اين يكمن الداء فى تدهور كرة القدم بالسودان .. دعوة للنقاش !

Quote: الكرة السودانية أصبحت غير قادرة علي تصميم وتشكيل المستقبل بما يتناسب مع معطيات ومتطلبات العصر الرياضي بالإضافة إلى غياب الإعلام الهادف الذي يتحدث بكل أمانة عن مستقبل الكرة السودانية. الإعلام الرياضي من الأسباب الرئيسة في الأزمة لم يساهم وأصبح بعيداً عن الحجة والمنطق والموضوعية والأسلوب الراقي والوعي المزدهي بالفهم ولا يتطرق إلى الطريقة العقيمة التي تدار بها الرياضة في السودان وتخلفها عن الدول التي سبقناها وأصبحت الرياضة أزمة وخاصة كرة القدم ولا يتطرقون أثناء حديثهم كيفية المعالجة والخروج منها ولا عن طريقة اللعب والخطط الحديثة والتكتيك والتكنيك وطريقة المدربين والاستثمار الرياضي والاحتراف وبناء منظومة رياضية متكاملة تساعد في تطور العمل الإداري باحترافية وتثقيف اللاعبين بقواعد اللاعب المحترف والمساعدة على تشييد البنية الفكرية الرياضية وتطوير المدربين والحكام والطب الرياضي ليواكبوا التطور والمنهجية الجديدة في عالم كرة القدم التي أصبحت صناعة واستثماراً. مسابقة الدوري الممتاز ليست لها فوائد فنية وتعاني من ضعف التنظيم وسوء البرمجة والملاعب ولم نشاهد أي تحسن وتطور في شكل المنافسة. حصر المنافسة بين الغريمين وعدم دخول منافس ثالث لهما لن يستفيدا وذلك لفقر المنافسة فنياً ودائماً قوة الدوري تكون خلف البطولات ولعل مباراة انبي وحرس الحدود في نهائي كاس مصر ابلغ درس ولأول مرة في تاريخ الكأس لا يكون أحد فرق القمة طرفاً في نهائي الكأس. لا يمكن ان يحدث تطور وإدارات أنديتنا بعيدة عن العلم الرياضي الأكاديمي في عصر العولمة الذي يشكل حجر الزاوية في منظومة النجاح الرياضي وترجمة الأعمال إلى أهداف ذهبية داخل منطقة الخطط والاستراتيجيات التي يتفنن في رسمها القائمون على الحركة الرياضية وهم يتطلعون للوصول أو الدخول إلى بوابة لتطور الرياضي من أقصر الطرق واختصار مسافة التفوق المنشود فزمن الاجتهادات أو الاعتماد على الخبرة السلبية والفكر الكلاسيكي في اكتشاف خارطة النجاح الرياضي بمكوناته ومنطلقاته ومعطياته لا يمكن أن تحدده الآلية الكلاسيكية المعطوبة التي تقود أنديتنا حالياً. وكذلك اللجان العاملة.. الفنية والانضباطية والمسابقات التي لا تزال ترزح في مضمار الفوضى والعشوائية وغياب اللوائح في ظل أدارة اتحاد الرجل الواحد للعبة ، فضلاً عن ضعف التحصيل العلمي للاعبين وتواضع فكرهم وثقافتهم الاحترافية ، فالأمر يحتاج لتغيير الفكر الرياضي العتيق الذي يدار بصورة غير علمية ولا منهجية داخل دهاليز معظم الأندية لماذا لا نفتش عن أسباب فشل أنديتنا ومنتخبنا الأول في كل المسابقات والعمل على علاجها؟ حتى على مستوى المراحل السنية بالنسبة للمنتخبات لم ينجح أحد لذلك نشاهد اندثار اللاعب الموهوب في ملاعبنا دون أن نسأل أنفسنا لماذا؟ بالأمس القريب شاهدنا في أرض الكنانة منتخب شباب غانا النجوم السوداء رغم النقص العددي الذي حدث في صفوفه يبدع ويتفوق على منتخب السامبا البرازيلية ملوك اللعب ويفوز عليه بركلات الترجيح ويتوج بطلاً لكاس العالم للشباب لأن فكر القائمين على شئونها الرياضية حي ونابض ومتقد من عام إلى عام. لماذا لا نواكب هذه الحقبة بالعلم الرياضي الأكاديمي ونعزز المنظومة الرياضية بالجوانب العلمية.. فبالعلم تستطيع أن تحقق النتائج الايجابية. لم نسأل أنفسنا ما هي طبيعة تعاطينا للأحداث إعلامياً وكل ماله علاقة بالرياضة وتنمية قدرات الشباب وقراءتنا المستقبلية لمعالجة الأخطاء؟ منظومتنا الرياضية تحتاج إلى توحيد الكثير من المفاهيم المتعلقة بالمجال، هي تحتاج إلى أن نوضح تماماً ما نريد من التربية البدنية في المدارس كجزء من المنهاج المدرسي، وما هو الهدف الذي يسعى إليه التربويون من إدراج هذا المقرر في الجدول الأسبوعي رغم ازدحامه. رياضتنا تحتاج إلى توضيح الفرق بين الرياضة المدرسية والنشاط الرياضي المدرسي وأهداف هذا وذاك والمجتمع المستهدف لكل فئة. إن الساحة الرياضية واسعة وهناك بالتأكيد عشرات الرياضيين المثقفين والمؤهلين في ربوع الوطن والمهجر القادرين على الكتابة والمخاطبة والحوار ولا تجد من يمنحها الفرصة لتقدم ما هو مفيد وإثراء المشاهد والقارئ بالمادة الفنية المفيدة حتى لا نهدر الوقت والجهد ولا نغرق في وحل الأخطاء والتسطح يجب أن نحسن الاختيار في كتابة الموضوع المفيد.