البائس باقان أموم ...

Quote: دعوة باقان تفقد المصداقية لأنها لا تطالب بمطالب الشعب الأساسية، وقلنا أيضاً عندما يحدد باقان أهداف الحشد في الديمقراطية وكأن الديمقراطية عبارة عن معتقل يجب إطلاق سراحه وهو في الجنوب يمارس ابشع أنواع الديكتاتورية والقهر بل الأبشع من ذلك أن الحركة الشعبية كانت تقاتل الحكومة الديمقراطية المنتخبة التي كان على رأسها كل من الصادق المهدي والميرغني اذاً الموضوع ليس الديمقراطية وانما هي كلمة باطل اريد بها ما هو ابطل منها، ويحدد «أي باقان» من أهداف هذا الحشد والتجمع إلغاء وتعديل قانون الأمن الوطني وهنا جملة أسئلة ألم يُعرض القانون على البرلمان وتمت مناقشته ومن ثم إجازته؟ أم يريدون أن يتحول جهاز الأمن والمخابرات الوطني إلى مركز دراسات وجمع معلومات فقط في زمن أصبحت الأجهزة الاستخباراتية في كل العالم حتى الغرب الذي يعتبر مثلاً أعلى لباقان وأمثاله هي صاحبة الدور الأكبر في الحفاظ على الدولة وتوفير أمنها الداخلي والخارجي ونحن في بلد محاط بكل المخاطر ومن أكثر من جهة، فإذا أصبحت الأجهزة الأمنية لا دور لها في تحديد المهددات والأخطار والتصدي لها اليوم في امريكا واوربا وتحت قانون مكافحة الإرهاب تم تحطيم كل قيم الديمقراطية فابيح التجسس على هواتف الأشخاص ثم ابيح التجسس على ارقام حساباتهم ثم ابيح اعتقال المشتبه بهم تحفظياً ولمدد متفاوتة وغيرها، كل ذلك لأن أوروبا وأمريكا تعتبر نفسها في أوضاع استثنائية، والمهم أن تكون الاجراءات تحقق الأمن القومي، ونحن في السودان لسنا في وضع استثنائي حركات متمردة في غرب البلاد وطابور خامس على طول البلاد وعرضها وتآمر دولي من مجلس الأمن إلى المحكمة الجنائية الدولية وإذا كانت الأجهزة الأمنية ليس لها أي صلاحيات سوى جمع المعلومات وتحليلها فقط فلماذا ننتظر حتى نصبح على أصوات المدافع والانفجارات وندخل في صوملة لا نهاية لها وطبعاً باقان لا يهمه سقوط الدولة السودانية لأنه يعمل من أجل إنهاء حكم الشماليين للسودان وبأي ثمن ونحن لسنا مع الظلم والإستبداد والقهر والاعتقال التعسفي ولكن يجب أن نعمل لايجاد ظروف طبيعية تبعد شبح الصوملة والتشرذم بعد ذلك نستطيع ان نحدد دور الأجهزة الأمنية وقوانينها وهنا سؤال لباقان من الذي يعتقل اتباع المؤتمر الوطني في الجنوب هل هو القضاء في الجنوب أم أمن وإستخبارات الحركة الشعبية ومن الذي يعتقل قادة واتباع حزب التعيير الديمقراطي هل هو القضاء في الجنوب أم جهاز أمن الحركة واستخباراتها؟ انها من غرائب الأشياء أن تطالب الحركة الشعبية بتقليص دور الأجهزة الأمنية وهي التي تعتقل الناس في حفر تحت الأرض، وباقان يحدد من أهداف الحشد والتجمع تعديل القانون الجنائي السوداني وماذا في القانون الجنائي السوداني سوى القوانين الإسلامية؟! ومعروف ماذا يريد ب قان واعوانه، إنه يريد إ غاء القوانين التي تحرم الخمر وشربها وصناعتها وبيعها والترويج لها لأن الرجل لا يرى في ذلك حرمة لأن الخمور عنده مشروبات روحية وصناعتها والإتجار بها يراه عملاً شريفًا وفي الإسلام هذه الأمور كلها من الجرائم الكبيرة جداً وباقان يستعين بمن لهم سابقة سيئة في التعامل مع القوانين الجنائية الإسلامية حتى قال قائلهم جمّدنا 20% من الشريعة والباقي لنا الضربة القاضية.. باقان ايضاً يريد م ا تغيير وتعديل القانون الجنائي السوداني ليبعد القوانين التي تجرم الفسوق والأعمال الفاضحة والزنا والتهتك والعري كما في قوانين الغرب.. اذا كان الطرفان يمارسان الزنى برضى فلا عقوبة ولا جريمة، كل ذلك لأنهم يبحثون عن عاصمة جذابة من أجل وحدة جذابة وأهلنا في الشمال قالوا «المشتهي الحنطير يطير» المهم أن باقان اموم كان يظهر هذه الاهداف لكن الاهداف الحقيقية وراء هذا التجمع والمشتبه هو اثارة الفوضى والاختلال الامني وربما اشعال الحرائق لاستباحة هذه العاصمة التي لطالما هددوها بالويل والثبور لانهم اكثر من مرة سمعتهم يقولون ان الامن الذي تنعم به الخرطوم لم نجده في الجنوب لابد ان نصدره الى الخرطوم وربما هناك ما هو اكبر (حرق الخرطوم) بل هناك امن مرتبط بأجندة خارجية ومعها تدخل عسكري وانزال جوي بعد اثارة الفوضى مرة أخرى للمطالبة بالقبض على الرئيس وتسليمه للمحكمة الدولية، كما تعهدوا بذلك من قبل وكل شيء وارد، وعندما يحذر الأستاذ اسحق احمد فضل الله من مغبة التهاون مع مثل هذه المسيرات له كامل الحق وليس من التهويل في شيء، المهم كنت قد عزمت ان اشارك في هذه المسيرة حتى اكون قريبًا من الأحداث خصوصاً الهتافات وعدد الناس وبالفعل خرجت من البيت متجهاً الى المجلس الوطني حيث الحشد وكانت الهتافات تذكرنا ايام تسعينيات القرن الماضي تصفيق مخلوف في شكل ايقاع تقطعه كلمة حرية مع بعض الصفير وكنا نسميها في الجامعات واركان النقاش «طق طرق حرية وبكره التجمع جاي ويملأ البلد فتة» والمهم تتعالى الأصوات والصفافير والتصفيق والشرطة تضع الجميع في صندوق ثم تطلق عليهم الغاز المسيل للدموع «البنبان» ويتفرق الجمع ويدخلون منطقة بانت شرق والتواجد الشرطي والأمني كان كثيفًا جداً لم يذكرني إلا باليوم الثاني لأحداث خليل في ام درمان رجعت الى الموردة ثم ركبت سيارة هايس الى الخرطوم ونزلت جنوب البرلمان ورجعت راجلاً فعند التقاطع كانت فتاة تقوم بمشادة مع بعض رجال الأمن والشرطة وفتشوا محتوياتها وتركوها وهي تهدد وتقول «يومكم جاي يوم كم قرب» بعدها تم طردنا من تلك المنطقة وقالوا انها منطقة عسكرية وذهبت حيث بعض فلول المتظاهرين وكان عدد كبير منهم خلف قصر الشباب والأطفال و كانت بجوارهم بعض سيارات الحركة الشعبية الجديدة الهاي لوكس وهي مليئة بالأعلام وتحركت في معظم شوارع بانت شرق حتى وصلت الى شارع الاربعين قرب الجوازات ارصد حركة المارة وحركة السيارات في بانت شارع الاربعين ألقت سيارة عددًا مهولاً من اعلام الحركة الشعبية، والغريب في الامر لم يأخذ أحد منهم علمًا إلا حفنة من الجنوبيين، وكانت هذه الأعلام تطير في الفضاء وتداس بأقدام المارة وعجلات السيارات وخرجت من هذه المسيرة بالملاحظات التالية «اولاً عدد المشاركين فيها بضع مئات ولا تصل الى الآلاف حسب الإعلام والدعاية لها، وعدد الأحزاب المفترض ان تشارك فيها ، ثانياً ان المشاركين فيها من اعضاء الحركة الشعبية وبعض زملاء الحزب الشيوعي لانهم جاءهم تكليف عام للمشاركة في المسيرة.. حتى عندما وصلنا الى البيت جاءني شيوعي لم يشارك في المسيرة اتصل عليه شيوعي من السوق وقال له يا زميل انا في قسم شرطة السوق اعتقل منا 90 زميلاً واربعة من حزب الامة ، ثالثاً العدد المهول من القوات الشرطية والامنية وكأنها تظاهرة عسكرية في مهرجان، رابعاً لم يشارك من اعضاء القوى السياسية الأخرى الا القليل حيث تنعدم أعلام حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي عدا سيارة واحدة تحمل علم الحزب الاتحادي.. قُضي الأمر وخسر هناك المبطلون