الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
القاصة سارة الجاك ومجموعتها القصصية الأولى ( صلوات خلاسية ) ما بين توظيف الحلم وغموض الرمز ...
|
القاصة السودانية الشابة ( سارة الجاك ) قاصة واعدة صدر لها عن دار الحضارة المصرية مجموعة حملت اسم ( صلوات خلاسية)، وهذه المجموعة تعتبر أول الإصدارات التي اختارت القاصة قصصها لتكون مجموعة واحدة ، فللقاصة العديد من القصص الأخرى أتمنى أن تتاح لها فرصة التدوين في شكل كتيبات حتى نستطيع من خلالها التعرف على مقدرة هذه القاصة في توظيف السرد لخدمة ما تؤمن به ، وما تبشر به من خلال سردها الشيق الجميل . تتنوع تجارب قصص ( صَلَوَات خُلاسِيَّة ) للقاصة سارة الجاك ؛ بين القصة القصيرة والأقصوصة ، وتضم المجموعة بين ضفتيها سبعة عشر نصاً كُتِبت في الفترة الممتدة من 2006 – 2007م ، وقد حُظِيتُ من القاصة بمسودات النصوص ، فلها شكري وتقديري . من حيث الترتيب الموضوعي انحصرت المجموعة بين عنصري من عناصر الطبيعة المبهجة والمفرحة ألا هما : ( الوردة الحمراء ) كنص أول وختمتها القاصة ب (زهرة اللوتس ) . الإنسان والطبيعة محورا قصص هذه المجموعة ، ومن هنا كان التوقع بأن نصوص المجموعة ستخلق لنا أفقا عاماً نستطيع من خلاله أن نلمس الربط ما بين دلالة اختيار اسم المجموعة ( صَلَوَات خُلاسِيَّة ) وبين النصوص المكونة لها ، وذلك بأن نرى في نصوص المجموعة ما يؤكد هذه الصلوات الهجين أو الدعوات الهجين حيث أن الصلاة لغة : هي الدعاء ، وأن تكون قادرة على إعطاء المتلقي مبرراً لاختيار ذلك الاسم مثل أن يكون هناك نص بالمجموعة يحمل اسم ( صَلَوات خُلاسِيَّة ) ، ولكن يمكن اعتبار أن الهجين يأتي في هذه المحموعة من كونها شملت مواضيع عدة : الطبيعة ودلالاتها ، والحاكم الذي يأتي إلى الحكم بمحض الصدفة كما في قصة ( البروز البري ) و فلسفة شفافية النور في ( انكسار اللون الأبيض ) وتجليات ظهور اللون الأخضر في كثير من النصوص وفي قصة ( تراتيل المتاهة ) نجد أن القاصة قسمتها إلى تراتيل ثلاث : بدءأ من ترتيل ( الهبوط ) ثم ( ترتيل المتاهة ) ف (ترتيل العروج ) في ترتيب عكسي تحمل رحلة أنثى مع نفسها ونصفها الآخر في إطار لا يخرج من كونه حوار فلسفي بمنولوج داخلي ؛ بيد أن القاصة في قصتها ( حوارية الحنين ) تتجلى بوضوح المسحة الصوفية والصراع الحاد ما بين الرؤى والواقع ، وهموم الإنسان الذاتية وسعيه لتجاوز واقعه المهترئ نحو عالم القيم ، وتجسيد ( الكرامات ) في التغيير إلى ما هو أفضل أو ما هو مأمول ، وتسير القاصة في نفس الدرب ذي البعد الصوفي فنطالع قصتها (ديناميكا الأرض.... إستاتيكا الارتحال ) ففيها تنتصر الكاتبة للخلوة والمسيد والشيخ عندما تحلق ببطلها عاليا في لحظة تمنى فيها لو أن الأرض اختفت ليكون هناك ، وبذلك يكون عنوان القصة (ديناميكا الأرض.... إستاتيكا الارتحال ) مبررا ومناسبا .. لتفتح المجال للقارئ ليحدد بنفسه أي مكان هذا الذي سما إليه بطل القصة وكيف حاله الآن ؟ وكيف .. وكيف .. وكيف .. ؟ أسئلة ما تطفق تطوف بخيال القارئ عند الانتهاء من قراءة القصة ،ونبقى مع هذا الفيض الصوفي ونحن نقرأ النص الذي يحمل اسم (حُلُولات القَمَر عندَ فَاطْنَة تِـرْ ) ، وبالمجموعة أيضاً قصص أخرى غاية في الروعة والتصوير المدهش سأكتفي بالإشارة إلى مسمياتها حتى لا أفسد على القارئ حاسة التوقع ،ومن هذه القصص : ( خضاب الدم ) و( ونشيج ) و( قاطرة ) و ( ذات خسوف ) و (اشتراق ) و (اهتزاز في شبكيَّة البصيرة ) وأخيراً زهرة اللوتس ، ويمكنني القول إن القاصة قد نجحت في هذه التجربة ويمكننا من خلال قراءة هذه المجموعة أن ندرك خصائص هذه القصص من ناحية الرؤية ، والأداة ، والتكنيك الفني ؛ حيث نجد أن رؤية القاصة تتسم بالمثالية والروح الشفافة والمبادرة للتغيير ، والتطرق لكثير من الأشياء التي تمسك بخناق الإنسان وتكاد تعصف به ، ومحاولة علاجها برؤيتها الخاصة ذات الطابع المثالي الذي كله انتصار للخير واستشراف للحلم ، ونصب حربٍ للواقع المادي بما فيه من جشع وتحلل ، وهناك ظاهرة في لغة القاصة بجانب اهتمامها بالجمل الشعرية ، هي توظيفها للتراث الديني والشعبي ، خاصة الألفاظ ذات الدلالة الصوفية ، والمقولات المأثورة التي يزخر بها المجتمع السوداني مثل بعض الأشعار السائدة في جلسات الزار (يَا مَرْحَبَاً بِالخَوَّاجَةْ يَا مَرْحَبَاً دُوْدْ مَاجَهْ ) كما في قصة (اهتزاز في شبكيَّة البصيرة ) ، وهي اقتباسات قد قصدت بها القاصة التعبير عن الخط الدرامي لسردها ، والكشف عن التضاريس النفسية لشخوص نصوصها ، محاولة منها لاستبطان شخوصها أو بعضها وسبر أغوارها ومعايشة وضعها الداخلي من قلق وتوتر ومعاناة ؛ أما التكنيك الفني لهذه المجموعة القصصية نجد أن القاصة قد مازجت في نصوصها ما بين السرد والحوار ، وأحياناً تلجأ لاستخدم أسلوب الارتداد في بعض النصوص ، وقد وضح أن المجموعة بها عدد من القصص يعرف بالأقصوصة ، وهي التي تحتل مساحة ضئيلة قد لا تتجاوز الصفحة الواحدة مثل (الوردة الحمراء) ، (البروز البري ) ، وكما هو معروف فإن هذا النوع من القصص يحتاج في شكله الفني إلى قدر كبير من التكثيف والسيطرة المحكمة على البناء الفني ؛ أما قصة (تراتيل المتاهة ) إذا أخذنها كما أرادت القاصة مقسمة إلى أقصوصات نكون قد تعرفنا إلى شكل فني حديث استخدمته القاصة حيث أنها نوَّعت المشاهد داخل القصة الواحدة ، بحيث تبدو في الظاهر مُجزأة ، منفصلة ، ولكنها في النهاية تكون رؤية واحدة ، هي تعميق الموقف بكل تفاصيله في حياة الإنسان عموماً . إذاً هي دعوة للجميع للإطلاع على هذا السفر الذي حاولت فيه القاصة الاستفادة من الحداثة في كتابة القصة القصيرة وتطوير أدواتها الفنية ، وعرض بعض التقنيات الحديثة ، كتوظيف الحلم كما في ( حوارية الحنين ) ، واستخدام تيار الوعي كما في (خِضَابٌ مِنْ دَم ) وغموض الرمز كما في ( الوردة الحمراء ) ، ( وزهرة اللوتس ) .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
القاصة سارة الجاك ومجموعتها القصصية الأولى ( صلوات خلاسية ) ما بين توظيف الحلم وغموض الرمز ... | عروة علي موسى | 12-12-09, 08:55 AM |
Re: القاصة سارة الجاك ومجموعتها القصصية الأولى ( صلوات خلاسية ) ما بين توظيف الحلم وغموض الرمز | عروة علي موسى | 12-12-09, 10:09 AM |
Re: القاصة سارة الجاك ومجموعتها القصصية الأولى ( صلوات خلاسية ) ما بين توظيف الحلم وغموض الرمز | عروة علي موسى | 12-13-09, 10:26 AM |
Re: القاصة سارة الجاك ومجموعتها القصصية الأولى ( صلوات خلاسية ) ما بين توظيف الحلم وغموض الرمز | حمور زيادة | 12-13-09, 12:32 PM |
Re: القاصة سارة الجاك ومجموعتها القصصية الأولى ( صلوات خلاسية ) ما بين توظيف الحلم وغموض الرمز | عروة علي موسى | 12-13-09, 05:11 PM |
Re: القاصة سارة الجاك ومجموعتها القصصية الأولى ( صلوات خلاسية ) ما بين توظيف الحلم وغموض الرمز | عروة علي موسى | 12-17-09, 11:06 AM |
Re: القاصة سارة الجاك ومجموعتها القصصية الأولى ( صلوات خلاسية ) ما بين توظيف الحلم وغموض الرمز | ثروت همت | 12-17-09, 03:13 PM |
Re: القاصة سارة الجاك ومجموعتها القصصية الأولى ( صلوات خلاسية ) ما بين توظيف الحلم وغموض الرمز | عروة علي موسى | 12-19-09, 07:46 PM |
Re: القاصة سارة الجاك ومجموعتها القصصية الأولى ( صلوات خلاسية ) ما بين توظيف الحلم وغموض الرمز | سلمى الشيخ سلامة | 12-20-09, 06:57 AM |
Re: القاصة سارة الجاك ومجموعتها القصصية الأولى ( صلوات خلاسية ) ما بين توظيف الحلم وغموض الرمز | عروة علي موسى | 12-22-09, 09:50 AM |
Re: القاصة سارة الجاك ومجموعتها القصصية الأولى ( صلوات خلاسية ) ما بين توظيف الحلم وغموض الرمز | حامد بخيت الشريف | 12-22-09, 02:57 PM |
Re: القاصة سارة الجاك ومجموعتها القصصية الأولى ( صلوات خلاسية ) ما بين توظيف الحلم وغموض الرمز | عروة علي موسى | 12-24-09, 11:11 AM |
|
|
|