|
Re: الحركة الشعبية: فـيوض من فضل الظهر السياسى (نقلاً عن جريدة الأحداث) (Re: abubakr salih)
|
(3) بعد توقيع اٍلاتفاقية برز داخل أروقة الجبهة الاسلامية تيار من المتشددين الرافضين لاتفاقية السلام، تيار قوامه العناصر الراديكالية من المتطرفيين الذاهلين عن حقائق الواقع السوادنى. هؤلاء قوم، ظلوا لسنوات متطاولة، يجهدون أنفسهم، لإدخال، فيل مجتمع التعدد الثقافى فى سُم خياط دولة دينية أحادية. نجح ذات التيار فى السيطرة على مقاليد الامور وهو الان المُسيّر الفعلى لشؤون الدولة. اٍذ يمثل نافع على نافع النائب الفعلى للرئيس اليوم، و أنزوى على عثمان بعيداً. حديثاً جداً تصاعدت سيطرة تيار نافع باستبعاد صلاح قوش من قيادة جهاز الامن بسبب التقارب الشديد بين قوش و الامريكان، و كذلك الصلة الغامضة بين قوش و على عثمان من جهة أخرى، و على عثمان مرضياً عنه من قبل الامريكان للمرونة التى أبداها فى نيفاشا. خلاصة القول، أن سيطرة جماعة نافع المعادية لأتفاق السلام يعاونها اٍعلامياً تيار الإنتباهة صعّب من فرص التفاعل حقيقى للحركة الشعبية من موقع الحكم. الاسباب الثلاث المذكورة سابقاً تضافرت و صنعت وضعاً مشوهاً للحركة للشعبية، فهى أسمياً حسب الاتفاقية و اٍعلامياً شريك فى السلطة، لكن فعلياً فرص ممارستها لسلطتها على أرض الواقع لم تحدث بالصورة الواجبة بعد. يُلاحظ هذا حتى فى التقسيم الوزارى، اٍذ يُسطر المؤتمر الوطنى على كل قطاع الوزارات المؤثرة و التى تمتلك سلطات حاسمة (ما يسمى بالوزارات السيادية). الدفاع، الداخلية، المالية، الطاقة و التعدين كلها من نصيب المؤتمر الوطنى، بقية الوزارات لدى حلفاء المؤتمر الوطنى من أحزاب التوالى او ما يعرف بأحزاب الفكّة. حتى وزارات الحركة الشعبية طالتها أيدى المؤتمر الوطنى عن طريق الاساليب الملتوية و غير الشريفة، عن طريق بناء جيوب نفوذ للمؤتمر الوطنى داخل وزارات الحركة أو خارجها، تحمل هذه الجيوب سلطات موازية للوزير المسمى من الحركة الشعبية. أبرز نموذج على هذا هو المستشار الرئاسى مصطفى عثمان اٍسماعيل الذى يتحرك بصلاحيات وزير خارجية رغم أنف الشراكة و الكرسى الاستشارى المفترض. نخلص من هذا بأن الحركة الشعبية سيئة حظ، لان الاقدار جعلتها تتشارك السلطة مع جماعة من السياسين الذين جُبُلوا على قضاء حوائجهم بغير قليل من شُغل الحلبسة و المراوغة، ولا يستنكفون اٍمتطاء ظهر أى وسيلة تحافظ لهم على كعكة السلطان حتى لو أدّت فى النهاية لتفتيت الوطن و تمزيقة. لذلك فالحركة تضطر -غير باغية- للذهاب الى صفوف المعارضة كل مرة حتى تتمكن من اٍحداث التغيرات التى تنشدها و التى عجزت عن تحقيقها من خلال مقاعدها فى كرسى الحكم المُحاط بأفعى المؤتمر الوطنى من كل جانب.
(4) قلنا من قبل ان الإتفاقية التى تم توقيعها بضمانة المجتمع الدولى عبارة عن خارطة طريق مفتوحة على اٍحتمالين (الوحدة او الإنفصال) و اٍن كانت الإتفاقية قد ألزمت طرفيها بتهيئة الطريق لجعل خيار الوحدة جاذباً. لعل ذروة سنام الوحدة الجاذبة هذه يتمثل فى التحوّل من دولة الحزب الواحد، الدين الواحد الثقافة الواحدة الى دولة التعددية السياسية، الدينية و الثقافية التى يزخر بها المجتمع السودانى. لكن من قال أن الجبهة الاسلامية و طبقة الراسمالية الطُفيلية التى نشأت فى كنفها على اٍستعداد للتخلى عن المُكتسبات المادية التى حصلوا عليها بوضع اليد خلال عقدين من الزمان، اٍنفراداً بامر السلطة و الثروة فى البلاد؟. خلال عقد الثمانيات من القرن الماضى كانت الحركة الاسلامية تقف موقفاً متطرفاً و رافضاً للتقارب مع الحركة الشعبية لتحرير السودان و كانت تعتبر مجرّد النقاش حول موضوع حق تقرير المصير لجنوب السودان يقع فى عداد المُحرّمات و الخيانات الوطنية. و هذه من عادات الابتزاز و الترهيب التى برع فيها الاسلاميين. لكن هذا الموقف تحوّل مع الزمن عندما وصلت الجبهة الاسلامية للسلطة عن طريق اٍنقلابها على النظام الديمقراطى فى العام 1989 بدوافع برغماتية درجوا عليها. و هذا ما يفسّر دخلوهم فى زيجات متعه، مثلية، مع نظرائهم من عتاة متطرفى الجنوب و اٍنفصاليه تحت رايات ما يعرف باٍتفاقية الخرطوم للسلام و تحت رايات أٌخر من تجارة الولاء و البنادق المركْيّه. بمرور الايام، تمكّنت الجبهة الاسلامية و طبقة الرأسمالية الطفيلية التى تمثل مصالحها من السيطرة على مفاصل الاقتصاد السودانى و اٍمتلاك مفاتيحه. فهى اليوم تنفذ بصورة غير معلنة مقترح مثلث رجل الاعمال الكِسِيب و القيادى الاسلامى عبد الرحيم حمدى، ذاك المثلث الشهير الذى أشار عليهم فيه صراحة بحصر فرص التنمية القادمة مع الاستثمار الاجنبى داخل مثلث دنقلا ، سنار، كردفان. بل ذهبت أبعد من ذلك و عزمت على التخلص من الجنوب حتى تتخلّص من صداع الحركة الشعبية المسنودة بالجيش الشعبى و العلاقات الدولية المميزة مع أفريقيا و العالم الغربى. عزمت الجبهة الاسلامية على التخلّص من الجنوب حتى لا تضطر الى الى شراكة حقيقية فى السلطة السياسية التى تحمى مصالح رأس المال الطفيلى الذى يمتص رحيق البسطاء. لذلك تنازلت عن الجنوب كله للحركة الشعبية، و كانت تأمل أن تُجازيها الحركة بالشكر و عظيم الثناء على هذا الصنيع و تكتفى بجنوبها و تترك أمر الشمال و السلطة المركزية للمؤتمر الوطنى حلاً بَلال.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الحركة الشعبية: فـيوض من فضل الظهر السياسى (نقلاً عن جريدة الأحداث) | abubakr salih | 12-20-09, 04:04 PM |
Re: الحركة الشعبية: فـيوض من فضل الظهر السياسى (نقلاً عن جريدة الأحداث) | abubakr salih | 12-20-09, 04:06 PM |
Re: الحركة الشعبية: فـيوض من فضل الظهر السياسى (نقلاً عن جريدة الأحداث) | abubakr salih | 12-20-09, 04:11 PM |
Re: الحركة الشعبية: فـيوض من فضل الظهر السياسى (نقلاً عن جريدة الأحداث) | abubakr salih | 12-21-09, 05:05 PM |
Re: الحركة الشعبية: فـيوض من فضل الظهر السياسى (نقلاً عن جريدة الأحداث) | أبو ساندرا | 12-21-09, 10:10 PM |
Re: الحركة الشعبية: فـيوض من فضل الظهر السياسى (نقلاً عن جريدة الأحداث) | Amjed | 12-22-09, 10:59 AM |
Re: الحركة الشعبية: فـيوض من فضل الظهر السياسى (نقلاً عن جريدة الأحداث) | Amjed | 12-22-09, 10:59 AM |
Re: الحركة الشعبية: فـيوض من فضل الظهر السياسى (نقلاً عن جريدة الأحداث) | Mohamed Elnaem | 12-23-09, 03:42 AM |
Re: الحركة الشعبية: فـيوض من فضل الظهر السياسى (نقلاً عن جريدة الأحداث) | Murtada Gafar | 12-23-09, 11:09 AM |
Re: الحركة الشعبية: فـيوض من فضل الظهر السياسى (نقلاً عن جريدة الأحداث) | abubakr salih | 12-27-09, 01:51 AM |
Re: الحركة الشعبية: فـيوض من فضل الظهر السياسى (نقلاً عن جريدة الأحداث) | مازن عادل عبدالغني | 12-27-09, 04:32 PM |
Re: الحركة الشعبية: فـيوض من فضل الظهر السياسى (نقلاً عن جريدة الأحداث) | abubakr salih | 01-05-10, 05:20 PM |
Re: الحركة الشعبية: فـيوض من فضل الظهر السياسى (نقلاً عن جريدة الأحداث) | abubakr salih | 02-05-10, 04:24 PM |
Re: الحركة الشعبية: فـيوض من فضل الظهر السياسى (نقلاً عن جريدة الأحداث) | abubakr salih | 03-05-10, 09:40 AM |
|
|
|