|
Re: كـلـمـات مـحـزونـة... وداعـاً أخـي يـوسـف قـريـب الـلـه ... (Re: معاوية المدير)
|
كنا دوماً نشدو أنا وهو (يا عازة الفراق بي طال وسال سيل الدمع هطال) فتنقلنا هذه الكلمات إلى رحاب الوطن الحبيب. كان يوسف يترنم دوماً بأغنية (الحنين البي ليه ما قدروا، العمر من وين بشترو؟)، وكأنه كان يعتريه إحساس بأنه لن يعيش طويلاً في هذه الدنيا. ليتنا عرفنا من أين يُشترى العمر أخي يوسف، لبذلنا الغالي والنفيس ثمناً له حتى تبقى بيننا، لكن إرادة الله العظيم فوق كل شئ. مازلت أذكر في أُمسية من تلك الأمسيات الأخ الحبيب المرحوم منير يوسف حينما إقترح أن نوقد تُقابة القرآن في إدمنتون ووقفت أخي يوسف مؤيداً للفكرة لتظل نيران التُقابة متأججة حتى اليوم ومصحفك مفتوح عند آخر آية تلوتها. تحلقنا حول التُقابة لننهل من نبعها العذب ونتعلم أجمل وأنفع العلوم، علم القرآن الكريم. تعلمنا فيها القرأة، والتلاوة،ومعاني الكلمات، وأسباب النزول والتفسير، وحفزتنا للقراءة والإضطلاع وما زالت تؤتي أُكُلُها بأصل ثابت وفرع في السماء لتصعد روحك من خلالها إلى رحاب الرحمن. لقد تحلق إخوانك حولك وهم يتلون آيات الذِكر الحكيم وأنت تتهئ للرحيل. في تلك الأيام وأنا بعيد عنك هاتفني الأخ هاشم عبد الله (عطبرة) من مدينة (يلونايف) ليجترّ معي الذكريات: تتذكر يا معاوية في إدمنتون، لمان كنا نذهب لأداء صلاة العشاء في مركز الإسلام ومعنا يوسف ثمّ بعد الصلاة نذهب (لتيم هورتون)؟. كنت أستمع إليه ودواخلي تكاد تتفطر من الألم. سبحان الله ظلّ أيضاً في تلك الأيام العصيبة الأخ محمد البلولة على إتصال دائم معي وهو كان يذهب معنا للمسجد و(تيم هورتون) في إدمنتون!. كان يقول لي: إسراء يا معاوية...إسراء!.. كنت أظهر له الجلد والتماسك لكنني في دواخلي منهار غاية الإنهيار...
|
|
|
|
|
|
|
|
|