الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: أن يقتل إنسان بسبب فكره في القرن العشرين محمودمحمدطه مثالاً (Re: منصوري)
|
ذكرها دكتور النور حمد في إحدى مقالاته إلتقيت ذات مرة، بشخصٍ اسمه عبد العزيز، عرفت منه أنه من أبناء قرية الطالباب، بالجزيرة وللأسف، فإنني نسيت اسمه الكامل. تم لقائي به عن طريق بعض الأصدقاء في مدينة الرياض، في المملكة العربية السعودية، في العام 2003م. حدثنا عبد العزيز عن تجربةٍ اتفقت له مع الأستاذ محمود، ذاكراً أنه كان من ضمن من حضروا محكمة المهلاوي، التي أصدرت الحكم بإعدامه، بمجمع المحاكم الواقع بجوار بلدية أمدرمان. ذكر عبد العزيز أنه خرج من المحكمة مذهولاً، ومستاءً، وغاضباًً، وكان بعض الخارجين من قاعة المحكمة من الجمهور الذي حضر فَرِحون بما تم، وبعضهم الآخر مذهولون، غاضبون، مثله. قال عبد العزيز إنه وجد نفسه، حين خرج إلى الساحة الخارجية، وبمحض الصدفة، إلى جوار سيارة الشرطة التي كانت تقل الأستاذ محمود من المحكمة، إلى سجن كوبر، لتضعه هناك مع منتظري التنفيذ. قال إن الأستاذ محمود كان يجلس في مقعد السيارة الخلفي، مما يلي نافذتها المفتوحة. ونسبة للزحام الشديد في ساحة المحكمة، فقد تعذر على السيارة المرور وبقيت متوقفةً، في انتظار أن يخف الزحام لتمر. في تلك اللحظة وجد عبد العزيز نفسه، وجهاً لوجه أمام الأستاذ محمود، فمد يده إليه، وهو حزينٌ، كسير الخاطر، كما أخبر عن نفسه. قال عبد العزيز: لم أعرف حين وقفت أمامه بجانب السيارة، ماذا أقول له، أو كيف أعزيه، فالموقف يتطلب عبارات للمواساة من نوع ما، لم تتيسر لي صياغتها، لحظتها. المهم، مددت يدي إليه، وأنا أهمهم بحديث غير مفهوم، ورأسي تمور بالهواجس، وبالغضب، وبالإحباط. غير أن الأستاذ محمود شدَّ علي يدي الممدودة، وكان مبتسماً، هاشاً، وسألني بعد إكمال عبارات التحية قائلاً: ((عبد العزيز إن شاء الله آلام بطنك راحت؟))!! قال عبد العزيز: وقع سؤاله ذاك عليَّ وقع الصاعقة! وأدهشني، إلى أبعد حدود الدهشة، هدوءه، وسكينته، وطريقته في استقبالي. فأنا لم أكن أتصور قط أنه يتذكرني، بل ويتذكر إسمي، وأنا الذي زرته في بيته قبل سنوات، مجرد زيارة عابرة، شأني شأن غيري من الشباب الذين يزورونه في بيته المفتوح على الدوام لسؤاله عن فكرته، أو يجيئونه بسبب الفضول. وهالني أكثرً، أنه سألني عن آلام بطني! فأنا حين زرته، وكان ذلك قبل وقت طويلٍ، أعتذرت عن تناول زادٍ قدَّمه لي أهل بيته، وقلت له أنني أشكو آلاماً مزمنةً في بطني، تمنعني من تناول ذلك النوع من الزاد. قال عبد العزيز: تساءلت في نفسي: أي نوع من البشر هذا الذي يخرج لتوه من محكمة حكمت بإعدامه، ثم يظل هادئاُ، وبمثل هذا القدر من الحضور، والسكينة! بل، ولا يفوته أن يسأل شخصاً مثلي، زاره في بيته مرة واحدة، وبشكل عابر، وقبل زمن طويل، عن آلام بطنه المزمنة؟ واستطرد عبد العزيز قائلاً: جئت وأنا مشغولٌ بما هو فيه، فوجدته حين رآني، مشغولاً بما أنا فيه!! قال عبد العزيز: تحركت السيارة، وابتعدت، وبقيت متسمراً في مكاني للحظات، وأنا غيرُ مصدِّقٍ ما جرى بيني وبينه!!
ِ
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
أن يقتل إنسان بسبب فكره في القرن العشرين محمودمحمدطه مثالاً | منصوري | 01-18-10, 05:24 AM |
Re: أن يقتل إنسان بسبب فكره في القرن العشرين محمودمحمدطه مثالاً | منصوري | 01-18-10, 05:32 AM |
Re: أن يقتل إنسان بسبب فكره في القرن العشرين محمودمحمدطه مثالاً | malik_aljack | 01-18-10, 07:07 AM |
Re: أن يقتل إنسان بسبب فكره في القرن العشرين محمودمحمدطه مثالاً | منصوري | 01-18-10, 09:42 AM |
Re: أن يقتل إنسان بسبب فكره في القرن العشرين محمودمحمدطه مثالاً | منصوري | 01-18-10, 09:56 AM |
Re: أن يقتل إنسان بسبب فكره في القرن العشرين محمودمحمدطه مثالاً | عبدالله احيمر | 01-18-10, 01:56 PM |
Re: أن يقتل إنسان بسبب فكره في القرن العشرين محمودمحمدطه مثالاً | منصوري | 01-18-10, 05:28 PM |
Re: أن يقتل إنسان بسبب فكره في القرن العشرين محمودمحمدطه مثالاً | منصوري | 01-18-10, 08:26 PM |
Re: أن يقتل إنسان بسبب فكره في القرن العشرين محمودمحمدطه مثالاً | منصوري | 01-19-10, 07:26 AM |
Re: أن يقتل إنسان بسبب فكره في القرن العشرين محمودمحمدطه مثالاً | malik_aljack | 01-19-10, 08:16 AM |
Re: أن يقتل إنسان بسبب فكره في القرن العشرين محمودمحمدطه مثالاً | زياد جعفر عبدالله | 01-19-10, 12:40 PM |
Re: أن يقتل إنسان بسبب فكره في القرن العشرين محمودمحمدطه مثالاً | منصوري | 01-19-10, 05:32 PM |
|
|
|