|
Re: ســـاعدونى يا جــماعة ...... (Re: Adil Osman)
|
محمود درويش، سميح القاسم، وسليم اللغة والسجية ..... سليم بركات. هذا الثلاثى العجيب يكتب وكأنه يرى سريرتك، فيرسل الكلمات لتحط برفقٍ على قوالب لها فى الروح، تنزل برويةٍ، ودونما "معافرة" من أى نوع.
مات درويش، وذهب سليم إلى منفىً آخر جديدٍ وبعيد، حيث يموت يمام اللغة على تلك الأسطح الباردة الجامدة، دون أن تدفئ ريش حروفه دفء الشفاه القارئة لبديع الكلام وسحره. أما سميح، فقد بقى هناك، فى حانوت الموت اليومى، والذى يُسمّى مجازاً وطن، بقى هناك "لتطول رحلته، وتطول حكمته" فى ظل غياب الأشياء، وحفنة الذين زرعوا الأمل والحب فى جوانبه فيما مضى.
هذه الرسائل كانت هى الكلمات التى بقيت معلّقة فى شرفات أرواحهم، يطالعونها فى كل يومٍ، لكن لم يجرؤ أحدٍ منهم على مدّ يده ليقطف حروفها، ينفض عنها كتل الحياء الذى يشوب تكتّمنا على العواطف، وعلى الأحاسيس التى نكنها للبعض منّا، ونعتقد فى غياهب سريرتنا أنها (بديهية لا تقال يا ... حبيب وخدين الروح). كانت إنسكاباً، وتدفقاً مطّرداً لحمم الروح، ولافا النفس المنصهرة بكل ألوان وأنواع المعادن، النفيس منها، و ...... النفيس.
كان سميح يرتدى فى تلك الرسائل صورة وصوت الأخ الأكبر، والذى رأى أبعد وأعمق، أما محمود، فقد عمر صوته بذلك الندم الأسيف، تلك الحسرة الكسيفة، والتى تقول فيما يشبه النشيد الأزلى... "ليتنى سمعت حديثكم ولم أخرج، ليتنى ...." لذا فقد ظل ينوح بعبء و وطأة الأشياء الغائبة حين توغل فى الغياب، وفى الحضور الذى يجعلها ثلاثية الأبعاد والآثار. ظل محمود يبكى، ويحمّل سميح أمانة الطرقات والأزقة، و "شجرة الخرّوب" التى كانت تشكل مشهداً يومياً إعتاد قلبه وعيناه رؤيته، قلبه المفعم بالأسى، ولوعة الغياب.
سأعمل جهدى يا عادل على جمعها ولمّها من جديد، فحقيقة أنها نشرت فى الأصل(وهى طازجةً وضاجة) على صفحات مجلة اليوم السابع يجعل لها بعداً متألقاً، أكثر من مجرّد قراءتها من على صفحات كتابٍ مجمّع كما الآثار العتيقة، كانت أكثر حياة وهى فى حجم الصفحات الرمادية من مقاس A3.
كل الحب يا عادل
|
|
|
|
|
|
|
|
|