المفكر عبدالله النعيم يحلق فى سماء الفلسفة ويقدم نقداً جاداً لمنظمات المجتمع المدنى .

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-09-2024, 09:53 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-30-2009, 01:10 PM

مركز الخاتم عدلان
<aمركز الخاتم عدلان
تاريخ التسجيل: 01-21-2008
مجموع المشاركات: 3485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المفكر عبدالله النعيم يحلق فى سماء الفلسفة ويقدم نقداً جاداً لمنظمات المجتمع المدنى . (Re: مركز الخاتم عدلان)

    692.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

    د. عطا البطحاني :-
    اللقاء اليوم مع البروفيسور عبدالله على النعيم حول منهجية التحول الاجتماعى المواطنة وحق تقرير المصير .. المتحدث لديه سيرة ذاتية كبيرة سوف اقدم منها بعض المقتطفات وهو شخصية معروفة للجميع , فهو قد بدأ طالب واستاذ بجامعة الخرطوم وانتقل للعمل بالجامعات الاجنبية وحالياً هو بروفيسور فى القانون فى جامعة ايمورى وله عدد من الاعمال المنشورة , وشارك فى تحرير عدد كبير ايضاً من الاعمال المنشورة , وقام بترجمة كتاب (الرسالة الثانية) للاستاذ محمود محمد طه .
    بالاضافة الى عدد كبير من المقالات .
    بروفيسور عبدالله النعيم :-
    شكراً لك، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    سوف اتحدث باقتضاب عن الموضوع حتى اُتيح فرصة اوسع للنقاش .
    المواطنة وتقرير المصير هو العنوان الرئيسى ومسألة التحول الاجتماعى او منهجية التحول الاجتماعى هو عنوان فرعى بمعنى ان المدخل العام هو الحديث عن المواطنة وحق تقرير المصير .
    ومن هنا اقول ان المشروع مُنفتح وطويل الامد , بمعنى ان مشروع المواطنة ومشروع تقرير المصير هما قضايا لا يُفرغ منها حيث ان الفرد يسعى باستمرار ان يُمارس مواطنته وان يُرسخها وان يُصبح مسؤولاً عنها .. وكذلك فان حق تقرير المصير حق مستمر ولا ينتهى فهو ليس فقط تحقيق استقلال سياسى من استعمار وانما هو مُمارسة يومية فى المسؤولية والمحاسبة والاستمتاع بالحق , وبقدر ماهو حق فان هناك واجب يُلاقيه بنفس القدر .
    مدخلى الاساسى هو مدخل ترسيخ مفهوم المواطنة الايجابى , ليس بمفهوم المواطنة السلبية التى تعنى ان انتظر حتى تأتى حقوقى لانى مواطن , لكن الايجابية والتى تعنى ان اخلق الظروف التى استحقها وانا املك الحق فى ان اُنتج الحق , وهذه نقطة اساسية جداً .
    نقطة آخرى عندى وهى مركزية الواسطة الانسانية , حيث ان لا شىء يحدث فى العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الخ , الا بفعل الأنسان سلباً او ايجاباً , بالتأكيد هناك رؤية ابعد للانسان كواجهة لكن المقصود هو الممارسة العملية , ما نفعل وما نترك , ما نقول وما لا نقول , وهذه هى مركزية تفكيرى على اى حال , انا اضع الانسان فى مركزية التحول الاجتماعى وفى كل ما يحدث ولا يحدث , وهذه المسألة لديها قيمة فى انها تفتح الأمكانيات , لو كنت املك مصيرى وانا الذى اُقرر ما يكون فى حقى او لا يكون , ما استمتع به وما لا استمتع به , وهو ما يُحررنى من اى شعور باى وصاية علي لكن فى نفس الوقت تُعرضنى لمسؤولية كاملة , ارادتى فى التقييم ليست مُقيدة باى ارادة آخرى لكن مسؤوليتى عما افعل سلباً او ايجاباً اتحملها كاملة .
    المسؤولية عما لا نفعل هى التى تستحق التأكيد , المشكلة ليست الفعل وانما المشكلة هى غياب الفعل .. ليست مشكلة قول وانما هى مشكلة غياب القول .
    أنشتاين قام بتعريف عدم الذكاء بانه ((ان تفعل نفس الاشياء بنفس الطريقة وتتوقع نتائج مختلفة)) , وهذا هو الغباء واذا كنا نُريد تغيير النتائج فيجب ان نقوم بتغيير واحد من الاشياء فى المعطيات الاولى اما ما نفعل او كيف نفعل ما نفعل حتى تتغير النتيجة , وهذا هو الخط العام الذى أسير عليه .
    فى المواطنة وتقرير المصير , الذى الا اعمله بنفسى ليس هو حقى , بمعنى ان مرجعية المواطنة ومرجعية حق تقرير المصير هى التى تجعلنى صاحب النتيجة , فمثلاً فيما يتعلق بالتحرر لو كان تحرر من الظلم او من الاستعمار او استغلال اقتصادى , وهو تحرر لن يكن مقصوداً الا عندما اعمله انا لنفسى , انا انتظر غيرى ليقوم بتحريرى هو انتقاص لتحررى , التحرير يجب ان ينطلق من ذات المُحرَر لان هناك قيمة لا تتحق الا بهذا العمل .
    لو عندنا نظام قمعى غاشم وانتظرنا غيرنا لينقذونا منه وخرجنا من الورطة بيد غيرنا فاننا لم نكتسب القيمة التحرر , وهذا لا يعنى اننا بمعزل عما حولنا لكن المركزية ينبغى ان تكون وتركيزنا يجب ان يكون على ذواتنا فى تحقيق المصير لانه مطلوب فى حد ذاته .
    عندما اقول ان المواطنة وحق تقرير المصير هى مشروعات مفتوحة ودائمة , اقصد ان هناك مُكتسبات تراكمية فى عملية الصراع نفسه بغض النظر عن النتائج , والمطلوب هو الاستمرارية .. بعبارة آخرى تعريفنا لنتائج عملنا لابد ان تشمل التحول الذى يحدث فينا نتيجة العمل , مثلاً تقول اننى اُريد ان انظم مظاهرات للاطاحة بالنظام , الاطاحة بالنظام هنا فى حد ذاتها ليست النتيجة او المحصلة النهائية وليست ايضاً هى المحصلة الاخطر والاهم , وانما المحصلة الاخطر والاهم هو التحول الذى يحدث للمناضلين من اجل هذه الغاية , والتركيز على هذه النقطة لا يجعلنا نُصاب بالاحباط عندما لا ننال النتيجة المرجوة حيث ان النتيجة المرجوة هنا هى تغيير النظام , ونُصاب بالاحباط لو حدث التغيير للنظام دون حدوث التحول والتفاعل فى طريقة تفكيرنا وسلوكنا واخلاقنا بالصورة المستمرة للانتاج بغض النظر عن تغيير النظام من عدم تغييره .
    الحديث عن التحول الاجتماعى فى العنوان الفرعى رغم انه اساسى , المطلوب ليس تغيير مُعطيات ظاهرة وانما تغيير البنية الاجتماعية وتغيير الثقافة الفردية والجمعية , وان يكون تحول الثقافة وتحول المجتمع نفسه وفق رؤية واضحة مُسبقة تُحدد اهدافها وتضع الوسائل العملية لتحقيق تلك الاهداف , المسألة ليست العفوية ولا تحدث بصورة عشوائية , ولهذا اتحدث عن مركزية الانسان وارادة الانسان فى التغيير , ان يكون الانسان فى مركزية تصور ما ينبغى ان يكون وفى أليات وفاعليات التغيير المطلوب والغايات التى تتم والتصحيح حيث انه وباستمرار سيكون هناك تفاعل بين النتائج المرجوة والنتائج الفعلية وكيف يجمع الانسان بين المراجعة والنظر واعادة التصور .
    لهذا فانه من الضرورى ان تكون ارادة الانسان صاحب تقرير المصير وصاحب المواطنة هى التى تقوم بتعريف الغايات وهى التى تقوم بتحديد الوسائل , لانك لو اخذت الغايات والوسائل من مصدر آخر فانك سوف تقوم بالعودة لنفس المصدر لكى يُعيد لك اعادة تعريف لغاياتك ووسائلك لكنها ليست عملية وتجعل لك تبعية للشخص الآخر او الجهة الآخرى , التحرر الحقيقى لا يحدث الا بواسطة التحرر لانفسنا بانفسنا .
    فى كتابى عن مفهوم الحكم الدستورى الافريقى , قصدت انه ليس هناك مفهوم دستورى خاص لافريقيا وانما تأصيل مفهوم الحكم الدستورى فى الثقافات الافريقية , صفة الافرقة او الافريقية للحكم الافريقى من اجل ان تُميز ارضيته ونكهته وخطابه ووسائله فى العمل , والاطروحة التى فى الكتاب تقول بكل بساطة ان مفهوم الحكم الدستورى فى افريقيا لم يفشل رغم ما يبدو من نتائج سلبية , لم يفشل وانما يحتاج للزمن الضرورى الى ان ينجح بمعنى ان وصف التجارب الديمقراطية وتجارب الحكم الدستورى بالفشل والنجاح فى المدى الزمنى المحدد هو منهج مختل , القضية ليست 10 او 20 او 50 سنة نجحنا او فشلنا , وانما هى قضية تراكمية وفى كل فشل او مايبدو انه فشل او ماسأة هناك قيمة يتم أكتسابها فى الوعى او القدرة على التنظيم فى القدرة على المواجهة فى المحاسبة , هى قيم المواطنة وتحقيق المصير المستمرة بغض النظر عن تصنيفنا للتجارب السياسية المختلفة , فى الكتاب اقوم باستعراض 11 حالة من الدول الافريقية بما فيها السودان ونيجيريا والسنغال الخ , فى كل هذه التجارب الناس يأخذون أطار زمنى محدد لتقييم التجربة سلباً او ايجاباً , النقطة التى اركز فيها ان اطارنا لتقييم التجربة المطلوبة هو معيار المواطنة وحق تقرير المصير وهو لا يُقاس بفشل او نجاح الاهداف السياسية المحدودة , صحيح هناك عوامل ومؤثرات عالمية او اقليمية قد تؤثر فى نجاح او فشل المشروع قصير الامد , لكن لو نحن نظرنا للمشروع بعيد الامد سنملك نفس اطول ورؤية اوضح .
    فى مسألة السودان بالتحديد وتجاربنا منذ الاستقلال , انا اولاً عندى نظرة متفائلة واعتقد اننا كشعب لم نفشل فى تحقيق التطور الديمقراطى والحكم الدستورى وحماية حقوق الانسان وكل القيم الآخرى , لم نفشل فى تحقيقها وانما نحن فى سبيل تحقيقها فى الزمن الضرورى لتحقيقها وتجربة اى شعب لا تُقاس باى شعب آخر , انا اطلق على نفسى اسم المتفائل البراجماتى بمعنى ان عيونى مفتوحة واعرف المشاكل والمطبات التى تحدث لكن رغم هذا عندى اصرار على التفائل كاستراتيجية , حيث انك عندما تكون متشائم تكون استراتيجياً قد هزمت قضيتك , لهذا انا استمر متفائل بوعى وبرؤية واضحة ومن غير سذاجة ومن غير عفوية .
    الشعوب الآخرى التى حققت الاستقرار او التنمية الخ , حققت كل ذلك عبر الزمن وهناك تجارب فاشلة وتجارب ناجحة , القياس فى مجتمعاتنا الافريقية لا يكون مع مجتمعات اوروبية فى هذا الوقت , وانما مع مجتمعات اوروبية فى نفس المرحلة من تطورها الذى نحن فيه الان , لو اخذت دولة مثل الولايات المتحدة الامريكية القياس بينها وبين دولة مثل يوغندا , تكون المقارنة بين يوغندا اليوم والولايات المتحدة بعد 50 سنة من استقلالها , القضية هى قياس من مع من ومتى .. تعريف النجاح والفشل وملابسات النجاح والفشل لا يمكن تعميمها حيث لا يمكن ان اقول ان المواصفات التى نجحت بها المانيا هى كذا واننى يجب ان انقل هذه المواصفات لكى انجح , نحن من نُعرف مواصفات نجاحنا ونحن من نُعرف طبيعة ومقياس نجاحنا ونحن من نُحدد النتائج المرجوة لنا .
    كل الاشياء مرجعيتها نحن وليست اى جهة آخرى وديمقراطتينا لا تُقاس بتحقيق الديمقراطية فى مجتمعات آخرى , ليس هناك معيار موضوعى او خارجى وانما المعيار دائماً ذاتى فى آطار من نُريد تحقيقه لانفسنا , وبهذا المعنى فان مشورانا حتى لو تبدو فيه تجارب سلبية او تبدو كأنها مأساة هو فى الحقيقة جزء من النجاح , لو نحن كشعب اتنفعنا من تجاربنا وقمنا بالبناء بصورة مضطردة كما قال الاستاذ محمود محمد طه مثل (بابور الزلط) لا اترك فقاقيع , لو حدث هذا لن تكون هناك رجعة وهذا ينطبق على الممارسة الفردية والجمعية لاننا مقياس نفسنا , لو حدث انقلاب او تسلط بالسلطة من جهة فهذا يعنى ان فى تجربتنا هناك شىء يدفعنا للانتفاع بهذا الدرس , اقول ان الانتكاس هو جزء من التقدم , اذا انتكست فان هذا يعنى انك تحتاج لهذه الانتكاسة .
    احب ان اقول ونحن فى هذه الدار , وانا اقدر الجهد الذى يقوم به مركز الخاتم عدلان فى اشاعة الوعى , اريد القول – واتمنى ان يأخذ بصورة ايجابية - , ان المقصود بالتحول الاجتماعى هى قطاعات الشعب الواسعة , واداة التحول الاجتماعى هى نفسها قطاعات الشعب الواسعة , التحرك ليس على مستوى الصفوة لمصلحة الصفوة , التحول المطلوب قد تكون للصفوة فيه مسؤولية خاصة لكنها ليست هى الغرض الاول من التحول ولا هى الاداة الاولى للتحول الاجتماعى .
    التحول الاجتماعى الذى تقوده الصفوة من غير قاعدة مُصاحبة او فى الحقيقة قاعدة مُحاسِبة , ومرجعية للصفوة , فانه ليس التحول الاجتماعى المطلوب .
    هناك مشكلة تبعية عندنا فى العمل العام , وهى ان نماذجنا للعمل العام منقولة من مجتمعات غير مجتمعاتنا , خطابنا فى العمل العام غير منسجم مع ثقافتنا ومتسق معها ومبنى عليها , وبالتالى ليس هناك استمرارية وطول نفس .
    الصورة التى تحدث ان منظمات المجتمع المدنى تعمل أنشطة وتأخذ تمويل من مصادر خارجية ومرجعيتها فى المحاسبة خارجية , وانا اطلق عليها اسم تبعية حقوق الانسان , تعريفنا للغايات وتعريفنا للاسبقيات وتعريفنا للوسائل والنجاح كله قائم على مرجعية اعتمادنا على الغير وليس على مرجعية اعتمادنا على انفسنا , مهما كان المركز ناشط ومهما كان التقرير التى تصدر وتتم الترجمة للغات الاجنبية ولديهم موقع الكترونى الخ , لكن فى النهاية مقياس نجاحنا لابد ان يكون على أساس المواطنة وحق تقرير المصير , بقدر ما اى منظمة فى المجتمع المدنى او اى منظمة سياسية نجحت فى تأسيس قيم المواطنة وحق تقرير المصير عند كل مواطن , بقدر ما هذا النشاط المعين ناجح , وبقدر ما فشلت فى ترسيخ هذه القيم على مستوى القطاع الشعبى العام فالمنظمة فاشلة بغض النظر عن مظاهر نجاحها الآخرى , قصدت ان مرجعيتنا شنو فى تحديد الغايات ؟ , مرجعيتنا شنو فى تحديد الوسائل ؟ , مرجعيتنا شنو فى تحديد النجاح والفشل ؟ .
    اذا كانت وسائلنا فى العمل ومرجعيتنا فى تحديد الغايات والوسائل هى قواعدنا الشعبية الواسعة , فان نجاحنا يقاس على مقدرتنا على التأثير فيها والتأثر بها .
    لو كنت انت منظمة ترفع طلبات للتمويل وتجد هذا التمويل وتنفذ العمل وتعود لكتابة تقارير للجهة التى قدمت التمويل والقاعدة التى تعملت معها هى فى تصورك مُنتفعة بهذا العمل الذى انجزته – رغم انها غير مُنتفعة به فى الحقيقة – لكن فى تصورك مثلاً انك قمت باشاعة حقوق الانسان ووضعت ثقافة المحاسبة والتقارير الخ , ومقياس عملك هنا ومرجعيتك هنا قائمة على مرجعية الممول , ومثل هذا العمل يخلق ديمومة للتبعية ويقدم لها التبرير والجهات التى تقوم بتمويلك تقوم به من اجل ان تعمل عمل لا يمس هيكلية الظلم , هيكلية انتهاك الحقوق وانما يُعطيك الفرصة ((انك عامل حاجة)) دون ان تكون ((عامل حاجة فى الحقيقة)) , فانت لا تقوم بتغيير هياكل الظلم الثقافى والاجتماعى والقهر العسكرى الخ من الصور الكبيرة للظلم , هم لا يقولون نحن نقدم التمويل حتى تفعل هذا وهذا ولكنهم يقولون نحن نقوم بتمويل هذا وهذا من الانشطة وانت تقوم بكتابة الاشياء التى يقومون هم بتمويلها وتستخدم لغة المصطلحات حول من هم المنتفعين وكيف نقيس النجاح , مثل السيناريو المكتوب - فى الحقيقة هو سيناريو متفق عليه - , منظمات التمويل ومنظمات العمل المدنى كأنهم متأمرين من غير خطاب واضح ((انتا تقول كده وانا اقول كده , انتا تعمل كده وانا اعمل كده , عشان نحس اننا عملنا حاجة وفى الحقيقة احنا عارفين انهم عارفين اننا عارفين اننا ما عملنا حاجة)) , لم نعمل تمليك الشعب قيمته بنفسه على حساب وضعنا نحن كبسطاء او وضعنا نحن كصفوة .
    ولهذا اقول نحن مسؤولين لقواعدنا وليس لجهات التمويل وهو ما لن يحدث لا لو كانت قواعدنا عندها سلطة علينا , ان تقول ان السويدين قاموا بتمويلى والسويدين ناس طيبين وعندهم اتجاهات تحررية وتقدمية , حتى لو افترضنا ان هذا صحيح فان هذا من وجهة نظرهم هم وتصورهم هم لمقاييس النجاح والفشل وثقافتهم وتجاربهم هم , وفى النهاية ليست عندها الديمومة , لا ينفع السويدين او النرويجيين لابد من المرجعية المحلية , ومن هنا اقول لو كان فى الامكان لمنظمات المجتمع المدنى ان يكون تصورها اولاً لنفسها قائم على ثقافتها فى البيئات الحقيقية وليست البيئات المفتعلة بتاعت الخرطوم 2 والعمارات .
    هناك أشكالية ان المجتمع المدنى لا يكون مجتمع مدنى الا بالصورة التى يتنظم فيها فى الغرب لان هذا هو التنظيم الذى تعرفه وتحترمه الجهات المانحة وتضع فيه الثقة , يجب ان يكون لدينا رؤية لطريقة تشكيل المجتمع المدنى وطريقة تحديده لغاياته وطريقة عمله وكلها مسائل قائمة على مرجعية ذاتية شعبية غير المرجعية الاجنبية , ليس بمعنى ان لا يكون للمرجعية الاجنبية اعتبار ولكن لا يجب ان يكون الاعتبار الاول .
    كلنا نحن فى هذه الغرفة نواجه تحدى بغض النظر عن النظام الحاكم , لو سقط نظام الجبهة هذه الليلة ونحن لم نُحقق الاستثمار فى قضايا ارادة التغيير والوعى عند عموم المواطنين , كمواطنين مسؤولين واصحاب رؤية فى مستقبلهم , واصحاب أمر فى تحقيق مصائرهم بانفسهم , لو لم نحقق هذا فان تغيير النظام لن يقوم بتغيير شىء ولا يستحق , ليس بمعنى ان لا يُستهدف ليس بمعنى ان تغيير النظام غير مطلوب , ولكن لانه مطلوب فيجب ان يتم بالشكل الصحيح , نحن نحتفل كثيراً جداً باكتوبر وابريل , لكنها محطات على الخط , محطات فى المشوار ولو قمنا بتقيم هذه المحطات بشكل موضوعى لوجدنا انها قد قصرت عن ما نرجوه منها بسبب ان حساباتنا كانت مختلة فعندما خرج الناس للشوارع وهتفوا وسقط النظام اعتقدنا اننا قد انجزنا والحقيقة ان التحدى لم يبدأ الا بعد ان سقط النظام وليس انه قد انتهى بسقوط النظام .
    كلامى ليس تهوين من ضرورة التغيير السياسى , وانما النظر فى طبيعة التغيير السياسى الازم الذى يخلق تفاعل جديد وتحول اجتماعى , اذا انجزنا هذا فاننا قد انجزنا كل شىء يحتاج الى انجاز , لم نُنجز هذا فاننا لم نُنجز حتى لو اسقطنا انظمة عسكرية ((كل يوم والتانى)) , واسقاط الانظمة العسكرية المتكرر يعنى ان المشكلة الحقيقية مُستمرة فلماذا تأتى الانظمة العسكرية ؟ ولماذا تبقى ؟ .
    اكتفى بهذا القدر .
    693.JPG Hosting at Sudaneseonline.com



    (عدل بواسطة مركز الخاتم عدلان on 12-31-2009, 01:57 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
المفكر عبدالله النعيم يحلق فى سماء الفلسفة ويقدم نقداً جاداً لمنظمات المجتمع المدنى . مركز الخاتم عدلان12-30-09, 12:59 PM
  Re: المفكر عبدالله النعيم يحلق فى سماء الفلسفة ويقدم نقداً جاداً لمنظمات المجتمع المدنى . مركز الخاتم عدلان12-30-09, 01:10 PM
    Re: المفكر عبدالله النعيم يحلق فى سماء الفلسفة ويقدم نقداً جاداً لمنظمات المجتمع المدنى . مركز الخاتم عدلان12-30-09, 04:01 PM
      Re: المفكر عبدالله النعيم يحلق فى سماء الفلسفة ويقدم نقداً جاداً لمنظمات المجتمع المدنى . مركز الخاتم عدلان12-31-09, 09:59 AM
    Re: المفكر عبدالله النعيم يحلق فى سماء الفلسفة ويقدم نقداً جاداً لمنظمات المجتمع المدنى . مركز الخاتم عدلان12-31-09, 01:47 PM
      Re: المفكر عبدالله النعيم يحلق فى سماء الفلسفة ويقدم نقداً جاداً لمنظمات المجتمع المدنى . مركز الخاتم عدلان12-31-09, 02:04 PM
        Re: المفكر عبدالله النعيم يحلق فى سماء الفلسفة ويقدم نقداً جاداً لمنظمات المجتمع المدنى . مركز الخاتم عدلان12-31-09, 04:19 PM
          Re: المفكر عبدالله النعيم يحلق فى سماء الفلسفة ويقدم نقداً جاداً لمنظمات المجتمع المدنى . على عمر على12-31-09, 04:57 PM
            Re: المفكر عبدالله النعيم يحلق فى سماء الفلسفة ويقدم نقداً جاداً لمنظمات المجتمع المدنى . فيصل الباقر01-04-10, 02:33 PM
          Re: المفكر عبدالله النعيم يحلق فى سماء الفلسفة ويقدم نقداً جاداً لمنظمات المجتمع المدنى . على عمر على12-31-09, 04:57 PM
            Re: المفكر عبدالله النعيم يحلق فى سماء الفلسفة ويقدم نقداً جاداً لمنظمات المجتمع المدنى . مركز الخاتم عدلان01-03-10, 07:42 AM
              Re: المفكر عبدالله النعيم يحلق فى سماء الفلسفة ويقدم نقداً جاداً لمنظمات المجتمع المدنى . مركز الخاتم عدلان01-03-10, 07:57 AM
                Re: المفكر عبدالله النعيم يحلق فى سماء الفلسفة ويقدم نقداً جاداً لمنظمات المجتمع المدنى . مركز الخاتم عدلان01-04-10, 07:57 AM
                  Re: المفكر عبدالله النعيم يحلق فى سماء الفلسفة ويقدم نقداً جاداً لمنظمات المجتمع المدنى . مركز الخاتم عدلان01-04-10, 09:43 AM
                  Re: المفكر عبدالله النعيم يحلق فى سماء الفلسفة ويقدم نقداً جاداً لمنظمات المجتمع المدنى . مركز الخاتم عدلان01-04-10, 12:46 PM
                    Re: المفكر عبدالله النعيم يحلق فى سماء الفلسفة ويقدم نقداً جاداً لمنظمات المجتمع المدنى . فيصل الباقر01-04-10, 02:55 PM
                      Re: المفكر عبدالله النعيم يحلق فى سماء الفلسفة ويقدم نقداً جاداً لمنظمات المجتمع المدنى . مركز الخاتم عدلان01-05-10, 07:49 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de