|
Re: يا بشرى هذي حمائم -- شعر (Re: حامد بخيت الشريف)
|
سريرة الغائبة حامد بخيت 1- البهاء: البهاء أسميناها ، وعشقها لمن يحيا طليقاً من سلطة عقله ويضحك ملء المسامرات التي بيننا بلذة باهته ، عشقي أنا لمن يسترق من الضوء غفلته ويجرب أشياءه عامداً لمضارعة القدماء ، أو كما فتيات المواقيت الخصوصية ، يهدرن الحليب ولا يندمن على شيء مما فقدن . البهاء إذاً رغاء البعير عند انتصاره وحنينه . قلت: البهاء مناداتك لي وأنا متعب النفس . قالت: البهاء انتظارك عند حائط المغني ، والرب لا يعشق الواقفين إلا ليسألونه هدى الأرواح . مخرج النفس ما سال عنها وأزبد وكنا عبدنا المسام التي هجرتها شعيرات الدم نزولاً عند حاجة السيسبان ، المسام بكتنا وعرّشت حولها (ببغاوات ) القصور الفارهة . على سرجها المخملي ، مترعات الأشواق حرّزتهن بصورتها ، ما أفاء علينا الإله به من نعيم . بنت ما نطق السيسبان وهو حال النسيب يزيل كروب البوادي غناءاً ، والبوادي إذ تكسرت حنيناً في غناء السيسبانة أهدت بداوتنا شقوتها ، ونحن محابيس أفخاذ الغابة لا يكفي شهواتنا غير دفق الاستواء . قالت: أنادي ولاتك حين ذوات القرابين نلن من خوفهن مرفأً يحتوي مراويد أحلامهن . حين المساء يراني براء من الروح أقرب للسلب من قبلة العاشقين اللذين استهاما وقرّب ضوء المصابيح وجهيهما . أنا منحت العيال ما أنكرته عليَّ المزامير قبل انتشار الشقوق بوادِ المنال . أنا إذاً غائبة في نعيق الملاعين ، بيضاء . السيسبان هداي ولا ينبغي للحبيب أن يشيح بسترته عن شهوتي الغائبات جميعاً كتبت نشيدي وغنين مقطعهن الأخير اشتهاءاً والموت يبس ويخضرّ ما غرفته يداي ، على شفتيَّ نداء وقلبي يصيح . ايها الخيل ! أنتم بقايا نوالي من العشق . أنتم قرابين عشيقاي ذانك . وأني بوحي الإله عرفت مكان الرضاع ، ولم يكفني ثدي أم شحيح ، يجود بقطرة عشق ويأبى ممانعة أن يزيد . أنا أذاً غائبة عن حديث المساءات غائبة عن صلاة الجماعة واسعة الشوق للاكتفاء بصدري عن المانعات . صدرها مدفن الصفير ومواجد قيثارتي إذ شكت توقها للبكاء .صدرها سلسبيل النعيم ، يسقيني من حنين المزامير ما بخلت عارفات الحضور به . بقجتي ما حوت غير طوق من الحلم مدخرُ للذي هزني أول الأمر ثم استغاث بأنواره عن غياب المقيمة في حلمها . بقجتي جعلت فرجة اللاعبين جائزة في حق ما حط في جسدي من دمامل . وأنا لا يراني العراة ولا يدركون انتشار العطر بما حملت شهوتي . لي سيسباني ولك المنتهى ، لي شفرة النصر ولك الثغاء ، لي ما ليس لك . ويلك من سائل العشق الذي من يميني أتى ، ضوع العبير الذي من نفاذ أمات النداءات جمعاء . بعداً لما صنع الوجد بقلب عاشقة فتتت الريح سطوة عينيها وبريقهما ، ولم يبق في قلبها سوى إصبع من حنين . 2- السريرة : أرفع ما نظرت في الغرام وليس من يعلم أدناها غيري ، وأنا من هيج الموج وعلّم الشوق نسج المواويل البريئة . السريرة ، ما انفكت تواري النجيع الذي يبتديك بنهج القرون المضيئ ظاهرها وهي كاملة في العماء .
|
|
|
|
|
|