|
Re: حلُوا الروابط و الجمعيات الصحفية ؟ فيم الضجة اذن ؟!! الصحفي عزالدين صغيرون في مقالات (1). (Re: ahmedalkhatem)
|
يلاَ...بلا لمَه !!( 2)
في العربة إلى الجحيم متسع لكل زيف ومزيف
عزالدين صغيرون
حسنا .
لا أحد يستطيع أن يزعم بأن السيد كمال عبداللطيف كان بذلك الحرص على مهنة الصحافة وهو يصدر قراره بحل هذه الكيانات الهلامية التي نسبت نفسها زورا إلى الصحافة بجدة ، إذ لم يعد هناك – فيما آمل – من هو على هذه الدرجة من الغباء.
فالكل –فيما أظن وآمل – بات يعرف الآن بأن "شلة " أو مافيا ،أو – فلنكن أكثر كياسة – أوليغارشية الإنقاذ في السودان ليس لها سوى هدف واحد أوحد منذ تأسيسها هو : السلطة .
كما وليس لها سوى برنامج واحد ، تعمل عليه ليل نهار ، تتوسده حين تنام ، ويملأ أحلام نومها ويقظتها ، وهو: الحفاظ على السلطة !.
ثابت الإنقاذ الزئبقي
وبرنامج الحفاظ على السلطة عند أهل الإنقاذ يأتيهم " رزق اليوم باليوم " ، فهم عند الصباح – مثلا – مع الحوار اللامشروط – من جانبهم بالطبع – مع الولايات المتحدة الأمريكية ، بل ويعلنون بأنها ستفك الحصار الإقتصادي والسياسي عنهم ، وان التطبيع آت ،وعند الظهيرة قد يخرجون في مظاهرة تتوعد أميريكا – وقد دنا عذابها – بالويل والثبور ، وقبل أن يخلدوا إلى مضاجعم ليلا " يركنون " أميريكا في خانة الحياد ، ليتم وضع فرنسا وبيرطانيا وكل دول الإتحاد الأوروبي "تحت الجزمة " ولا تنسى أوكامبو !!.
و "رزق اليوم باليوم " هو الثابت الوحيد في إستراتيجية المرجعيات الإسلاموية / الإنقاذية ..
وهو ثابت / زئبقي كما ترى !! .
ولكن آفة هذه الجماعة الفكرية انها " تدمج" – جهلا – الإستراتيجية في التاكتيك ..
ولعل تركيز الجماعة الشديد على الإستئثار بالسلطة ،بغرض "نهب" ثروات السودان – دون شريك – وبأسرع ما يمكن وفي أقل زمن ، هو الذي جعلهم يدمجون كل بيض الأهداف والإستراتيجية و التاكتيكات في سلة واحدة ، إذ لا يمكنك أن تجد ما يمكن أن يبرر لك هذا الخلط بين هذه المستويات المخلتفة ، لأنه – وفي أحسن الأحوال – يعد خطيئة منهجية .
لذا فإن أكثر ما يثير العجب و "يفقع المرارة " ، ان البعض يتعامل في صراعه و معارضته لهذا النظام بمنطق السياسة ، و يعتبر أن التنظيم الذي يجمعهم "حزب" سياسي، له برامجه الوطنية ، وإستراتيجياته وأسسه الفكرية ، أو أن له قناعاته وثوابته الآيديولوجية والعقائدية – دينية سواء أن كانت أو غير دينية – في الوقت الذي يؤكد فيه تاريخ هذا
"التنظيم " انه أبعد ما يكون عن "الحزب " – بالمفهوم السياسي – المعروف والمتداول لهذا المصطلح .
إلاَ أن السودان الذي تميَز عن دول العالم كافة بتجارب تشبه "الألغاز " ، و بتاريخ يشبه " الأحجيات" في الكثير من مفاصله الكبرى ، وحده هو القادر والمؤهل لإنتاج هذا النوع من الأحزاب والفكر السياسيين ، و على هذا النوع من أنظمة وآليات الحكم الخارجة على سياق كل ما تعارفت عليه الأمم و الشعوب ،وما تواضعت عليه علوم السياسة و الإجتماع البشري.
وما ضركم تحايلهم ؟
فإذا ما قرروا - لأنني أعتقد ان السيد عبد اللطيف مع إحترامي له ليس هو صاحب القرار – حل التنظيات الصحفية "الجداوية" ، فإن مرد ذلك _ بداهة – ليس كثرتها التي أعجزت جهاز شؤون العاملين بالخارج عن التعامل معها ، كما ان السبب لا يمكن أن يكون هو عدم إستيفاء عضوية هذه التنظيمات لشروط الإنتساب للمهنة ، فكرامة المهنة – أي مهنة وليس الصحافة وحدها – أبعد ما تكون عن تفكير هؤلاء الناس
وإنما السبب – ببساطة – هو فشل هذه الكيانات الهلامية في تحقيق ما هو متوقع منها ، سواء في أن تكون آداة لإستقطاب العاملين في الخارج ، أو في أن تلعب دورَا فاعلا –بطريقة ما – في تجميل صورة النظام وتسويقها في المنابر الإعلامية بالمملكة لتغذية رصيدها عند الرأي العام السعودي .
اما السبب الآخر وراء حلها فهو ، هنا هذه الكيانات وجدت منافسة و" مزاحمة" من كيانات تنظيمية ليست في خط السلطة ، إن لم نقل معارضة لها ، تحركت حين تحرك الموالون للسلطة ، وسارعت بإعلان تشكيل تنظيماتها .
ويمكنك أن تتوصل بسهولة حينها إلى أن الهدف من القرار هو :حلّ الجميع ، ريثما يتم تجميع الموالون في كيان واحد أوسع وأكبر وأقوى ، وإقصاء المعارضين من الساحة .
وعلى كل ، فإن استنتاجا مثل هذا لا يحتاج إلى "درس عصر" أو " دروس خاصة" - بلغة عصرنا هذا - ، لأنه يتسق تماما و منطق الإقصاء الذي يشكّل عصب الفكر الإسلاموي السياسي .
وأغلب الظن إن "هبة" و" فزعة" الجماعة في أمريكا للدفاع عن حرية منظمات المجتمع المدني ضد تغول و تدخل النظام كان وراءها الوعي بهذا التفكير ألتحايلي الإنقاذي الساذج /الضحل والمكشوف، الذي لا يجوز على ذكاء السودانيين ، أدهى شعوب الدنيا و أكثرها مكرا ، حين يتواصون في أمثالهم بتحريض مكشوف ( البيتفولح لك.. إتالفلو).
وهنا تحديدا مكمن الخطورة على العمل السياسي المعارض للنظام.
ولكن أي حرية ..
و الواقع ان هذا" الفخ" الذي وقع فيه المحتجون على قرار الحل ، لم ينصبه النظام لمعارضيه ، بقدر ما نصبه معارضوه بأنفسهم لأنفسهم ، حين يبدون كل هذا القدر من الإصرار العنيد على رفع رايات الحرية و الديمقراطية ، والتشبث الطفولي الأعمى بها، رغم اختلاف المواقف وتباينها .
وهذا سلوك سياسي ينم عن الغفلة .
لأننا يجب أن نسأل أنفسنا قبل التصدي لمناوئة تعسف السلطة ومصادرتها لحق جماعة سياسية من حرياتها العامة وحقوقها المنصوص عليها في المواثيق الدولية ،يجب أن نسأل أنفسنا قبل ذلك :
الحرية لمن ؟ .
فالحرية مفهوم نسبي، ينبغي أن يخضع للفحص ، ويكتسب قيمته الإجرائية والعملية حسب مقتضيات المصلحة العامة الآنية والمستقبلية للأمة ، وإذا كانت النخب المسيطرة دأبت على مر العصور على التلاعب بمفهوم "المصلحة العامة" واستغلاله لتبرير و تمرير سياساتها القمعية و التنكيل بخصومها ، فإن ضرورات التوازن بين حدود العنف الذي تمنحها تشريعاتها القانونية لها ، وبين حقوق المواطنين في العيش بكرامة وحرية ومساواة وعدل ، يجب أن تكون هي المعيارية التي تحدد معنى "المصلحة العامة" .
فلا حرية لمن يسعى لقتل الناس واغتصاب حقوقهم و نهب ثرواتهم وتكميم أفواههم ، وانتهاك حرماتهم واستباحة عروضهم، مهما بلغت قداسة ما يدعو إليه – بالحق سواء كان أو بالباطل - ،ومهما بلغت روعة منطقه الصوري من الكمال ..
كما لا حرية –أيضا- لمن يساعده ويؤازره في فعل ذلك ن أو لمن يبرر له أفعاله تلك .
وكحد أقصى – وبكثير من التجاوز والتسامح – تستطيع أن تعطي الحرية لمن لا يريد أن يدفع الأذى أو يقاومه ، ولمن آثر – خوفا – أن يتخذ من خانة الشيطان الأخرس له خندقا و موئلا .
ثمة ظلم يرتكبه الجناة في حق بعضهم البعض ..
وثمة أذى يلحقونه ببعض ، مثل لصان اختلفا على غنيمة سرقاها بليل، ومن الفطنة السياسية أن لا تتدخل في هذا الصراع .
ما المشكلة إذن ؟
ترى أى حكمة في أن أدافع عن حق الترابي وفصيله"الشعبي" حين يطيح به تلامذته وحوارييه أو أن يزجوا به في غياهب السجون ؟!! .
هل أدافع عنه وأنافح عن حقوقه لكي أؤكد(ولمن؟!) نبل أخلاقي وأصالة إنحيازي للحرية و صلابة مواقفي المبدئية في الدفاع عن حقوق الناس الطبيعية والمكتسبة؟!.
ترى ما جدوى مواقف مثل هذه ، وما تأثيرها على نضال من يحترقون يوميا في سبيل تأمين لقمة العيش وجرعة الدواء لصغارهم ؟! .
فلتزج "الإنقاذ" بشيخها وعّّّرابها في السجن ، ولتحل التنظيمات الهلامية للصحفيين وغير الصحفيين ، ففي العربة إلي الجحيم متسع لكل زيف وزائف ..و ( يلاّ..بلا لمّه ) .
أعرف ان البعض يطلقون على هذا النوع من المواقف التي يبادر فيها الغشماء" إلى الاندفاع بإستماتة للدفاع عن حرية وحقوق من "يجب" أن تصادر حرياتهم ، لمجرد أن يقال بأنهم مدافعون عنيدون عن الحرية والديمقراطية:بالرومانسية السياسية ! ..
والحق انها ليست رومانسية ولا يحزنون ، إن هي إلا – في أفضل أحوالها – غباء سياسي ، وفي أسوئها مجرد انتهازية رخيصة و غبية أيضا ،لأن رائحة الرياء فيها (جد مزعجة) .
فمفهوم مطاطي/مخادع مثل مفهوم الحرية حين يتم إنزاله من سماواته المجردة ، و إطلاقه في الفضاء السياسي يجب أن يعامل بحذر ودقة ، وأن يجرد – أولا - من إطلاقيته، وأن يفهم ويوضع في موقعه "العملي" الصحيح والسليم ، حتى لا يصبح بابا مشرعا لرياح الظلم ، أو سلاحا تغتال به العدالة .
فالحرية ليست لكل أحد ، ولا لكل من ( هب ودب) ، ولكنها لمستحقيها.
ومن مستحقوها؟
إنهم أصحاب الضمائر الإنسانية الحية ،والفطرة السليمة الخيًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًِرة ..
الذين يخافون الله في الناس والأشياء والأحياء.
عزالدين صغيرون
E.MAIL ; al-izz @ hotmail .com
.....................................................................حجر.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
حلُوا الروابط و الجمعيات الصحفية ؟ فيم الضجة اذن ؟!! الصحفي عزالدين صغيرون في مقالات (1). | الرفاعي عبدالعاطي حجر | 07-05-09, 11:02 AM |
Re: حلُوا الروابط و الجمعيات الصحفية ؟ فيم الضجة اذن ؟!! الصحفي عزالدين صغيرون في مقالات (1). | كمال ادريس | 07-05-09, 02:37 PM |
Re: حلُوا الروابط و الجمعيات الصحفية ؟ فيم الضجة اذن ؟!! الصحفي عزالدين صغيرون في مقالات (1). | عبد اللطيف السيدح | 07-05-09, 02:55 PM |
Re: حلُوا الروابط و الجمعيات الصحفية ؟ فيم الضجة اذن ؟!! الصحفي عزالدين صغيرون في مقالات (1). | الرفاعي عبدالعاطي حجر | 07-05-09, 07:09 PM |
Re: حلُوا الروابط و الجمعيات الصحفية ؟ فيم الضجة اذن ؟!! الصحفي عزالدين صغيرون في مقالات (1). | حسين حسن حسين | 07-05-09, 08:50 PM |
Re: حلُوا الروابط و الجمعيات الصحفية ؟ فيم الضجة اذن ؟!! الصحفي عزالدين صغيرون في مقالات (1). | الشيخ صالح محمد | 07-05-09, 10:31 PM |
Re: حلُوا الروابط و الجمعيات الصحفية ؟ فيم الضجة اذن ؟!! الصحفي عزالدين صغيرون في مقالات (1). | الشيخ صالح محمد | 07-05-09, 10:34 PM |
Re: حلُوا الروابط و الجمعيات الصحفية ؟ فيم الضجة اذن ؟!! الصحفي عزالدين صغيرون في مقالات (1). | الرفاعي عبدالعاطي حجر | 07-06-09, 09:26 AM |
Re: حلُوا الروابط و الجمعيات الصحفية ؟ فيم الضجة اذن ؟!! الصحفي عزالدين صغيرون في مقالات (1). | كمال ادريس | 07-06-09, 10:01 AM |
Re: حلُوا الروابط و الجمعيات الصحفية ؟ فيم الضجة اذن ؟!! الصحفي عزالدين صغيرون في مقالات (1). | الرفاعي عبدالعاطي حجر | 07-06-09, 10:48 AM |
Re: حلُوا الروابط و الجمعيات الصحفية ؟ فيم الضجة اذن ؟!! الصحفي عزالدين صغيرون في مقالات (1). | مصطفى البشير | 07-06-09, 11:02 AM |
Re: حلُوا الروابط و الجمعيات الصحفية ؟ فيم الضجة اذن ؟!! الصحفي عزالدين صغيرون في مقالات (1). | الرفاعي عبدالعاطي حجر | 07-06-09, 11:14 AM |
Re: حلُوا الروابط و الجمعيات الصحفية ؟ فيم الضجة اذن ؟!! الصحفي عزالدين صغيرون في مقالات (1). | عبد اللطيف السيدح | 07-06-09, 11:51 AM |
Re: حلُوا الروابط و الجمعيات الصحفية ؟ فيم الضجة اذن ؟!! الصحفي عزالدين صغيرون في مقالات (1). | تاج السر محمد حامد | 07-06-09, 03:47 PM |
Re: حلُوا الروابط و الجمعيات الصحفية ؟ فيم الضجة اذن ؟!! الصحفي عزالدين صغيرون في مقالات (1). | الرفاعي عبدالعاطي حجر | 07-06-09, 04:20 PM |
Re: حلُوا الروابط و الجمعيات الصحفية ؟ فيم الضجة اذن ؟!! الصحفي عزالدين صغيرون في مقالات (1). | تاج السر محمد حامد | 07-06-09, 07:25 PM |
Re: حلُوا الروابط و الجمعيات الصحفية ؟ فيم الضجة اذن ؟!! الصحفي عزالدين صغيرون في مقالات (1). | ahmedalkhatem | 07-06-09, 09:29 PM |
Re: حلُوا الروابط و الجمعيات الصحفية ؟ فيم الضجة اذن ؟!! الصحفي عزالدين صغيرون في مقالات (1). | الرفاعي عبدالعاطي حجر | 07-07-09, 04:44 PM |
|
|
|