تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-06-2024, 07:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-14-2010, 01:14 PM

قصي مجدي سليم
<aقصي مجدي سليم
تاريخ التسجيل: 03-09-2004
مجموع المشاركات: 1091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب (Re: قصي مجدي سليم)

    العزيز فيصل النوبي
    أرجو أن تقبل مني المقال كاملا أدناه..
    -------------------

    تخليص الأدب من العرب
    نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب


    لم اقرأ رواية نابوكوف، ولا اظن انني سوف اقرؤها، لان طول العمل الروائي لا ينسجم مع إظلام عيني ولا مع قصر الحياة البشرية، قليلة هي الكتب- مثل الف ليلة وليلة - التي يتوافق جوهرها مع طولها. وعلى العموم هناك صفحات كثيرة لا تؤدي في النهاية الا الى الضجر و الرتابة والملل... مع ذلك انا ادين منع رواية نابوكوف.
    هكذا عبر بورخيس عن رأيين في عمل "فلادميير نابكوف" الشهير "لوليتا"، والتي منعت في الارجنتين في خمسينيات القرن المنصرم بحجة أنها لا أخلاقية..
    رأيه الأول كان مقدمة أدبية نقدية موجزة أوضح فيها أن العمل المقدم من نابكوف "وفي رأيه الشخصي" لا ينسجم مع الواقع البشري الذي يعتبر المادة الأم للأفكار الأدبية.. وهي بهذا ليست اللونية المفضلة له خصوصا وأنه قد فقد بصره في تلك الاثناء.
    وثانيهما –وبالرغم من نقده القاسي ذاك- فهو يتضامن مع نابكوف، وذلك لإنحيازه، ككاتب وكإنسان وكمفكر، لمبدأ الحرية والتعبير. فجودة العمل الفني أو رداءته ليسا جوهر الأمر هنا. فلو أيد بورخيس فكرة المنع الديكتاتورية تلك لكان شخصا غير ناضجا بالمرة.. لأنه قد عبر ذات مرة قائلا: كل الديكتاتوريين في العالم هم في الحقيقة أناس غير ناضجين.
    أيضا، ليس من الحكمة الوقوف بمنتهى الصمت ازاء عمل رديء الصنعة وهو ينسب نفسه للأدب "جورا وطغيانا"، أو أديب فاشل يحاول جاهدا أن يفشل فقط.
    قال بورخيس أيضا عن همنغواي "والذي هو في نظري عكس ما عبر عنه بورخيس":لقـــد انتـــحر همنغواي لانــه ايقن في النهاية انه ليــس كاتبا كبيرا.
    هل حقا ظن همنغواي هذا.. أم بورخيس كان يقصد رغبة همنغواي في انتاج أدب –أكثر عظمة، من عظمته الحالية. أم كان يقصد أن همنغواي رديء الصنعة؟! لعن الله السياق المبتور! وشكر الله الناقد الجريء إذ يعبر عن رأيه دون أن ينفي إمكانية تذوق الآخرين لذلك العمل.
    في أماكن عدة ضربت مثلا (بالعقاد الناقد).. وهو في نظري ناقد رديء، لأنه ينطلق في نقده من دافع شخصي بحت يلوي به عنق الحق ويثبت به الباطل فقط، وأكثر ما يظهر ذلك في نقده لشوقي! فهو مع تماسك نقده في مجمل الأمر الا أنه قد إرتكب خطئا فادحا كانت نتيجته المباشرة فقدان نقده لكل قيمة فنية وعلمية.. تمثل ذلك الخطأ في رأي الأستاذ العقاد النافي عن شوقي صفة "الشاعرية" (إطلاقا)!! وليس هناك دليل من الكبر، على تحامل الأستاذ العقاد، أفضل من تلك القصة التي رواها (أنيس منصور) (1) بأن الشاعر محمد حمام قد قرأ على العقاد قصيدة زاعما بأنها لأحد الشعراء الشباب وعندما فرغ من أبياتها (أعجب بها العقاد وانبرى يحدثنا عن مواطن الجمال والبلاغة. وأن صاحبها له مستقبل عظيم). فأخبره (حمام) بأن القصيدة لأحمد شوقي فطارده العقاد سابا لاعنا !!
    أن تنفي عن شخص صفة ما أو تثبتها له هو أمر من العلمية المنهجية أصيل، وتحتم تلك العلمية أن تنفي الصفة عنه بقرينة أحداث ومواقف بعينها لا بإطلاق جازم.. إن كان بورخيس يقصد أن همنغواي ليس بكاتب كبير "إطلاقا" فهو ما قرر ذلك الرأي الا مقترنا بوفاته ككاتب بحيث يستحيل على همنغواي إخراج أي نموذج ينفي به وجهة بورخيس تلك!! هذا (إن) كان يقصد.
    يبدو أن الأستاذ العقاد قد أدرك ذلك الخطأ فوقف ذات مساء في مهرجان اقيم احتفاءً بأحمد شوقي وقال: كان أحمد شوقي علماً في جيله، كان علماً للمدرسة التي انتقلت بالشعر من دور الجمود والمحاكاة الآلية الى دور التصرّف والابتكار.
    قال كنفشيوس لتلميذه الذي سأله عن فروضه تجاه الأرواح: أنت لا تعرف كيف تؤدي فروضك تجاه البشر فكيف تعرف فروضك للأرواح؟!...
    جوهر النقد الأدبي إلتزام ثنائي البنية، أولهما إلتزام تجاه الأدب كحرفة إبداعية يحتم على المشتغل به معرفة مكانة الأدب وماله وما عليه، وثانيهما معرفة دور الأدب الحقيقي في الحياة الإنسانية(كيف يعمل، ماذا يريد أن يصنع، وفي أي الإتجاهات ينحو). على الناقد المدرك لمكانة الأدب أن يرى أوجه النقد المختلفة في القضية الواحدة ويعبر عنها لا بلغة فنية عالية- كما هو طبيعة الحال- فقط، بل بدافع من الإصلاح والبناء للحرفة ومنتسبيها على حد سواء.
    إن معرفة فروضك تجاه الأدب كناقد تظهر في معرفتك للوسائل المثلى لنقد الكاتب بتجرد وصدق ووضوح وبغرض من الإصلاح والتشذيب. لا من سخائم النفس ولا من قلة التعاطف والتفهم. فهل يمكن للأدب أن يصنع هذا في الإنسان؟ (أعني بالأدب هنا الخيالي منه "الشعر والقصة والرواية والدراما" لا الآداب الفلسفية والتاريخية).
    وهذه قضية مهمة إرتأيت أن اقحمها هنا (لأهميتها) البالغة، ولندرة تناولها من الكتاب والادباء والمهتمين بهذا الحقل المعرفي.. هل حقاً يسطع الأدب ذلك؟ نادرا ما يفعل، وقل ما نجد أديب قد تادب هو قبل أن يتجه الينا بمعارفه الأدبية، وينقل الينا (فلسفته وجنونه ورغباته-كما عددت صديقتنا الكاتبة نهال كرار) وينقل تجربته الإنسانية الثرة. لأن الأدب ليس له دور يذكر في خلق الفلسفات(خصوصا القيمية)، ولا في تشذيب الأخلاق، وإنما هو المعبر عن تلك الفلسفات وعن تلك الأخلاق.. ولهذا فإن الأمم تقاس بفنونها وآدابها -دليلا على تقدمها- لأن الأدب والفنون هما مظهرا الحضارة الإنسانية والمعبران عن جوهرها (الأحق). هذه هي مكانة الأدب الرفيعة، ولكنها أيضا لا تدعي لنفسها فضلا لا تمتلكه، ولا دورا لا تقدر عليه. فالناقد الحق –قبل الأديب- عليه أن ينتهج لنفسه خطا أخلاقيا قيميا قبل أن يلج الى ميدان الأدب(كاتبا، أو ناقدا). وليس هناك من سبيل لتحقيق نهضة حضارية بعيدا عن (العلوم والفلسفة)، فجوهر أي حضارة بشرية بني على فلسفة سابقة وعلى علم سابق ثم تأتي الفنون جميعها مظهرا لتلك الحضارة وجوهرها.. ويمكن للتقنية العلمية أن تنتهج لنفسها قيما أخلاقية ولكنها تظل قيما ناقصة، لشروط التقنية العلمية نفسها، لأن (التقنية العلمية على خلاف الدين، تقف موقف الحياد من الأخلاق(عموما): فهي تطمئن الناس الى انهم يستطيعون تحقيق العجائب، ولكنها لا تذكر لهم العجائب التي عليهم أن يحققوها. ومن هنا فهي ناقصة) (2) أو كما قال صاحبنا برتراند رسل.
    والفن عموما هو ذلك المزيج الرهيب بين روح الفلسفة ودقة العلم، وحرفيته. لهذا فإنه عندما وصل الى طور الرسالة، وصار صاحب هدف محدد ورؤية محددة أتى طابع رسالته جمالي ولكنه ليس بالجمال الطبيعي وحسب لأنه جمال ممزوج بالفكر والرؤية والهدف. ففي الطبيعة من الجمال ما يكفي الإنسان لوأنه أراد الجمال الصرف، وفي الفلسفات والعلوم ما يكفيه لو أراد الفكر الصرف، ولكن عبقرية الفن أن جوهر أصله ورسالته هو ما وصفناه بالمزيج الرهيب.
    فإن خالف أحد الفنانيين (اديبا، أو ممثلا، أو مخرجا، موسيقيا، أو رساما الخ..) جوهر القضية الفنية، أو (تسلبط) أحدهم في تلك الحرف –زاعما- أن له منها حظا، كان حقيق بالناقد الجاد أن يخرج قلمه دفاعا عن الفن-أو في حال قضيتنا الحالية، دفاعا عن الأدب. ووجب عليه أن يبسط رأيه بوضوح وجرأة. ويحمد له إذا فند الحجج، ووضع النقاط في مواضعها من الحروف برأي متواضع ولكنه قوي، وشديد لكنه متفهم.
    ولكن لا يمكن –ولا في أي ظرف، ولا تحت أي حجة- أن يقبل جوهر النقد من صديقي مأمون التلب أن يقول(3):
    (إن كانت سطور حمّور تستطيع أن تدفع بجماعة متطرّفة لأن تحرق غرفته، فإن قلبي سيرتاح تماماً لأن هذه الجماعات لن تمسّ كاتباً حقيقيّاً أبداً، ولن تمثّل تهديداً لأحد.)!!التعجب من عندنا.
    مرة أخرى.. سيئة العقاد التي طففت بكل حسناته في نقد شوقي، والتي جعلتنا لا ننظر لقوله عن ضرورة التجديد عند شوقي ولا في الوحدة العضوية للنص الشعري، ولا نأبه بأرتال المقالات التي كتبها عن شوقي، فقط نذكر وبوضوح أن شوقي (لا يمت للشاعرية بصلة)!! ونذكر ما نقل لنا من ندوته (شوقي ده راجل ".....").. ولن يستطيع أذكى (محامي) أن يخرج العقاد من تهمة "الشخصنة" غير الموضوعية.. كما لن يستطيع ذلك المحامي أيضا أن يخرج صديقي "التلب".
    فكما ذكر استاذنا فيصل محمد صالح عن مقالات التلب "الدفتردارية" بصحيفة الأخبار، هذا بالضبط ما يشعر به أي شخص حيادي مفكر:
    (ما يؤسف اكثرأن قراءة الجزء الثاني من المقال "الأحداث 2 ديسمبر 2009" تكشف عن كاتب وناقد موسوعي المعرفة، كشف ونال من خطاب المباشرة في الكتابة والأدب بأفضل مما يمكن للمرء أن يكتب، ودافع عن قيمة ورسالة النص الأدبي الحقيقية، أن يكون جميلا وممتعا، قبل أن يكون أويقول أي شئ آخر، فعل ذلك بأسلوب وكتابة الناقد والكاتب الحقيقية، وليته فصل هذا المقال من ثلاثيته هذه، فهو، إن لم يرتبط بالمقال الأول، واحد من أجمل ما كتب في الصحافة الثقافية في السنوات الأخيرة).
    ولسنا هنا بصدد الأسف، أو تذكر حبيبتنا (الموضوعية) بين الدخول فحومل، أو سوق عبارات الوعظ لصديقنا العزيز التلب.. ما هذا أردنا، ولا هذا ما دفعنا للكتابة(ولو كنا- لكفانا مقال استاذنا فيصل محمد صالح ففيه القول الفيصل)، ولكن ما أردناه يؤخذ من عنواننا الذي افتتحنا به هذه المقالة!! هو نقد إتجاه كامل في الأدب العربي (ابداعا، ونقدا)، إتجاه قد كان، ومازال، ونرجو له أن ينفك عنا الى غير رجعة يتمثل في الثالوث الشيطاني (اللاموضوعية، وسوء الإطلاع، والطمأنينة لكسلنا الذهني). وما قضية الأستاذين حمور زيادة والتلب الا مظهرا لذلك الثالوث لا أكثر.. فكلاهما ضحية تزييف العربان لجوهر الفن وجوهر الأدب.
    في ورقة -كتبها صاحب هذه السطور- بعنوان (النص الشعري العربي الراهن)- نتمنى أن تكون قد نشرت بصحيفة الأحداث قبل نزول هذا المقال، قلنا أن أهم الإشكالات الأدبية في العالم العربي قد نتجت من عملية النقل والترجمة التي صاحبت ما طاب للعرب أن يسموه بعصر (النهضة العربية)!!
    يقول جورج طرابيشي منتحيا ناحيتنا هونا ما:
    (من مفارقات الثقافة العربية المعاصرة، الخاضعة بقوة لقانون التثاقف انها قد تستورد أحيانا المفاهيم، وحتى الشعارات، قبل ان تكون المكتبة العربية قد استوعبت - عن طريق الترجمة - الكتب الأمهات التي صيفت فيها تلك المفاهيم)(4).
    والواضح هنا أن المشكلة عند جورج هي مجرد (المكتبة العربية) التي لم تستوعب المراجع الأساسية لمعرفة مصطلح ما وتمييزه بشكل جيد، لكن، ومن وجهة نظرنا، فإن الأخطر، والأكبر، من ذلك هو الشارع العربي نفسه الذي لم تصبح تلك المصطلحات جزءا منه، ولم تشكل في وعيه الحالي أي قيمة حضارية تستلهم دوافع نشوء المصطلح والبنية العقلية التي توفرت لإنتاجه. من الواضح أن الأزمة حضارية في المقام الأول، وتتبعها أزمات تعليمية وثقافية وأخلاقية.
    إذا كانت الأمم تنهض من عثراتها فهناك سبل لتتبع النهضة ودراستها وإستصحابها في محاولات بعث أمتنا لتنهض من جديد.. ولكل حقل رجاله ونسائه حسب أهميته وترتيبه. ولست متحيزا لحرفة الأدب، ولكني أعلم له من السبل ما سأحاول أن أبينه في هذه المقالة مستهديا بأمم سابقة وناقدا لما عندنا وبهديٍ من المقارنة، وبطرح للطرق التي (أزعم) أنها موصلة لهدفنا.



    الابستمولوجيا معنية بالتبرير، لكنها معنية أيضا بالمعرفة. من يكن معتقده مبررا يفلح، لكن التبرير يأتي في شكل درجات، وكذا شأن منزلتنا المعرفية"المحدودة بمدى فلاحنا". من دليل اكسفورد للفلسفة.
    تجب الإشارة هنا إلى أن هذه المحاولات هي شخصية بحتة، وهي مرافعة أمام القاضي الذي هو المتلقي والقارئ. الأدب ليس حكراً على أحد كما أن القضايا والدفاع عنها ليست حكراً على أحد. مامون التلب
    في "هوجة" سبقت ولاء وضحكها بسودانيزاون لاين كان تداخل من الأستاذ حمور زيادة على الأستاذة نهال كرار فقال:
    (الكتابة في حد ذاتها كعملية ابداعية يمكن انها تكون بشرطك ده .. و ممكن تكون من غيرو .. ما يشترط في الكاتب انو يكون معبر عن جنونو و رغبتو و ما شابه .. ممكن يكتب من اجل كده و ممكن لأ..
    الزامك بانو العملية الابداعية لازم تبني على الشروط او يسيبا فيو تجني عديل كده
    )(5).
    ومن يقرأ هذا الكلام من الأستاذ حمور يظن أن الأستاذة نهال كرار قد وضعت شروطا للأدب فيحمد لها هذا الصنيع في زمن "الهوجة" التي تنادي بنبذ الشروط اطلاقا، ولكن، وللأسف أيضا، أن ما عبرت به الأستاذة نهال كرار كان أمرا مختلفا:
    (بختلف معاك في أنه الكاتب لازم يكتب ما يفهمه الجمهور, أو لازم يوجه كتابته للجمهور , هو كاتب لشنو؟ في رأيي لو الكاتب عايز يكتب علشان الجمهور يفهمه ويحبه ويقرا ليه, أخير يكوس ليه شغله تانية بس ما يكتب. الكتابه تجرد من كل شيئ إلا جنون الكاتب ورغباته وفلسفته ,وإن كان يطمع بغير الكتابة فهو لا يستحق أن يكون كاتب).
    في حقيقة الأمر أن صديقتنا المفاكرة نهال يمكن وضع نقاط محددة لكلامها كالآتي:
    1. لا يشترط أن يكتب الكاتب ما يفهمه الجمهور.
    2. لا يشترط أن يوجه كتابته للجمهور.
    3. اذا أراد الكاتب أن يكتب ما يفهمه الجمهور ووجهه له متعمدا يعد كاتبا فاشلا، بقرينة (أخير يكوس ليهو شغلة تانية).
    4. الكاتب تجرد من كل شيء الا دوافعه للكتابة.
    إن مجرد الإتفاق مع الأستاذة نهال كرار في هذه النقاط –ما عدا النقطة الرابعة- يشكل "من وجهة نظري" ضربة قاتلة للإبداع الأدبي. وما سوق للأستاذة نهال كرار هذه الفكرة هو نفس ما عبر عنه طرابيشي في اقتباسنا المذكور سابقا. فمفهوم الكتابة للذات أو مفهوم عدمية الجمهور، أو قبلهما مفهوم التأويل الذاتي للمتلقي مما يستوجب عدم الفهم الموحد كما جاء عندنا في ثقافتنا الناطقة بالعربية كل هذه المفاهيم التي عبرت عنها نهالنا في نقاطها الأربعة تخضع لما قاله طرابيشي عن استيراد المفاهيم.. لسوء حظنا في هذه الرقعة من الأرض أننا نقع دوما في حفرتين متجاورتين، ما أن نخرج من واحدة، ونهم بالمسير، حتى نقع في الأخرى، وعندما نخرج منها نستدير للأولى.. الحفرة الأولى هي حفرة الماضي والتراث ونبذ الآداب الغربية والثقافة الغربية والإنكفاء على تراثنا فقط. وحفرتنا الثانية هي حفرة الاستيراد الكامل، وحمى الغرب التي تأخذ في هذيانها تراثنا أجمع الى غيبوبة دائمة. اسوأ ما في الحفرة الثانية أنها متلبسة بالحق، لا كسابقتها إذ أن باطلها أوضح، واستيراد المفهوم الفلسفي أو تبني الرأي أو الموقف يستوجب النظر لفقدان المنطقة العربية لما أسماه الفيلسوف وعالم النفس الأمريكي جيمس مارك بالدون بـ(الأبستمولوجيا الوراثية) وهي الطريقة الإنمائية لإكتساب المعرفة، لأن بدون تلك الطريقة سنكون عرضة لبحر من المصطلحات والحركات والفلسفات لا تمت لواقعنا بصلة لأنها مفرغة من جوهرها الحقيقي.
    ولو أن مجرد عضوين في منبر سودانيزاونلاين دار بينهما هذا الحديث ما حفلت به ولكن خطورة الأمر أنه دار بين عضوين مفكرين ومثقفين ظنا أنهما مختلفين فيما بينهما مما جعل المنبر دائرة للرد والإجابة والمحاورة في أمر كلاهما يرى وجهة أخيه:
    (الكتابة في حد ذاتها كعملية ابداعية يمكن انها تكون بشرطك ده) ثم أردف الأستاذ الفاضل حمور زيادة بقوله:
    (و ممكن تكون من غيرو)!!
    هل يمكن لشروط نهال التي ذكرنا أن تكون موجودة أو غير موجودة في وقت واحد؟!! يمكن أن تنفيها أو تثبتها ولكن هل تحتمل غير ذلك؟! وفي حقيقة الأمر أنه يُشترط أن يكتب الكاتب ما يفهمه الجمهور، ويُشترط أن يوجه كتاباته للجمهور ويسعى لأن تصل اليهم، ويهمه أن يقرأوا له. كلهم فعلوا ذلك وحفت أقدامهم كي يصل فنهم للناس حتى (بورخيس) الذي صدرنا به مقالنا طبع كتابه الأول بيديه وماله ووزعه مجانا على الناس وكان يهمه أن يقرأ الصحفيون كتابه ويقرظوه!! وما الكاتب الذي لا يأبه بذلك الا من بنات أفكار صاحبينا ولم نسمع به حتى الآن لأنه لا يأبه بنا كجمهور ولا يعنيه أن يصل فنه الينا!!
    لأن التعبير الأدبي الإبداعي هو فعل لاحق لحالة سابقة وهي (الشعور الإبداعي). والمبدع إذ كان إحساسه الداخلي وشعوره قد وصلا إلى حالة إبداعية أراد تقييدها بالكتابة كي يشاركه الآخرون فيها، وإلا فما جدوى الكتابة أصلا –على حد تعبير استاذنا عمر القراي- ولماذا يريد التعبير عن شعوره، طال ما أن الأمر في شعوره أصلا!!
    هذه أيضا من فريات العرب التي "حشروها" حشرا في بنية ما أسموه مجازا بـ"أدب عربي". ونهال عندما تقول بأن الكاتب تجرد من كل شيء الا دوافعه للكتابة، هي تقول ضمنيا أن الكتابة تكون لجمهور ما، لأن من دوافع الإبداع إرضاء الذات وهذه الذات التي نحن بسبيل إرضائها لا تتعرف الا عن طريق الآخر، لهذا كانت الشهرة من دوافع الإبداع، وكان المال من دوافع الإبداع ومحفزاته، ولا نعلم في ظهر البسيطة أو في باطنها مبدع واحد يرتضي لعمله أن ينتحل وينسب لغيره، اللهم إلا أن يتعرض لعملية استغلال مادي. ثم ما هي الفلسفة التي يعبر عنها الكاتب؟! اليست الفلسفة رؤية سوسيلوجية أيضا؟ اليس المقصود من المنتوج الفلسفي "الآخر" فردا ومجتمعا؟! لأن أبسط تعريف لمبحث الفلسفة هو تصور عام للشخص عن رؤيته للعالم وموضعه في هذا العالم.
    وصديقنا التلب يقول محقا عن الأدب:
    (هنالك أدب، وهنالك شيء آخر لا أعرف له تسمية حتّى الآن)
    وهذه نقطة جيدة تستحق المتابعة والبدء منها، فطال ما أن هناك أدب، وهناك كائن ينسب الى الأدب زيفا، فهذا يعني وجود "تعريف" ما للأدب، شكلا، ومضمونا!.. وقبل الإستطراد أكثر نحب أن ننوه الى خطأ كبير وقع فيه صديقنا التلب في غياهب جثثه المتداخلة.. لقد حدث تداخل رهيب بين كلمة "أدب" عموما وبين كلمة "أدب خيالي" فترى صديقنا مأمون يحاول تخليص السياسي من "الأدب" عامة دون أن يضع أي فواصل أو جمل اعتراضية وكمثال فقط(وإن استخدم السياسي الكتابة الأدبيّة ليعبّر بها عن آرائه السياسيّة فذلك لا يحوّل كتابته إلى أدب)!!-التعجب من عندنا- من الواضح أن التلب كان يعني بالكتابة الأدبية في النص السابق (الشعر والقصة والرواية الى آخر الاداب الخيالية) ولكن ما كان في ذهن صديقنا التلب يعتمل شيء وما كتبه شيء آخر.. شيء ينحو الى طريق ذهب اليه العربان في العصر الحديث، وإن كان أسلافهم لم يفعلوا فضمنوا ببساطة في كتبهم الأدبية (الشعر والخطبة السياسية والنثر الخ)
    وفي كتابه موجز تاريخ الأدب الأمريكي يحدثنا الكاتب بيتر هاي عن البدايات الأولى للأدب الأمريكي في القرن السابع عشر وهو عبارة عن "تقرير حقيقي وموجز عن أرض فرجينيا المكتشفة حديثا" ثم يأتي ويحدثنا عن الأعمال الأكثر تأثيرا في القرن الثامن عشر فنرى الكتاب هم من صاغوا "الدستور" –أي سياسيين وقانونيين- أو على حد تعبيره هو "فلاسفة عمليين".
    بإختصار، وإجابة عن وضع قائم (هنالك أدب، وهنالك شيء آخر)، لا يخرج الأعمال السياسية والفلسفية من دائرة الأدب. ولكن يخرجها من دائرة الآداب الخيالية.
    حسناً.. مرة أخرى.. هنالك شيء آخر، هو ليس بأدب لا عموما ولا خصوصا، ليس الطب بأدب، ولا الفيزياء ولا الكيمياء ولا العلوم. ولا تعد الفلسفة أدبا خياليا ولا الخطبة ولا المنشورات ولا الهتافات. لكنها جميعها وفي حقلها يمكن تعريفها وتطويرها وفتح آفاق لها فلماذا كان هذا الإعياء الشديد الذي وقع فيه صديقي التلب وهو يحاول أن يجد تعريفا للأدب أو لما هو ليس بأدب؟!! الإجابة بسيطة جدا وهو تزييف العرب لجوهر الأدب حتى صار كائنا غير عضوي، أسطوري، هلامي، هيولي، عدمي، إطلاقي. كائن حرام على القيد وحرام على التعريف فإذا صنفته كان هناك ردا جاهزا بأنك من الكائنات التي: تريد أن تقيد الإبداع، وتسعى لتصنيف الأدب، وتريد وضع رؤيتها الواحدة الخ الخ الخ.. فسعى كاتب هذه السطور للصمت على مضض لأن تهمة الإقصاء والدكتاتورية والتصنيف كانت لتلاحقه أيضا، ولكنه صمت عزيز يشاهد ويراقب وينتظر حتى يحدث المحتوم الذي لا مفر منه:
    أن تكون الكتابة رديئة وتبحث عن تبرير تردّيها في (الركض إلى الكلاسيكيّة والمباشرة وعكس الواقع) فهذه ليست أسباب مناسبة لتكون الكتابة رديئة!! (مامون التلب- الأحداث)
    بأن: هذه القصة بالتحديد ليست أدباً (مامون التلب يتحدث عن قصة حمور - الأحداث)
    ناسفاً مفهوم الأدب في أذهان العديد من القراء الذين لم يصادفوا كتباً جيّدةً حقيقيّة في حياتهم. (مامون التلب يتحدث عن حمور زيادة- الأحداث)
    إن مصطلحات من شاكلة "كتابة أدبية رديئة، وهذا ليس بأدب، ومفهوم الأدب" تقتضي جميعها تعريف للأدب يحد من تداخله مع أي فرع آخر من أفرع العلوم والمعارف والمباحث.. وبإختصار أيضا، فإن عدم وجود نظرية محددة للأدب يعني إنتفاء الأدب نفسه.. أو كما قال تيري إجلتون (إذا كانت نظرية الأدب موجودة، فمعنى هذا أن ما يسمى بالأدب والذي نستقي منه هذه النظرية يجب أن يكون موجودا)(6).
    ولقد أسهم صديقنا مامون كثيرا من خلال اطروحته في تقليل الجهد الذي كان يلزمنا حتى نستطيع أن نجلي معالم الأدب، ومن خلال نقد وإستجلاء بعض اراءه في مقالاته السابقة يمكننا وببساطة أن نفهم ما هو الأدب الخيالي وكيف يمكننا أن نعرفه، وفي البدء فإني وكما أشرت سابقا- على اتفاق مع نقطة الأستاذة نهال كرار الرابعة والتي يوافقها الأستاذ التلب فيها وتقول: (الكتابه تجرد من كل شيئ إلا جنون الكاتب ورغباته وفلسفته)
    فهنا عوامل محددة لكيفية عمل الكاتب الأدبي فهنا نجد الرغبة والدافع للإبداع، ونجد أيضا الفكرة الفلسفية التي تحاول صياغة الرغبة في شكل فكري متزن ثم نأتي للجنون وهو لا يقصد به ذهول العقل وذهابه بل الخيال الذي يتخطى الأطر التقليدية ليفتح أبوابا من الجماليات المدهشة.. هنا فكرة ورغبة وخيال، هنا أدب. ولكن الأديب ليس بمنتج لفلسفة بل الفيلسوف هو المادة التي يأخذ منها الأديب فلسفته، ولهذا كان إرتباط (الرواية) منذ القدم بالفلسفة والرؤى الفلسفية المختلفة، ولهذا ايضا فإني جد مندهش من قول صديقي التلب:
    (لتكون الحلقة المقبلة محاولة أخرى لتخليص الأدب من وهم (الكلاسيكيّة)؛ وهي بحثٌ عن حقيقة كلمة (كلاسيكيّ) وهل هنالك فعلاً أدب (كلاسيكي) وآخر (حداثيّ)؟ أم هي مجرّد أوهام وثقوب تُدخِل إلينا الزائف من الآداب والفنون باسم (الكلاسيكيّة) المجنيّ عليها بوجودها؛ بحصرها في إطارٍ زمانيّ، وباسم الحداثة، وباسم الكتابة عن قضايا المجتمع).
    هكذا.. وبتعبير صديقي الطريف، هكذا (طاخ).. أيضا إقرأ قوله:
    (إنني لا أؤمن بوجود أدب تجريديّ أصلاً)
    لماذا يا صديقي العزيز لا ترى بأن هناك أدب تجريدي؟ وكيف وصلت الى هذه الحقيقة؟ إقرأ معي:
    (إنه لا يمكن أن يوجد، فالخيال في حدّ ذاته مادّة واقعية، وما يجري داخل شرايين فعاليّاته هو واقعٌ ملموس وحيّ وله أثره الماديّ الملموس!!!!!!) –التعجب من عندنا-
    هكذا أيضا (طاخ) أخرج صديقي من الملعب ثلاث مدارس أدبية وفنية. وليته فعل عن حق كما يفعل البعض اذ قالوا بضرورة ترك كذا في المدرسة أو ضرورة تطوير كذا.. لا.. إنه لم يفعل عن حق.. بل أخرج التجريدية من الملعب لذات السبب الذي يبرر وجودها(أي والله هكذا) لذات السبب الذي برر به أصحابها وجودها أخرجها صديقي دون أن يعلم، فلأنهم يدركون (أي اصحاب التجريد) أن ما لا يمكن فصله بالتمثيل يستطيع الفكر أن يفصله أو كما قال استاذهم الأول ديكارت، ولأن التجريد يرى أن الواقع الفني "المجرد" هو أكثر صدقا من الواقع نفسه!! أي أن الخيال –وكما قال صاحبنا- في حد ذاته مادة واقعية.
    الغريب أن دعاة نبذ التجريدية يرون غير ما ذهب اليه صديقنا.. انهم يرون أن الفنون أصلا وفصلا عبارة عن "تجريد"!!!
    هل هذا خطأ مأمون وحده؟!! أبدا.. فالعربان أيضا قد ساهموا في إضافة هذا الفهم بل لعل أساتذة جامعيين لا يلوون عن الحق قالوا ما قاله رفيقنا مأمون.. أكثر من هذا فإن أكثرهم لا أستطيع حتى نقل كلامه لتهافته البين وإليكم مثال واحد لأحد العربان يتحدث عن التجريد لطلبة يدرسون الفنون بجامعة قطر فقال لهم:
    (التصوير التجريدي هو على العكس من معظم انواع اخرى من التصوير.يستخدم المصور في هذا النوع من التصوير خياله الواسع لخلق تحف فنية.
    ما هو التجريد في التصوير؟
    التجريد في التصوير هو عملية استخدام الألوان والانماط مجتمعة لخلق صورة. التجريد يترك المزيد من الخيال ويساعدنا على التركيز على اللون والملمس وبدلا من الموضوع كله. لا توجد مبادئ توجيهية لخلق صور جيدة مجردة. استخدم خيالك مع العالم الطبيعي المحيط بك لإنشاء صورك التجريدية. بكل بساطة التجريد بشكل عام في مجال التصوير هو تصوير جزء من الجسم الكامل أي تجريد جزء من الجسم الاصلي حيث بلإمكان إستخدام ذلك الجزء المجرد في تصميم ما على سبيل المثال!!!!!!!!!!!!!!
    )(7)-التعجب دوما من عندنا-
    هل رأيتم صورة في الدنيا لا يستخدم فيها (الألوان والأنماط مجتمعة لخلق صورة)!!!!!
    هل رأيتم مصور في الدنيا لا يستخدم (خياله الواسع لخلق تحفة فنية)!! هذا ناهيك عن باقي التهافت عن أنه لا توجد (مبادئ توجيهية) لخلق صور جيدة الخ...
    هذا ان كان في التصوير والرسم كفن فهو في الأدب أيضا.. نفس المفاهيم السطحية التي تكاد تخنقك بسطحيتها، وتجعل أبسط إنسان يحس أمامها بالذكاء الخارق.
    ودعونا من جامعة قطر ومنتدياتها وتعالوا الى فنان تشكيلي يصف لنا الواقعية فيقول:
    (وهي المدرسة التي تنقل كل ما في الواقع والطبيعة إلى عمل فني طبق الأصل)(8)
    أي والله هكذا يا صديقي مأمون.. طبق الأصل.. بلا جنون بلا فلسفة بلا رغبة. والذي لم أنقله لكم هو أنه قد قال أن هذا مثل ما تفعله (الكاميرا) اليوم.. بالضبط.
    لا حدود اذن للمدى الذي سقط فيه العرب وهم يحاولون أن يلحقوا بركاب الحضارة الغربية، فمن نبذ للتراث الى ركاب الغرب صرنا على قشور من الإثنين (مذبذبين لا إلى هولاء ولا الى هولاء). فصار علينا –اذا أردنا التخليص- أن نعود الى البديهيات مرة أخرى.. وكما قال الشيخ سارتر أقول ..ليس في الأمر مسلاة..لا لي .. ولا لكم.
    مادة الأدب في لغتنا العربية –ودون أن اصيبكم بصداع التعريفات- هي بإختصار تعني تأديب النفس وتهذيبها وتعني ضروب الشعر والنثر المختلفة وهو(الذي يَتَأَدَّبُ به الأَديبُ من الناس، سُمّيَ به لأَنه يَأْدِبُ الناسَ إلى المَحَامدِ وَيَنْهَاهُم عن المَقَابِحِ، وأَصلُ الأَدَبِ: الدُّعَاءُ). لهذا قلنا سابقا أن على الأديب(ولمصلحته الشخصية) أن يؤدب نفسه أولا قبل أن يتوجه الينا بأدبه، ولأن أغلب الأدباء لا يفعلون لهذا وجد (الشيخ) "إفلاطون" نفسه مضطرا لإخراجهم من مدينته الفاضلة، ومثل إفلاطون كان رأي الأديب "تلستوي" وكأنهم قد قالوا مع القرآن:
    (والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)
    ولقد جاء في دليل اكسفورد للفلسفة: (رغم أننا نستطيع التعلم من الأدب فإننا بالتوكيد لا نتعلم عادة عبر استيعاب المبادئ: إنه يمثل ويعرض الحقائق عوضا عن الدفاع عنها. الراهن أنه ليس من واجب الأدب بوصفه أدبا أن يقوّم سلامة الحجج التي يتضمنها. إن حقيقته لا ترتهن بصحة المزاعم التي يقرها...... عادة ما ترتهن صحة الأدب بمدى قدرة الشخصيات التي يصورها على الإقناع. وفق هذا السياق، تصبح تحفظات أفلاطون أقل غرابة. إذا إعتقدنا أن الفلسفة تستطيع أن تطور من معارفنا-عبر التأمل والنقد- فإنها تعلمنا بطريقة لا يقوم بها الأدب).
    وبما أن الأدب من الفنون فلا بأس أيضا من توضيح سريع لكلمة فن أيضا...
    والفَنُّ : - من الشيءِ: النّوع؛ وهو التطبيقُ العمليُّ للنَّظريات العلميٌة بالوسائل التي تحقِّقها. وهو جملةُ الوسائلِ التي يستعملها الإنسان لإثارةِ المشاعرِ والعواطفِ وبخاصٌة عاطفةِ الجمال والتعبير عنها بوساطة الخطوطِ أو الألوانِ أو الحركاتِ أو الأصواتِ أو الألفاظ كالتَّصوير والغناء والموسيقا والرَّقْصِ والشِّعر وهو مهارَةٌ تعتمدُ على الموهبة والذَّوْقِ والمِران. وفُنونُ القََوْل، هي أنواعه.
    -ولأنه –أي الفن- تطبيق عملي بوسائل محددة لنظرية محددة الغرض منها إثارة العواطف والمشاعر وبصورة جمالية- لهذا فقد قلنا عنه سابقا بأنه (رسالة فكرية جمالية)، تقوم على أسس ومناهج وتطور الى الإطلاق الرحب بقدر ما يحتمل الخيال الإنساني المطلق. هذه الأسس، وهذه القواعد، لا تمت بصلة –لا من قريب ولا من بعيد- لأي رأي أخلاقي أو متافيزيكي من أمثال شيوخنا(إفلاطون أو تلستوي أو رسل أو محمود محمد طه) فهي اراء قامت لتعالج موضوعات الفن في المقام الأول لا أن تضع له أسسا مختلفة أو طرائق جديدة. ثم أنها تعالج أيضا موضوع (الإنسان) في الفنان من حيث هو إنسان كما تعالج موضوع الإنسان في (العامل) أو في (الطبيب). فكلهم يعرفون (أنه ليس من واجب الأدب بوصفه أدبا أن يقوّم سلامة الحجج التي يتضمنها) ولكنهم يحبذون الأدب الذي يتناول قيما إيجابية وينشرها ويروج لها.
    إذن فقضيتنا هنا مختلفة تماما عن الذين يختلفون معنا في (أسس الفن) أو (الأدب). فالخلاف يقوم في اساسه على جهل بقواعد (الفن) و(الأدب)، لا بتطور أغراضه وموضوعاته ومدارسه. هذه أولا. وثانيا فإن الفن قد قام على أسس متطورة أنتجت مدارسا بعينها صاحبت الحركات الإجتماعية والفكرية للبلدان التي أنتجتها، تلك المدارس أو المذاهب تمثل واقعا ماثلا لا مفر منه قام على اسس محددة وأنتجت فنونا وآدابا راقية وتمثلها مجاميع مقدرة من البشر في مختلف أنحاء العالم ولكنها تظل عصية في أغلب الأحيان على مفكري وفناني العالم العربي وكثير من دول العالم الثالث. فيحدث لها التزييف والتحوير، والأخطر أنها تنتحل وتختزل في إتجهات عديدة داخل الثقافة العربية. والمذاهب الفنية من الأهمية بحيث أنها (تشكل قاعدة أساسية لا غنى لأي مثقف عنها) ولأنه (لا يفقه الأدب ويقدره حق قدره من لم يكن ملما بمذاهبه وتطوراته والعوامل المؤثرة فيه ومزايا كل مذهب أو مرحلة ومسوغات نشوئها وتغيرها)(9)
    فالأدب حالة ثقافية ثنائية، حالة ثقافية إبداعية عند الإنتاج، وحالة ثقافية إبداعية لدى التلقي.. وأول ما يمكن أن يقال عن ثقافة المتلقي هو علمه بالأدب وما ذهب اليه الدكتور (عبدالرزاق الأصفر) من مذاهب وإتجاهات. فقراءة مبسطة لوجودية سارتر قد تعين كثيرا في قراءة روايات عديدة لـ(كولن ولسون، أو كامو أو سارتر نفسه). وفقدان الثقافة لدى المتلقي قد يجعله (أطرش في زفة) يقول كصاحب أبي تمام:
    - لماذا تقول ما لا يفهم؟!
    وما كانت إجابة أبي تمام نهجا فراغيا تبسيطيا مرواغا:
    - لم لا تفهم ما يقال؟!!
    طال ما أن هناك ثقافة متاحة للآخرين ومعلومة لهم جعلتهم يقفون بقربك ويفهمون ما يقال!!
    ولكن لن يكون هناك مبررا لأبي تمام بأن يقف ويتحدث إذا توجهت له كل المجاميع الواقفة بذات السؤال(لم تقول ما لا يفهم)؟ فلا مذهب ولا رؤية ولا (يحزنون) فقط مجرد تهويم لا غير هذا هو عين ما عنته سوزان برنار صاحبة أهم كتاب يبحث في (القصيدة النثرية والنثر الشعري):
    (والمؤكد ان قصيدة النثر تنطوي على مبدأ فوضوي وهدام، إذ نشأت من التمرد على قوانين الوزن والعروض، وأحيانا على القوانين العادية للغة. لكن كل تمرد على القوانين الموجودة مجبر - فيما لو أراد تقديم عمل ادبي قابل للإستمرار - على أن يحل محل هذه القوانين قوانين أخرى، خشية الوصول الى ما هو غير عضوي وفاقد للشكل((10)
    لأن الأدب كائن عضوي له شكل وله لون وله رائحة، له رأس وله ظهر وله أقدام، يولد ويحيا وينمو ويتطور ويضمحل ويموت ويبعث.. وإن كنا شهدنا، كما حدثونا في مدارسنا الوسطى، إضمحلال الأدب العربي، فنحن الآن نشاهد جثته أمامنا تحتاج للبعث وللجهد وللحركة. وليس من سبيل لذلك سوى هذا السبيل، أن نستمع لبعضنا ونهتم بملاحظات بعضنا ونتعامل معها بالجدية اللازمة.
    (إن كلا من مفهومي الحداثة وما بعد الحداثة يعد ظاهرة تميز الثقافة الأنجلو أمريكية والأروبية في القرن العشرين في المقام الأول، ولو أنها ترتبط بقدر من العلاقات المتغيرة بتلك الثقافة)(11)
    إن الحديث النقدي لشاعر أوربي أو أمريكي من قبل ناقد عربي يتسم -في الغالب الأعم- بعدم الدقة.. ليست هذه الحالة مقتصرة على كتابنا الحاليين بل تمتد الى أبعد منهم الى مطلع القرن العشرين.. وبخلاف –معاوية نور- وعدد لا يكاد يذكر من نقادنا لا نجد حالات أدبية نقدية دقيقة. وحتى (معاوية نور) نفسه كانت له تقريرات –أنظر كتاباته عن اميل زولا- غير دقيقة ولكنها قليلة.
    وعدم الدقة يرجع لما نقلناه عن بروكر أعلاه.. هو عدم الفهم الكامل لمفهوم وإتجاه نشأ في أوروبا وأمريكا لديه مدرسته وفلسفته وقراءه.. لهذا فإنه من غير المستغرب أن تأتي هذه العبارة من الأستاذ حمور زيادة:
    (لهذا استحق اليوت ان يقال عنه انه الرجل الذي اخذ الشعر من حياة الناس و وضعه في اعلى رف من المكتبة). حمور زيادة 9-2-2009م
    وعندما استفهمت الأستاذة نهال كرار عن مصدر هذه المعلومة من الأستاذ حمور جاء رده التالي:
    (للاسف... لا تعود الى حمور زيادة لأنه لم يقرأ اليوت الا في ارضه اليباب التي اعتبرها كثير من النقاد مزحه!! لو لم تكوني تعرفين ان اليوت هو من اهم الذين بشروا بالشعر الميتافيزيقي!! و احتفوا به!! فعليك بمراجعة ذلك بدون سخرية يا نهال. اليوت كان يعتقد ان من اهم خصائص الشعر الحديث هو ان يكون صعبا!! اما العبارة التي يبدو انها اول مره تمر عليك فهي عبارة قديمة قالها محمود تيمور في مجلة القصة المصرية) (التعجب دوما من عندنا).
    المدهش حقا أن لإليوت هذا حادثة تشبه تماما حادثة أبي تمام المذكورة سابقا.. لقد سأله أحدهم عن معنى بيت في قصيدة فقال له إليوت: معناه(واعاد عليه نفس البيت).
    لماذا إستحق (ت س اليوت) أو (توماس ستيرنز إليوت) هذا الرأي من الأستاذ تيمور، ومن بعده الأستاذ حمور؟ لأن أليوت قد قال –وهذا ما كتبته صديقتنا المفاكرة نهال وأقرها الأستاذ حمور على النقل وبنى عليه رأيه ورأي تيمور أيضا:
    (ان الشعر الذي شغفني هو الذي لم أفهمه من أول قراءة, وبعضه لا أحسبني أفهمه الي اليوم).
    والحق أن اليوت لم يكن في يوما من الأيام من دعاة نبذ الفهم في قصائده بل إنه قد عد كتاباته النقدية كلها محاولات لشرح أعماله الشعرية. ليس هذا فقط بل إن نقل صديقتنا المفاكرة نهال وتأييد الأستاذ حمور، قد كان مخلا جدا.. فإليوت قد قال نصا:
    (ان بعض الشعر الذي شغفني هو شعر لم أفهمه من أول قراءة، وبعضه شعر لا أحسبني أفهمه حتى اليوم)(12)..
    وبالطبع فإن الفرق شاسع بين وجود(بعض) من عدم وجودها. ولعلنا قد نندهش أكثر لو قرأنا الفقرة كاملة من اليوت إذ قال:
    (" وقد يكون مبعث الصعوبة أن القارئ قد قيل له، أو أنه قد أوحى لنفسه، إنّ القصيدة ستكون صعبة. والقارئ الذي يبلغه تحذير حول غموض قصيدة قد يقع في حالة من الحنق لا تتلاءم مع التلقي الشعري... ولكن القارئ الأكثر نضجاً لا يحفل بمسألة الفهم، أو قل ليس من أول قراءة. إنّ بعض الشعر الذي شغفني هو شعر لم أفهمه من أول قراءة. وبعضه شعر لا أحسبني أفهمه حتى اليوم، مثل شعر شكسبير")(13)
    وبعد أن نرى إسم شكسبير الكاتب القديم الذي عده الرومانسيين الغابرين رائدهم، والذي هو إبن شرعي للكلاسيكية نقول في انفسنا اذا امتلكنا النضج الكافي:
    -حسنا.. الأمر لا علاقة له بالحداثة.. لا علاقة له بالشعر الرمزي.. لا علاقة له بالسريالية أو مفتتح السور في القرآن الكريم.. الأمر عبارة عن جرثومة في أدمغتنا لا غير.
    وعندها لا بد لنا أن نفهم كلام إليوت فهما مختلفا أو كما عبر الكاتب العراقي عبدالكريم كاصد أن اليوت:
    (يؤكد على ضرورة الاستجابة للشعر قبل الفهم)(14)
    أي أنه لا ينفي الفهم إطلاقا.
    (ليسوا سواء) من أمة الأعراب من يرجى فيه خيرا من أمثال (كاصد) العراقي إذ لديه اراء جيدة حول سوء الترجمة خصوصا ترجمات اليوت، وفي ورقة له بعنوان(ترجمات إليوت إلى اللغة العربية) قال (كاصد):
    (ويبدو من خلال قراءتي لهذه الترجمات وما توفّر لي منها ثانية، بعد أن بعد العهد بقراءتها، أنها اتخذت مسارات عديدة تفترق من دون أن تتكامل أو حتى أن تتقاطع رغم ما رافقها من جهود تستحق التقدير حقّاً، فما يبدو صحيحاً في ترجمة سابقة يُترجم خطأ في ترجمة لاحقة، وما نراه خطأ يعاد صواباً ولكن بصيغة خاطئة غريبة في تركيبتها أو لغة هي أقرب إلى التفسير منها إلى الشعر، وبالذات شعر إليوت المعروف بكثافته وحيويته وإشاراته العديدة إلى ما هو يوميّ أوحسيّ)(15). ومن هذه الترجمات ما هو موضع سخرية الأوساط الثقافية الى الآن كمثال ترجمة (أدونيس، ويوسف الخال):
    ("ابلع ابلع" بدلاً من "سنونوة سنونوة" لانّ الكلمة تعني المعنيين في آن واحد)(16) وبمناسبة أدونيس هذه هل أضع نفسي في هلكة تخليصكم من قصيدة النثر اليوم؟..لا.. ليس اليوم.. ربما في ايام أخرى فلقد قلنا الكثير، ولدينا اليوم الكثير مما لم ينجز بعد.

    لعل حديث البديهيات أهم من حديث التطور، فليس هناك تطور دون إتفاق بديهي يقوم في ذهن الناس.."بديهي"
    وَلَيسَ يَصِحُّ في الأَفهامِ شَيءٌ إِذا اِحتاجَ النَهارُ إِلى دَليلِ
    "بديهي"
    فمما يصح في الأفهام أنه لا يمكنني نقد الشعر العمودي وأنا غير ملم بأساليب العروض أو باللغة العربية ونحوها وصرفها وبلاغتها.."بديهي"
    ومما يصح في الأفهام أنه لا يمكنني نقد مدرسة فنية أو رفضها البتة دون أن أقدم البديل المناسب.. أو كما قالت، بداهة، سوزان برنار:
    (كل تمرد على القوانين الموجودة مجبر على أن يحل محل هذه القوانين قوانين أخرى، خشية الوصول الى ما هو غير عضوي وفاقد للشكل)
    "بديهي"
    وأنت عندما تخالف السائد بين الناس وتنتج لنفسك خطا جديدا غير مفهوم تجد نفسك في غربة، تحتوشها المخاطر والوحدة، وتكثر فيها الظنون والهواجس، وتتعدد ألوان التصنيفات.. لأن الإنسان عدو لما يجهل.. وإذا بلغ الانسان من الذكاء الكافي بحيث إنتهج نهجا جديدا مفارقا صار في غربة.. وليست الغربة بغاية في ذاتها ولكنها وسيلة من وسائل التجديد فوجب بعدها أن تكون "أيبة".. والأيبة لا تكون الا بمحاولات الشرح المستمرة والتبسيط والتوضيح إنطلاقا من الأسس المشتركة مرورا بالتجارب المشابهة ونهاية بالرؤية المبدعة الخلاقة.. ولكن أن يبدأ المبدع بإنكار وجود القديم، وإلتفافه على توضيح نفسه، وتزييفه لواقع الأمر، هذا أمر غير مقبول إطلاقا. ليكن واضحا هنا "لسنا" ضد التجديد، ولا من دعاة الجمود ومحاكاة الماضي، ونرفض تقييد الآخر في سجون وهمية" ومع هذا فليس من بدائه الأمور أن يقول صديقنا العزيز مامون التلب:
    (لا أؤمن، كذلك، بوجود أدبٍ يُسمّى أدباً حداثياً يُكتب في السودان أصلاً، إنها الكتابة دائماً، مهما تغيّر شكلها وتنوّعت طرقها واختلفت أساليبها؛ الكتابة لا تزيدها قيمة ولا تنقص منها كونها _إن صادقنا على الأسماء مؤقتاً_ واقعية أم كلاسيكيّة أم اشتراكية أم شيوعيّة أم إسلامية، إنها الكتابة؛ لا يزيد عمقها أو ينقصه كونها حداثية أم تقليدية أم شيطانية)
    هنا عدد من الإستبطانات "المعروفة" لدينا بحكم صداقتنا وقراءتنا ونقاشاتنا مع صديقنا مأمون وبحكم معرفتنا القبلية لاراء مجاميع من العربان.. ليس فقط محاولة التملص من الحداثة وما بعدها-ولا كرامة- ولكنها المحاولات لفك الجمود والديكتاتورية بصورة أيضا جامدة وديكتاتورية. وهذا أمر سنأتيه لاحقا. ولكن المهم هنا اذا لم تكن هناك كتابة ذات تصنيف ما، وكان الفعل المهم هو الكتابة نفسها كما عبر صديقنا التلب فلماذا وبأي منطق وحجاج حاول صديقنا تخليص الأدب من معارك حمور زيادة!! وما هو الميزان يا ترى لقياس (عمق) الكتابة!!
    تالله إن الأمر أيضا لـ"بديهي" لولا الثورة التي لا تعرف الإعتدال. ولكنها أيضا ثورة "قد" تحمد إذا نظرنا الى واقع الحال المتردي، ومع هذا فلقد علمتنا الثورات أن أشد ما تحتاجه النقد الواضح والجريء. لأنها قد تتحول وبسرعة الى شكل اسوأ من تالدها.
    وبجرأة وثورة لا تشبه ثورة صاحبنا وقف من قبل نفر كريم في أوروبا ضد المدارس المسرحية والمدارس الأدبية، وقف بريخت يبشر بالملحمية"الجديدة" فكتب عنها وأخرج البيانات والمنشورات والمقالات.. ولكنه أيضا كتب للذين يعملون معه لأنه كان يرى بأنهم في أشد الحاجة لمعرفة اتجاهه الجديد أكثر من غيرهم. كتب هوغو من قبل ونادى بكسر العمود الشعري في الروايات والمسرحيات، وكتب صمويل بيكيت والبير كامو وغيرهم وغيرهم.. ولكنهم لم ينفوا وجود (الكلاسيكية، ولا الرومانسية الخ) بل كانوا يقدروهن أيما تقدير.. بل ان برخت قد توجه الى المسرح الكلاسيكي مرات عدة بعد ملحميته بسنوات.
    حقا إن الكتابة "لا تزيدها قيمة ولا تنقص منها كونها واقعية أم كلاسيكية أم ...." لكن تزيدها قيمة أو تنقصها مدى تحقيقها لشرط المدرسة التي أرادتها ومقدار الإبداع الحق داخلها.
    وأما الإستبطان في عبارة –إن صادقنا على الأسماء مؤقتا- فهو زيادة على نفيه للمذاهب الأدبية، يرى أنها ضرورية كمسمى مؤقتا ريثما يفرغ لها ويخلصها من الفن والأدب.. جميل.. ولا تثريب عليك.. ولكن ماذا كنت فاعلا لو جلست خلف "لابتوب" صديقي مأمون، هل ستبدأ بالجوهر وتخلصنا من "جحيم" المدارس والمذاهب، أم تبدأ بالعبد الفقير الى مولاه حمور زيادة؟!!! كشأن العرب، ذهب صديقي التلب، يعترك في غير معترك وشغلنا بأمر الأستاذ حمور وهو يتشعب ويغوص فلا أوضح لنا ما هو الأدب، ولا نقد لنا القصة نقدا وافيا، مما جعلنا نذهب لقرأتها بأنفسنا وليتنا لم نفعل..

    لأني لم أستمتع إطلاقا بقصة الأستاذ حمور، ولأن بها من النأي الأدبي، والضعف الفني ما يجعلك نافرا عنها، وضائقا بها. كما أنها تفتقد للفكرة الواضحة ولا تمت لأي مدرسة أدبية البتة، ولم أفهم مع من أتعاطف بالضبط، مع ولاء أم الدمية أم المغتصب، ولا أدري ما معنى التعبيرات البسيطة من أمثال- حين تضحك ولاء، يأتي العيد قبل موعده، تسرى السحائب محملة بالخريف الشجي، .. تؤذن المساجد .. تتفتح الزهور- فلا تدري أيهما أعجب أن يأتي العيد قبل موعده، أم أن تؤذن المساجد وتتفتح الزهور!!! مع هذا فإني أتضامن مع حمور زيادة.. كامل التضامن.

    قصي مجدي سليم
    الخرطوم/31/12/2009م





    هوامش ومراجع

    1. (الشرق الأوسط الثلاثـاء اغسطس 2007 العدد 10493)
    2. )( برتراند رسل-تاريخ الفلسفة الغربية-الكتاب الثالث-ص10)
    3. كل أقوال الأستاذ مأمون التلب منقولة من مقالاته المنشورة بالأحداث (تخليص الأدب من معارك حمور زيادة "1و2و3")
    4. جورج طرابيشي-شهادة نصير سابق للإلتزام-مجلة نزوى-12/7/2009-عدد25
    5. كل الحوارات التي تدور بالعامية جرت بين الأستاذة نهال كرار والأستاذ حمور زيادة في موقع sudaneseonlin.com
    6. (الجزائر نيوز-20يوليو2009)
    7. www.qataru.com
    8. مقال موجز بقلم الفنان التشكيلي لقمان محمد kawaf-artgallery.com
    9. المذاهب الأدبية لدى الغرب، عبدالرزاق الأصفر- منشورات اتحاد الكتاب العرب1999م
    10. قصيدة النثر من بودلير الى ايامنا- سوزان برنار
    11. بيتر بروكر- الحداثة وما بعد الحداثة.
    12 و13و14و15و16. عبدالكريم قاصد- ترجمات إليوت إلى اللغة العربية- المقالة التي ألقيت في ملتقى الشعر العربي الأول المنعقد في القنيطرة – المغرب يومي 16 و17 يناير2009
                  

العنوان الكاتب Date
تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب فيصل نوبي01-14-10, 11:24 AM
  Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب فيصل نوبي01-14-10, 11:25 AM
    Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب Mohamed E. Seliaman01-14-10, 12:18 PM
      Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب فيصل نوبي01-14-10, 12:36 PM
      Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب قصي مجدي سليم01-14-10, 12:44 PM
        Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب قصي مجدي سليم01-14-10, 12:50 PM
          Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب قصي مجدي سليم01-14-10, 01:14 PM
            Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب Hussein Mallasi01-14-10, 01:20 PM
              Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب فيصل نوبي01-14-10, 01:41 PM
            Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب فيصل نوبي01-14-10, 01:41 PM
              Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب محمد يوسف الزين01-14-10, 01:44 PM
                Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب فيصل نوبي01-14-10, 02:04 PM
                  Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب محمد يوسف الزين01-14-10, 02:10 PM
                    Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب humida01-14-10, 02:13 PM
                      Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب فيصل نوبي01-14-10, 02:17 PM
                        Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب محمد يوسف الزين01-14-10, 02:20 PM
                    Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب فيصل نوبي01-14-10, 02:22 PM
                      Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب قصي مجدي سليم01-14-10, 02:53 PM
                        Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب فيصل نوبي01-14-10, 03:03 PM
                          Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب قصي مجدي سليم01-14-10, 03:18 PM
                            Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب قصي مجدي سليم01-14-10, 03:22 PM
                              Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب Mohamed E. Seliaman01-14-10, 04:22 PM
                      Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب دينا خالد01-14-10, 04:09 PM
                        Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب Mohamed E. Seliaman01-14-10, 04:52 PM
                          Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب قصي مجدي سليم01-15-10, 04:35 PM
                            Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب Mohamed E. Seliaman01-15-10, 06:01 PM
                              Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب قصي مجدي سليم01-16-10, 10:44 AM
                          Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب قصي مجدي سليم01-16-10, 02:34 PM
                        Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب فدياس نجم الدين01-16-10, 01:20 PM
                          Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب قصي مجدي سليم01-16-10, 10:43 PM
                            Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب دينا خالد01-18-10, 05:36 AM
                              Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب Mohamed E. Seliaman01-18-10, 05:55 AM
                                Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب فيصل نوبي01-18-10, 09:31 AM
                                  Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب قصي مجدي سليم01-18-10, 10:57 AM
                                  Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب قصي مجدي سليم01-18-10, 11:02 AM
                                    Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب محمد يوسف الزين01-18-10, 01:35 PM
                                      Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب Mohamed E. Seliaman01-18-10, 02:26 PM
                                        Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب Mohamed E. Seliaman01-18-10, 08:26 PM
                                          Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب Mohamed E. Seliaman01-19-10, 06:44 AM
                                            Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب Mohamed E. Seliaman01-19-10, 07:50 AM
                                              Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب وليد محمد المبارك01-19-10, 10:04 AM
                                                Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب الأمين لعوتة01-19-10, 11:16 AM
                                                  Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب قصي مجدي سليم01-19-10, 12:13 PM
                                                    Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب الأمين لعوتة01-19-10, 12:26 PM
                                                      Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب عادل عبدالرحمن01-19-10, 12:50 PM
                                                        Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب Mohamed E. Seliaman01-19-10, 06:30 PM
                                                          Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب Mohamed E. Seliaman01-20-10, 06:24 AM
                                                            Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب قصي مجدي سليم01-20-10, 10:44 AM
                                                              Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب وليد محمد المبارك01-20-10, 11:30 AM
                                                                Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب Mohamed E. Seliaman01-20-10, 11:51 AM
                                                                  Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب محمد عبد الماجد الصايم01-20-10, 11:59 AM
                                                                    Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب قصي مجدي سليم01-20-10, 01:01 PM
                                                                      Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب وليد محمد المبارك01-20-10, 01:15 PM
                                                                      Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب قصي مجدي سليم01-20-10, 01:23 PM
                                                                        Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب وليد محمد المبارك01-20-10, 01:32 PM
                                                                          Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب Mohamed E. Seliaman01-20-10, 01:59 PM
                                                                            Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب قصي مجدي سليم01-20-10, 02:55 PM
                                                                              Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب قصي مجدي سليم01-21-10, 02:13 PM
                                                                                Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب عادل عبدالرحمن01-21-10, 03:29 PM
                                                                                  Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب عادل عبدالرحمن01-21-10, 03:59 PM
                                                                                    Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب Mohamed E. Seliaman01-23-10, 07:05 AM
                                                                                      Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب Mohamed E. Seliaman01-24-10, 08:50 AM
                                                                                        Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب Mohamed E. Seliaman01-26-10, 08:13 AM
                                                                                          Re: تخليص الأدب من العرب نموذجا، آخرون، وحمور زيادة، ومامون التلب Mohamed E. Seliaman01-29-10, 03:06 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de