أصدقاء محمد احمد قرفة يقيمون عزاء بإسمه السبت 7 أغسطس

Quote: في وسعي أن أخمن أنك كنت هادئاً حين ضج الموت حولك بعنفه الصخّـاب. فلطالما رأيتك ملتزماً هذا الهدوء الوسيم طوال حياتك منذ أن إلتقيتك لأول مرة في ثمانينات جامعة الخرطوم وحتى إفترقت عنا مغادراً فرجينيا إلى جوبا قبل شهور قليلة. يصطخب الأصدقاء في "ساس يسوس" فتصمت خفيفاً أو فتهمس بحكمتك الوديعة لأقرب الناس إليك مجلساً. كنت رزيناً في حلمك بوطن آخر وفي حماسك لإنسان آخر وفي غضبك أيضاً. أعرف أنك رأيت في السودان ما لم تتركه خلفك، منذ أن غادرته في معية جيل كامل هزمت أحلامه أشباح القرون الأولى، فكنت تخطط لعودة لم يترك لها الموت من وشك. كنا ننتظرك، كان المكان الآمن ينتظرك، وكانت هي أيضاً تنتظرك. لما أخلفت وعدك يا محمد أحمد؟ هل أخلفت حقاً؟ إذن من هذا الذي يشد فتيلة شعره الكثيفة وهو يجلس صامتاً على أريكتي؟ فليكن الذي يكون. أعرف أنك لن تمت. فنم هادئاً وإن كنت جريحاً بالحديد الصدئ، أو مرضوضاً حتى النخاع. ستظل ماشياً "بالتي هي أحسن" في ذاكرة واسعة يتعذب بحفيظتها، وحدهم، الأصدقاء/ات الذين واللواتي لمست أرواحهم بيد من حرير. محمد النعمان فرجينيا