|
Re: السودان بعد الإستفتاء (Re: جمال عنقرة)
|
أول المناقشين كان البروفيسور فتحي خليفة وزير الدولة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي. بروف فتحي قال إن أهل الخارج لايعرفون السودان، ولايعرفون أهله ولا تاريخهم ولذلك فإن أية قراءة منهم لأوضاع السودان لايعتد بها. ولذلك فإن بروف خليفة تحفظ علي مخرجات ورشة جنوب أفريقيا التي أتت بخيارات متشائمة. وحتي خيار السلام الذي طرحته رأت أن من لوازم نجاحه الإكتفاء بإجراء إنتخابات تنفيذية تقتصر علي رئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب وولاة الولايات الـ 25. ولكن خليفة الذي يراهن علي عبقرية السودانيين من بعد فضل الله تعالي رأي أن السودان قادر علي إجراء إنتخابات وكذلك إستفتاء وقدار علي عبور هذه المحنة بسلام ويحقق وحدته الطوعية. الأستاذ عبدالباسط عبدالماجد لم يختلف كثيراً عن بروفيسور فتحي ولكنه دعم رأيه بترجيح الخيار الرابع، خيار الوحلان الذي يعتمد الرهان علي الزمن ويدعو الشريكين لتأجيل كل شيء حتي يصلا المرحلة التي تمكنهما من تحقيق خيار السلام الأول الذي يجنب البلاد الإنفجار. وبناء علي ذلك فإنه لايري داع لإستعجال إجراء إنتخابات أو استفتاء أو مشورة شعبية ما لم يتهيأ المواطنون لذلك، ويكونون قادرين علي قبول نتائجهم. أما الأستاذ عبدالملك النعيم والأستاذ ياسر أحمد فكان تركيزهما علي الدور الخارجي الإقليمي والدولي وأثره علي ترجيح خيار علي خيار. وأقول ثلاثة خيارات علي الأقل من خيارات ورشة جنوب أفريقيا الأربعة انبنت علي عجز الشريكين عن الإتفاق وتعثرهما في إجازة قوانين الإستفتاء والمشورة الشعبية. ومادام الشريكان قد أفلحا في ذلك، وحققا توافقاً كبيراً في كل القضايا الخلافية، فإن جميع خيارات الورشة توشك أن تفقد منطقيتها. وحتي خيار السلام الذي انبني علي إجراء إنتخابات جزئية كذلك محل نظر. ولئن إتفقنا مع الورشة في أن إجراء الإنتخابات قد يزيد من حدة التوتر والإستقطاب، فإن عدم إجرائها يزيد من أجل حالة الإدعاء التي تعيشها كل القوي السياسية الحاكمة والمعارضة. فالبعض يدعي بما مضي، وبعض آخر يدعي بما صار وأنجز. ولانجد ما يحسم هذه الإدعاءات سوي اللجوء لصندوق الإنتخابات، والإحتكام للشعب.
|
|
|
|
|
|