|
الإنتباهة:إذا اختاروا المواجهة فليستعدوا للنتائج..
|
إذا اختاروا المواجهة فليستعدوا للنتائج.. الكاتب رئيس التحرير الثلاثاء, 08 ديسمبر 2009 12:13 ٭ تطورت الأوضاع بشكل لافت، واحتلت أخبار السودان بالأمس صدارة كل نشرات الأخبار في القنوات الفضائية وتسابقت بها وكالات الأنباء العالمية، وذلك لأن الفعل الصبياني الذي قادته الحركة الشعبية ومن خلفها ذيولها من أحزاب المعارضة التي حاولت بالأمس تنظيم تظاهرة وتجمهر أمام المجلس الوطني، دون الحصول على إذن رسمي من السلطات وهو أمر معمول به حتى في أعرق الديمقراطيات في العالم، ففي أوروبا الغربية، لا تستطيع الخروج في موكب سلمي أو تظاهرة شعبية أو مسيرة تأييد أو احتجاج، دون الحصول على تصديق رسمي يحدَّد بموجبه مكان التجمع للمشاركين، وطريق السير الذي يعبره الموكب أو التظاهرة والزمن وبرنامج المخاطبة.
هذا في أعرق الديمقراطيات، فالأمر ليس فوضى وهياجًا أعمى وشعارات طائشة، وكان يمكن لأحزاب المعارضة، أن تحصل على التصديق والإذن الحكومي، بعد أن علمت من شرطة محلية أم درمان بعد إخطارها أن الخروج في مثل هذا الموكب يتطلب تصديقاً يعزِّز الإخطار هذا بموجب المادة 721 من القانون الجنائي لعام 1991م، وهو نص ظل موجوداً في القانون منذ عام 5291م، والغريب أن المناديب الستة لقوى المعارضة، وافقوا على ذلك وذهبوا ولم يعودوا للحصول على التصديق والإذن الرسمي، وهنا وبفعل الأجندة غير المعلنة والأهداف غير المرئية، ساد الاعتقاد القوي، أن وراء هذا الموكب ما وراءه، فقد تستَّرت كل أحزاب جوبا، خلف الشعارات العامة، وكلٌ له أغراضه والكل مشترك في المُراد الحقيقي من هذه التظاهرة المغلَّفة الهدف..
الخطأ الأول، هو خطأ الأحزاب المستغفَلة، التي تجالس الحركة الشعبية باعتبارها طرفًا معارضًا، وهي تعلم أنها في ذات الوقت جزء من الحكومة، وهو موقف تستغفل فيه الحركةُ أحزابَنا الضالة، التي لا تعرف ماذا تريد وهي تنساق كالنعاج وراء الدعاية السياسية العبثية لأمين عام الحركة ونائبه والتيار المتأمرك.. فالحركة هي الشريك الأساسي بعد المؤتمر الوطني في الحكومة، فكيف تتحول لخانة المعارضة والتآمر إن لم يكن الأمر كله مترعًا بأجندتها التي تريد تنفيذها..؟
الخطأ الثاني، أن كل طرف من أطراف أحزاب جوبا، كان يريد توريط الأخرين في المواجهة مع الحكومة، فالأحزاب الشمالية الضالة، تخفَّتْ وراء الحركة واتخذتها درعاً لمصارعة الحكومة ومصادمتها، والحركة أرادت استغلال هذه الأحزاب وخداع جماهيرها، وخوض معركتها ضد شريكها المؤتمر الوطني برماح الجميع، ووراء هؤلاء سماسرة السياسة من أهل الخيبات التاريخية كالمدعو فاروق أبو عيسى المعروف بعمالته ومخازيه عبر تاريخه غير المشرِّف، هؤلاء أرادوا أن ينالوا الغنيمة باردة بعد أن تنجلي المواجهة وتمتليء ساحة المعترك بالجميع.. هذه التقاطعات والتعارضات في الأهداف والأجندة، لهذا التشتيت السياسي المسمّى أحزاب تجمُّع جوبا، هي التي رسمت صورة ما تم يوم أمس.
أما الخطأ الأكبر، فهو تحدي باقان أموم وياسر عرمان وبقية جوقة المعارضة للقانون وأحكامه ومقيِّداته ومحدِّداته، وتحدِّيهم للجهة المنوط بها حفظ الأمن وحماية المواطن ومنع عملية نسف الاستقرار والسلم الاجتماعي.. فقد ظن هؤلاء، أنهم فوق القانون ولا يستطيع أحدٌ محاسبتهم وتوقيفهم واقتيادهم لمخافر الشرطة، لمساءلتهم وفتح بلاغات ضدهم توطئة لتقديمهم للمحاكمة ومقاضاتهم لمخالفة القانون وقيادة وتنظيم تجمهُر فوضوي غير قانوني وعمل غير مصرح به.
ما تم هو تأكيد أن عين الشرطة ساهرة ويدها حارسة، وهي متيقِّظة ولن تسمح بهذا الانفلات.
٭ أهم عِبر ودروس يوم أمس، أن أسلوب المواجهة، وجر البلاد للفوضى العارمة، سيرتد كيد الكائدين فيه إلى نحورهم، كما أنه أسلوب لا يزيد أوضاع البلاد إلا اضطراباً وتشنُّجاً، فإذا أرادت الحركة وذيولها الضالة هذه المواجهة، فلتستعد للنتائج ولتتحمل التبعات..
وإذا أرادت هذه القيادات البائسة من نفايات الحروب وأرصفة التيه، أن تعبث بأمن المواطن وتقود البلاد لحمامات الدم والصراع والاقتتال والتخريب والفوضى، فلتستعد أيضاً لحمل المسؤولية عن كل ذلك على ظهورها المنهكة والهلكى.
٭ على الحركة الشعبية أن تفهم أن يوم أمس أيقظ الكثير وأحيا الخلايا النائمة.. فلتستعد لما بعد الإثنين ٢٠٠٩/١٢/٧
|
|
|
|
|
|
|
|
|