|
السودان بعد الإستفتاء
|
السودان بعد الإستفتاء التاريخ: 17-1-1431 هـ الموضوع: تاملا /جمال عنقرة
أتاح لنا سفير السودان بالقاهرة الفريق أول عبدالرحمن سرالختم فرصة طيبة للتعرف علي مخرجات ورشة (السودان) بعد الإستفتاء التي نظمها معهد الدراسات الأمنية والإستراتيجية بجنوب أفريقيا بدعم بلجيكي سخي، وذلك من خلال التنوير الذي قدمه لنا مستشار رئيس الجمهورية الدكتور الصادق الهادي المهدي الذي شارك في الندوة بوصفه رئيساً لحزب الأمة القيادة الجماعية. وشارك من المؤتمر الوطني دكتور مصطفي عثمان إسماعيل، دكتور قطبي المهدي، وكاك لان كاك. وشاركت الحركة الشعبية بوفد كبير قاده الأمين العام السيد باقان أموم، ومعه سامسون كواجي، سوزان جامبو، والسيد بونا مجاك نائب رئيس جهاز الأمن الوطني
خلصت الورشة إلي أن هناك أربع خيارات محتملة للسودان تترتب علي مسألة تقرير المصير. الخيار الأول أسمته خيار السلام، ويفترض هذا الإحتمال أن يتفق الشريكان علي كل شيء، ويجيزا كل القوانين اللازمة للتحول الديمقراطي والإستفتاء. ثم يشترط بعد ذلك دخول الشريكين في حوار شامل مع كل القوي السياسية، وتضغط هذه القوي علي الحزبين الحاكمين لعدم إجراء إنتخابات نيابية والإكتفاء فقط بإنتخابات رئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب والولاة الـ 25 في الشمال والجنوب. وبني مبررات عدم إجراء إنتخابات برلمانية علي أن الحملة التي تصاحبها تزيد من حدة التوتر، وأن نتائجها غالباً ما ترفض، واقترح تكوين مجلس رئاسي شعبي من الأحزاب الرئيسة في السودان ليناقش مع رئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب قضايا البلد الرئيسة. وقالت الورشة إن ذلك يجنب السودان ويلات إنفلاتات تعقب إنتخابات تجري في أجواء مشحونة مثل الذي حدث في كينيا وإيران. ويري هذا الخيار أن هذا السيناريو يقود إلي إستفتاء هادئ يقود إلي وحدة أو إنفصال. وفي حال إختيار الجنوبيون الوحدة تتم إعادة تكوين الجيش وتتم ترضية الإنفصاليين وإقناعهم بجدوي الوحدة، ويجري إستيعابهم. أما إذا حدث الإنفصال فيتم الإعتراف بدولة الجنوب، ويتم ترسيم الحدود والترتيبات الأمنية، ويتم الإتفاق علي البترول ومياه النيل. ويعزز التعاون الإقتصادي بين دولتي الجنوب والشمال، وتربط الدولتان بوسائل ممتازة للنقل والمواصلات، وتعزز الثقة بين الدولتين والشعبين لفتح الباب لعودة التوحد في إطار وحدة كونفيدرالية. الخيار الثاني هو خيار الحرب، ويفترض هذا الخيار ألا يتفق الشريكان علي شيء. ويصلان لطريق مسدود، فيتباعدان وتقترب الحركة الشعبية من الأحزاب المناهضة للمؤتمر الوطني. وقد تحدث محاولات تخريبية في دارفور وجنوب كردفان، والنيل الأزرق. وتشهد الإنتخابات فوضي عارمة وترفض نتيجتها. ويفشل الشريكان في ترسيم الحدود، ولا يتفق علي المشورة الشعبية لمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وتثور القبائل في تلك المناطق، وكذلك في منطقة أبيي. وقد تعلن الحركة الشعبية الإنفصال من طرف واحد. وقد تخرج مليشيات من أبيي وغيرها نحو مناطق البترول، فتخرج لها جيوش ومليشيات شمالية، تصطدم معها وتعود الحرب بأشرس مما كانت عليه من قبل. ويقود ذلك إلي خروج الشركات الأجنبية العاملة في مجال البترول. فيتوقف الإنتاج، ويحدث إنهيار إقتصادي يتأثر الشمال به بنسبة 65% والجنوب بنسبة 100%، وقد تحدث مجاعة في الجنوب وفي كثير من المناطق. ويحدث تصعيد للعمليات العسكرية في دارفور وكردفان. وقد يحدث إنفلات في العاصمة القومية. الخيار الثالث أن يحدث تجاوز لبعض الخلافات بين الشريكين لكنهما يتفقان علي إستحالة الوحدة، ويريان في الإستفتاء تحصيل حاصل، فيتفقان علي عدم إضاعة المال والجهد والزمن في عمل نتيجته معلومة. فيجلس الشريكان مع المجتمع الدولي ويتفقان علي الإنفصال دون إجراء إستفتاء. الخيار الرابع أسموه خيار الوحلان أو المطل، أو التطويل. ويعتمد هذا الخيار علي إعتماد الشريكين علي الزمن لتجاوز خلافاتهما، فيتفقان علي إرجاء كل شيء ويستمر الحوار بينهما. فلا تقوم إنتخابات في موعدها، ولا يجري إستفتاء حتي يتوصلان لتفاهمات توصلهما إلي الخيار الأول خيار السلام. وهذه هي خيارات ورشة جنوب أفريقيا لسودان ما بعد الإستفتاء لم أضف عليها شيئاً من عندي ولا تعليقاً. ولم أذكر حتي بعد المداخلات التي حدثت عندما طرحها الدكتور الصادق الهادي وشارك فيها السفير عبد الرحمن سرالختم، ووزير الدولة بوزارة التعليم العالي البروفيسور فتحي خليفة والأستاذ عبد الباسط عبدالماجد، والأستاذ عبد الملك النعيم المستشار الثقافي، والعقيد بحر نائب الملحق العسكري والأستاذ ياسر أحمد المدير الإداري للسفارة. ولقد طرحتها كما هي لتكون متاحة ومفتوحة للحوار والتعليق دون تأثير. وأحتفظ بحقي في التعليق وحق الذين تداخلوا بالنقاش من الذين أشرت لهم سابقاً
أتى هذا المقال من صحيفة اخبار اليوم السودانية http://akhbaralyoumsd.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو: http://akhbaralyoumsd.net/modules.php?name=News&file=article&sid=5596
|
|
|
|
|
|
|
|
|