من هو السفير نورالدين ساتي!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-09-2024, 05:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2010م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-21-2009, 09:34 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من هو السفير نورالدين ساتي! (Re: عوض محمد احمد)

    الزميل عادل نجيلة

    تحية

    مرسل لك هذا الحوار فهو ربما يقدم إضاءة عن الدكتور نور الدين ساتي، وشكرا لصديقنا محمد السني دفع الله فقد أعطى تعريفا للاستاذ احمد الطيب زين العابدين والذي قدم رؤيته عن السودانية عبر أول مقال له بمجلة حروف والتي كانت تصدرها دار النشر بجامعة الخرطوم وكان عنوان المقال: السودانوية التشكيليلية: هل هي آخر المطاف؟. وبعد ذلك قدم دراسات قيمة عن رؤيته السودانوية التي إنبنت على الآثار التشكيلية والأدبية، كما أنجز قصصا عن السودانوية أصدرها عبر كتاب "دروب قرماش" وأتذكر يوما أنني ذهبت للكلية بحثا عنه
    فوجدته يشرف على دبلوم عالي للمبدعين من بينهم السني ويحيي فضل الله والسماني لوال ولا شك أنهم تأثروا كثيرا بفكر أحمد الطيب ولا أدري أن كان صديقنا السني ينوي عمل مسرحية سودانوية أم لا، ولكن الذي أدركه أن أحمد الطيب أثر فينا جميعا.
    الاستاذ نور الدين ساتي له الفضل الأول في التنظير لمصطلح السودانوية عبر مقالة نشرتها مجلة الخرطوم في السبعينات ولكنه إنشغل بالعمل الدبلوماسي والعمل مع المنظمات الدولية وتعرفت عليه في واشنطن هذا العام عندما جاء استاذا زائرا بمعهد ودروويلسون بواشنطن وأنجز كتابا ضخما عن النزاعات في منطقتي البحيرات والقرن الافريقي واقوم حاليا بترجمة هذا الكتاب. واخيرا لا ادري العلاقة بينك وصديقنا العقيد م علي حسن نجيلة فقد تزاملنا سويا عبر صحيفة اوراق في منتصف التسعينات وهو كاتب مجود ومثقف ملم بمعارف لا تحدها حدود وأخيرا قابلته بصحيفة الراي العام التي يعمل فيها مصححا..عموما آمل أن أجبت على سؤالك وسلام

    منتدى الأحداث
    د. نور الدين ساتي:
    بلادنا تعاني من التشرذم والتمزق من جراء المعارك التي خاضتها النخب
    السودانوية هي البوتقة التي تتفاعل فيها كافة الإنتماءات وتتم فيها بلورة الرؤى
    آن الأوان لتغليب روح الحوار والتسامح والممارسة الديمقراطية السليمة
    التوصل إلى حل دائم لممشكلة دارفور سهل للغاية وصعب أيضا
    العملية الديمقراطية ضرورية، بل ولازمة لبلورة المشروع الوطني المتفق عليه

    حوار: صلاح شعيب

    الأسئلة التي يثيرها (منتدى الأحداث) تهدف إلى معرفة آراء الخبراء، والأكاديميين، ونشطاء المجتمع المدني في بعض القضايا والمواضيع التي فرضت نفسها في واقع الجدل السياسي، بعضها منذ الإستقلال وأخرى جاءت في السنين الأخيرة، ولا زالت معلقة ولم تجد حلولا ناجعة من قبل الحكومات المتعاقبة. في الأيام السابقة إستضفنا عددا من الناشطين، كل في مجاله، لمعرفة تصوراتهم ورؤاهم حول الكيفية التي بها يمكن معالجة هذه القضايا، وإشباع هذه المواضيع حوارا بين النخب المتعددة في مشاربها الفكرية والسياسية والإثنية والثقافية والإجتماعية. وسنواصل هذه الحوارات بأمل خلق مساحة لحرية التداول، تتنوع فيها الآراء ليحدد القراء مواقفهم من الإجابات المطروحة بكل حرية وموضوعية سواء من المنتمين إلى هذه التيارات السياسية أو تلك. وفي هذه المساحة نقرأ معا إجابات الدكتور نور الدين ساتي، على أسئلة (منتدى الأحداث).
    د. ساتي من مواليد أم درمان في 1946، وتخرج من جامعة الخرطوم، كلية الآداب في 1969، وتحصل على الماجستير في الآداب من جامعة ليون بفرنسا في عام 1971 كما تحصل على الدكتوراة من جامعة باريس/السوربون في عام 1974. إنضم إلى وزارة الخارجية كسكرتير ثاني في عام 1975، وعمل بسفارة السودان في بروكسل وأنجمينا وباريس وعمل كمحاضر بشعبة اللغة الفرنسية بجامعة الخرطوم (1977 ـ 1981).
    إلتحق ساتي كخبير بالمركز الأفريقي للبحوث الإجتماعية بليبيا/ طرابلس 1981 1984 مثلما عمل كخبير بالمركز الأفريقفي للتكنلوجيا 1980 عمل كمستشار للمدير العام لمنظمة اليونسكو لثقافة السلام 1996 1998
    إنضم كخبير إلى مكتب اليونسكو للقرن الأفريقي وإقليم البحيرات 1998 2001 وعمل كمدير لمكتب اليونسكو بدرا السلام 2001 2002 وشغل منصب نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ببورندي 2002 2006 عمل كمدير لمكتب اليونسكو بأديس اباب (2007 ــ 2008). إلتقت (الأحداث) د. نور الدين ساتي حينما كان يعمل كمحاضر زائر بمركز وودرو ويلسون في واشنطن وإليكم إفاداته..
    هل ترى أن هناك أزمة في فهم الهوية السودانية ما دعا النخب المتعلمة إلى الفشل في إنجاز مشروع الدولة السودانية؟
    يمكن إن شئت أن تقول إن هناك "أزمة فهم" في فهم الهوية السودانية، ولكن في رأيي أن الأمر يتجاوز مسألة الفهم. فالمسألة ليست مسألة فهم فحسب، بل هي مسألة جهل وتجهيل وتجاهل، أو قل هو رفض للتعامل مع الواقع المعاش بالموضوعية التي يتطلبها ذلك الواقع. فهناك من لا يرى في السودان إلا جانبه العربي المسلم فحسب، مع بعض التنازلات الرمزية لمسألة الأفريقانية، وبالمقابل هناك من لا يرى إلا جانبه الأفريقي الزنجي، مسلما كان أم غير مسلم فحسب، وبين هذين الطرفين النقيضين تضيع حقيقة الهوية السودانية، وهي هوية يشترك فيها الجميع بإختلاف أصولهم ومشاربهم. ولذا فقد قلنا منذ وقت طويل إن الحل العادل لمسألة الهوية هو أن نقول إن الجميع سودانيون وأن الهوية السودانية هي هوية "سودانوية" لا تميز فيها لأحد بسبب العنصر أو الدين أو اللغة أو الثقافة أو الجهة، وأن السودانوية هي البوتقة التي تتفاعل فيها كافة الإنتماءات وتتم فيها بلورة كافة الرؤى والمآلات. وبهذا التصور يكون التنوع مصدرا من مصادر الإثراء وليس سرطانا ينخر في عظم الأمة، ويفت في عضدها.
    والحل النهائي لقضية الهوية هو الإنتقال من التركيز المفرط على هذه المسألة كمسألة ثقافية إلى كونها ترتبط إرتباطا عضويا بالمواطنة التي يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات. ودولة القانون هي الفيصل في كل ذلك، فالمواطنة هي حلقة الوصل اللازمة بين الحقوق الثقافية والدينية والإجتماعية للفرد وبين حقوقه السياسية والدستورية والقانونية. ولذا فإني أرى أن يأتي الحديث عن الهوية دائما مرتبطا بالحديث عن المواطنة وذلك لأنهما يتكاملان تكاملا منطقيا ويدعم أحدهما الآخر.
    والفشل في توصيف الهوية بالشكل الصحيح ووضعها في موضعها الصحيح في منظومة الحقوق السياسية والدستورية والقانونية والإجتماعية والإقتصادية يؤدي بالتالي إلى فشل ذريع في بناء الدولة وبناء المجتمع المنسجم والمتصالح مع نفسه. فإذا أنت فشلت في توصيف جدلية "الهوية/المواطنة" توصيفا صحيحا بوصفها الوحدة البنائية الأساسية للمجتمع والدولة، فإنه يترتب على ذلك إنهيار المشروع الوطني لهشاشة العنصر الأول من عناصره الأساسية ألا وهو ما يمكن أن نسميه الحزمة البنائية (هوية ــ مواطنة) ولا يجدي بعد ذلك إن كان المشروع جذابا في صياغته أو أطروحاته الأدبية أو الأكاديمية ، أو في مرجعياته الفكرية أو المذهبية أو السياسية إذا كانت تلك لا تستند على واقع معاش أو تعوزها العناصر الاساسية الصالحة للبناء الإجتماعي.
    وقد تجاوزنا في بلادنا الآن مرحلة الإعتراف الإسمي بالتعددية المشار إليها عاليه، وذلك بعد صراع طويل لا يزال مستقرا في بعض جوانبه. وما ينبغي الآن هو تطبيق ذلك الوفاق الذي تضمنه الدستور على الواقع المعاش. وهذا سوف يتطلب هو الآخر وقتا طويلا. وما يهم هو وضوح الرؤيا لدى جميع السودانيين فيما يتعلق بكافة الجوانب المحيطة بهذا الأمر، وأن يفهموا بكافة مشاربهم ما يتطلبه هذا الأمر من صبر وحكمة، بل وتضحيات جسام.
    كيف تقرأ المستقبل السوداني على ضوء مجريات الواقع السياسي، هل هناك ما يدعو إلى التفاؤل في ما يتعلق بالوصول إلى حل للإشكال المجتمعي السوداني التاريخي؟
    للإجابة على هذا السؤال المركب يجب النظر إلى أمور ثلاثة: الحاكمية والجهوية والتحولات الإجتماعية. فيما يتعلق بالأمر الأول فإن أزمة الحكم في السودان أزمة مستمرة ومزمنة. إذ أن الحاكمية على مدى نصف قرن من الزمان كانت ولا تزال بمثابة حلحلة النزاعات بدلا من أن تكون قائمة على اساس مستقر ومتطور. فالحروب والنزاعات، والتي هي من علامات المخاض السياسي والإجتماعي، إنعكست على مؤسسات الحكم وفلسفته ومفاهيمه وآلياته التي أصبحت تجد كافة الذرائع في معالجة الأزمة المستدامة، وأصبح العنف المضاد منهجا للحكم وللمعارضة، خاصة المسلحة منها. وذلك إرتبط منذ بدايات الاستقلال الأولى بالأمر الثاني ألا وهو ما يسمى الآن بصراع الهويات الذي إتخذ شكلا من أشكال بصراع المركز والهوامش التي تقاتل من أجل أن يكون لها مكانا تحت الشمس وتلجأ في ذلك إلى حمل السلاح للحصول على حقوقها الاساسية، وهذا الأمر الثاني يرتبط هو الآخر بالأمر الثالث ألا وهو التحولات الإجتماعية والإقتصادية. فقد إنتقلت بلادنا نقلة نوعية كبيرة بعد إكتشاف النفط وإستثماره، وكما هو متوقع فقد أحدث ذلك تحولات إجتماعية وإقتصادية كبيرة لا تزال تتفاعل وتتفاقم لا سيما وأنها ترتبط إرتباطا وثيقا بتحولات أخرى عديدة كنشوء طبقات إجتماعية جديدة في المركز والأطراف مرتبطة بقطاع النفط ومستفيدة منه بينما أدت تلك التحولات إلى إفقار قطاعات كبيرة كانت أحسن حالا في الماضي، كما أنه قد برزت صراعات جديدة على وحول مناطق إنتاج النفط وسوف تظل تلك الصراعات تلقي بآثارها ولسنين عديدة على الأوضاع السياسية في البلاد ويجب التحسب لكل ذلك لإستقراء التحولات التي سوف ينجم عنها الكثير من عدم الإستقرار.
    وقد إنشغلت النخبة الحاكمة منذ الوهلة الأولى للاستقلال بقضايا النزاعات والحروب التي صرفتها عن إستقراء الواقع، والنظر إلى المتغيرات الإجتماعية المستقبلية ذات الدلائل والمؤثرات البعيدة في البنيات والهياكل الأساسية للدولة والمجتمع وفي علاقات الإنتاج ووسائله وعائداته، وفي العلاقات بين الريف والحضر، وبين الفقراء والأغنياء، وبين سلطة المركز ومواجع الأطراف، وبين المجتمع المدني والأوليقاركيات العسكرية، وبين الحداثة والتقليد، وبين قوى التغيير والقوى الطفيلية المستغلة لذلك التغيير، وبين قوى الإستنارة وقوى التجهيل، وبين دولة القانون وقوى التطرف والإستبداد، وبين التحول الديمقراطي والتمترس الاتوقراطي.
    ولقد خرجت بلادنا وهي تعاني من التشرذم والتمزق من جراء المعارك التي خاضتها النخب السياسية طوال الحقب الخمسة الماضية ما جعلها غير قادرة على التوافق على مشروع مجتمعي متكامل وقابل للتنفيذ. ورغما عن ذلك، فإنه يتوجب علينا أن نتفائل وألا نترك اليأس ينسرب إلى نفوسنا، فالشعوب العظيمة هي التي تعرف كيف تتجاوز المحن والصعاب والأزمات، وما زلت مؤمنا بعظمة هذا الشعب وبمقدرته على التوصل إلى حلول لأزمته العميقة ، وعلينا أن نتضافر من أجل تحقيق أهداف بلادنا العليا ألا وهو السلام والديمقراطية والوحدة والتنمية.
    ما هي تصوراتكم لحل أزمة دارفور، وكيف يمكن الوصول إلى سلام دائم؟
    أزمة دارفور هي أزمة سياسية، وهي إنعكاس لأزمة إجتماعية وبيئية وإقتصادية وسكانية كما تتعلق بأزمة ثقة عميقة بين النخب الحاكمة في المركز وبين النخب السياسية في أقليم دارفور، وفشل الانظمة المتعاقبة في التوصل إلى الصيغة المناسبة لتسوية النزاعات الداخلية في المجتمع الدارفوري، وإيجاد الصيغة المناسبة لإشراك أقليم دارفور في السلطة، وتوفير القدر المطلوب من التنمية الإقتصادية والإجتماعية. هذا إلى جانب التداخل بين الازمة التشادية والصراع في اقليم دارفور على مدى سنين طويلة.
    والتوصل إلى حل دائم لممشكلة دارفور سهل للغاية. وصعب في ذات الوقت. وهو سهل لأن المطالب الاساسية للحركات المسلحة في دارفور معروفة وليس من الصعب تلبيتها. وهي تنحصر في مسائل ثلاث : التعويضات، وعودة النازحين إلى قراهم، وقسمة السلطة داخل دارفور من جانب، وبينها وبين المركز، من جانب آخر.
    والحل صعب في ذات الوقت لعدم توفر الرغبة السياسية من جانب الأطراف المعنية لتحقيق تسوية سلمية للمشكلة. فالجبهات المسلحة قد تشظت إلى أن بلغ عددها ما يزيد على سبعة عشرة فصيلا مسلحا، إلى جانب عدم توافقها على موقف تفاوضي مشترك، فبعضها يريد إستمرار الحرب لتحقيق أهداف معينة..من بينها تغيير النظام الحاكم أو تضييق الخناق عليه والبعض الآخر يريد أن يطمئن على الفوز بنصيب عادل من السلطة والثروة في حال التوصل إلى حل سلمي نهائي. وفريق ثالث يريد أن تستمر الحرب إلى ما لا نهاية حتى إذا أدى ذلك إلى إنهيار الدولة، أو تمزيق البلاد. أما الحكومة فقد سعت من جانبها إلى تفكيك الجبهات وتأجيج النزاعات بينها حتى يسهل إبتلاعها واحدة تلو الأخرى ما أدى إلى تعقيد المشكلة بدلا من تسهيل التوصل إلى حل لها.
    ولا سبيل إلى التوصل إلى تسوية سلمية شاملة وعادلة للمشكلة إلا عن طريق المفاوضات التي بدأت تنعقد في الدوحة وهي الإطار المناسب لذلك. إذً لا بد من توحيد منبر المفاوضات من جانب وتوحيد الموقف التفاوضي للجبهات، ما أمكن ذلك. كما أنه لا بد من الإستماع إلى قوى المجتمع المدني في دارفور، وإشراكها في العملية السلمية وفي بناء ثقافة السلام ومن أجل تحقيق السلام في دارفور فأنه من اللازم الإستجابة إلى مطالب أهل دارفور فيما يتعلق بتعويض المتضررين من الحرب وعودة النازحين إلى قراهم ومناطقهم التي أخرجوا منها، والتوصل إلى الصيغة المناسبة لقسمة السلطة والثروة ولتحقيق التنمية المستدامة في دارفور.
    هل ترى أي غياب في القيادة السياسية الوطنية المجمع عليها والقادرة على وضع التصورات الفكرية لما ينبغي أن يكون عليه واقع الدولة السودانية؟
    كما أسلفنا، فإن إنشغال أجهزة الدولة بالصراع على السلطة أو الحفاظ عليها وإنعكاس ذلك على قضية الإجماع الوطني والإستقرار السياسي والإجتماعي وبالتالي على مشروع الوطني الديمقراطي التنموي المجمع عليه وتحويل أجهزة الدولة إلى جهاز لإدارة الأزمة المستدامة من خلال قانون الطوارئ الذي يتم تجديده بصورة مستدامة هي الأخرى وقد أدى ذلك إلى إجهاض كافة المساعي والجهود الرامية إلى وضع التصورات الفكرية التي تستلهم الواقع السوداني، كما أسلفنا.
    هذا إلى جانب إخفاق التجربة الديمقراطية رغما عن أننا أول دولة في أفريقيا تتبنى النظام الديمقراطي، علما بأن العملية الديمقراطية ضرورية، بل ولازمة لبلورة المشروع الوطني المتفق عليه، وعلما بأن التوفيق بين الروى والأفكار المتباينة ووضعها في إطار منسجم ومتناسق هو من صميم العملية الديمقراطية التي تحتاج إلى الكثير من الصبر، وسعة الصدر، وإحترام الراي الآخر، وتثمين لغة الحوار، والتفاكر بدلا عن لغة العنف والتناحر. وقد أدى تأجيل ذلك الحوار وتجزئته أو إستثماره في أحيان كثيرة من أجل تحقيق مصالح حزبية أو جهوية أو طائفية ضيقة إلى إنهزام لغة الحوار والتوافق وإستعمال لغة العنف والتشاكس. وقد آن الأوان لتغليب روح الحوار والتسامح والممارسة الديمقراطية السليمة، وما يهم حقا هو إنجاح التجربة الديمقراطية حتى لا نضيف فشلا آخر إلى قائمة التجارب الديموقراطية الفاشلة السابقة في بلادنا.
    الانتخابات القادمة في فبراير 2010 ، هل تستطيع أن تحدث تغييرات جوهرية في طبيعة العمل السياسي الحكومي والمعارض، خصوصا إذا دخلت قوى المعارضة في تحالف ضد المؤتمر الوطني؟
    علينا أن ننظر إلى الإنتخابات المقبلة مهما كانت نتيجتها كفرصة من أجل ميلاد جديد لبلادنا ولتجذير ثقافة وممارسة ديموقراطية معافاة في بلادنا. فالانتخابات القادمة سوف تؤذن بإنتهاء ما اسماه البعض "مرحلة التمكين" التي ليس هناك إجماع حولها إلى مرحلة جديدة هي مرحلة "الشرعية الديموقراطية" وذلك بعد أن يكون الشعب قد قال كلمته ووضع ثقته في من يرى أنهم جديرين بقيادته في المرحلة القادمة والتي، كما هو معلوم، ستكون محاطة بالعديد من المخاطر والتحديات وأكثرها خطرا قضيتا السلام والوحدة أي ما اسماه البعض "السودان يكون أو لا يكون".
    وما يهم هو ألا تتم لعبة التحالفات سواء كان ذلك من جانب المؤتمر الوطني أم من جانب المعارضة من أجل تحقيق فوز غير ذي محتوى، بمعنى أن يكون التحالف من أجل التحالف لتحقيق نصر على غريم سياسي، ثم يفتح بعد ذلك الباب أمام مرحلة تطول أو تقصر من الفوضى أو عدم الإستنقرار السياسي والأمني كما حدث في الماضي. وعلينا أن نعي دروس التجارب الديموقراطية الفاشلة السابقة التي كانت فيها العملية الديموقراطية غير ذات محتوى ما أدى إلى إخفاقنا في الحفاظ على إرثنا الديمقراطي الذي كنا أول المبتدرين فيه في القارة الأفريقية.
    وما أتمناه هو أن تكون الطبقة السياسية حكومة ومعارضة قد وعت هذه الدروس وأن تعمل على عقد تفاهم من أجل إنجاح العملية الديموقراطية في بلادنا حتى يكون الفائز الحقيقي فيها هو الشعب والديمقراطية والحرية والوحدة والسلام، وليس فقط هذا الحزب أو ذاك.
                  

العنوان الكاتب Date
من هو السفير نورالدين ساتي! عادل نجيلة12-21-09, 05:20 AM
  Re: من هو السفير نورالدين ساتي! عادل نجيلة12-21-09, 05:45 AM
    Re: من هو السفير نورالدين ساتي! Ahmed Alim12-21-09, 06:02 AM
      Re: من هو السفير نورالدين ساتي! عادل نجيلة12-21-09, 06:10 AM
        Re: من هو السفير نورالدين ساتي! Ahmed Alim12-21-09, 06:17 AM
          Re: من هو السفير نورالدين ساتي! عزام حسن فرح12-21-09, 06:22 AM
        Re: من هو السفير نورالدين ساتي! عادل نجيلة12-21-09, 06:20 AM
          Re: من هو السفير نورالدين ساتي! عادل نجيلة12-21-09, 06:25 AM
            Re: من هو السفير نورالدين ساتي! عادل نجيلة12-21-09, 06:32 AM
            Re: من هو السفير نورالدين ساتي! Ahmed Alim12-21-09, 06:34 AM
              Re: من هو السفير نورالدين ساتي! عادل نجيلة12-21-09, 06:45 AM
                Re: من هو السفير نورالدين ساتي! عادل نجيلة12-21-09, 07:07 AM
                  Re: من هو السفير نورالدين ساتي! محمد سنى دفع الله12-21-09, 07:09 AM
                    Re: من هو السفير نورالدين ساتي! عادل نجيلة12-21-09, 07:20 AM
                    Re: من هو السفير نورالدين ساتي! عوض محمد احمد12-21-09, 07:23 AM
      Re: من هو السفير نورالدين ساتي! Mohamed Yassin Khalifa12-21-09, 07:16 AM
        Re: من هو السفير نورالدين ساتي! محمد سنى دفع الله12-21-09, 07:42 AM
          Re: من هو السفير نورالدين ساتي! محمد سنى دفع الله12-21-09, 07:54 AM
        Re: من هو السفير نورالدين ساتي! عادل نجيلة12-21-09, 07:55 AM
          Re: من هو السفير نورالدين ساتي! محمد سنى دفع الله12-21-09, 07:59 AM
          Re: من هو السفير نورالدين ساتي! عادل نجيلة12-21-09, 08:18 AM
            Re: من هو السفير نورالدين ساتي! عادل نجيلة12-21-09, 09:05 AM
              Re: من هو السفير نورالدين ساتي! عادل نجيلة12-21-09, 09:27 AM
                Re: من هو السفير نورالدين ساتي! محمد سنى دفع الله12-21-09, 10:29 AM
                  Re: من هو السفير نورالدين ساتي! عزام حسن فرح12-21-09, 12:41 PM
                  Re: من هو السفير نورالدين ساتي! عوض محمد احمد12-21-09, 12:56 PM
                    Re: من هو السفير نورالدين ساتي! عوض محمد احمد12-21-09, 01:17 PM
                      Re: من هو السفير نورالدين ساتي! Mannan12-21-09, 03:17 PM
                        Re: من هو السفير نورالدين ساتي! احمد الامين احمد12-21-09, 03:44 PM
                          Re: من هو السفير نورالدين ساتي! Abdalla Ali Abdalla12-21-09, 07:26 PM
                            Re: من هو السفير نورالدين ساتي! محمد سنى دفع الله12-21-09, 07:58 PM
                              Re: من هو السفير نورالدين ساتي! عوض محمد احمد12-21-09, 08:26 PM
                                Re: من هو السفير نورالدين ساتي! صلاح شعيب12-21-09, 09:34 PM
                                  Re: من هو السفير نورالدين ساتي! abdalla elshaikh12-22-09, 01:30 AM
                                    Re: من هو السفير نورالدين ساتي! احمد الامين احمد12-22-09, 10:08 AM
                                      Re: من هو السفير نورالدين ساتي! أحمد طه12-22-09, 12:02 PM
                                        Re: من هو السفير نورالدين ساتي! عادل نجيلة12-25-09, 05:47 AM
                                      Re: من هو السفير نورالدين ساتي! أحمد طه12-22-09, 12:02 PM
                                        Re: من هو السفير نورالدين ساتي! محمد سنى دفع الله12-23-09, 06:57 AM
                                          Re: من هو السفير نورالدين ساتي! احمد الامين احمد12-23-09, 10:43 AM
                                            Re: من هو السفير نورالدين ساتي! اناهيد كمال12-23-09, 08:21 PM
                                              Re: من هو السفير نورالدين ساتي! عوض محمد احمد12-24-09, 07:12 AM
                                                Re: من هو السفير نورالدين ساتي! Mannan12-24-09, 10:40 PM
                                              Re: من هو السفير نورالدين ساتي! عادل نجيلة12-26-09, 03:51 AM
                                          Re: من هو السفير نورالدين ساتي! عادل نجيلة12-25-09, 05:37 AM
                            Re: من هو السفير نورالدين ساتي! عادل نجيلة12-25-09, 05:23 AM
                          Re: من هو السفير نورالدين ساتي! عادل نجيلة12-25-09, 04:57 AM
                        Re: من هو السفير نورالدين ساتي! عادل نجيلة12-25-09, 04:48 AM
                          Re: من هو السفير نورالدين ساتي! ضياء الدين ميرغني12-25-09, 05:18 AM
                            Re: من هو السفير نورالدين ساتي! نادر الفضلى12-25-09, 07:04 AM
                              Re: من هو السفير نورالدين ساتي! Hashim Badr Eldin12-25-09, 09:29 PM
                                Re: من هو السفير نورالدين ساتي! Mohamed Yassin Khalifa12-26-09, 00:10 AM
                                  Re: من هو السفير نورالدين ساتي! عادل نجيلة12-26-09, 02:12 AM
                                    Re: من هو السفير نورالدين ساتي! عادل نجيلة12-26-09, 03:35 AM
                            Re: من هو السفير نورالدين ساتي! عادل نجيلة12-26-09, 03:40 AM
                              Re: من هو السفير نورالدين ساتي! عادل نجيلة12-26-09, 04:07 AM
                                Re: من هو السفير نورالدين ساتي! Nasser Mousa12-27-09, 07:22 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de