ابكيـــــــــــك يــــــــــا الســـــــــــــــودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 03:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-03-2010, 09:44 PM

ذواليد سليمان مصطفى
<aذواليد سليمان مصطفى
تاريخ التسجيل: 12-14-2008
مجموع المشاركات: 9551

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ابكيـــــــــــك يــــــــــا الســـــــــــــــودان (Re: ذواليد سليمان مصطفى)

    السودان دولة له الرحمة والمغفرة

    فحكامنا منذ الثورة المهدية لايقدمون شي

    الثورة المهدية نشاتها كلها قايمة على مفاهيم دينية متصلبة على الاخرين
    Quote: أولا : أسباب الثورة المهدية :
    أشار المؤرخون مثل نعوم شقير إلى أسبابها التي تتلخص في : الظلم والعنف ، الضرائب الباهظة ، منع تجارة الرقيق ، المحاباة وانتشار عقيدة المهدي المنتظر .
    كما حدد عوامل نجاحها في استخفاف الحكومة في بادئ الأمر بحركة المهدي ، الانشغال بثورة عرابي في مصر ، ضعف الحاميات العسكرية لحظة وقوع الثورة ، ضعف التسليح والتحصين وتعود الجنود على الترف والراحة وتردد الحكومة إذ أنها لم تتخذ سياسة نافذة لإخماد الثورة ( شقير : 1981 ) .
    ويقول د . مكي شبيكة ً وهنا يجدر بي أن ألاحظ ما كتبه المؤرخون في الأسباب التي أدت إلى الثورة المهدية ويجمعون على أن الأسباب الرئيسية هي فداحة الضرائب وتفشي الرشوة والعنت والظلم والمناداة بإبطال الرق .. وقد تكون هذه الأسباب أو كلها مجتمعة السبب في انضمام البعض إلى راية المهدي ، وقد يكون المهدي استعان بالبارزين ممن كانوا فريسة لواحد أو اكثر من تلك الأسباب لكن الناحية التي يهملونها والتي في نظري المحرك الأول للثورة هي المعتقد الديني وشخصية الأمام المهدي ( شبيكة : السودان والثورة المهدية : 1978 ، 63 ) .
    إذن المحرك الأول للثورة المهدية في نظر شبيكة كان المعتقد الديني وشخصية المهدي .
    ويضيف إبراهيم فوزي إلى ما سبق التدهور الخلقي ويورد مثالا لذلك القصة التي تذهب إلى أن رجلا قد زف إلى رجل في مدينة الأبيض ، وكيف أن المهدي قد ثار عندما وقف على هذا الحادث ( إبراهيم فوزي : 1319 ه ، ص 73 – 74 ) .
    ويذكر ثيوبولد ( إن أسبابها تعود إلي اتساع الفتوحات بحيث صارت أكثر من الطاقة الإدارية المتيسرة وإلى طاقة اختيار الموظفين ونظرة هؤلاء إلى الخدمة في السودان وتكالب الدولة على استغلال موارد البلاد ( Theobold;P . 29 ) .
    ويذكر محمد فؤاد شكري أن أسباب الثورة تعود إلى إلغاء تجارة الرقيق بالقوة ومكافحة الرق والنخاسة ثم ضعف الحكومة المركزية ( محمد فؤاد شكري : 1958 ، ص 271 ) .
    ويرجع الشاطر بصيلي بها إلى الضغط الأجنبي في مصر والسودان لإلغاء الرق ومباشرة الأجانب للحكم في السودان وتنكيلهم بالاهلين ( الشاطر بصيلي : 1955 ، ص 164 وما بعدها ) . ويرى د . أبو سليم ( والقضية كما نراها هي أن النقاط التي أثارها الباحثون تصف في جملتها الظروف التي تستدعي قيام ثورة أو خلق احتجاج عام ولكنها تقف دون إبراز الظروف الذاتية والملابسات التي جعلت محمد أحمد دون غيره من الناس ممثلا لهذا الاحتجاج وقائدا للثورة على الأوضاع ، وبمعني أخر فإننا محتاجون إلى مزيد من الحقائق والبيانات عن حياة محمد أحمد الأولى ومدى ارتباطه بالحياة العامة وإلى إبراز العوامل التي دفعت به من الحياة السلبية التي يمارسها المريد الصوفي إلى الحياة الإيجابية الهادفة إلى بناء مجتمع جديد ( د . أبو سليم : 1970 ، ص 12 ) .
    ويتابع د . أبو سليم متابعة دقيقة وجيدة للحقائق والبيانات عن حياة محمد احمد المهدي وتطور شخصيته والتكتيكات السليمة التي اتبعها حتى أعلن الثورة وقادها بنجاح إلى الانتصار . إذن د . أبو سليم يركز على إبراز الظروف الذاتية التي تمثلت في قيادة شخصية محمد احمد للثورة إلى جانب الظروف الموضوعية التي تستدعى قيام ثورة أو خلق احتجاج عام .
    وينتقد هولت تناول شقير ومن بعده للأسباب التي تتلخص في الظلم والقهر وسوء الإدارة ظل لصيقا بالإدارة المصرية واحتمله السودانيون لمدة الستين عاما فلماذا اندلعت الثورة في عام 1881 م ؟ . ولماذا لم تندلع في وقت أسبق ؟ لماذا ضاق السودانيون ذرعا بذلك النظام في ذلك الوقت بالذات ؟ . ( Holt ; 1963 , P . 67 ) .
    ويصف هولت الأسباب التي ساقها المؤرخون منذ عهد نعوم شقير بأنها عوامل للسخط والتبرم لا تكفي لقيام الثورة في الوقت الذي قامت فيه ( Holt ; 1958 , P . 25 ) ، كما يحدد عناصر لنجاح الثورة تتلخص في :
    1 – يواكب الشعور بالسخط العام ضعف مادي أو معنوي في النظام القائم يجعل من العسير قمع الثورة إبان نشوبها .
    2 – وجود جيش ثوري على استعداد لاستعمال العنف في سبيل هدفه .
    3 – وجود القيادة الثورية التي تطرح البديل للنظام القائم .
    ويقدم عبد الله على إبراهيم أمثلة لانتفاضات قامت نتيجة السخط مثل انتفاضة المك نمر التى أودت بحياة إسماعيل باشا وتمرد الشيخ البدوي في سنة 1895 وتمرد سليمان الزبير باشا في سنة 1878 ، وعصيان الفقيه إدريس وجماعة من أنصاره في سنة 1878 على النيل الأزرق ومقتله في قرية القراصة .
    ومن هذا السرد يبرهن عبد الله على نظرية هولت ويقول ( هذه الانتفاضات المتباينة تشير إلى أن السخط وحده ليس هو الشرط الوحيد للثورة الشاملة ، ولكن بتوفر هذا السخط مع ضعف الكيان الإداري للنظام القائم مع القيادة الملهمة يبدا اندلاع الثورة . ( عبد الله على إبراهيم : 1968 ، ص 16 – 17) .
    كما يسرد تحلل وضعف إدارة الحكم التركي وتطور شخصية المهدي وتفاعلها مع الواقع القائم على الظلم والفساد ليصل إلى دور العامل الذاتي بجانب العامل الموضوعي ويقول ( إذا فالمهدي حين نضج السخط وساد التفكك والضعف في الجهاز الإداري – كان يهب القيادة الثورية التي ذكرها هولت ( نفسه : ص 21 ) .
    فعبد الله على إبراهيم هنا يوافق ويقدم الحجج التي تبرهن على نظرية هولت ..
    ويصف د . محمد سعيد القدال منهج هولت في تناول أسباب الثورة المهدية بأنه منهج شمولي ويقول ( ولكن يبقي هذا المنهج الشمولي الذي يسعى هولت لإضفائه على تناوله لاسباب الثورة المهدية عاملا مساعدا في الوقوف على أسباب تلك الثورة ومراميها ( د . قدال : 1986 ، ص 44 – 45 ) .
    ويستند قدال على منهج هولت الشمولي ويعمل على تطويره وتعميقه في مناقشة أسباب الثورة المهدية ويقدم ثلاثة ملاحظات منهجية ويحدد مصادره المنهجية في نصوص لماركس وانجلز ( الأيديولوجية الألمانية ) وبليخانوف ( تطور النظرة ألوا حدية للتاريخ ) ، يوغوسلافسكي وآخرين ( في المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية ) ولينين وابن خلدون وحسين مروه .. وتتلخص ملاحظاته المنهجية والذي يرى من المهم حضورها لتصور يفسر لنا اندلاع الثورة المهدية في :
    1 – مع وجود نظرية علمية محددة لحركة المجتمع ، فإن عملية التغيير الاجتماعي لاتتم بصورة ميكانيكية مبسطة وسيكولوجية المجتمع تكيف نفسها وذاتها مع أوضاعها الاقتصادية ، ولكن ذلك التكيف عملية معقدة يجعل من الضروري التمييز بين الظروف الاجتماعية لعصر معين وبين ظروف أفكاره .
    2 – أفكار كل عصر لها ارتباط سواء كان سلبا أو إيجابا بأيديولوجية العصر السابق عليه ، ولهذا فإننا نحتاج عند تحليل الظواهر الاجتماعية كالثورات ، أن نراعي التناسب بين الموضوعي والذاتي ، بين الظروف والإنسان ، بين المقدمات والارادة البشرية ، بين الوجود الاجتماعي والوعي الاجتماعي في أخر المطاف .
    3 – الثورات تفرز أفكارا ذات طابع شمولي ، وكل طبقة جديدة تسعي لاحتلال مكان طبقة سائدة قبلها مضطرة ولو بمجرد تحقيق أهدافها إلى تمثيل مصالحها على أنها المصلحة المشتركة لجميع أفراد المجتمع ، وبالتلى فهي تتصور أن انتصارها سيعود بالمنفعة أيضا على أفراد كثيرين من الطبقات التي لم تتوصل بعد السيطرة ( نفسه : 45 – 47 ) .
    استنادا إلى النقاط المنهجية أعلاه يواصل قدال المناقشة ويمكن تلخيص مناقشته في الأتي : - أ – الظلم وحده لا يكفي لاندلاع ثورة ، والا أضحت عملية التغيير في المجتمع آلية بحتة .. ب – الوعي بالظلم تبلور في إطار مجتمع سوداني له خصوصيته التي تمثلت في تراثه الإسلامي الصوفي وفي شخصية المهدي وفي تقاليده القبلية ، فعندما نتناول الأفكار التي عبر عنها المهدي أو دوره القيادي ، فلأنهما يعبران عن مرحلة متقدمة من تبلور الوعي الاجتماعي بالظلم ، وليس لأنهما سبب الثورة . كما أننا لا نظر لهذا السبب أو المظهر كل على حدة ن لأن ذلك التناول الأحادي لا يساعد علي الرؤية المتكاملة للتغيير الاجتماعي .
    ج – لايرى قدال أن البرنامج السياسي الذي طرحه المهدي كان رفضا مطلقا للحكم التركي بدليل أنه أبقي على الحكم المركزي وأضاف إليه ثقلا مركزيا جديدا هو شخصية المهدي الدينية والخليفة من بعده ، كما لم يكن ضد البنية الاقتصادية الجديدة المتمثلة في نمو السوق والتبادل النقدي بدليل أن المهدية سعت إلى تطويرها ، والعجز عن تطويرها راجع لسوء التطبيق ومواجهة الضغط الاستعماري ، ولأن القوي الاجتماعية التي حملت على عاتقها مسئولية التغيير وبناء الدولة بعد نجاح الثورة كانت ضعيفة التكوين الاجتماعي .
    لذا عندما كانت المهدية تعبر عن رفض للحكم التركي – المصري ، كانت أفكارها وبرنامجها وممارستها واضحة ومحددة ، أما عندما تصدت لمهمة البناء الاجتماعي أضحت تعبر عن مصالح محددة . كما كانت تلك المرحلة محفوفة بمخاطر العدوان الخارجي ، فاندفعت الدولة المهدية نحو سياسة حربية مدمرة ، هي في جوهرها تعبر عن الواقع الموضوعي المحدود للفئات الاجتماعية التي أضحت سيدة الموقف في النظام ، ً وهم أولاد العرب ً الذين تمركزوا في جهاز الدولة وفي نقاطها الحساسة ( يستعمل تعبير ً أولاد العرب ً ليعني قبائل غرب السودان تمييزا لهم عن ً أولاد البلد ً وهم القبائل التي تسكن أواسط السودان : راجع محمد سيد داؤد : الصراع بين أولاد البلد وأولاد العرب : قدال : 48 ) .
    د – الصورة التي عبر بها الوعي الاجتماعي عن نفسه كانت فكرة المهدي المنتظر ، ويشير إلى ذكر ابن خلدون لدور الدين في انتفاضات العالم الإسلامي عندما ذكر ً أن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية من نبوة أو ولاية أو أثر عظيم من الدين على الجملة ( ابن خلدون : ص 151 – 153 ) . كما يشير د . قدال إلى تصور انجلز المتكامل لاسباب انتفاضات العالم الإسلامي وأساسها الإسلامي ويري انه تطوير لرأى ابن خلدون .
    كما يناقش د . قدال فكرة المهدي المنتظر : أصلها وتطورها كما هو معروف . وحاصل قول د . قدال ( إن دراسة أسباب الثورة المهدية خارج إطار الواقع الاقتصادي لا يساعد في فهم المحرك الحقيقي لها . إذ أن الواقع الاقتصادي يتحكم لحد كبير في مجري الأحداث ، فالبعد الاجتماعي للثورة المهدية لا يستبين مداه خارج إطار التشكيلة الاقتصادية السائدة ) ( د . قدال : ص 51 ) . ويواصل د قدال ويقول : والحركة المهدية كما لاحظ أحد الباحثين اهتمت في بداية أمرها بالجانب الديني وأهملت الجانب الدبيوي ، ولكن بعد استقرارها في أم درمان وتحولها إلى دولة ، لم يعد للعامل الديني نفسه الحماسة والتأثير ) .
    إذن قدال يرى أن دراسة أسباب الثورة المهدية خارج إطار الواقع الاقتصادي لا يساعد في فهم المحرك الحقيقي لها .
    ويمكن تلخيص ما أورده المؤرخون أعلاه حول أسباب الثورة المهدية في شقين :
    الشق الأول : محرك أو دافع اجتماعي ويتلخص في : شخصية الإمام المهدي ، المعتقد الديني ، التدهور الخلقي ، عجز إداري وفشل الموظفين وتكالبهم على استغلال موارد البلاد . الضغط الأوربي على العالم الإسلامي واحتلال الأوربيين لبعض البلاد الإسلامية وقصدهم لاحتلال الباقي وإلى ضعف الإيمان بالقرآن والتشبه بالأوربيين ووضع القوانين الوضعية بدل القوانين المنزلة ، تقلص سلطة الخديوية وتضعضع مركزها بعد طرد الخديوي اسما عيل وتمرد الجيش على ابنه توفيق واتفاق ذلك مع الفراغ الهائل الذي خلقته استقالة ً غردون ً في السودان ، الظلم وسؤ الإدارة ، مكافحة تجارة الرقيق وضعف الحكومة المركزية ومباشرة الأجانب للحكم في السودان وتنكيلهم بالآهلين .
    الشق الثاني : محرك أو دافع اقتصادي
    وهذا الاتجاه يرى أن دراسة أسباب الثورة المهدية خارج إطار الواقع الاقتصادي لا يساعد في فهم المحرك الحقيقي لها ، إذ أن الواقع الاقتصادي يتحكم إلى حد كبير في مجرى الأحداث ، فالبعد الاجتماعي للثورة المهدية لا يستبين مداه خارج التشكيلة الاجتماعية السائدة ، كما يشير د . قدال .
    من المهم ، أن نلاحظ هنا أن المحاذير الآتية في تقسيمنا هذا .. إننا نتحدث عن محرك أول أو محرك حقيقي أو إبراز الدافع الرئيسي .. فمثلا عندما يتحدث د أبو سليم هن شخصية الإمام المهدي ، لا يعني أنه يهمل الأسباب الأخرى ولكنه يقصد إبرازها .. وعندما يتحدث د . شبيكة عن المعتقد الديني وشخصية المهدي كمحرك أول لايعني أنه يغفل العوامل التي أشار إليها شقير .
    وعندما يتحدث د . قدال عن الدافع الاقتصادي ، فإن ذلك لايعني أن قدال يقع في الفهم الميكانيكي لدور العامل الاقتصادي ، ولكنه يشير بوضوح إلى أن دراسة أسباب الثورة المهدية خارج إطار الواقع الاقتصادي لا يساعد في فهم المحرك الحقيقي وهذا يختلف عن مفهوم العامل الاقتصادي كمحرك وحيد للتاريخ ..
    هذه المحاذير هامة يجب أن نضعها في الاعتبار ونحن نقدم هذا التلخيص ..
    وحول عوامل نجاح الثورة المهدية نشير أيضا إلى اتجاهين :
    الأول : اتجاه شقير الذي يعزى عوامل نجاح الثورة إلى أ - استخفاف الحكومة في بادئ الأمر بحركة المهدي ب – الانشغال بثورة عرابي وضعف الحاميات العسكرية لحظة وقوع الثورة ج – تردد الحكومة التي لم تتخذ سياسة نافذة لإخماد الثورة .
    ولكن د . أبو سليم في تقويمه وتصويبه لتاريخ شقير في ص 635 يورد التالي ( يقول نعوم أن الحكومة استخفت بشأن محمد احمد ، ولكن الحق أنها لم تستخف وإنما أخفقت فيما اتخذت من إجراءات . ( أبو سليم 1987 : ص 220 ) .
    الثاني : اتجاه هولت المنهجي والنظري الذي يحدد عناصر نجاح الثورة في التي : أ – يواكب الشعور بالسخط العام ضعف مادي أو معنوي في النظام القائم يجعل من العسير قمع الثورة إبان نشوبها . ب – وجود جيش ثوري على استعداد لاستعمال العنف في سبيل هدفه .
    ج – وجود القيادة الثورية التي تطرح البديل للنظام القائم .
    أي أن العنصر ( أ ) يدخل في الشرط الموضوعي والعنصران ( ب ) ، ( ج ) يدخلان في الشرط الذاتي . ويرجع هولت عوامل نجاح الثورة المهدية إلى توفر الشرطين الموضوعي والذاتي أعلاه .
    ويتفق عبد الله على إبراهيم ومحمد سعيد القدال مع طرح هولت المنهجي والنظري .
    ويشير د .قدال إلى أن ماركس أول فيلسوف يضع تصورا شاملا لعملية التغيير الاجتماعي ولكن ما ذكره هولت يلتقي كثيرا مع الشروط التي وضعها لينين لنجاح الانتفاضة إذ اشترط لنجاحها : عجز السلطة القائمة في الدفاع عن نفسها ورفض الناس تماما للاستمرار تحتها ووجود قيادة ثورية ( قدال : ص 44 ) .
    وقبل مناقشة هذه الآراء وصياغة مفهومنا ورؤيتنا حول أسباب الثورة المهدية ، نطرح القضايا المنهجية التالية :
    1 – الثورة المهدية هي حاصل تطور تاريخي ، وهي عملية وحاصل تراكم كمي لانتفاضات وثورات جزئية ظلت مستمرة ضد الحكم التركي – المصري حتى تم تتويجها بالثورة المهدية ، كثورة أو انتفاضة شاملة ضد النظام ، ويمكن تتبع الخط البياني الصاعد لتلك الانتفاضات على النحو التالي :
    - مقاومة الشايقية عند بداية الغزو التركي .
    - ثورة أهل سنار بقيادة رجب ود عدلان .
    - ثورة المك نمر – مقاومة أهل العليفون
    - مقاومة أهالي مدني – تمرد المواطنين وهجرتهم لأوطانهم نتيجة الضرائب الباهظة على الأراضي والماشية ونتيجة الظلم والفساد .
    - عصيان الشيخ خليفة بن الحاج العبادي . – ثورة أهالي التاكا ( الشرق ) عام 1844 . – تمرد زعماء الشكرية على أراكيل بك الحاكم العام . – ثورة الجنود السودانيين في مدني سنة 1844 . – ثورة الجهادية السود في كسلا سنة 1865 والتي أوشكت أن تقضي على الحكم في مديرية التاكا ، وبالتالي على النفوذ الحكومي في شرق السودان .
    - ثورة هارون الرشيد في دار فور – ثورة صباحي في كردفان – ثورة سليمان ورابح الزبير باشا رحمة في مديرية بحر الغزال في سنة 1879 ( تاج السر عثمان : التاريخ الاجتماعي لفترة الحكم التركي ، غير منشور ) .
    ورغم نجاح الحكومة في قمع تلك الانتفاضات والثورات الجزئية وانفرادها بكل منها وسحق المعارضين والتنكيل بهم بالشنق والإعدام رميا بالرصاص وبحملات الإبادة الشاملة ، إلا أن الملاحظ استمرار تلك الانتفاضات ، وما أن يتم إخماد ثورة أو انتفاضة حتى تندلع ، وإذا كانت هذه الثورات قد أخمدت في أوقاتها ، إلا أنها شكلت المقدمة للثورة الشاملة في لثورة المهدية والتي نجحت بفضل شمولها وعجز النظام القائم عن قمعها ووجود القيادة الثورية والجيش الثوري ، أي بعد استكمال الشروط التي تحدث عنها هولت ولينين .
    وبالتالي ، فإنني اتفق مع توفر الشروط الموضوعية والذاتية لنجاح الثورة ، وإن الثورة هى حصيلة وجماع وتراكم انتفاضات وثورات جزئية سابقة ..
    2 – لا يكفي أخذ عنصر واحد من عناصر المحرك أو الدافع الاجتماعي ، واعتباره المحرك الأول للثورة المهدية مثل شخصية الإمام المهدي أو المعتقد الديني أو الظلم وسوء الإدارة أو التدهور الخلقي .. الخ . بل في تقديري أنه لا يكفي حتى لو أخذنا كل العناصر في الشق الأول مجتمعة واعتبارها المحرك الأول أو الرئيسي للثورة المهدية .. وبالمستوي نفسه في تقديري لا يكفي أن نأخذ المحرك أو الدافع الاقتصادي لفهم المحرك الحقيقي للثورة المهدية . 3 – في تحديد أسباب انتفاضات العالم الإسلامي ومنها الثورة المهدية كثيرا ما يرد ( كما أورد د . قدال ) تصور فرد يرك انجلز لأسباب تلك الانتفاضات وأساسها الإسلامي .
    وقد صاغ انجلز ذلك التصور في مقال له بعنوان : إسهام في تاريخ المسيحية الأولية والذي جاء فيه : ( أن انتفاضات العالم المحمدي ( الإسلامي ) بخاصة في إفريقيا تشكل حالة مناقضة فريدة مع هذا ، فالإسلام هو دين صيغ على قدر الشرقيين وعلى العرب بشكل أخص ، أي من جهة سكان مدن يمارسون التجارة والصناعة ، ومن جهة أخرى بدو رحل ، وهنا توجد بذور تصادم دوري : سكان المدن الذين أصبحوا موسرين وباذخين أهملوا مراعاة الشريعة .. والبدو الفقراء وبسبب ذوو العادات الصارمة نظروا بحسد وطمع إلى هذه الثروات وهذه المتع ، اتحدوا تحت قيادة نبي مهدى لمعاقبة الكفار وإقامة حكم الشريعة والإيمان الصحيح ، وللاستيلاء كثواب على كنوز الكفار ..
    وبعد مضي مائة عام وجدوا أنفسهم بالطبع في نفس الوضع الذي كان فيه هؤلاء حركة تطهير جديد تصبح أمرا ضروريا ، مهدى جديد يظهر ، وهكذا دواليك ..
    جرت الأمور على هذا النحو منذ حروب الفتح التي خاضها المرابطون والموحدون ( المرابطون عائلة مالكة مغربية في أفريقيا الشمالية وجنوب اسبانيا : 1056 – 1146 ه ، والموحدون : عائلة مالكة مغربية أطاحت بالمرابطين عام 1146 ومارست السلطة حتى العام 1269 ه ) الإفريقيون في اسبانيا حتى المهدي الأخير في الخرطوم ظافرا .. كان الأمر كذلك تقريبا بالنسبة لثورات في فارس وغيرها من المقاطعات الإسلامية .
    هذه حركات ولدت من أسباب اقتصادية ، رغم أنها ارتدت قناعا دينيا لكنها عند نجاحها تترك الشروط الاقتصادية كماهى لاتغيير البتة إذن والصدام يغدوا دوريا .. وبالمقابل في الانتفاضات الشعبية في الغرب المسيحي ، القناع الديني لا يخدم إلا كراية وقناع ضد نظام اقتصادي اصبح فائتا في النهاية يطاح بهذا النظام ، ينهض نظام جديد ، ثمة تقدم ، العالم يسير .. ) ( انجلز : إسهام في تاريخ المسيحية الأولية ، مجلة العصور الحديثة ، السنة 13 ، 1894 – 1895 ، المجلد 1 ، العدد 22 ) .
                  

العنوان الكاتب Date
ابكيـــــــــــك يــــــــــا الســـــــــــــــودان ذواليد سليمان مصطفى02-02-10, 08:01 PM
  Re: ابكيـــــــــــك يــــــــــا الســـــــــــــــودان احمد محمد بشير02-02-10, 08:10 PM
    Re: ابكيـــــــــــك يــــــــــا الســـــــــــــــودان مزمل خيرى02-02-10, 08:19 PM
      Re: ابكيـــــــــــك يــــــــــا الســـــــــــــــودان ذواليد سليمان مصطفى02-02-10, 08:45 PM
    Re: ابكيـــــــــــك يــــــــــا الســـــــــــــــودان ذواليد سليمان مصطفى02-02-10, 08:40 PM
      Re: ابكيـــــــــــك يــــــــــا الســـــــــــــــودان ذواليد سليمان مصطفى02-02-10, 08:59 PM
        Re: ابكيـــــــــــك يــــــــــا الســـــــــــــــودان ذواليد سليمان مصطفى02-03-10, 05:22 PM
          Re: ابكيـــــــــــك يــــــــــا الســـــــــــــــودان ذواليد سليمان مصطفى02-03-10, 09:44 PM
            Re: ابكيـــــــــــك يــــــــــا الســـــــــــــــودان ذواليد سليمان مصطفى02-03-10, 09:47 PM
              Re: ابكيـــــــــــك يــــــــــا الســـــــــــــــودان ذواليد سليمان مصطفى02-03-10, 09:49 PM
                Re: ابكيـــــــــــك يــــــــــا الســـــــــــــــودان ذواليد سليمان مصطفى02-04-10, 08:40 PM
                  Re: ابكيـــــــــــك يــــــــــا الســـــــــــــــودان ذواليد سليمان مصطفى02-04-10, 09:35 PM
                    Re: ابكيـــــــــــك يــــــــــا الســـــــــــــــودان ذواليد سليمان مصطفى02-05-10, 02:53 PM
                      Re: ابكيـــــــــــك يــــــــــا الســـــــــــــــودان ذواليد سليمان مصطفى02-06-10, 11:25 AM
                        Re: ابكيـــــــــــك يــــــــــا الســـــــــــــــودان ذواليد سليمان مصطفى02-06-10, 08:03 PM
                          Re: ابكيـــــــــــك يــــــــــا الســـــــــــــــودان ذواليد سليمان مصطفى02-07-10, 03:22 PM
                            Re: ابكيـــــــــــك يــــــــــا الســـــــــــــــودان ذواليد سليمان مصطفى03-30-10, 03:35 PM
  Re: ابكيـــــــــــك يــــــــــا الســـــــــــــــودان ذواليد سليمان مصطفى03-30-10, 10:49 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de