واشنطن تدعم استقلال جنوب السودان

Quote: الصفحة الرئيسية منبر الرأي لمزيد من المقالات في منبر الرأي مصير وحدة السودان فى عيد ميلاد السيد الصادق المهدى ... بقلم: أبوبكر بشير الخليفة مصير وحدة السودان فى عيد ميلاد السيد الصادق المهدى ... بقلم: أبوبكر بشير الخليفة الثلاثاء, 29 ديسمبر 2009 15:23 لقد تسبب السياسيون الذين تضج بهم ساحتنا هذه الأيام فى شعورنا بالقلق والحزن من جراء تصريحاتهم حول وحدة السودان ومستقبله، كما تسبب هؤلاء فى دفع البعض الى حضيض اليأس القاتل. وأعتقد انه فى حكم المعلوم أننا لا نقصد و لا نتطرق لأعضاء المؤتمر الوطنى، ولا نتطرق لأمثال صاحب جريدة الانتباهة، ولكننا نتطرق لمن كنا نظن أنهم يعارضون مشاريع أولئك، فبالرغم من سقوط مشروعهم الحضارى، وبعد عشرين عاما من الهوس، واللا معقول، وضياع أرواح شباب الوطن فى حرب لم نجنى منها سوى الخراب الذى ضرب باطنابه فى بلادنا، فانه ما زال هناك مشروع آخر لهذه الجماعات التى ارتضت ان تستغل دين الله للوصول الى شهواتها، وهو مشروع القضاء التام على الوطن الذى يسمى السودان، يريدون تقسيمه ويريد بعضهم بيعه للمصريين، ذلك لان أخيلتهم المشوهة، وسابق أعمالهم الإجرامية، صورت لهم ان فى ذلك نجاتهم من ما ينتظرهم من خزي وعار. وقد لحق بهم فى هذا المشروع السيد الصادق المهدى. فهاهو يقول ان وحدة السودان قد تم نحرها، ويدعو الى دولة كونفدرالية مع مصر، وصار بذلك يعبر عن خطط المصريين التى يخجل حتى أصحابها من إعلانها والإفصاح عنها. فى هذه الأيام، وبينما يتمسك ( رجل الشارع) السودانى بوحدة البلاد ولا يتصور المواطن الشمالى أن السودان يمكن ان يكون دون دينكا ،وشلك، ونوير، وجوبا، ويامبيو، وبينما يتمسك المواطن الجنوبى بحقه فى الخرطوم، وبحرى، والكلاكلة، ويتمسك بحقه فى العمل فى عاصمة بلاده، والعلاج فى مستشفياتها، والتعلم فى اى من جامعاتها، والسفر عبر مطاراتها الدولية ، وبينما يتكدس عدد من رجال ونساء وأطفال السودان فى معسكرات لاجئين يقتاتون على صدقات العالم، و يتسقطون الأخبار عن المستقبل من أفواه السياسيين السودانيين، وبينما يرزح هؤلاء جميعا تحت وطأة الفقر، وتردى الخدمات، وبطش الحكام، ويظلون رغم كل ذلك فى إيمانهم بوحدة السودان ، نرى السيد الصادق المهدى يحتفل بعيد ميلاده الذى يصر على تذكيرنا بانه يوافق ميلاد المسيح عيسى بن مريم، ويصر على ان يخطب فينا حول مستقبل بلادنا ، فلا نسمع منه الا الدعوة لليأس من وحدة السودان والتبشير بمشروع مصر لابتلاع السودان تحت مسمى الكونفدرالية. إن الإنسان ليعجب كيف أباحت له نفسه ذلك. نعم ، لقد ارتكب السيد الصادق أخطاء فادحة فى حق السودان والسودانيين منذ أن ابتلانا الله ببلوغه السن القانونية لممارسة العمل السياسى، ولكن دعوته هذه لليأس من مستقبل وحدة السودان والقبول بإقامة دولة كونفدرالية مع مصر تظل أسوأ أخطائه على الإطلاق. ان المرء ليُحار اى قيادة هذه؟ واى ساسة هؤلاء الذين يحتفلون بأعياد ميلادهم، ويتبادلون الأنخاب، بينما وحدة السودان يتم نحرها. إن برنامج جماعة الأخوان المسلمين للسودان، والذى تفاقم وكشر عن أنيابه بانقلاب الإنقاذ، قد فشل فشلا ذريعا، ليس فى ذلك أدنى ريب، ولقد تكسرت نصاله فى كل الميادين، فقد فشل برنامجهم أمام الثوار فى الجنوب، وقد فشل أمام ضغط العالم الخارجى، كما انهم لم ينجحوا فى (إرهاب الشعب وسوقه للاستكانة عن طريق إذلاله) وأصبح مصير أصحاب ذلك البرنامج المظلم واضحا أمام ناظريهم، فصاروا يحيكون المؤامرات ضد الشعب لبيع السودان لكل من يمنيهم بسلامتهم وتخليصهم من ذلك المصير. وطفقوا يخصفون كل ما يظنون انه قد يغطى سوءآتهم وأعمالهم الإجرامية السابقة، وهاهم يشرعون فى تفتيت البلاد وتمزيقها. فهل يا ترى بين السياسيين السودانيين، والصحفيين، والنشطاء فى الشأن العام فى هذه الايام من يرفع راية وحدة السودان؟ وهل بين هؤلاء من يربط مصيره السياسى بانتصار هذه الراية ؟ وهل هناك صوت واحد ينادى بان نظل متمسكين بهدفنا الذى هو وحدة السودان فى المقام الأول، وألا نجعل الشك يتطرق الي نفوسنا بالرغم من وضع السودان الحالى، هذا الوضع الذى اتضح انه يمثل تحديا سافرا لكل السياسيين وإمكاناتهم . نحن اليوم أحوج ما نكون لمن تهمه وحدة السودان، فالحفاظ على وحدة السودان، وتأسيسه على حكم القانون العادل غاية شريفة، والعمل من أجل هذه الغاية ليل نهار، وبذل الجهد، والمثابرة لتحقيقها لا يستطيعه قصار النظر وضعاف العقول من أمثال السياسيين الذين يهرعون الينا ليطالبوننا بقبول أسوأ الاحتمالات، كأنهم لم يسمعوا بالزعماء الذين خاطروا بحياتهم من أجل سلامة بلادهم. كنا، ولا نزال، نأمل أن تتفق أحزاب المعارضة على أهمية العمل المنظم للحفاظ على وحدة السودان، وذلك من خلال قطع الطريق أمام انفراد جماعة الإنقاذ بالسلطة، إذ أن انفرادهم بالسلطة يشكل اكبر خطر يواجه سيادة السودان . هل نطلب مستحيلا اذا طلبنا من أحزاب المعارضة ، ليس الاتفاق على مرشح واحد، ولا الخروج فى مظاهرات قد تعرضهم للضرب والاعتقال، وإنما، فقط، تكوين لجنة موحدة لضمان انتخابات نزيهة، أليس هذا هدفا سهلا و ميسورا؟ لجنة موحدة لمراقبة التحول الديمقراطى، لجنة موحدة حتى يكون صوتهم واحدا ومسموعا. ألا يستطيع كل حزب انتداب عدد من النشطاء والمحامين والصحفيين والضباط المتقاعدين من الجيش والشرطة من أعضائه ليكونوا أعضاء فى تلك اللجنة، و ليتم توزيعهم على الدوائر الجغرافية والمدن الكبرى فيراقبون، ويرصدون، ويرفعون العرائض التى تكشف المخالفات، ويرفعون قضايا فى المحاكم حول التجاوزات، ويعقدون مؤتمرا صحفيا يوميا لنشر المخالفات، يواجهون أئمة المساجد الذين يستغلون منابرها لاثارة النعرات والكذب ونشر الفتنة، يخاطبون العالم الخارجى، وينظمون الندوات فى مدن السودان المختلفة لنشر الوعى بأهمية الممارسة الديمقراطية، وأهمية وحدة البلاد. إن تكوين مثل هذه اللجنة القومية والعمل على توفير التمويل اللازم لها، ونشر أسماء اعضائها، وتعيين ناطق رسمى باسمها، والدعاية لها من جميع المنابر المحلية والعالمية، لهو البداية المعقولة للخروج من هذا الوضع اليائس الذى وجدنا أنفسنا فيه و الذى لا يشبه السودان والسودانيين. كنا، ولا نزال، نأمل ان تظل الصحافة، وأصحاب الأقلام، فى معسكر وحدة السودان، ونرجو منهم أن ينشطوا فى الدعوة للمحافظة على وحدة السودان فى هذه الأيام الحالكة، فينشرون المعرفة بأهمية الوحدة ،وفوائدها، دون أن تلين لهم قناة، ويذكرون الشعب بالزعماء الذين قادوا شعوبهم للوحدة والسلام. نقول ذلك وكلنا يقين بأن (رجل الشارع) السودانى لن يلتفت لكل ناعق بالانفصال، ونأمل أن يتمكن الشعب السودانى بمختلف قطاعاته من إنقاذ السودان بأقصر الطرق الممكنة، فنحن على ثقة بعبقرية هذا الشعب وعظمته. أبوبكر بشير الخليفة 28 ديسمبر 2009 [email protected] هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته