|
Re: كـلـمـات مـحـزونـة... وداعـاً أخـي يـوسـف قـريـب الـلـه ... (Re: معاوية المدير)
|
طوال هذه السنين إختلفنا مرة واحدة وكانت بالنسبة لنا كالصدمة أفقنا منها صبيحة اليوم التالي وكأن لم يحدث شئ بيننا، وواصلنا المشوار حتى دون أن نتبادل عبارات الإعتذار. غادرنا يوسف إلى أمريكا وظلّ التواصل بيني وبينه عبر الهاتف. كان يحدثني دوماً عن الأخ يوسف الموصلي، والبلابل، والأخ سيف الدين جبريل، ويقول لى: عارف يا معاوية أنا بتكلم معاك وإتمشى على شاطئ ميامي، يا ريت تجينا هنا. وامازحه قائلاً: إن شاء الله هناك تكون خليت شراب الشاي؟. يقول لي: يا زول كمان الشاي ده بيخلوهو!. وأقول له: تتذكر قولتك المشهورت( يا جماعة الوآطة دي ما دايرة تصبح أكان نشرب لنا كباية شاي). قفل يوسف راجعاً إلى كندا بعد أن أحسّ وخذ الألم. أعدنا الذكريات الجميلة وإزدهت حلقة التلاوة بوجوده وهو يمتعنا بقفشاته وحديثه العذب الجميل. كان متمساكاً جلداً كان لم يصاب بداء عُضال. آخر عهدي به، ذهبت إليه في البيت مع بعض الإخوة فأتانا مهرولاً نحونا مما جعلني أستبشر خيرأً وتغمرني الفرحة أن رايته يتدفق حيوية ونشاط، لكنه في حقيقة الأمر كان يتحامل على نفسه ويتزرع بالصبر إلى أن أفقده المرض الوعي وفارق الحياة.
إنّ العين لتدمع، وإنّ القلب ليحزن، وإنا لفراقك لمحزونون أخي يوسف، ولا نقول إلا ما يرضي الرب. والله إني لحزين تخنقني العبرات، وتحتبس الدموع في محاجري ولا يزال طيفك يلازمني أخي يوسف. أراك في ميدان الكورة، وفي رحلة من رحلاتنا التي كنا نقيمها، ومسافرين على الطريق السريع، وفي حلقة التلآوة، فأسترجع أخي يوسف وأجأر لك بالدعاء. أسأل الله أن ينزل عليك شآبيب الرحمة ويلحقك بركب الصدقين والشهداء وحسُن أُولآئك رفيقا...
|
|
|
|
|
|
|
|
|