|
Re: ما اليوم التالي..للاثنين L2؟؟ (Re: عزالدين صغيرون)
|
ما اليوم التالي ..للاثنين ؟!.(2) في المعادلة السياسية ثمة معقد خالٍ..فهل تشغله "الحركة" ؟.
عزالدين صغيرون الثقل الجماهيري والتأييد اللذين حظيت بهما الحركة في مختلف مناطق السودان ، والذي تجلى بوضوح في التجاوب مع النداء الذي وجهته إلى القوى السياسية والمدنية ، يضعها أمام واقع جديد ومعطيات جديدة ، لابد أن تتعامل معهما ، فالسياسة في النهاية هي فن التعامل بمرونة مع متغيرات الواقع السياسي والإجتماعي ، ومع عدم إغفال دور القوى السياسية المتحالفة معها ، أو ما سميناها مجموعة جوبا ، إلا أن الحركة الشعبية كانت هي اللاعب الجديد في فريق المعارضة الشمالية ، وهذه أول مشاركة لها في عمل سياسي جماهيري مع الأحزاب الشمالية على مستوى الشارع ، وقد حضورها هذا لافتاً ، وعاملاً حاسماً. فواتير مستحقة على الحركة يجب أن يكون قادة الحركة في غاية من الذكاء في قراءتهم لهذه التجربة ، لأن هذا كفيل بأن يُكسبهم أراضٍ سياسية جديدة ، ويدفع بالحركة وأهدافها نحو أفق ما كان يخطر ببالهم ، وأزعم ، مؤكداً ، بأن البطل القومي الراحل القائد المؤسس جون قرنق لو كان حيَّاً الآن ، لعرف كيف يوظف هذه اللحظة التاريخية ، ولقرأ احتمالاتها المستقبلية بشكل جيد . والواقع أن أحداث يوم الاثنين بقدر ما فتحت آفاقاً جديدة أمام الحركة الشعبية ، بقدر ما طرحت تحديات نوعية جديدة أمام قيادتها ، وهذا ما سنحاول تبينه معاً هنا . *أولاً : لقد وضعت الأحداث الحركة وقيادتها أمام مسئوليات جديدة ، إذ أن التجاوب الذي قوبلت به دعوتها من سكان العاصمة الاتحادية بمختلف شرائحهم وألوانهم العرقية والثقافية والسياسية في تلاحم قوي وحميم ، يجب أن تعرف قيادة الحركة بأنه: * أولاً لم يكن مجانياً وإنما هو حول أهداف وطموحات هذه الجموع ، وبالتالي فإن على الحركة أن تلتزم بسداد فاتورة هذا التأييد والتجاوب معها والعمل على المضي بها إلى نهاياتها في برنامج هذه الجماهير. ، * ثانياً إن الذين خرجوا يكن دافعهم جميعاً "تقرير المصير" ، ولم تكن مشكلتهم "تقنيات" الاستفتاء ، ولا أظنني في حاجة لأن أخبرهم ماذا كانت تطلعاتهم الحقيقية ، فقد سمعوا الهتافات بآذانهم. وبالتالي فإن هذا مما يضاعف مسؤوليات الحركة للعمل على تحقيق أهداف وطموحات هؤلاء الذين لبوا نداءها وتجاوبوا معه بصدق . وطالما لم يكن الحشد جنوبياً فقط ، وإنما كانت القسمة فيه بينهم وبين إخوانهم وأخواتهم من الشماليين وغير الشماليين ، وإن ما كان يوحدهم يومها الهدف ، أو مجموعة الأهداف السياسية التي عبروا عنها في شكل شعارات وهتافات عفوية ، فإن هذا يفرض على قيادة الحركة أن تنصت جيداً لهذه الهتافات وتتجاوب معها ، فهذا هو ثمن استحقاقها للتأييد . فالشعوب لا تمنح تأييدها مجاناً ، وإنما مشروطاً . طريق العودة المسدود إذا فهم قادة الحركة هذا جيداً ، فإن له تبعاته التي تتطلب تغييراً في أجندتهم السياسية ، وأولها أن يرفعوا من سقف برنامجهم السياسي . إذ لا يعقل أن تستمر الحركة "جنوبية/جنوبية" ، لأن في هذا خيانة للمبادئ التي وضعها القائد المؤسس للحركة ، من ناحية . ولأن في هذا خيانة للواقع ومعطياته ، من ناحية أخرى. فقد تجاوزت الحركة هذا المربع منذ لحظة استقبال الزعيم الراحل في الخرطوم ، بعد حرب استطالت لأكثر من عقد استقبالاً يليق حقاً بالأبناء الأوفياء لوطنهم و أمتهم . لقد "حسبها" سياسيو الخرطوم ذات يوم بطريقة خاطئة ، حين لم يمدوا يدهم لجون قرنق ، لأن حساباتهم كانت ضيَّقة ، لم تتجاوز أفق أحزابهم الضيِّق ، بل وأفق أُسرهم الأضيق ، وأظنهم لا زالوا يفعلون ، أما أنتم فينبغي أن تستندوا على إرث جون قرنق الواسع بحجم السودان الجديد الذي كان يحلم به ، أليس هذا أبسط أشكال الوفاء لهذا القائد؟. على الحركة الآن أن تترك جانباً أجندتها القديمة ، بعد أن أصبحت هذه الأجندة تحت سقف ما هو متاح أمامها من أهداف ، كي لا تكرر خطأ ساسة الخرطوم ، إذ أنها لن تحقق ما هو دون المساهمة في خلق "نظام " سوداني جديد ، وأنتم الآن مؤهلون للعب هذا الدور ، كما أن الظروف الموضوعية مهيأة له . وإذا كان من المفترض أن تقود الحركة الوطنية في أي مجتمع طبقته الوسطى لما تتمتع به من مرونة تتسع لكل مكونات المجتمع العرقية والثقافية وشرائحه البرجوازية المتنوعة ، فإن سياسات الحكومات السودانية المتعاقبة أدت ، على هذا المستوى أو ذاك ، إلى تآكل هذه الطبقة ، مما خلق فراغاً سياسياً ملأته القوى الراديكالية يميناً ويساراً ، وبسيطرة الهوس الديني ، تم تغييب جناح الضغط اليساري من المشهد السياسي تماماً ، وعلى كلٍّ فإن هذه الردة المحافظة ليست امتيازا سودانياً خالصاً ، إذ شهدت حتى المجتمعات الغربية (الأوروأمريكية) هذا التمدد الإرتدادي. والآن تستطيع الحركة الشعبية ، وبرفع سقف رؤيتها السياسية أن تملأ هذا الفراغ لتطرح نفسها حزباً قومياً يحتل موقع الوسط ، إذ ليس في الساحة الآن بين هذه الأحزاب من هو مؤهل لإحتلال هذا الموقع الذي خلا برحيل إسماعيل الأزهري الذي شغله بقيادته الحزب الوطني الإتحادي للحظات ، ثم ، وفي لحظة التنافس الحزبي على مقعد السلطة تخلى عن هذا الموقع ليتحالف مع الطائفية ، وكان ذلك أمر مؤسف بحق . وهذا هو الطريق يجب أن تتحرر الحركة من هاجس أجندتها الجهوية في المقام الأول ، لعدة أسباب واعتبارات عملية ، إذا هي أرادت أن تخدم مصالح مواطنيها الجنوبيون ، ومن هذه الاعتبارات والأسباب : 1/ إن "كرت" تقرير المصير هو الآن في جيب مواطنيها ، وبضمانات دولية ، ولذا يجب أن لا تقلق من هذا الجانب. 2/ إن كسبها الذي استطاعت أن تحققه في مختلف مناطق السودان يجعلها لاعباً رئيسياً في مساحة أكبر مكن مساحة الجنوب المليئة بالتناقضات ، وبالتالي فان النخب التنويرية في الجنوب تستطيع أن تلعب دورها بشكل أكثر فعالية في إطار سودان كبير أكثر مما يمكن أن تحققه إذا هي انكفأت على المحلي الجنوبي وحده ، إذ سرعان ما ستجد نفسها منخرطة – لاشعورياً – في هذه الصراعات القلية والثقافية على السلطة والثروة . 3/ إن عملية خلق أمة ودولة من الصفر أشق على الحركة ، خاصة في ظل ما وضح من تناقضات بين مكونات هذه الدولة المقترحة ، منذ الآن ، وهناك بين قيادات الحركة من أهل الإختصاص من يستطيع أن يقدم رؤية علمية موثوقة حول هذا . 4/ خاصة إذا أضفنا إلى ذلك التعقيدات التي دائما ما تصاحب عملية إنفصال أي إقليم عن الدولة التي كان يشكل جزءً منها ، ونعني بها تعقيدات جغرافية على الأرض والحدود والموارد المتجدد منها وغير المتجدد ، وتعقيدات ديمغرافية ، وأخرى اقتصادية . خلاصة ما أريد أن أصل إليه هو : إن تحقيق تطلعات جماهير الجنوب ، تتطابق – ولا تتناقض – مع تطلعات جماهير الشعب السوداني شمالاً وغرباً وشرقاً ووسطاً – ولا أعرف لماذا لا يتحدث الناس عن الوسط المهمش كله - رغم أن السودان كله يأكل منذ أكثر من مائة عام مما يزرع ورغم هذا تنتشر فيه الأوبئة الفتاكة ويفتقر إلى الخدمات الصحية ويعاني أهله "الغبش" مثل بقية أهل السودان . وأن الحل لمشكلة الجنوب ، مثلما لبقية أقاليم السودان ، ليس في انفصاله عن السودان لتكوين دولته الصغيرة ، وإلا فإننا سنحقق ما يريده من يريدون محو السودان من خارطة العالم ، وإنما الحل في أن نجهد ونتعب ونناضل لإعادة هيكلة وطننا وفق أسس ودستور وقوانين ومؤسسات تضمن لنا وطناً قوياً . ماذا دهاكم جميعاً؟! *ما بالكم أيها السودانيون أليست فيكم نخوة ، وغيرة ، ورجولة على عرضكم ؟؟!!. أليست عندكم كرامة؟!. أتتخلون عن سودانكم؟!! حتماً غداً ستتخلون عن نسائكم وأطفالكم لأن الحيلة أعجزتكم !!. الحق أقول لكم .
[email protected] .
|
|
|
|
|
|
|
|
|