لم ابحث عن اغنية اخري في ذاكرتي بعد ان توزع سرب الحمام صانعا دائرة عند راس المئذنة...كانت كل حمامة تـاخذ اتجاها لوحدهاتنتظر ابتداءات اللحن القديم... لم اغني احسست ان سفينة بكل اركانها في هدوء كانت ترمي مراسيها في قيعان ذاكرتي....حيث انزوي صوت بكاء حسين الصغير وتطابق تماما مع صوت بكاء ذلك الطفل خلف شاشة السينماقبل اربعة وثلاثين عام من الضحك ...تمتلئ بالغيظ وانت تسمع تلك الهسهسة والضجيج والصراخ اذ لا يتبقي بينك وبين الفوضي شيئ واراك بكل العيون تحط الرحال وتنزع الدهشة من مّاّقيك المحمرة...فتر.. فتر.. يرهقك التحديق والتامل...
عم تادرس كان يخرج من السينمافي البداية بعد ان تغلق الابواب وتطفأ الانوار ويبدأ الفلم..ينزل الي شباك التذاكر ويأخذالمحصلة ويمشي راجلا حتي يجلس مع الوالد ودكتور بدوي في الشارع امام العيادة......هنالك فقط امامك انت عندما تنظر الي اعلي تري اشعة الضوء المسافر من غرفة التشغيل يتلوي فيها الدخان ويتلون......وتخرج من قراطيس التسالي وفول الحاجات رائحة لها طعم....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة