|
Re: بن باز يقول قال إن المؤسسة الدينية السعودية تواجه مأزقا (Re: ود محجوب)
|
دبي – فهد سعود
أكد الشيخ أحمد بن عبد العزيز بن باز، نجل مفتي السعودية الراحل والباحث في الشؤون الاسلامية، أن الفوضى تسود وضع الفتوى في السعودية، وكيف عجزت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الرد عليه، موضحا أنهم لا يملكون ذلك.
وقال في الجزء الثاني، والأخير من حديثه لـ "العربية.نت": أنه يحترم الشيخ صالح الفوزان، ولكنه مقتنع بآرائه، ووجه نصيحة للمؤسسة الدينية في السعودية التي يراها مهددة بالغياب في حال استمرارها في وضعها الحالي.
وكان الشيخ أحمد بن عبدالعزيز بن باز قال في الجزء الأول من حديثة لـ "العربية.نت" أمس أن أبعادا سياسية وأمنية كانت وراء فتوى تحريم قيادة المرأة للسيارة، وأشار إلى أن الفتوى يجب أن تكون مرنة، نافيا معرفته بالشيخ أحمد الغامدي مدير هيئة الأمر بالمعروف في منطقة مكة المكرمة، ومؤكدا على أن "الوطن" السعودية أحرجته، كما أوضح شروط التكفير وغير ذلك.
- فوضى الفتاوى:
*- عن الفتاوى، كيف يمكن تقنين حالة الفوضى التي تسودها، وكما قال بعض العلماء مؤخرا أن هناك فوضى في الجرأة على الفتاوى؟
ـ هذه الفوضى نحن الذين صنعناها، و لو تأملت حال سلف الأمة ما كانوا يفعلون ذلك وما كانوا يسألون هذه الأسئلة و ما كان الناس يتجرؤون على الفتيا كحالنا اليوم، لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم) وقال أيضا (إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها وسكت عن أشاء رحمة بكم غير نسيان فلا تسألوا عنها) و هذا من جوامع الكًلِم).
*- هل ما زلت ترى أن برامج الإفتاء بحاجة لإعادة نظر وأنها تفتح المجال للسؤال عن أمور سكت الإسلام عنها رحمة بالناس فيغلب التحريم؟ ..لكن مؤخرا رأينا الفتاوى تميل للإباحة على حساب ما كان يعتبر ثوابت قبل فترة؟ - لقد تم تعظيم وتضخيم بعض القضايا بحيث أصبحت في حكم الثوابت التي لا يمكن نقاشها مع أنها لا تعدو كونها من مسائل الفروع ومما اختلف فيه العلماء منذ القديم، و أغلب ما يتم مناقشته و طرحه في الساحة هو من هذا القبيل، ووضع الأمور مواضعها و إعطاء القضايا حجمها الطبيعي وعدم تحميلها ما لا تحتمل هو الصواب.
*- الواقع الاجتماعي السعودي بقضاياه الشائكة والصعبة هل فرضت تغيرا في منحنيات الفتوى بالفعل؟ وهل ذلك يؤكد أن الاستقراء للنصوص في بداية هذا العقد لم يكن موفقا؟ ـ الواقع السعودي ربما استطاع أن يفرض على الفتوى إغراقا في التفاصيل وانتهاكا غير مبرر لمساحة المباح في الإسلام ، وهو يؤكد أن تعاملنا مع المستجد الحضاري لم يتجاوز استجداء ألفاظ النص الديني لا مقاصده الكلِّيِّة.
*-هل ترى أن المؤسسة الدينية حاليا تواجه مأزقا فعليا خصوصا بعد أطروحات الغامدي الأخيرة وقضية خطبة العريفي، نهاية بعدم قيامها بأي رد على أهم الآراء الدينية مؤخرا؟ ـ بما أن مصطلح المؤسسة الدينية غير محدد و عام، فسأجيبك إجابة عامة: نعم.
*- بنظرك ماذا تحتاج المؤسسة الدينية السعودية لتؤسس لحضور حقيقي لها وتدخل في الوقت المناسب؟ ـ تحتاج إلى فتح المجال للمدارس الفقهية المختلفة بالمشاركة، و إعادة تأمل و قراءة الواقع من غير مؤثرات، والاهتمام بالبحث عن مقاصد الشريعة وكلياتها، و اعتبارها.
- مساحة الاختلاف ومساحة الحرية:
*- سبق وقلت "إن سياسة إقصاء الآخر وعدم الاعتراف به ونزع الصبغة الشرعية عنه وامتلاك الحق الأوحد في تفسير النص هي أهم صفات التطرف الفكري والذي يمارس لدينا في هذا البلد المبارك بشدة، من بعض العلماء وطلاب العلم" :كيف ذلك؟ ومن أتاح لهم؟ وكيف ترى مستقبله على المديين القريب والبعيد ونحن نعرف الجهود المتسارعة للدولة في احتواء التطرف وتجفيف منابعه؟
ـ أخي الكريم لاشك أن لدينا ثوابت لا نقبل المساومة عليها في العقائد و الأعمال، في الدين و الدولة، و لكن هناك مساحة واسعة مما يقبل الاختلاف و مساحة واسعة من الحرية في إبداء الرأي و التعايش السلمي، دعني أضرب لك مثالا واحدا لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم و هم يختلفون في تفسير النص في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقرّهم صلى الله عليه وسلم من غير أن يتهم بعضهم بعضا بالمحادّة لله ورسوله أو بتتبع الرخص أو (بالمياعة) في الدين أو .. أو .. أو ..
فقد جاء في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أمر نفرا من أصحابه فقال (لا يصلّيّن أحدكم العصر إلا في بني قريضة) فساروا وكاد وقت العصر أن يخرج و لمّا يصِلوا، فقال بعضهم نصلِّي ثم نكمل المسير. إذ قصده صلى الله عليه وسلم أن نسرع في المسير فقط (و عملوا بمقاصد النص) وقال آخرون لا نصلي إلا في بني قريظة كما أمر صلى الله عليه وسلم و لو خرج وقت الصلاة (و عملوا بظاهر النص).
فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يعِب على أحد منهم. أنظر كيف أقرّهم صلى الله عليه وسلم على اختلافهم في أمر عظيم وهو الصلاة ولم يشنّع على أحد، فمع كثرة البشر و اختلاف مشاربهم وتنوع مدارسهم وكثرة المستجدات والحوادث لا يمكن حملهم على مذهب واحد ولا رأي واحد في تفسير النص، و النصوص حمّالة أوجه، و المشكلة أن لدينا من يريد أن يحمِل الناس كلهم على رأي واحد ومذهب واحد ويظن أن العالم اليوم هو تلك القرية الصغيرة التي كانت تظم بين حنباتها عشرات الناس أو المئات قبل ستين أو سبعين سنة، و لاشك أن تصحيح المسار و إعطاء الآراء المزيد من الحرية و توسيع دوائر الحوار و مساحات النقاش يحتاج إلى تدرّج ووقت وجهد، والمشكلة أنه يحتاج إلى تضحيات كان من المفروض أن تكون فيما هو أهم من ذلك بكثير.
*- عن المسرح السعودي كتبت مقالا ثم سارعت للتوضيح أنك إنما كنت تقصد (مسرح الحياة) المسرح الحقيقي .. هل تعتقد أن الناس قد يقتنعوا برأيك خصوصا أنك أوردت أن والدك حضر مسرحيات ..فكيف لشيخ مثلك أن يخلط في الأمر؟ أم أنك تراجعت بطريقة غير مباشرة لحساسية الأمر؟ - يبدو لي بأنك لم تقرأ المقالين جيدا و أدعوك لإعادة قراءتهما.
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
|
|