المتغيرات الجديدة.
3 -إن أعظم الاخطار التي تهدد النشء ظهرت عندما شاب العلاقات الرسمية التمزق نتيجة لتراكم الخلافات الزوجية فغابت كثير من القيم والمبادئ وانتشرت سلوكيات سلبية تحت مظلة التمدن حتى اصبحت الجريمة والسلوكيات الشاذة فناً ومهارة بفضل الفضائيات المتعددة الثقافات التي تقدم دروساً مجانية ومباشرة في علم الجريمة والانحرافات.
4 - ان اشكال التفاعل التربوي في مجتمعنا بالمهجر بين الكبار والصغار هي في العموم غير سوية نتيجة لعدم تفاعلنا نحن الكبار أولاً مع هذا المجتمع الجديد، بل ظل الكثيرون يعشون على هامش المجتمع بحجة أنهم عائدون للوطن الأم. فهذا التفاعل الناقص لا يهتم بالتكوين النفسي وخصائصه والحاجات ومتطلبات الأطفال لكل مرحلة مما يؤدي الى شخصية متصلبة انعزالية قلقة مريضة وشعور بالنقص، وهنا تظهر شراشة وجبروت الأب بحجة قلة أدي الطفل، فإزدات العمليات المؤلمة التي يخلقها العنف المنزلي من خلال العلاقة بالوالدين والتي تعتبر مصدراً لأغلب جراحات النشء الذي يحتاج ويعتمد على والديه في العلاقة والحب. وفقدان الحب او الحرمان تمثل اكثر الخبرات المؤلمة وان الايذاء الناتج عن العنف المنزلي والذي بدأ يظهر في مجتمعنا الاسري كحوادث الاعتداء على النشء بكل اشكاله من اهم المخاطر التي تواجه النشء....نواصل
|
|
|
|
|
|
|
|
|