جـامعـة الخرطوم .. عـبق الـزمـان وروعـة المـكان.. دعـوة للتلاقي (2)

Quote: هذه المنارة التي طبقت سمعتها الآفاق وجاوز شعاعها المدى وزاحمت المناكب لتكون رصيفاً لكمبردج وأكسفورد والسوربون ... ليست بأي حال من الأحوال أقل من هذه العظام ( بالمناسبة جامعة كمبردج تحتفل بمرور 800 سنة من العطاء )... من أعظم جامعة في الناحية إلى أسفل سافلين والعياذ بالله ... من الذي دفع بهذا الصرح إلى الهاوية ... لماذا هذا التجني ..... ولمصلحة من كان هذا الدمار الشامل .... خريج هذا الصرح سابقاً .... كان يحير كل من عمل معهم أو عملوا معه وسؤال الناس ... من أين لهؤلاء القوم ... هذا العلم الذاخر (الخوجات بكافة مللهم ونحلهم ، العرب من الخليج إلى المحيط ، الأفارقة ،الأسيويون..) لايملكون إلا يحنون هاماتهم ( حتف أنوفهم ) عفواً للتعبير..إجلالاً ومهابة لهذا الزول ... بعضهم لايستطيعون إخفاء ما بدواخلهم وبفضول يشوبه إعجاب ويسألون من أين لك هذا العلم وما هي الجامعة التي تخرجت فيها ...؟ حكى لي أحد خريجي هذه المنارة .. وحريٌ بي أن أصدقه.. ( أن أحد خريجي جامعة الخرطوم لسنوات غابرات تم ترشحه للإبتعاث إلى إنجلترا كما جرت العادة لنيل شهادتي الماجستير والدكتوراة إلا أنه تمرد ونفض أيدو وراسل جامعة أمريكية "Riverside – University of California" وهذه تعتبر أول سابقة... للأسف لم أسأل محدثي عن التاريخ والسنة التي جرت فيها الأحداث ... عموماً ... الأمريكان لم يوافقوا على قبوله أولاً( ليس لعدم الكفآءة ... بل لعدم الدراية ) ... ولهم العذر حيث أنه لا علم لهم بالسودان ولا جامعة الخرطوم .. وبعد لآي وجهد تمت الموافقة ... وما أن وطئت قدماه كليفورنيا وأصبح بين ظهرانيهم ... بهر الأمريكان بالعلم الدافق والإمكانات الأكاديمية والدقة البحثية ونال درجتي الماجستير والدكتوراة بكل جدارة وإستحقاق وفي مدة قياسية ... مما حدا بهم أن يسألوا ... من الذي علمك هذا العلم ؟... وآي جامعة .. هي جامعة الخرطوم !!! وبذلك فتح هذا الخريج الباب على مصراعيه لمن خلفه من طلبة الدراسات العليا ... للجامعات الأمريكية ... لله دره... كنت الصيف المنصرم في إجازتي السنوية وأتيحت لي الفرصة أن أزور هذه القلعة... (الخرابة الآن ... وبكل أسف .. أقولها ) شاهدت إعلان جداري لإحدى نشاطات الجمعيات الطلابية بكلية الآداب مكتوب عليها " ندوة للشيخ الغدوة .. يقصد القدوة .....) ولاحول ولاقوة إلا بالله..... والسؤال .... لماذا دمرت جامعة الخرطوم ... ومن المسئول عن هذا الخراب المتعمد...؟؟؟؟؟؟