التحية مني للخطوط الجوية السودانية

Quote: كـلمة حـق سودانير بين الأمس واليوم [email protected] لم أسافر في حياتي عبر الخطوط الجوية السودانية، ولم أرتاد مكاتبها داخل أو خارج السودان إلا نادراً ولأسباب طارئة جداً ولعل السبب يرجع للصورة السالبة لدى السودانيين عموماً بأن ناقلهم الوطني غير منضبط في جدول رحلاته مع وجود بدائل أخرى تتمثل في خطوط طيران أجنبية تعمل بمهنية عالية وبأسعار منافسة. حدثان لا يمكن نسيانهما إبداً ، الأول.. ذهبت مع أحد الأقارب (والناس صيام) قبل خمس سنوات لمطار الملك خالد الدولي بالرياض وحسب الحجز فإن الطائرة كان يجب أن تقلع في تمام الساعة السابعة مساء، والشاهد أن انتظارنا طال بصالات المطار إلى الرابعة فجراً والسبب أن الطائرة الميمونة لم تصل من دولة جنوب أفريقيا.. الحدث الثاني، ذهبت لاستقبال إحدى قريباتي بمطار الخرطوم وهي قادمة من الرياض، وتكرر نفس السيناريو الأول وبطريقة أسوأ إذ أنني ذهبت وعائلتها القادمة من خارج العاصمة للمطار ثلاث مرات، المرة الأولى كانت الثامنة صباحاً وأخطرنا أن الطائرة تأجل موعد إقلاعها إلى الخامسة عصرا.. وبالفعل وصلنا في الوقت المناسب وتفاجأنا مرة أخرى بأن الطائرة تأجل موعدها وسوف تصل الخرطوم الواحدة فجراً، علماً أن هناك حالات كثيرة مشابهة وأبطالها قادمون من الولايات المجاورة للعاصمة.. تخيل معي عزيزي القارئ هذه المعاناة. طرفة حكاها لي أحد الأصدقاء وهو صاحب نكتة حاضرة.. قال أنه تأخر عن موعد إقلاع طائرته السودانية ساعة كاملة بسبب النوم وعندما وصل المطار ليشرح موقفه رد عليه الموظف (ما في المشكلة، أمشي وتعال بعد ستة ساعات من الآن لأن الموعد الأول تم تأجيله)، وبالتالي لم يفز صديقي بواحدة من الأثنين (النوم أو السفر). ما سردته كان في السابق فيلم يتكرر أكثر من مرة خلال الأسبوع الواحد والآن يمكنني القول أن الحال قد تبدل والصورة أصبحت أفضل، فأصبح الانضباط في المواعيد بدلاً عن التسيب واللا مبالاة والدليل على ذلك إقبال السودانيين المتزايد يوماً بعد يوم، ولم تعد سودانير كما كان يطلق عليها في سالف الزمان (سودانطير).. ويقيني أن مثل هكذا عمل لا يأتي خبط عشواء وإنما يأتي بالتخطيط السليم والطموح الكبير من أجل رفع كفاءة عمل الشركة مقارنة بمثيلاتها من الخطوط الجوية الأخرى.. هذا بالضبط ما فعلته إدارة الخطوط الجوية السودانية بالمنطقة الوسطى ومكتب الرياض بالتحديد كنموذج من فروع الشركة المنتشرة حول العالم والذي يقوم على إدارته رجال عرفوا بالحكمة والنشاط الوافر وسط أبناء الجالية السودانية وكلمة شكر خاص نزجيها للأستاذ أزهري كمبال المدير الإقليمي للخطوط الجوية السودانية بالمنطقة الوسطى والأستاذ عبد الفتاح عبد العزيز مدير المبيعات لجهودهما الكبيرة من أجل الرقي بالخدمة فلهما والفريق العامل معهما تحية خاصة وتقدير عظيم. هذه كلمة لا بد منها وأنا أحضر بدعوة كريمة من الخطوط الجوية السودانية حفل تدشين موسمها الصيفي بالعاصمة السعودية الرياض.. وهو حفل حضره قيادات العمل العام ومنظمات المجتمع المدني بالمنطقة الوسطى، وإن كانت لي ملاحظة أخيرة فهي تتعلق بجمعية أصدقاء سودانير (جمعية سفر) وملاحظتي أن الجمعية تتكون من طرف واحد في مجتمع عرف بتعدد الأطراف وتنوع التكوينات في جمعياته وروابطه وبما أن سودانير تعتبر ناقل قومي ووطني فالذي نريده أن تكون جمعية سفر داخل إطار القومية دون حكر لفئة دون فئة أخرى.