الطيب مصطفى يرمي ساطع الحاج بتهمة الدفاع عن المجرمين فماذا نحن قائلون

Quote: ü أنت ناشط في حقوق الإنسان .. وعضو في هيئة مناهضة ختان الإناث.. وشخصية سياسية عامة.. كيف قبلت بالمرافعة في قضية هزّت المجتمع السوداني هزّاً؟ ـ أولاً: الجريمة التي وقعت جريمة نكراء، وبشعة بكل المقاييس القانونية والدينية والاجتماعية. ثانياً: المحامي لا يدافع عن الجريمة في حد ذاتها ، وإنما على المحامي أن يراقب ويعمل على تطبيق سلامة الإجراءات في المحاكمة ، والاطمئنان إلى تطبيق جميع معايير المحاكمة العادلة وتطبيق القانون .. وبالتالي فإن على المحامي أن يبذل غاية لا أن يحقق نتيجة .. وعليه فمن حق أي شخص أن ينال محاكمة عادلة وإلا فما معنى القانون واختراع المحاكمة ، والمحاكم ذات نفسها هي المعنية بتطبيق القانون. ثالثاً: وفي القضية الماثلة أمامنا ، ليس من مهمتي أن ابرئ المتهمين ، ولكن مهمتي أن يخضعوا لمحاكمة عادلة ، بغض النظر عن حكم المحكمة بالإدانة او البراءة. وعملي ذات نفسه يأتي متناسقاً ومتناغماً مع آخرين في المثلث القانوني للمحاكمة ، المتمثل في هيئة الاتهام، وهيئة الدفاع، والقاضي. علينا في الدفاع أن نتأكد من أن جميع الأدلة التي قُدّمت في مواجهة المتهمين كانت أدلة صحيحة ومتماسكة مع بعضها البعض ، ومتسقة مع القانون. ü المتهمون هل طلبوا من محامين آخرين أن يترافعوا عنهم ، قبل أن يحضروا إليك؟. ـ نعم ، اختاروا محامين آخرين .. ولكن عندما وصلني التكليف ، كان عليّ أن أكون شخصاً مبدئياً ، يعمل على إرساء مبادئ القانون، والمحاكمة العادلة؛ بغض النظر عن الصورة البراقة الاجتماعية. التكليف كان قراراً صعباً في داخلي : إما أن أقبل أن اكون محامياً حقيقياً وفق ماذكرته .. أو أن أكون محامياً مظهرياً يخشى على صورته من الاهتزاز وفقاً للفهم السطحي.. لذلك ، ظللت ليلة كاملة أفكر في الأمر ، ولم أنم تلك الليلة.. وقد حسمت قراري بالموافقة على العمل في هذه القضية . ü أكيد.. مورست عليك ضغوط أسرية .. ومن أصدقائك .. وحزبك .. بألا تقبل هذه القضية؟. ـ نعم مورست عليَّ ضغوط هائلة من جهات عديدة إجتماعية وسياسية، لإثنائي عن قبول القضية.. ولكن في النهاية أنا حريص على صحة موقفي وفق المبادئ والقناعات، والتي التزم فيها بالقانون والأخلاق. ü لماذا أنت وحدك.. وليست هناك هيئة دفاع؟!. ـ المفاجآت التي ستظهر في جلسة اليوم أنّ هنالك محامين .. ومؤكد أنّهم بعد أن اقتنعوا واستطاعوا أن يفصلوا بين ما هو عاطفي وموضوعي .. قرروا أن يكونوا معي في هيئة الدفاع.. وسيظهروا أمام المحكمة اليوم. ولأن المحـاماة ليست دفاعاً عن الباطـــل .. فإنني والمجموعة التي معي فـــي هيئة الدفاع متصالحون مع أنفسنا