علي ضوء السائد: هل مات المشروع القومي للحداثة في السودان..؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 07:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة صلاح شعيب(صلاح شعيب)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-02-2005, 10:06 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
علي ضوء السائد: هل مات المشروع القومي للحداثة في السودان..؟





    بداية أعني بمشروع الحداثة القومي تلك الاجتهادات الفكرية ذات الصبغة القومية التي بذلها أفراد وجماعات سودانية ما قبل الاستقلال, وظلت محل توارث بالتجديد والاضافة جيلاً إثر جيل إلي يومنا هذا. وإذا كان لابد من الاشارة إلي أسماء وتجارب متضامنة في هذا الجانب, فإن مدرسة الفجر وجمعية اللواء الابيض وجماعة ابروف الادبية حتي جماعة الندوة الادبية مثلوا ضربة البداية في الدعوة ومواصلة التأسيس للمشروع القومي الذي ينطلق من أهمية تجميع الشتاتات القبائلية السودانية في صرة واحدة تجوز القسمة علي أي شتات يتبوصل جغرافياً.
    وتراكمت تلك المحاولات للدعوة والتأسيس بعد الاستقلال وبدت تتفرع وتتعدد وتجرب بعد أن أسهمت تجربة الحكم الوطني في ترسيخ بعضها بالممارسة, بل وأن الحكم الوطني الاول مثل , نفسه, النموذج التطبيقي الرائد الذي إستفاد من مصادر هذه الاجتهادات الفكرية القومية السابقة, مثلما مثل النموذج المذكور أيضاً الاختبار العملي الاول حول ما إذا كان التنظير الفكري القومي السوداني الباكر يلبي الشؤون اليومية للشعب المختلف ويرد من ثم غائلة شؤون السلطة الجديدة والتي يسهم حراكها التنفيذي في توليد أسئلة وقضايا متواصلة, فيما تفرز حاجياتها الطارئة المستمرة ضرورات إلي التعاطي الصعب مع حكمة التسييس.

    كان هم أولئك الرواد هو نحت الذهن حتي يتم توجيه الطاقات المجتمعية السودانية عملياً إلي مدارج التطور والنماء عبرمعين من الصدق العميق المتجدد والممارسة الواعية اللتان تقومان علي تفهم طبيعة التكوين العرقي والثقافي المعقدين لهذه الشعوب التي تتنوع في قبائلها ولغاتها وسحناتها وبيئاتها ودياناتها ونفسياتها وعرقياتها ألخ. كان دور الرواد أشبه بمن أوكل إليهم أمر قيادة سفينة في بحر هادئ فيما يبدو غير أن هناك رياح متوقع أن تتقاذفها بين الفينة والاخر. كان مخزونهم من التجربة المعاشة معدوماً إذا ما قورن بمن هم يقومون الآن بتوجيه الشعوب السودانية إلي العشرينات من هذا القرن مثلاً, الرواد أيضاً إنطلقوا من إفتراضات محملة بضعف حيلتهم أمام إدراك نتيجة ما ينظرون له, نعم كانوا مواجهين بغياب المناهج المتعددة التي بها يفاضلون النظر والتقصي في الكتابة, ومن موقع أنهم نفوس إنسانية تعتريها المصلحة الخاصة كما تعتري بإحساسها القومي الفياض كانوا يتحاورون ويتصارعون حول الشأن القومي الشحيح التحقق في الماضي والمتناثر في الآني وغير المعروف في صيرورته المستقبلية, ومع ذلك كانت المطامع والمطامح الاقليمية والعالمية حاضرة ومرئية, بعضها يمسك بمفاتيح الحاضر ويرسخ من الفرقة القادمة ما يعينه للتواجد حتي في حال غيابه الملموس . ولكن أهم ما نجحوا في تحصيله هو خلق متراكم من الرؤي القومية لما يرونه من سودان متقدم علي مستويات الحياة كافة.

    إذن كان مشروعهم القومي يعتبر حداثياً بالدرجة الاولي, وكان لحمته وسداه الاستفادة من ما أنجزه الامام محمد أحمد المهدي من عناصر أولية للدولة السودانية, ومع ذلك كان مشروع الرواد تأصيلياً خصوصاً وأن نموذج المهدية كان قائماً علي أساس مجتمع عقدي وإنتهي إلي تفتيت للمكون القومي الذي بذل له الامام المهدي بالفكرة وبالتزاوج وبتولية الخلافة التي عبرت عن الفكرة القومية الحداثية المتقدمة للامام ــ وللاسف أنه بعد مرور مئة عام ونيف من السنين تبدو ذهنية (الامام) الان أكثر تخلفاً, حيث أوصلته جهنمية الفكرة إلي قضم المعطي القومي المتحقق بمزيد من السياسات (العرقية المطعمة بالايديلوجيا).

    لم يكن عرفات محمد عبدالله أو الاخوان عشري الصديق أومحمد محمد علي أو علي عبداللطيف أو سليمان كشة وغيرهم إلا ليسدروا عن حداثة في المفاهيم تقوم علي الوعي بالتجارب الانسانية الذي اتيح لهم هضمها ومقاربة هذه المفاهيم ذاتها بما هو ماثل في بيئاتهم السودانية الغنية في مصادر الاختلاف والضئيلة في محاور الاتفاق, فإذا كان الدين مصدراً لتوحيد كيان الامة روحياً, فهو متعدد إلهياً ووضعياً, وعليه يمكن أن يكون مصدراً أقرب لتباعد الفجوة العقدية والوطنية منه إلي محوها, وإذا كان العرق عنصراً ملهماً للوئام والتآلف الاجتماعي, فإنه في بيئتهم يأخذ الواحد منه تعددا ً بالمئات ويقوم تاريخه علي المشاحنات والغارات حول الارض, وإذا كانت اللغة وشيجة من وشائج الوحدة الاجتماعية الاساسية فأنها تتفرع إلي مئات الالوان من اللهجات. وهكذا كانت الحداثة القومية لأولئك الاجداد تجابه بمثل هذه العارضات المجتمعية التي تصعب مهمتهم ومع ذلك تطالبهم بإستمرار بمراجعة أدوات الحفر المعرفي التي بها ينحتون ملياً في وهاد الذهن بحثاً عن إمكانية تحقيق وتطبيق لما يحلمون به من مشروع قومية سودانية ينبني علي الحديث الذي هو عكس القديم.

    وبذات المستوي كان مؤتمر الخريجين ,الذي أتي بعدهم, يعتبر تحديث علي تحديث من قبله من مؤتمرات قومية ـ فكرية مسماة وغير مسماة, وكان أيضاً قائما علي شروط الاغتراف من ما سبقه من تجارب للتحديث, وهاهنا تبرز إسهامات يحيي الفضلي والمحجوب وعبدالحليم محمد وغيرهم الذين مثلوا الريادة الثانية لمشروع الحداثة القومي في مستواه (السياثافي). إذا أخذنا مرحلة الخريجين بهذا التسلسل, فإن الصورة العامة لمشروع القومية تكون قد بدت تضح أكثر وأكثر , تضاعفت فيها الهموم وإنبنت أسئلة جديدة بدخول الاحزاب السياسية كعنصر جديد في التركيبة السياسية الوطنية وذلك مما يعني توافر أجسام سياسية متحدة في الرؤئ والتنسيق وتقوم مقام النيابة لجموع معتبرة ممن هم يمثلون الطرف الاخر لنضالات الخريجين, وأعني جموع الاطراف أو مانسميه بالهامش, ويمثلون أيضاً الطبقات الاخري للمجتمع في محاورها (الاسرية المقامية) والدينية والتجارية والجهوية والطالبية. يتضح في هذه المرحلة من مشروع الحداثة السياثقافي إصطدمه بمصالح سعت إلي تقليص الجرعة القومية في المحصل العام لاي عمل, بمعني أن الاستعمار في سبيل تأكيد وجوده المستمر وكذلك الطائفية الدينية في سبيل جريها وراء وراثة الرصيد الحكومي الكبير الذي سيخلفه المستعمر إنبنت ضربات مرة لمستقبل المشروع الحداثي القومي وتمت تنازلات خطيرة من قبل ورثة كاريزما عرفات وعبداللطيف مما أدي إلي تحقين المتحقق القومي آنذاك بعناصر التهديد والفناء في قابل الايام. وبرغم المحاولات التي بذلتها الانتلجنسيا القومية بترميم الثقوب التي واجهت الخريجين الذين تم محاصرتهم بالتهديد والترغيب إلا أن الحكومات العسكرية جاءت لتقضي علي كل تلك المحاولات الدؤوبة للتحديث ومايزال ورثة دور الانتلجنسيا القومية بعد الاستقلال يواصلون في مسيرة المشروع القومي الحداثي غير أن كل الظروف الصعبة تلتف من كل حدب وصوب لتجعله غير قادر علي أداء هذا الدور الاصيل.

    وبرغم الجهد الحداثي الذي توافر للانتلجنسيا القومية في جبهات الفكر والثقافة والادب إلا أن كل ذلك إنتهي الآن بجموع الوعي السوداني العام إلي الكفر بالقومية ذاتها وعدم الافتخار بها طالما أنها لا تحقق الحد الادني من الامكانية للاكل والشرب والامن والصحة وغيرها من متطلبات الحياة الاولية, فهاجرت قطاعات واسعة من حملة المشروع الي الخارج وأصبح الداخل الذي هو محك عملها مجالاً للانتهازية السياسية والثقافية وأبعد من ذلك أن جماعات وافراد من رموز التحديث القومي أصبحوا أكثر إرتداداً عن مشروعهم وعادوا إلي الداخل إلي الاندماج مع السلطة السياسية القائمة الآن والتي يدرك أي عاقل إلي أي حد تفكر وتنفذ في هزيمة محاولات التحديث القومية التي سعت لها أجيال من تلك الانتلجنسيا السودانية المؤمنة بالتحديث في الارث القومي.

    وإذا أدركنا أن الحرب في الجنوب ودارفور والشرق كانت نتاجاً لتلك التنازلات التي قام بها الرواد حين إحتقنت مواقفهم بترضية الطائفية السياسية آنذاك, فوقاً عن أن الحرب ـ بالتجربة ـ هي السبب الاساس لقضم الخيارات القومية الايجابية في اي بقعة , فأن ما لايمكن إدراكه هو غياب دور رموز الحداثة السودانية في التنظير لمعالجة هذه (الجراحات العنصرية) التي خلفتها الحرب مع ترك المجال ناشئة الكتابة وهواة الانترنت لتقوم بهذا الدور الشاق, وذلك في ظروف مفصلية حرجة يعاني فيها الطرح القومي من الضمور والتكلس إلا من بعض إجتهادات قليلة لا تتناسب مع الحجم الكبير للانتلجنسيا القومية.

    علي ضوء هذه المعطيات يندرج السؤال أعلاه, فهل من مجيب..؟

                  

العنوان الكاتب Date
علي ضوء السائد: هل مات المشروع القومي للحداثة في السودان..؟ صلاح شعيب12-02-05, 10:06 AM
  Re: علي ضوء السائد: هل مات المشروع القومي للحداثة في السودان..؟ سفيان بشير نابرى12-02-05, 12:27 PM
    Re: علي ضوء السائد: هل مات المشروع القومي للحداثة في السودان..؟ صلاح شعيب12-02-05, 04:17 PM
  Re: علي ضوء السائد: هل مات المشروع القومي للحداثة في السودان..؟ سفيان بشير نابرى12-06-05, 00:31 AM
    Re: علي ضوء السائد: هل مات المشروع القومي للحداثة في السودان..؟ أبكر آدم إسماعيل12-26-05, 09:18 PM
      Re: علي ضوء السائد: هل مات المشروع القومي للحداثة في السودان..؟ منتصر عبد الماجد12-27-05, 00:12 AM
  Re: علي ضوء السائد: هل مات المشروع القومي للحداثة في السودان..؟ Masoud12-27-05, 00:37 AM
    Re: علي ضوء السائد: هل مات المشروع القومي للحداثة في السودان..؟ Biraima M Adam12-27-05, 01:36 AM
      Re: علي ضوء السائد: هل مات المشروع القومي للحداثة في السودان..؟ صلاح شعيب12-28-05, 12:07 PM
  Re: علي ضوء السائد: هل مات المشروع القومي للحداثة في السودان..؟ altahir_212-28-05, 08:04 PM
  Re: علي ضوء السائد: هل مات المشروع القومي للحداثة في السودان..؟ سفيان بشير نابرى12-30-05, 04:16 AM
    Re: علي ضوء السائد: هل مات المشروع القومي للحداثة في السودان..؟ صلاح شعيب01-06-06, 10:53 PM
  Re: علي ضوء السائد: هل مات المشروع القومي للحداثة في السودان..؟ Bashasha01-07-06, 00:38 AM
    Re: علي ضوء السائد: هل مات المشروع القومي للحداثة في السودان..؟ Haydar Badawi Sadig01-07-06, 03:01 AM
      Re: علي ضوء السائد: هل مات المشروع القومي للحداثة في السودان..؟ Haydar Badawi Sadig01-07-06, 03:14 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de