البائس باقان أموم ...

Quote: ومشاهد اكثر فصاحة .. منها مشهد السيد وزير الاسكان صباح الاثنين امس وهو جالس ينتظر دوره في صالون حلاقة في شارع (61) وبين يديه صحيفة اجراس الحرية ومانشيت الصحيفة يقول (عشرات الالاف يزحفون نحو البرلمان اليوم في موعد مع التاريخ) بينما محطة الجزيرة تعرض مشاهد المظاهرة وفي المشاهد بضع مئات يرفعون ايدي مرتبكة لصراخ مرتبك .. ثم لا شئ!! ومراسل الجزيرة البشير الكباشي يصرخ عن (الموقف المتوتر في جميع انحاء السودان...) هكذا قال!! والمشهد يجعلك تشتهي الكاميرا .. كاميرا المحطات الكوميدية!! (2) لكن ما لا تعرفه الكاميرا ولا الناس هو ان المعركة الحقيقية امس كانت شيئاً يختلف كل الاختلاف عما تبدو به. ففي المعركة تحت الارض كانت اشياء كثيرة تصل الي نهاياتها .. واخرى تبدأ .. وكاسبون وخاسرون لا يعرفهم احد. ومن (يكسب) في معركة الامس كان منهم .. عرمان.. نعم عرمان!! فالسيد عرمان ظل ينظر بهدوء الي عدوه الاول باقان وهو يعد المظاهرة ويهطع ويصرخ ويتمدد ويتمدد وعرمان ينتظر .. وينتظر. والمظاهرة تسجل اروع فشل .. مما يعني ان باقان وبضربة واحدة يفضح الضعف الهائل الذي يرقد في حقيقة الامر داخل نظام الحركة. وباقان يفقد كل شئ .. وعرمان يكسب. والصادق المهدي كذلك يكسب.. فالرجل الذي (يحسبها) جيداً يجد ان تلحين واداء عودته للوطني اشياء لابد لها من مسرح جيد وساخن. والصادق يختار ليلة المظاهرة للانسحاب منها ومن الحركة .. والتقارب من الوطني. والصادق يفعلها في مشهد يستحق الكاميرا.