|
Re: أقوال د . أنس العاقب فى محضر المركز .. لماذا قرر العودة للغناء بعد ان توقف لمدة 30 سنة ؟ (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
وتحدث د. أنس العاقب :- سعيد وانا فى هذه الخطوة المصيرية ان اجد فى الحضور من يُحبهم ويشتاق اليهم وهم ينظرون اليه وفى عيونهم السؤال . سعيد وانا اجد (الجيلانى الواثق) بين الحضور , ونحن الدفعة الاولى عند أفتتاح المعهد فى أكتوبر 1969 , سعيد ان اتذكر كيف كانت الدراسة وكيف اصبحنا الدفعة الرائدة . انا بعد 30 سنة عايز اغنى ليه ؟ انا اولاً اتخطيت مرحلة الخوف , بقدر ما انا زول بتاع كلام وكتابة كويس , لكن بنفس الدرجة بخاف من الغناء , خاصةً امام الجمهور , فى (القعدات) طبعاً فى مُعينات بتخلى الزول يقدر يغنى كويس , و (القعدات) وقفت ! , لكن هى ساعدتنى فى انى اقابل واتعرف بناس كتيرين . كانت المشكلة اننا نواصل الدراسة ونخلى المعهد يقيف على رجلينو , او الزول ينجرف امام الشهرة والمجد , وكان الأختيار هو أختيار المعهد , دكتور الماحى سليمان ساب البوستة وهو كان موظف وتحول الى طالب بياخد اعانة 7 جنيه , وانا من مُحاسب كبير فى وزارة التجارة الى طالب بياخد 7 جنيه , وبعد التخرج قالوا لى امشى اعمل ماجستير , جيت راجع سنة 1980 وخلاص عايز ابدأ واستعد للغناء قالوا لى , لا , امشى المانيا عشان تعمل الدكتوارة , وهكذا لحدى ما القطر قرب يفوتنى . لما اندمجت مع الحالة الاكاديمية , كان الغناء بكل صراحة ما مُتاح ليهو شوية حرية , والظرف كان ما زى الظرف هسع . لما نزلت معاش , كان بالنسبة لى عالم جديد , زول قاعد فى البيت يقرأ ويكتب شعر ويترجم ويمسك العود ويغنى ويلحن , عالم أكتشاف نفسى من جديد , وبقت الموسيقى تعود لى بشكل حميم , وأكتشفت انى ممكن اغنى , لكن أتخاذ القرار كان فيهو تأجيل شوية , ولما قررت الغناء ما كان قصدى زى ما قالوا فى الجرايد انو هدفى الشهرة او القروش . بالعكس , افتكر انى لحد ما , انا زول معروف وما محتاج للشهرة , ولو كان للقروش الحمد لله يعنى , المسألة مستورة . على مستوى المحيط الفنى الناس بتتكلم عن الغناء الهابط وحاجات زى كده , وانا اصلاً زول بتاع مشاكل , فقلت لنفسى يا ولد يا أنس العاقب يلا خش الغناء , صحيح ح ينتقم منك كل الكانوا بيخافوا منك , وح يقولوا يا اخى ده عامل لينا فيها شنو كده ما عارف . ببساطة شديدة جداً انا عايز اغنى , وكان عندى ظرف فى ال 5 او ال 6 سنين الفاتت , ظرف صعب جداً , كان صعب انى أسيب المعهد وانزل معاش , المعهد ده كان زى بيتنا , ولامعاش ده مُرعب , لكن انا وصلت السن القانونية وده قانون الحياة . * انا اساساً بكتب شعر وعندى 4 دواوين , واحد منهم طالع قريب , وانا مُترجم وهسع بترجم فى كتابين عن التمثيل والتأليف للهوة , انا داير اغنى عشان اكون تجربة جديدة , لا معليش مش تجربة جديدة , لكن الصحيح تجربة مُضافة . بالمناسبة انا كنتا داخل معسكر عشان الأمسية دى , خليت بيتنا وقعدتا مع أختى عشان اقدر على التركيز , عشان عايز اقابل الناس بعد 30 سنة بشكل شُغل فيهو تجويد , وعملت تمرين للصوت . كيفية الموازنة بين الرومانسية والغناء العصرى ؟ انا بالمناسبة رومانسى وافتخر بالرومانسية والحمد لله الناس بدات ترجع للرومانسية . فى مجال الابداع انا بفتكر انو الكفاءة والموهبة اهم من الشهادة , والناس بتتكلم اننا زمان كنا دبلوم فى المعهد وهسع بقت كلية بتدى بكلاريوس , لكن الاهم الموهبة بالتأكيد . عايز اقول حاجة عن المديح , عن المدائح النوبية , المديح ده الاسس للتنظير الموسيقى قبل الموسيقيين , لانو كان فى مصطلحات ثابتة فى المدائح , مصطلحات ثابتة فى الايقاع , قوالب محددة بيمدحوا فيها ولذلك , فى التدوين الناس بيمدحوا نفس المدحة لكن كل منطقة عندها نبر يختلف عن المنطقة الآخرى . انا ما وجدتا ترحاب فى الوسط الفنى , وانقذنى أفتتاح معهد الموسيقى والمسرح , كان الوسط الفنى وسط غريب , انا كانتا قايل الناس ديل ناس كده بينهم احترام وحب , لكن أكتشفت ان جوه الوسط ده فيه صراع كبير , وكانت أغنية (بلدينا) شكل جديد , وناس كتير من العازفين كانوا ما بيحبوا يعزفوا معاى فى بعض الانتقالات وفى نص التون , انا اكتر من مرة طلعتا المسرح وما لقيت عازفين رغم انها حفلات بقروش وعن طريق الاتحاد , العازفين كانوا بيزغوا منى ويقولوا انى مُعقد وملول ومش عارف ايه , النشيد العملتو لمايو (موسم الحصاد) قعدت شهر عشان الناس تستوعب اللحن ويقولوا لى ليه تعمل سى دو ؟ اعمل كده وكده , انا اتعرضت للحرب فى الوسط الفنى . اقول ليكم مثل وانا زول جعلى احمق , انى كرهتا الغناء رغم انى عندى اجازة للصوت فى سنة 1968 , أجازة صوت بامتياز من لجنة كان فيها زى 12 نفر , وبعد اجازة صوتى طوالى مشيت سهرة فى الاستديو التانى , ودى اصلوا ما حصلت فى تاريخ السودان انو زول يجيزوا صوتوا يوم الخميس ويطلع يغنى فى سهرة يوم الاتنين . لكن الحصل بعد داك انى مشيت لواحد رحمة الله عليه , وقلت ليهو يا اخى احجز لى عشان عايز اسجل أغنية , قال لى تعال بعد 6 شهور , قلت ليهو بعد 6 شهور ؟ , قال لى ايوه , عندك كلام تانى ؟ , يعنى كان أسلوب غريب , قعدت احسب فى الأيام , وجيت راجع ليهو بعد 6 شهور , يا عم فلان ال 6 شهور تمت , تخيلوا , سمعنى كلام قذر , وشتنمى شتايم قذرة بشكل اصلوا ما معقول , كلام وسخ لدرجة بعيدة بدون اى سبب , قلت ليهو وانا مهجوم من الشتايم يا عم فلان يا اخى اقول ليك كلام , انا تانى لا عايز اغنى ولا حاجة , غايتو ربنا يرحمه ويغفر ليهو . بقيت اغنى اكتر حاجة فى (القعدات) مع (المحجوب) و (الشريف حسين) ومع (حسب الرسول) , والماحى سليمان بيعرف الحكاية دى / الجمهور يضحك / , (قعدات) مع الناس المثقفين وعلية القوم فى الكتابة والفكر , مع (نزار قبانى) , مع (احمد الخواجة) نقيب المحامين المصريين الاسبق , بالجد لقيت نفسى مع علية القوم , ومرة ناقشت (محمد احمد المحجوب) فى النحو والاعراب , كنتا بغنى فى أغنية (( يا حبيب القلب قل لى )) ودى أغنية مخصوصة (للقعدات) / يضحك / , (( يا حبيب القلب قل لى ما الذى اقصاك عنى , ادلالاً , أم ملالاً , أم علينا تتجنى )) .. قام (المحجوب) قال لى ليه انتا قلتا دلالاً وفى التانية قلتا دلالُ , قلتا ليهو واحدة حال والتانية خبر , قام قال يا (حسبو) انتا جايب لينا فى (القعدة) فنان ولا عالم لغة ؟ .
|
|
|
|
|
|