على المثقفين السودانيين إصدار بيان رداً على بيان علماء السوء .... !!!

Quote: وثمة ملاحظة اخري تستوجب الاعتبار فبالرغم من اتساع قائمة الموقعين علي بيان السادة العلماء والدعاة إلا أن هذا الاتساع لم ينعكس في بيانهم من حيث المقاربة الذكية ورحابة النظرة والعمق وتحري الموضوعية لفهم ((الحالة السودانية)) استهداءاً بتجاربهم بالآراء القطعية والتعصب والتحزب والترويع باسم الدين لا يتسق مع المهمة التي تصدي لها السادة العلماء والدعاة ومن الخطأ والاستهانة المخجلة باختزال الازمة السياسية في السودان بأعتبارها صراعا بين الاديان بالرغم من ان اقحام الديانة الاسلامية والمسيحية من بين مركبات الازمة السودانية والانقسام السياسي القائم ليس انقساماً بين المسلمين من جهة وأولي الديانات الاخري من جهة اخري والمعسكرات السياسية المتنافسة تضم في صفوفها اناساً من مختلف المشارب الفكرية والاثنية والدينية.لاعجب اذا تحالف الدكتور لام أكول ومؤيدوه مع حزب المؤتمر الوطني بينما يتحالف الفريق سيلفا والحركة الشعبية مع زعماء طوائف واحزاب سياسية معتبرة.وذلك هو ديدن السياسة السودانية منذ أن توطدت الصلة بين الأمام عبدالرحمن المهدي والسلطان جامبو من زعماء غرب الاستوائية وفي وقت لاحق احتل افراد نافذون في الطائفة القبطية من أمثال المحامي والأديب عبدالله النجيب والصباغ وسمير جرجس مواقع قيادية في حزب الشعب الديمقراطي وحزب الامة القومي والحزب الشيوعي السوداني. استهل السادة العلماء والدعاة منشورهم بالقول ((إن السودان بلد عربي مسلم،دانت ممالكه بالاسلام قرونا عديدة...فهو بوابة الاسلام الي افريقيا السوداء.))وهذه المقولة هي نقطة الاستناد في تشخيص قضية محورية في ((الحالة السودانية)) وفي تقديم الفتاوي لتجاوزها.وكل من له إلمام يسير بتاريخ السودان منذ منتصف القرن الماضي لا يخفي عليه أن قضية الهوية السودانية هي المعضلة الكبري التي أوردت بلادنا الي اتون الحرب الاهلية وحافة الانهيار فبعد أعلان الاستقلال أعلن الشيخ علي عبدالرحمن من داخل البرلمان ((أن السودان بلد عربي وكل من لا يسلم بهذه الحقيقة عليه أن يغادر هذا البلد.)) كما ان المحاولة الاولي لإقرار دستور دائم علي أساس تعاليم الشريعة الاسلامية كانت بمثابة سوء استقراء لواقع التعدد الديني والاثني في بلادنا مما أدي الي اندلاع حرب اهلية طاحنة راح ضحيتها عشرات الالاف علي جانبي الحرب.