إلى كل من يستخدم لقب (عانس ) المهين ضد نساء كاملات مكملات

Quote: صحيفة المجهر السياسي .الف احمر : كابوس (العرس)! داليا حافظ ------------------ أخبرتني إحدى الصديقات اللائي تأخر زواجهن قليلاً، عن (الفوبيا) التي أصابتها من (مناسبات الأعراس)، وهذا ليس بسبب حقدها فهي أرفع كثيراً من تلك المشاعر الرديئة! ولكن بسبب الكابوس الذي تواجهه هناك وبعد عودتها للمنزل! الذي تواجهه هناك (في بيت العرس) يتمثل في أسئلة الناس.."أها وأنت متين يا ختي؟، "يلا شِدِّي حيلك".." ما في حاجة كده ولا كده "، "سيبي العزل بتاعك ده "، "ما خطبوك؟!"، " ألحقي جيبي ليك جنا" أو..أو من تلك الأسئلة وال...تعليقات "البايخة والجارحة في آن"، وأما الكابوس الآخر فيتمثل في ثورة والدتها عليها بعد رجوعهم للمنزل، وهي تعنفها بطريقة أقسى، بل فاجأتني بأن انفعال والدتها قد يصل حد الانفجار بالبكاء.!!.، وصديقتي العزيزة فعلا شابة جميلة ومثقفة وبت ناس، ولا ينقصها شيء حسب فهم الناس كي تتزوج!، وهنا لن أتحدث عن القسمة والنصيب، وكل تلك البديهيات التي لم تعد تقنع أحد، ولكنني سأتحدث عن الأمر من ناحيتين، من ناحية أن عمر الزواج تأخر فعلاً، ..هذا شيء واقعي.. فالمقارن بين الأجيال السابقة والآن، سيجد أن الفرق كبير وشاسع..وهذا شيء عام فيه أسباب موضوعية تتمثل في تعليم المرأة وعملها.. الخ، ولكن النقطة الأهم في رأيي هي قيمة الإنسان، وقيمة المرأة تحديداً، بما أنها المتضرر الأكبر مجتمعياً من هذه المسألة، هل تتحدد وتقيم بزواجها من عدمه؟! هل يصبح نصيبها أو لنقل التأني في الاختيار مدعاة للمعايرة؟ الإجابة نعم هذا ما يحدث وحرفياً، بل أن هناك نظرة استعلائية من المتزوجة لغير المتزوجة من نفس الفئة العمرية أو من أخرى، وقد تنقلب صديقة الأمس عليك وتقف مع الكورس (المجتمع )..وتنشد "بايرة.. بايرة".. تلك الكلمة السخيفة التي لا تراعي إنسانية أحد ؟! والتي تصنف المرأة بشكل مباشر في خانة "البضاعة"!!، تأخر الزواج موضوع طويل عريض قتل بحثاً، لكنه ظل في أذهان الكثيرين مهما سمعوا عن مبرراته "عيب" و"قدح" في شخص المرأة تلام عليه في كل مرة، وربما طول العمر صراحة وتلميحاً، بل وحتى من خلال نظرتنا لها نصنفها في خانة الناقصة والأقل!، بينما الكثيرون يعشون حياة زوجية تعيسة يتمسكون بها فقط؛ لأنهم يخافون نظرة المجتمع، وكثير من النساء أهمية أن تظل (الحناء على كفيها وقدميها ) أكبر من أهمية الزواج نفسه!، وحتى تثبت طول الوقت أنها متزوجة أو مازالت.. كما لو كانت (الحناء ) دليل براءة!. الزواج قالب اجتماعي يقوم على الحب والتفاهم ـ " المفروض " ـ تحث عليه الأديان و تباركه، ولكن من لم تستطع أن تكون داخل هذا القالب.. أو تعذر عليها قليلاً أو كثيراً لسبب قدري، أو لأنها أرادت أن تختار بعناية، أو أيا كانت الأسباب، هل هذا يعطينا الحق في أن نقلل من قيمتها!، وأن نزدريها؟!، وهل يضيف الزواج للشخص أم أن الشخص من يعطي للزواج قيمة وأهمية؟!، و من تعتقد أنها متفوقة لأنها متزوجة ألا تستحق أن ننصحها بمراجعة طبيب نفسي؟!، أما الذين يكرسون لفهم أن المرأة مهما تعلمت.. وترقت ولم تتزوج فهي بلا قيمة أشخاص يسهمون في تكريس الفهم الاستعلائي!، وهم لا يحلون المشكلة إن ظنوا إن هذا تحفيز..، بل يزيدونها تعقيداً! من حيث يدرون أولاً!!، فيا عزيزتي التي تأخر زواجك قليلا..أو كثيراً.. حذار أن تسمحي لشخص أو لنفسك حتى، أن تُصنفي في خانة الأقل والأدنى.. فقيمة الشخص الحقيقية، فيما يمكن أن يضيفه للإنسانية