البائس باقان أموم ...

Quote: كل شئ كان يستحق وجود الكاميرا. كل اجهزة الدولة السياسية والامنية تلهث الاسبوع الماضي كله تطلب من الحركة الا تلجأ للمظاهرة.. والحركة ترفض.. وتقوم بتعبئة هائلة .. مخيفة .. ومحطات تلفزيون العالم تتدفق الي الخرطوم. والمظاهرة تخرج. والشرطة تتقدم. وعراك لخمس دقائق. والمظاهرة انتهت...!! هذه هي الحكاية كلها. حكاية تشتهيها الكاميرا. ومحطات تلفزيونات العالم التي تدفقت الي الخرطوم والتي جاءت لتنقل مشاهد الاشتباك والجثث والحرائق والجماهير المجنونة .. محطات التلفزيون هذه تتلفت صباح المظاهرة فلا تجد الا سيدات البيوت ذاهبات الي السوق. وكاميرات العالم تضربها حيرة تجعلك تشتهي الكاميرا. والداخلية دفعت بالف شرطي لمواجهة المظاهرة. واربعة عشر الف كانوا في قواعدهم للموجة الثانية.. لكن الموجة هذه تفاجأ بأن المسألة انتهت في دقائق.. والحيرة تضرب هؤلاء في مشهد يستحق الكاميرا. والتاسعة مساء الاحد تشهد فشل المظاهرة .. فالتاسعة مساء الاحد كانت ساعة غريبة. في التاسعة هذه كان الصادق المهدي والميرغني / حلفاء الحركة / يجلسون عند الرئيس في زيارة مليئة بالابتسام .. بينما كان من المنتظر ان يكون اللقاء مع عرمان في دار الحركة في زيارة مليئة بالعبوس في الساعة ذاتها. ومعنى المشهد وتوقيته اشياء تجعل قادة الحركة يقفزون في هلع ويندفعون بحثاً عن الحلفاء هؤلاء .. دون جدوى. ورسام الكاريكاتير في صحيفة الوفاق يوجز المشهد ببراعة وهو يرسم الصادق المهدي / في سراويل السباحة / وهو يقف على (بورد) الحركة الشعبية ثم يقفز ببراعة في حوض المؤتمر الوطني. والمشهد يجعلك تشتهي الكاميرا. والترابي - الذي كان هو بالمناسبة من قام برسم المخطط كله - يقدمه رسام الصحيفة وهو يطل من وراء نافذة بيته ينظر الي باقان مشجعاً .. وباقان يواجه نمراً في حجم الصخرة .. والترابي يقول له. : ما تخاف - مش حيأكلك - واكان اكلك ان شاء الله ما تنفعوا!!