هل المؤتمر الوطني يحتضر في البحر الأحمر ؟

Quote: إيلا يواجه خصوماً أقوياء وخلافات حزبه .. الصحافة: بقلم محمد عثمان بابكر ادريس أثار قرار ترشيح حزب المؤتمر الوطنى محمد طاهر إيلا لمنصب والي ولاية البحر الاحمر فى الانتخابات القادمة ردود أفعال واسعة في الولاية مابين مؤيد ومعارض ومتحفظ، حيث جهر احد القيادات النافذة والمؤثرة فى الحزب والذي يحسب في خانة المعارضين لترشيح إيلا فى الانتخابات القادمة، برأيه داخل الحزب وأكد رفضه للترشيح وهدد بالعمل لاسقاطه في الولاية في حال لم تنظر قيادة الحزب في مرشح بديل. وعندما علمت الأحزاب السياسية بترشيح إيلا للولاية، عقدت العديد من المشاورات واللقاءات بصدد الاتفاق على مرشح واحد لكل الأحزاب حيث وقع الاختيار على ترشيح نائب الامين العام للمؤتمر الشعبى عبدالله أبو فاطمة عبد الله والذي سيخوض الانتخابات مستقلا علما بان ابوفاطمة يعد من الرعيل الاول من الاسلاميين ومن كبار المجاهدين فى ساحات الجهاد وشغل العديد من المواقع الدستورية الرفيعة كان اخرها والي ولاية النيل الازرق قبل مفاصلة الاسلاميين الشهيرة، وبعد المفاصلة قرر الانضمام الى حزب المؤتمر الشعبى بزعامة الدكتور حسن الترابي. وينتمي ابوفاطمة الى قبيلة الاشراف احدى كبرى قبائل البجا والتى عرفت بالتدين والاخلاق الفاضلة حيث باءت كافة مساعى المؤتمر الوطنى لضمه الى صفوفه بالفشل رغم استخدام الحزب الحاكم لشتى الوسائل والاغراءات. وعندما علم قدامى الاسلاميين الذين يجلسون على الرصيف من بعدالمفاصلة بنبأ ترشيح ابوفاطمة سرعان ماتنادوا وتعاهدوا بمناصرته للفوز بمقعد الوالي ووفقا لاراء المراقبين للساحة السياسية لولاية البحر الاحمر يعتقدون ان فرص الفوز تعد كبيرة لأبو فاطمة وسيستفيد كثيرا من الخلافات والصراعات التى ظل يعانى منها حزب المؤتمر الوطنى منذ ان تقلد قيادة الولاية محمد طاهر إيلا ، بل وتعاهدت بعض القيادات بالمؤتمر الوطنى بمساندة أبو فاطمة دون اعلان موقفها وهنالك قيادات بدأت فعليا بتنفيذ العهد باجراء الاتصالات بقواعدها للتصويت لصالح ابوفاطمة. من جهة أخرى، هنالك قطاع عريض من المواطنين يؤيد ترشيح وكيل ناظر البنى عامر السابق وعضو المكتب القيادى لحزب المؤتمر الوطنى بالولاية السابق حامد محمد علي لمنصب الوالي حيث شجعت العديد من القيادات القبلية ورموز المجتمع قواعدهم من اجل التصويت لصالحه بل ذهبوا اكثر من ذلك بتوزيع الاستمارات التى وصلت الـ5000 ألف استمارة لخوض الانتخابات مستقلا من مختلف محليات الولاية بل وتكفلت العديد من الجهات بتمويل الحملة الانتخابية برمتها. ويحظى حامد بتأييد شعبي واسع من أفراد قبيلته ومن مختلف القبائل الأخرى، ويعد من أبرز مناصريه رئيس المجلس التشريعى بالولاية الأسبق والأمين العام للمؤتمر الوطني بالولاية الأسبق كجر علي موسى الذى ينتمى الى قبيلة الأمرأر ذات التاريخ البطولى التليد. ووفقا لمصادر حصلت عليها، فقد دفع حزب مؤتمر البجا بترشيح عبدالرحمن بلال بلعيد والذي يشغل الان منصب المدير العام لمفوضية نزع السلاح والتسريح واعادة الدمج بالولايات الشرقية الثلاث، ويحظى بلال بتأييد واسع من أهله حيث ينتمى الى ذات القبيلة التى ينتمى لها والي البحر الاحمر محمد طاهر ومن ذات المنطقة التى ينتمى لها إيلا وهى مدينة جبيت، وقد شغل بلال العديد من المواقع الدستورية حيث عمل محافظا لمحافظة طوكر ثم وزيرا للصحة بالولاية ثم رئيسا للجنة الاقتصادية لمجلس الولاية التشريعى وامينا لامانة الاعلام للمؤتمر الوطنى ومديرا عاما لجمعية الهلال الاحمر السودانى بالولاية. وبالرغم من تمثيل العديد من ابناء قبيلة الامرأر في حكومة الوالي إيلا الا ان العديد من القيادات المؤثرة من ذات القبيلة غير راضين عن إيلا ويتهمونه بتهميش مناطقهم ويعتقدون انها لم تجد حظها من التنمية التى انتظمت الولاية. وعكفت ذات القيادات فى اجتماعات متواصلة داخل الولاية وخارجها للعمل ضد الوالي في الانتخابات القادمة الا ان بعض قيادات البنى عامر تتحد مع الامرأر فى ذات النسق وبينهم تنسيق كبير بغرض التحالف ضد الوالي ايلا ومازالت اجتماعاتهم في انعقاد مستمر وخططهم شبه اكتملت لاسقاط إيلا فى الانتخابات القادمة. كما أن الأزمة التي نشبت بين إيلا ومساعد الرئيس موسى محمدأحمد ابان زيارة الاخير للولاية ورفض إيلا لاستقباله بحجة ان الزيارة غير رسمية، رفعت من اسهم حزب مؤتمر البجا وسينعكس ذلك لصالح مرشح مؤتمر البجا فى الانتخابات القادمة علما بان مساعد الرئيس وأيلا ينتميان لقبيلة واحدة ولربما يؤدى ذلك الى انقسام داخل القبيلة مابين مؤيد للوالي إيلا ومابين مؤيد لمساعد الرئيس موسى محمد أحمد. وهنالك قوة انتخابية ضاربة وتشكل ثقلا سكانيا للولاية وهم المنتمون الى الطريقة الختمية التى يتزعمها مولانا محمد سرالختم الميرغنى عضو المكتب القيادى للمؤتمر الوطنى ومرشد الطريقة الختمية بشرق السودان واحد الموقعين على المذكرة الشهيرة للقيادات والتى طالبت باقالة والي البحر الاحمر محمد طاهر إيلا انذاك وكانت تحمل 300 توقيع من قيادات الحزب، ويعتبر الختم الخصم اللدود للوالي إيلا وربما يعمل على عدم فوزه في الانتخابات القادمة. وهنالك رابطة طلاب جنوب طوكر بالجامعات والمعاهد العليا والتي تقدر عضويتها بنحو 2000 شخص وهم من أبناء ولاية البحر الاحمر يدرسون بالجامعات بالخرطوم، وقد صدر قرار سابق من والي البحر الاحمر محمد طاهر إيلا باغلاق الداخليات التى يقطنون بها بالخرطوم حيث اثار هذا القرار ردود افعال غاضبة لدى اولياء امور الطلاب، وايضا هنالك شريحة العاملين فى دواويين الحكومة بالولاية ويقدر عددهم بحوالي 3000 عامل منعت عنهم الحوافز والبدلات التي ظلوا يتمتعون بها قبل ان يأتى إيلا لقيادة الولاية بالاضافة الى عمال الشحن والتفريغ بميناء بورتسودان البالغ عددهم نحو 20000 عامل والذين يمثلون قاعدة اساسية فى عضوية المؤتمر الوطنى وكانوا قد فقدوا أعمالهم من جراء التحديث الذى طرأ بالميناء وادخال الآليات الحديثة وعندما شعر هؤلاء بالخطر الداهم تجاههم ، هدد عدد كبير من هؤلاء بالانسلاخ عن المؤتمر الوطني اذا لم تعالج مشاكلهم. في المقابل، فان أول تعليق عقب اعلان الوالي إيلا مرشحا للحزب بالولاية مباشرة قال الأمين السياسي للحزب بالولاية محمد حامد محمد ان اختيار إيلا مكسب كبير للولاية وما تحقق في عهده من انجازات عجز عنه السابقون، وأكد مساندة قواعد الحزب لإيلا وجاهزيتها لخوض الانتخابات القادمة، ورأى حامد ان إيلا رجل هذه المرحلة وقد استطاع بحنكته وخبرته أن يدير الولاية ويصل بالسفينة الى بر الأمان. كما سادت حالة من الارتياح لدى مؤيدي إيلا عقب سماع نبأ اختياره مرشحا للحزب، وظلت القيادات على اتصال مستمر تتعقب ظهور نتيجة ترشيحات ولاية البحر الأحمر، وبالرغم من الوعود التي قطعتها بعض القيادات بالمركز لمساندة المرشح الثانى لمنصب الوالي وزير الزراعة الاتحادى السابق امين كباشى عيسى والذى ينحدر من ذات القبيلة التي ينتمي اليها إيلا الا أن هنالك قوة من ذات العيار الثقيل وذات دفع رباعى عنيف من قيادات الحزب تمسكت بترشيح إيلا.